آراء

محمد عمارة تقي الدين: مركزية القضية الفلسطينية في حياة البشرية

"مأساة فلسطين ليست مأساة محلية، بل هي مأساة العالم، فهي ظُلم يُهدِّد السلم العالمي"، هكذا يدفع الفيلسوف والمؤرخ الكبير أرنولد توينبي بتلك الفكرة إلى حدّها الأقصي،  ففي عمق تلك المقولة بالغة الدلالة تكمن حقيقة مفادها أن ارتدادات الصراع العربي الصهيوني ستضرب العالم أجمع.

فالظلم المفرط هو أمر من شأنه أن يؤجِّج العنف كقنبلة عنقودية انشطارية، وككرة ثلج مُتدحرِجة من أعلى جبلٍ حيث تكبر يومًا بعد يوم، أو كنظرية الأواني المُستطرقة حيث ينتقل الإرهاب من الأماكن الأعلى إرهابًا (الكيان الصهيوني) إلى الأدنى إرهاباً (سائر العالم).

ما يدعو للأسف أنه وسط كل هذا الزَّخم المتصاعد الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط من صراعات سياسية وحروب، وكنتيجة له، خسر الصراع العربي الصهيوني مكانته كأولوية مركزية في قلب أولويات السياسة العالمية، بل والإقليمية والعربية، وتراجع الاهتمام به رغم ما تشهده الأراضي الفلسطينية من جُرم وعدوان صهيوني غير مسبوق، حيث العنف المُتصاعد لحدوده القصوى ضد شعب أعزل يدافع عن وجوده وعن حقه في أرضه التاريخية.

لذا فقد حان الوقت لأن نُعيد هذا الصراع العربي الصهيوني إلى مكانته المركزية في الوعي والوجدان العربي، بل والإنساني بوجه عام، إذ أخذ كثيرون في التنصُّل من هذا الصراع باعتباره صراعًا إسرائيليًا فلسطينيًا، أو شأنًا داخليًا فلسطينيًا.

بل ويذهب البعض إلى أن الفلسطينيين هم من فرّطوا في حقوقهم، إما بيعًا أو تآمرًا، وبغض النظر عن كذب هذه الادعاءات ووقاحتها، فإن هذا لا يحجب حقيقة أن هذا الصراع قد أضرَّ بالعرب جميعًا، وطالما هو مُستمر بتلك الوتيرة فستظل المنطقة على حافة الهاوية.

وبعبارة أخرى، إذا ما أردنا تحديدًا لكُلفة وجود الكيان الصهيوني في المنطقة، وما ألحقه بالأمة العربية من أضرار، يمكن القول في عبارات مختصرة:

برَّر وجود الكيان الصهيوني للعنف والتشدد الديني في المنطقة، إذ كرَّس الإحساس بالظلم المولد للعنف نتيجة كيل العالم بمكيالين فيما يتعلق بموقفه من الصراع العربي الصهيوني، ذلك الموقف شديد الانحياز لهذا الكيان الغاصب.

أسهم وجود الكيان الصهيوني في تفشي ظاهرة الإرهاب الدولي، كما قاد انحياز العالم لهذا الكيان إلى تصاعد الإرهاب عالميًا، بل ورسخَّت تلك السياسة المنحازة وغير العادلة حقيقة مفادها، أن الحق لا يُؤخذ إلا بالقوة، وبالقوة وحدها.

كما حالَ وجود هذا الكيان الغاصب، ومنذ لحظة انبثاقه كنبتة شيطانية من رحم الواقع، دون قيام أنظمة شوريِّة في المنطقة العربية، فقد تم القضاء على أية ملامح ديمقراطية وجرى اعتبارها بمثابة أولوية مؤجلة بحجة أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وغيرها من الشعارات الجوفاء، التي جري باسمها إهدار كرامة الأمة، وتوطين الاستبداد وغرسه كخنجر مسموم في صدر الأمة وقلبها.

