نصوص أدبية

أحمد الحلي: يزتفعُ المنطادُ عالياً

ليسَ لي

أنا المُبَلّلُ بالأخطاءِ

سوى أن أعلّقَ نفسي

على حبلِ الغسيلِ

كي أجفَّ

*

كم من اللآليءِ الثمينةِ

كانت بحوزتِكَ

وكنتَ حينَها

تجهلُ قيمةَ ما تملكُ

فبدّدتَها جميعاً من دونِ تدبُّر

فوا أسفاه !

*

سأنامُ ملءَ جفونيَ

في السُنبلة

وأغدو رغيفاً

تقرأُ الأفواهُ عليهِ

البسملة

*

يرتفعُ المنطادُ عالياً

تقتربُ منه غيمة

يقولُ لها،

مرحى بكِ رفيقةَ سفرٍ

تقولُ : ليس الأمرُ مثلما تظنُّ

فأنا على موعدٍ

مع أرضٍ عطشى

*

أُطلِقُ في سمائِكِ

حمامةَ بيكاسو

وأنتِ ترفعينَ بوجهي

صليبَكِ المعقوف

*

أقَفُ على شأفةِ الهاوية

أرقبُ دفترَ العمرِ

تتطايرُ أوراقُهُ

ورقةً فورقة

كم أنا في توقٍ

لكي أنطلقَ بجناحينِ

مثلما تفعلُ يرقة

*

تنتشي الشجرةُ

وثصلُ إلى حدِّ الثمالةِ

بما حازتهُ من زقزقات

لكن ، وبمجرّدِ أن

يحطَّ عليها غراب

تطيرُ النشوةُ سريعاً

*

كأسُكِ مترعةٌ

وكأسي فارغة

لا خدشَ في أيّامِكِ

وجُرحي نابغة

*

وقفت الفتاةُ البدينةُ

أمامَ المونيكان

تأمّلت رشاقتَها

وخَصرَها النحيلَ

فكّرت أن تسألَها

عن النظامِ الغذائيّ

الذي تتّبِعُهُ

*

تُزهِرُ في مخيِّلتِنا

وجوهُ أحبتِنا الراحلينَ

تنثرُ الدِفءَ

في صقيِعِ أيّامِنا

وتتركُ في القلبِ

لوعة

***

أحمد الحلي

في نصوص اليوم