آراء

الطيب بيتي: الحرب الروسية – الاوكرانية.. كيف حولها الغرب من الجيوسياسة إلى الكهانة؟

الطيب بيت العلوي"منذ ما يقرب من نصف قرن، كتبت أن الغرب لم يعد يعرف ما إذا كان يفضل ما يجلبه من تدمير للعالم أم تأَملَ ما يدمره. ":من كتاب: مذكرات ريمون آرون"50 عامًا من التفكير السياسي "

"إنما تعجًب من تحجًب":حكمة قالها العرب قديما، أما في عصرنا الحالي المضطرب تحت قيادة الحضارة الغربية. !إذالباديأنه من العجب العجاب-تاريخيا ومعرفيا-ألا يسمي هذاالغرب الريادي:"العقلاني التنويري الإنسانوي"الأشياء بأسمائها. ولو فعل ذلك، لكان العالم اليوم أفضل، ولكفى الله الناس مناكفات الخلافات، وأشرارالإقتتالات، ولتم قبول شرعية حق الخلاف والإختلافات. !

 والأكثرعجبا، أن هذا الغرب المُعجِب بثقافته الهائلة بعلوشأنها، والغنية بتنوعها وشمولها وإتساعها. و"القدوة"و"المثال"للإنسانية جمعاء منذ اللاتين إلى الأمريكان، يعاني منذ عقود من حتمية نهاية حضارته المعقدة:السوداوية الرؤى، والرمادية الأوجه، والعدوانية المقاصد بعد أن حول نفسه إلى آلة جهنمية رهيبة فتاكة لا يمكن السيطرة عليها، ولايسندها أي معيارأخلاقي وإنساني، بل هدفها الوحيد هو"الأداءla performance,"و"الفعالية" l’efficacitéو"الإنتاجية" la productivité. مع إصرارهذا الغرب على إلزام "عالمية القيم الغربية" على سائر البشر، بحجة كونها غيرقابلة للتعويض. بل كونها قابلة لجبريات الإحلال، أوالميلاد أوالإيجاد في أي مكان في العالم :سواء في الوول ستريت بنيويورك، أوبالحي اللاتيني بباريس، أوبحي سوهو بلندن، أوابالساحة الحمراء بموسكو، أوبساحة"جامع الفنا"بمراكش، أو ببطاح مكة المكرمة، أوبجنبات المدينة المنورة، إلخ.

وهكذا، فإن النموذج الغربي مقتنع بأنه الأفضل في كل الأزمنة والأمكنة. يلعب على الإنبهار الذي يمارسه على النخب الغربية والثالثية المؤثرة في شعوب اليابسة، لتصدير نفسه إلى الجنوب والشرق بالقبول أو بالإكراه أو النهاية-بمعناها التوراتي- !.

 ناهيك عن أن تناقضات الغرب مع نفسه التي هي أكثر من أن تحصى، -وهذا جانب تفصيلي يحتاج إلى مجلد كبير-

ونأتي هنا بنموذج غربي لبعضها، ذكرنا بها هارولد بنتر-1930 -2008/Harold Pinter المسرحي البريطاني ذوالأصول اليهودية والحائزعلى جائزة نوبل للأدب) مسائلا ما يسمى تدليسا ب: "القيم الإنسانية العليا الغربية"حين قال فيما يلي ترجمته بتصرف:

"لقد إستنكرنا سياسات الديكتاتوريين العرب. مثل جمال عبدالناصر، حافظ الأسد، صدام حسين، معمرالقدافي ياسرعرفات، وبومدين وأحمد ياسين وبشارالأسد. والزعماء الأفارقة والأسويين وأمريكا اللاتينية مثل سيكوتوري، وسوكارنو، ولومومبا، وزاباطا، وكاسترو، وغيفارا، وهوغو تشافيز، وهو تشي منه، وما وتسي-تونغ- إضافة من عند الكاتب)، فجئنا بالقنابل"الذكية" واليورانيم المخصب، والإغتيالات المنظمة واللامحدودوة لحكام وزعماء الشعوب المناهضة لحضارتنا. وحمل إستعمارنا الفقرالمذقع والتخلف والموت والدمار... دعمنا أنظمة قرن أوسطية قمعية تدعي الدين وهي متفسخة، وسمينا كل هذه الأشياء:الإتيان إلى الشرق الأوسط بالسعادة، والأخوة الإنسانية، والحرية، والديموقراطية، وحقوق الإنسان.. إنها فقط حقيقة قيمنا "الإنسانية العليا" !