إذ اتخذت بعض الأنظمة بالمنطقة ذلك الصراع كذريعة لوأد حرية شعوبها عبر الترويج لنظرية المؤامرة، باعتبار أن هناك مؤامرة صهيونية عالمية كبرى لتفتيت الأوطان باسم الدعوات لحرية الشعوب، ومن ثم رسَّخت للاستبداد وجذَّرته في الواقع العربي بزعم أن الحرية هي دعوى صهيونية ماسونية في عمقها.

كذلك أسهم وجود الكيان الصهيوني في تصاعد العنف المذهبي على قاعدة الدفع بالاستقطاب السني الشيعي إلى ذروة متناقضاته.

وما الكيان الصهيوني ببعيد عما يحدث في حوض النيل ومفاقمة أزمة سد النهضة الإثيوبي .

أضف إلى ذلك التكلفة الاقتصادية الضخمة من حروب وتسليح للجيوش بالمنطقة مما حال دون بناء نهضة حقيقية بها ودون استقرارها، فالمنطقة دائمًا، وبسبب وجود هذا الكيان الغاصب، على شفا جُرف هار في انتظار دقْ طبول الحرب.

إذ تؤكد الإحصائيات أن الكيان الصهيوني والدول العربية من أكثر دول العالم إنفاقًا في مجال الإنفاق العسكري نتيجة للتوتر المتصاعد فيما بينهم، وهو ما يأتي بشكل كبير على حساب التنمية الاقتصادية.

وكأن الأمر كان مُخططاً له بشكل مُسبق، وهنا يمكن أن نستدعي مقولة العلامة جمال حمدان الأكثر دلالة في هذا السياق، إذ يقول:"الوظيفة التي من أجلها أوجد الاستعمار هذا الكيان الصهيوني، هي أن يصبح قاعدة متكاملة آمنة عسكريًا، ورأس جسر ثابت استراتيجيًا، ووكيل عام اقتصاديًا، وعميل خاص احتكاريًا، وهو فوق كل ذلك يمثل فاصلًا أرضيًا يمزق اتصال المنطقة العربية ويخرب تجانسها ويمنع وحدتها، وإسفنجة غير قابلة للتشبع تمتص كل طاقاتها ونزيفًا مزمنًا في مواردها".

من هنا أهمية إدراك مركزية تلك القضية، فهي ليست شأنًا فلسطينيًا كما يروج البعض، بل هي في حقيقة الأمر شأن عربي وإسلامي، بل وإنساني عالمي أيضًا.

حقيقة أن هذا الكيان الصهيوني هو كيان سرطاني لن يقنع بحدود كما لن يتوقف عن ممارساته الوحشية، إذ يرى في القضاء على غيره وتدميره الوسيلة الوحيدة لنموه وتمدده، فإسرائيل تتّبع سياسة قضم المنطقة قطعة قطعة دون أي شعور بشبع أو تُخمة، بل سيشتد سُعارها الاستعماري بمرو الوقت، فتلك هي طبيعة الكيانات الاستعمارية إن لم تجد من يردعها.

فأطروحة إسرائيل المركزية تتجسد في المعادلة التالية: يتغذى استقرارها على اضطراب غيرها، وتقتات وحدتها على تفكيك غيرها، وتقدمها على تخلف جيرانها، وبقاؤها على فنائهم.

إذ أن اليقين الذي لم يتزعزع لدى الصهيونية أنه من أجل بناء إسرائيل الكبرى يتحتم تفكيك العالم العربي وإضعافه كخطوة تأسيسية وأولية.

كما أن الكيان الصهيوني لا يزال يرفض الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، إذ يملك كميات ضخمة من البلوتنيوم تكفي لإنتاج ما يقارب ثلاثمائة قنبلة نووية، فاستراتيجيات مراكمة السلاح التي يتبعها الكيان الصهيوني ستفضي حتماً لمزيد من العنف وتأجيج الصراعات بالمنطقة.

