آراء

حكومة أغلبية.. هل ستكون كذبة نيسان ايضا!

في 29 آذار 2016 تزامنت كذبة نيسان مع المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين، ومع الاعتصامات ودخول السيد مقتدى الصدر المنطقة الخضراء، فتساءلت وقتها:ماذا لو اعلن في السبت الموافق (1 نيسان 2016)عن تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين؟. هل ستكون حقيقة ام انها كذبة الاول من نيسان؟.

والآن وبعد ست سنوات، وفي (31 آذار2022) نعود نتساءل: هل سيتم تشكيل حكومة اغلبية ام ستكون كذبة نيسان جديدة؟

المفارقة التي ما حصلت بتاريخ الشعوب، أن نيسان كذّب على العراقيين كثيراً، بدءاً من عام 2003، فحين تم تشكيل مجلس الحكم، ظن العراقيون أن هؤلاء السياسيين سيعملون لخدمة العراق، وانكشفت الكذبة بعد سنة في كتاب بريمر (عام في العراق) بقوله إن الشيعة جاءوا يطالبون بحقوقهم وكذا فعل السنّة والكرد، ولم يطالب أحد بحقوق العراقيين.

ومن أقبح كذبات نيسان في العراق ، أن قادة اغلبية الأحزاب يصفون احزابهم بأنها سياسية، فيما هي تنظيمات دينية مذهبية واثنية لا تمتلك برامج وطنية بقدر ما تهمها مصالحها لدرجة أن المحاصصة عندنا كسرت الرقم القياسي في عدد الوزارات بين بلدان العالم قياساً بعدد السكان، ليتقاسموا فيما بينهم ثروة البلد عبر حكومات ما شهد العراق في تأريخه أفسد وأفشل منها.

 

ومن كذبات نيسان العراقية أذكر، وأنا من عادتي أوثّق، تأكيد النائب علي العلاق في مداخلته بجلسة البرلمان (الاثنين 28 آذار 2016) بأن السيد العبادي "مستعد أن يعلن غداً حكومة تكنوقراط مستقلة، إن وافقت الكتل السياسية"..وعلقنا في حينه بأن تشكيل كابينة جديدة مطعّمة بتكنوقراط..ممكن.. لكن أن يُقال أن المحاصصة انتهت في العراق بأمان..فتلك أقوى كذبات الأول من نيسان!.

فهل سيتكرر الحال فيكون تشكيل حكومة اغلبية تنهي المحاصصة.. اقوى كذبات (نيسان 2022)؟!

وللعلم فأن القوى التي تسمى الآن (الأطار التنسيقي) كانت قد رفعت في العام 2016 شعار (الأغلبية السياسية للقضاء على المحاصصة)، واثبتت الأحداث بانه لا يمكن لرؤساء هذه القوى أن يكونوا ديمقراطيين ، لأنهم يؤمنون بأن طائفتهم فوق الجميع ومرجعيتهم تعلو على مرجعية الناس والوطن، وانهم من حقهم ان يستفردوا بالسلطة والثروة حتى لو تعدى عدد الفقراء الرقم الذي اعلنته وزارة التخطيط (13 مليون عراقي دون مستوى خط الفقر!).

ونذّكر بأن السيد مقتدى الصدر كان قد طالب في العام 2016 بانهاء المحاصصة السياسية وانظم اليه المدنيون بمن فيهم الشيوعيون والعلمانيون، ليمنح نفسه (ممثل الشعب) وخادمه وطالب بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، ثلثاها في الأقل من القائمة التي اعدتها لجنة قام هو بتشكيلها، وثلثها الآخر من قوائم العبادي، الحكيم، علاوي، المطلك... واقترحت اسماء هم من وجهة نظرها الأكفأ في البلد، مع ان غالبيتهم لا يمتلكون خبرات تخصصية، وبينهم من هو ليس معروفا.

على أن أقبح وأوجع هذه الكذبات في نسختها العراقية، يوم هزج العراقيون بساحة الفردوس معتبرين التاسع من نيسان 2003، يوم (التحرير) تبيّن لهم بعدها أنه كان بداية لعشرين سنة من الفواجع والتدمير، قابلة للتمديد في مستقبل ليس لهم فيه حق تقرير المصير.

***

د. قاسم حسين صالح 

في المثقف اليوم