ومنها، قام الغرب بالأمس القريب"بهتلرة"قادة العرب وكل الثوريين في العالم الرافضين للإملاءات الغربية، وألبسوهم لبوس الفاشيين والنازيين. ثم تتم تصفيتهم أو إزالتهم عن مراكز إتخاذ القرار، عبر المؤامرات. وفي المقابل يرفعون من شأوأنظمة عربية كهوفية، وسواها من الأنظمة المتعفنة في العالم، ويصبغون عليها صفات القديسين والديموقراطيينن.

وفضلا عن هذا وذاك، ما يزال هذا" الغرب الغروبي"-كما سماه باسكال-"الولاد للفسفات عند الأمسيات" -كما وصفه مارتن هايدغر- يتقلب في مصائر البشرية كيف يشاء ومتى شاء منذ حداثته حتى اليوم-عبرأطروحاته التلفسفية والفكرانية والثقافاتية، وعبرماكينته الإعلامية الجبارة – بإستدامة فرض أطروحات مفاهيم الفروق بين"العقل واللاعقل" و(السلوك العقلاني) و(السلوك الهمجي) لينتهي الغرب إلى التدليل الفج:بأن العقل الغربي إذا ما"عقلن "العنف والهمجية ضد الآخرين فهو محق، وأن العقل الشرقي إذا عمد إلى العنف للدفاع عن نفسه أويدود عن مصالحه فإنما ذلك هوالشرالمستطير بعينه. !

فكيف تسطح النخب الغربية الثقافية والسياسية الصراع الجديد: (شرق /غرب)؟

 من هذه الزاوية أفصل وأقول:أن العاقل إذا نظرإلى شوارد ما ينشره الإعلام الغربي في شأن (الصراع الروسي الغربي) الدائر الآن على الأراضي الأوكرانية، بأن الجيش الروسي هوالذي دخل أكرانيا وليس العكس. !

لكن هل هذه القراءة المبسطة كافية لشرح أسباب ومخاطرهذا الصراع الذي قد يؤدي لى حرب نويية تأتي على الأخضرواليابس؟ ألا يجب أن نتريث ونتراجع خطوة إلى الوراء، لفهم ما يحدث، وتحديد المسؤوليات الحقيقية لمن يريد الحرب بالفعل؟

دحض الإدعاءات الغربية في الشأن الأوكراني:

 - القراءة للوهلة الأولى-المتسرعة والتسطيحية -التي قدمتها وسائل الإعلام الرئيسية الغربية منذ بداية الحرب هي: أن "أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد الغزو الروسي". هذا التفسيرتقدمه النخب السياسية والثقافية: الأمريكية والأوروبية إلى الرأي العام العالمي، في شكل ضجيج مستمرلترسانة الدعاية الكاملة، والكذب البراق تنشرعناصر: المبالغة والتحقير والأخبارالكاذبة والمونتاجات للصورومقاطع الفيديو، وشيطنة بوتين والروس أجمعين. (أنظر تفاصيل الفبركة الإعلامية الغربية المدعومة بالصور في هذا البحث:

 "7 FAKE NEWS stories coming out of UkraineBy Kit Knightly

 

وللإجابة على هذه العجالات التسطيحية وضح لنا بيير كونيسا:Pierre Konesa "(الموظف السامي السابق في وزارة الحربية الفرنسية والخبيرفي العسكرية الجيوسياسية للأطلسي) : حين صرح يومه الإثتين 03/07/22 على راديو أوروبا 1 الفرنسي) –(والرجل كخبيرعسكري ليس من المناصرين للروس ولا لبوتين-) - فقال موضحا:" بأنه لا يمكن مقارنة الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا بالعمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة في العالم لمدة 70عامًا، بدون العودة إلى بنود مجلس الأمن، والإستهتار بالمجتع الدولي. معتبرا أنه"من حيث الأكاذيب، فعلنا-نحن الغرب -أفضل بكثير من الرئيس الروسي. " !!..