لقد كانت حرب 1973م لحظة فارقة في تاريخ الكيان الصهيوني، إذ تبلورت على إثرها، وكما يؤكد كثير من المتخصصين، نظرية جديدة صاغها الخبراء الصهاينة بدعوى حماية الأمن الصهيوني، هي نظرية(ذريعة الحرب أو الضربة الاستباقية)، وتذهب هذه النظرية إلى أن إسرائيل عليها توجيه الضربات الاستباقية لأي قوة في المنطقة قد تمثل تهديدًا لها، بذريعة التصدي للمخاطر التي تواجهها بشكل استباقي ودون انتظار وقوع الكارثة.

ومن ثم أخذت إسرائيل على نفسها عهدًا، وهو (ألا تُعيد سيفها إلى غمده أبدًا)، على حد قول المؤرخ الصهيوني بنتسيون نتنياهو الأب البيولوجي لبنيامين نتنياهو، من هنا خطورة هذا الكيان الصهيوني وتصاعد ميوله العدوانية، فكما أن هناك المقولة الذائعة (فتش عن المرأة) يمكن أن يكون هناك (فتش عن الكيان الصهيوني)، إذ ستجد هذا الكيان الفاعل الرئيسي خلف كل كارثة حلّت بتلك المنطقة.

لقد وعي الرأي العام العالمي لحد كبير حقيقة المخاطر التي يهدد بها هذا الكيان الغاصب السلم العالمي، ففي مايو 2018م تم إجراء استطلاع رأي في فرنسا أجرته منظمة يهودية حول معاداة السامية، وقد أشار هذا الاستطلاع إلى أن الصهيونية هي أيديولوجية عنصرية ضد الإنسانية، وقد جاء فيه أن 38%  من الذي شاركوا في هذا الاستطلاع اعتبروا أن وجود دولة إسرائيل بصيغتها الحالية هو أمر من شأنه أن يقود إلى تنامي ظاهرة معاداة السامية، فكراهية اليهود تتزايد عالمياً بسبب ممارسات إسرائيل الوحشية ضد الفلسطينيين، وقد رأى 57% من المشاركين في هذا الاستطلاع أن إسرائيل بما تمارسه من سياسات تمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.

فإذا ما كانت الحضارة الغربية تحمل بين طياتها معسكرات الموت والإبادة الجماعية، على حدّ تعبير ريتشارد روبنسون، ففي يقيني أن الكيان الصهيوني هو مؤسِّس أكثر تلك المعسكرات جُرمًا ووحشية على الإطلاق، ومن ثم فالتصدي لهذا الكيان الغاصب هو معركة يخوضها الفلسطينيون دفاعاً عن الإنسان بما هو إنسان وعن قيمه التراحمية الخالدة.

فها هو المشروع الصهيوني وقد تم تعميده بالدماء: دماء الفلسطينيين وإخوانهم من العرب، مع حاجته المستمرة لمزيد من الدماء ليواصل نموه وتمدده الشيطاني ككائن دراكولي نهِم، وهكذا عمّدت الحضارة الغربية كل مشروعاتها التوسعية الاستيطانية، وهكذا ستفعل مستقبلًا عبر إنتاج مشروعات استيطانية جديدة إن ظلت تسير بذات الاتجاه وتتبنى نفس القناعات.

إن في إنهاء هذا المشروع الاستعماري وتصفيته فائدة كونية، حتى لليهود أنفسهم، فليس من المبالغة القول أن: اليهود كأمة على حافّة الانتحار إذا ما ظلت قوى الدفع تسير بذات الاتجاه دون تدخُّل من أحد.

فاليهود(من غير الصهاينة) محاصرون بين انتحارين: انتحار مادي وجودي: إذ أنهم على وشك التورط، بفعل ممارسات الكيان الصهيوني الإجرامية، في معارك وحروب مُميتة، من شأنها القضاء على معظم الوجود اليهودي على الأرض. وانتحار روحي قيمي: أي ذوبان مُطلق في الطرح المادي للصهيونية، وفُقدان ما تبقّى من الرسالة الروحية الأخلاقية لليهودية كديانة سماوية.