ثم أضاف:"بوتين زعيم سياسي وهو مسؤول عن أفعاله. وبعد قولي هذا، آمل أن يكون جورج بوش في غرفة الانتظاربالمحكمة الجنائية الدولية !. لأنه عندما يتعلق الأمربالكذب، فعلنا أفضل بكثير من أداء فلاديمير بوتين… ! نعم : لقد راوغ الرئيس الروسي في التحضير لغزوه وذلك بأن أشار بأصابع الاتهام إلى" الحشد الكبير للجمعية العامة للأمم المتحدة "قبل التدخل الأمريكي في العراق.

 أما الأمرالحقيقي-يضيف بيير كونيسا -هوأن بوتين هو فوق كل شيء منبوذ من الغرب فقط ونقطة إلى السطر !.... "ثم أضاف.... :"من ناحية الأكاذيب، لا يزال لدينا ترتيب للأولويات التي يجب الحفاظ عليه. لأننا اليوم نخلص إلى نتيجة مفادها أن بوتين منبوذ لكنه في الواقع هو قبل كل شيء منبوذ فقط عندنا. حيث رفضت سبع عشرة دولة أفريقية وعربية وأسيوية أهمها الصين والهند والباكستان، التصويت لصالح إقتراح الإدانة في الأمم المتحدة، وهذا يعني أنه حتى حلفاء يغادروننا. !"

وبالنسبة للخبيرالجيوستراتيجيا- بيير كونيسا -، فإن الجغرافيا السياسية مختلفة اليوم تمامًا. " !

 ثم يضيف الخبير العسكري الفرنسي السابق بقوله:"نحن الغربيون لا نتوصل إلى نتائج ملموسة على الأرض في الجيو-سياسة الدولية، لأننا معتادون على خرق سيادات الحكومات المتجرة بسيادتها، وإرشاء أخري بإستغلال فقرها المالي أوضعفها الإيديولوجي، وعلى إملاء نظامنا الأخلاقي الغربي للآخرين. ومع ذلك قمنا بحوالي أربعين تدخلاً عسكريًا منذ عام91" !

وإختتم -بيير كونيسا -تصريحه هذا بهذه الحقيقة المرة بلهجة متهكمة:"الاستراتيجيون الغربيون يعتبرون الأرض مسطحة وأننا مركزها. وكل شيء على الهامش هو أرض همجية متخلفة مباحة لنا، ويمكننا التدخل فيها. "           

وقبل وبعد، فلماذا يكرر الغرب نفس أخطائه التاريخية:؟

-الغرب يكرردوما منذ ثلاثة قرون، نفس أخطائه التاريخية القاتلة-(ليس لأنه محق في ذلك، بل لأنه يملك القوة المادية والعسكرية، وقوة التأثيرعبرهول مراكزبحوثه وجبروت إمبراطورية إعلامه. أعلاوة على إستحمار الشعوب وسفاهة وغباوة النخب الفكرية والثقافية الثالثية، وإمعية سياسييهم). !وكيف ذلك؟

لنُذكربديا، العرب أجمعين -وخاصة العراقيين- بخطاب جورج بوش الأب قبل توجيه جيوشه لضرب العراق عام 1990 حين قال:"... فقد حسمت كل المسائل الأخلاقية في ذهني، هذه مسألة أبيض وأسود، ومسألة خير ضد شر، إننا نقاتل في صف الله"-هكذا- !!

ولنتذكرجميعا أيضا خطاب جورج بوش الإبن في سبتمبر 2001 حين قال: من لم يكن معنا فهوضدنا"... هكذا !! وتلفن إلى الرئيس الفرنسي آنذاك "جاك شيراك الرافض للمشاركة في الهجمة على العراق محاولا إقناعه بأن"الهدف الأسمى من مشروع الهجمة على العراق هو"محاربة هاجوج وماجوج -بالمفهوم التوراتي—وكانت صدمة كبيرللرئيس الفرنسي العلماني الأمرالذي دفعه إلى إستشارة أكبر الإختصاصيين في التوراة والإنجيل بسويسرا-وهذا جانب تفصيلي ليس مجاله البحثي هنا).. بل القصد هنا هو التنبيه إلى أن أمريكا–كحضارة غربية متطورة تطورا داروينيا:"سوسيو-سياسي -ثقافي)هي الحضارة المعاصرة التي تفصل الجيو-سياسة على مقاسات إسقاطات لاهوت العهدي القديم والجديد -التي كتبها أحبار اليهود في مراحل تاريخية غربية لا حقة فيما بعد ميلاد المسيح بحوالي مئتيعام -كنقطة إرتكاز في كل السياسات الخارجية الأمريكية -سواء من طرف الديموقراطيين أوالجمهورييين-

-وكانت مقولة بوش الإبن هذه، أكبرعملية تزوير تاريخية إرهابية دولية محكمة التخطيط والتنفيذ، اخترقت السيادة الوطنية لكل الدول والأمم. !

 "ومن جهة ثانية، علينا تذكر"النظام العالمي الجديد"، الذي وضع أسسه جورج بوش الأب، على أنقاض الإمبراطورية السوفيتية المتفككة وحرب الكويت، فقد تم تفعيله بتخريب العراق وتدميرأفغانستان وحرب لبنان ومحرقة غزة وأزمة المصارف العالمية والإختناق الاقتصادي العالمي-والقائمة طويلة -

-ثم تم فتح باب أسواق المزايدات على مصراعيه للمنفزعين والمنبطحين، والأذلين من أقوام رب العالمين. حيث أن الدول الشرق أوسطية والمغاربية (المسؤولة التي فرخت للعالم منذ الستينات تلكم الحركات السلفية التكفيرية الجهادية العابرة للقارات والتأصيل لأنشطتها الهمجية ب"التنظير العقدي السلفي:"التيمي-الوهابي- الإسلامي"-الذي بدوره لم يأت من فراغ-. وهذه الدول هي التي ذرفت دموع التماسيح–خوفا وطمعا- وسارعت إلى حجزمقعدها الأمامي على قطار"الحملة الدولية على الإرهاب".. فتأمل !

لهذه الحيثيات كلها، فليس من المستغرب–والحالة هذه-أن يقررالغرب منذ عشرين عاما تكرارنفس المشهد وذات السيناريومع بوتين، عبرزرع حكومة (نازية -صهيونية -عنصرية) في أوكرانيا: بوابة الغرب الجديدة"النيورأسمالية -صهيونيو-نازية". بغرض تحقيق هدفين:

1- إحتواء أكبر دولة أوروبية وأقدمها حضارة وتدينا وأعرقها إثنيا، وأغناها جغرافية وخيرات طبيعية، والإمبراطورية القيصرية العدو اللدود للإمبراطوريات الأوروبية العتيقة.

2- وإن لم يكن فيجب تدميرها وتفكيكها وتقسيمها أو بلقنتها.

غرب اليوم: من الجيوسياسة إلى الردح والشطح والكهانة:

ظل الغرب في كل مراحله الإنتقالية التاريخية بدءا من القرون الوسطى إلى اليوم، يبث في عقول البشرأن الشرق يمثل الهمجية الطائشة التي يتوجب إحتواؤها وإمتصاصها ومنافحتها من قبل قوى الخير المطلق أوالعقل الراشد، الذي هوأوروبا العجوز-الأم الرؤوم لأمريكا والكيان الصهيوني-ومن حق الصليبيين الجدد للأطلسي المقدس إذن أن يهزم المتوحشين من الإمبراطوريات الشرقية -

ومن هنا،.. كان من السهل على الغرب منذ حوالي قرن أن يبرر"وجوبية "حروبه التدميرية الكونية "الوقائية" التي لاتنتهي. وتسويغ إزدواجية المعايير"و"الكيل بمكيالين"التي لا يعلو صوت فوقها، و"عقلنة"فبركة الأكاذيب والزور والبهتان.. وليأتي بعدها الطوفان !