وقد قطعوا  بفعل الممارسات الصهيونية أكثر من نصف الشوط في كلا الاتجاهين.

إن ما نُريد له الانتحار هو الفكر الصهيوني بكل تجلياته العنصرية ونزوعه الإجرامي، لتتخلص اليهودية واليهود منه، وتنجو الإنسانية من بين براثنه، يقول المفكر الألماني إدوارد بيرنشتاين:"الصهيونية أشبه بالمُسكرات وتعاطي المخدرات الذي يفعل فعله كالوباء"، إذ تُفقد اليهود عقولهم، تُفقدهم قيمهم وروحهم التي ادَّعوا أنها طالما حفظت وجودهم وهويتهم طويلاً.

لقد انتقل اليهود بفعل الأطروحات العنصرية من وضع الجماعة المؤمنة إلى وضع الجماعة الوظيفية ذات المهام القذرة، وأخيراً وضع الدولة الوظيفية ذات المهام الأكثر قذارة، في ظل تصاعد معدلات الصهينة بينهم، إذ تضخم الدور المُشين الذي أوكلتهم الحضارة الغربية به بقدر النقلة ما بين الجماعة والدولة، تلك هي إسرائيل ما بعد الحداثة وعصر السيولة حيث نسبية القيم وتدثُّرها بنفعيِّة مقيتة.

إن الغوص في أكثر مستويات التحليل عمقاً هو أمر من شأنه أن يخبرنا أن تأثير الصهيونية المدمر لا يقتصر على الديانة اليهودية واليهود فحسب، بل يزحف فكرها العنصري والمدنس على العالم في موجات ارتدادية هائلة، لتصيبه لعنة الشيفونية والعداء المُزمِن للآخر.

من هنا أهمية ممارسة ضغوط حقيقية على هذا الكيان الغاصب، وفي القلب من هذه الضغوط تأتي المقاومة الفعلية للمُغتصِب كأكثر الأعمال نُبلاً وأخلاقية على الإطلاق، إذ تبقى التضحية بالنفس من أجل الأوطان هي قمة مشاعر السمو الإنساني، فمن شأنها أن تُبقي جذوة التوق الإنساني لتحقيق العدل متقدة على هذا الكوكب.

ومن ثم وفي مقابل (حق القوة) والذي تُمثِّله إسرائيل، ومن خلفها الصهيونية العالمية، نُريد التأسيس لـ (قوة الحق)، والذي يُمثِّله الفلسطينيون وكل دُعاة الإنسانية.

والسؤال الذي يُطَلّ برأسه الآن: ماذا سيحدث لو تم إنهاء هذا الصراع العربي الصهيوني وحله حلًا عادلًا وإنسانياً في آن؟

في اعتقادي أن ذلك لو حدث، هو أمر من شأنه أن يفضي إلى تراجع الإرهاب العالمي وتقلُّصه لحدِّه الأدنى، سندلُف إلى عالم جديد، فحل هذا الصراع بهذا الشكل العادل والإنساني قد يقود لبداية مصالحة حضارية كبرى بين الشرق والغرب.

تؤكد الدراسات العلمية التاريخية أنه قبل ظهور الكيان الصهيوني الفجّ والوقح في المنطقة العربية كانت تلك المنطقة تتسم بسيادة القيم الإنسانية الرائعة، كالتسامح والتراحم والتلاحم الاجتماعي والتدين الوسطي البعيد عن العنف، غير أنه وبمرور الوقت وتزامناً مع انغراس هذا الكيان الغاصب في لحم المنطقة العربية استشرت مظاهر التطرف الديني والتشدد والتعصب وتفاقمت الفتن الطائفية.

كما يؤكد الباحث اليهودي المعادي للصهيونية (إسرائيل شامير) على النزعة العدائية للعالم أجمع ورغبة السيطرة عليه لدى الصهاينة، تلك النزعة التي تفشَّت كعدوى وبائية أصابت الآخرين، فيقول:"إن فلسطين ليست الهدف النهائي للصهاينة بل إنه العالم أجمع" .