وبسبب كل ما تقدم، نفذ صبر بوتين كرجل وطني– الذي لم يكن قط شيوعيا-بالإصطلاح، -بل فقط إضًجَرَ من غطرسة الغرب ونفاقه وأكاذيبه، وخرقه للمواثيق والمعاهدات مع الروس لمدة عشرين عاما ومصادرته للقوانين الدولية.، فقررأن يقلب الطاولة على هذا الغرب العدائي المتستروراء "القيم الإنسانية المزيفة " بأن"يخرق بنود"البرج البابلي التلمودي-الخزري"المسمى"ب"مجلس الأمن الدولي- فأعد لكل الأمورالعارمة القادمة عدتها. وحتى إن فشل فيكفيه شرف المحاولة، وبذلك سيكون القدوة الجديدة لساسة العالم التواقين إلى التخلص من العبودية الغربية لثلاثة قرون. والأيام القليلة المقبلة ستعطينا الجواب اليقين على الأرض، وليس ما تجود به قرائح المتنبئين المتسرعين من كتبة ومحللي نهاية الأسبوع المتعيشين بسرد تهاويل الحروب، والإستكثارمن الغرف من خطابات البوكاليبس والنهايات !

وهو ما يعني:لا أحد سوف يطيح بالسيطرة الغربية بدلاً من الشعوب المقهورة نفسها، ولن يقوم بالمقاومة أحد مكانها. -لا الروس ولا الصين- أما عن حكامنا فأجنداتهم الجلية والسرية يغني عن مساءلتهم !

. علاوة على ذلك، فهذا هو الدور التاريخي للطبقات المهضومة الحقوق للظهور. -لأن البورجوازيات التاريخية في القرنين التاسع عشروالعشرين قامت بثوراتها في مواجهة تحلل النظام الإستعماري والإقطاعي القديم. وأما اليوم، فيجب على المقهورين أن يصنعوا التاريخ بأنفسهم في مواجهة تحلل النظام الرأسمالي الغربي الحالي.

والشعوب العربية والثالثية -وخاصة الشعب الفلسطيني المقهورمن طرف التحالف النذل والخبيث: (العبري – الأمريكي -العربي الجديد)، هي آخر فنارللمعذبين من ضحايا الإستعمار الغربي القديم. لأنه ما دامت الأنظمة الثالثية الموالية للغرب فاقدة للسيادة. ولطالما ظل الرأسمال الأجنبي يهيمن على إقتصاديات ضحايا الإستعمار القديم وأذنباه، فمن المستحيل التخلص من التبعية الغربية التي دق بوتين ناقوس بداية نهايتها ـ ومهد لكيفية مقارعتها با لإستقلالية الذاتية، والندية السيادية.

وتذكروا المقولة الخالدة لجورج أوريل:"إن الشعب الذي ينتخب الفاسدين والمرتدين والمحتالين واللصوص والخونة ليسوا ضحايا إنهم شركاء !!".

وتذكروا أن جورج أورويل صاحب الرؤية والإنسانية العميقة، -الذي رغم رحيله في خمسينات القرن الماضي -فإن القرن الحادي والعشرين كان قرنا " أورويلينيا" (في حين كان القرن التاسع عشر:"بالزاكيا" بينما كان القرن العشرين" كافكيا". !!

وما يزال لرؤى أورويل الفلسفية العميقة الكثير، ليخبر بها الشعوب المغفلةعن عالم اليوم :بما فيها عالم ما بعد الكوفيد، وما بعد الأزمة الأوكرانية، وما بعد الأمركة والصهينة... فلا تستعجلوا !!!!

 

د. الطيب بيتي

 

في المثقف اليوم