فالحقيقة أن الكيان الصهيوني لن يترك العالم وشأنه، فالقناعة النائمة في أعماق أعماقه أنه لن يُكتب له الاستمرار والوجود في محيط ديمقراطي ومن ثم عليه اغتيال الديمقراطيات الوليدة في مهدها، كما أنه يخشي وجود دول قوية وموحدة لذا يتبنى سياسية تفتيت وبلقنة البلدان عبر تعميق تناقضاتها الدينية والعرقية والطائفية وصولاً لسقوطها النهائي.

من هنا فإن مساندة الحق الفلسطيني ليست ترفاً إنسانياً، بل هي حتمية وجودية على الجميع أن يمتثل لها.

ما يبعث على الأمل هو بداية ظهور وعي عام عالمي آخذ في التبلور، وقد أصبح لا يقبل بممارسات الاحتلال الصهيوني الإجرامية، وقد ضاق ذرعًا بانتهاكه الفجّ لحقوق الإنسان.

وفي التحليل الأخير، يتحتم إعادة مركزة أو قُل موضَعة القضية الفلسطينية لتسكن وتستقر في بؤرة الوعي العالمي والوعي العربي من قبله.

لقد ظلت تلك القضية هي الهاجس العربي الأكبر لسنوات طويلة، غير أنه جرى تفكيك هذا الصراع العربي االصهيوني، وإعادة صياغته بلغة وقيم ما بعد حداثية ليبدو كما لو كان صراعًا فلسطينيًا إسرائيليًا فقط.

حقيقة أن إسرائيل بتركيبتها وقناعاتها تلك لن تكفّ بمحض إرادتها عن إيذاء العالم العربي، بل والسلم العالمي، ومن يظن أنه يمكنه العيش معها في سلام تحت الشروط القائمة هو ظن ينُمّ عن جهل مُطبِق، هو حقًا قبْض الريح.

فالكيان الصهيوني هو أحد نفايات ما بعد الحداثة بل أكثرها سُميّة والتي جرى دفنها عن عمد في العالم الثالث غير أن إشعاعها اللا إنساني، وبمرور الوقت، سيطال العالم أجمع.

ومن ثم علينا تأكيد حقيقة مركزية مفادها أن فلسطين تخوض معركة الشرف والكرامة الإنسانية نيابة عن البشرية كلها، ودفاعاً عن إنسانيتها المُهدرة.

من هنا فإن تأييد الحق الفلسطيني ليس تفضُّلاً على فلسطين والفلسطينيين، كما أن القضية الفلسطينية ليست شأناً داخلياً بل هي وجع العالم كله وأنَّات بقايا ضميره الحي.

إذ نعتقد أن هذا الصراع العربي الصهيوني هو في عمقه تجسيد لمأساة البشرية كلها، وإخفاقاتها في تغليب الروح على المادة، والقيمية على النفعية، والحق على القوة، والوردة على السكين، وإن لم يتكاتف الجميع لإنهائه بشكل عادل وإنساني في آن فالأمر مُنذر بعواقب وخيمة.

فالقضية الفلسطينية هي ذلك الإصبع الكبير الذي يرشدنا نحن بني الإنسانية إلى هذه الثغرة الهائلة في الحضارة الحديثة حيث فقدانها للتراحم الإنساني والعدالة.

وفلسطين، في حقيقة الأمر، هي ذلك الجندي المُرابط على الثغور لدحر أعداء الإنسانية والحول دون تحطيمها قيمياً، وللتصدي لهذا الزحف غير المقدس لقيم ما بعد الحداثة نحو ضمائرنا وقيمنا الإنسانية الرائعة في محاولة لتقويضها من الداخل... فلسطين باختصار هي ترمومتر إنسانيتنا.

***

دكتور محمد عمارة تقي الدين

 

في المثقف اليوم