آراء

فلسطين قبلة العرب ومدرسة النضال من أجل انهاء الاستيطان في العالم

أتظن أنك عندما احرقتني

ورقصت كالشيطان فوق رفاتي

أتظن أنك طمست هويتي

ومحوت تاريخي ومعتقداتي

عبثا تحاول ...لا فناء ثائر

أنا كالقيامة ذات يوم آت

أنا مثل عيسى عائدو بقوة

من كل عاصفة آلم شتاتي

للشاعر مهذل الصقور

***

 فلسطين كانت دولة عربية احتلت كباقي الدول العربية من قبل الاحتلال العثماني، وبقيت لفترة طويلة تحت الحكم العثماني، لحين انهزام الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى عام 1914، وقعت فلسطين بيد الاحتلال الإنكليزي، وجرى تغير على كيان دولة فلسطين، هذه الدولة التي كان يعيش فيها العرب المسلمين والمسحيين واليهود، أي انها كانت فسيفساء لأصحاب الديانات الثلاث، وكلهم يعشون كمواطنين تحت الاحتلال الإنكليزي، والتاريخ يحدثنا نقلا عن الباحث فاضل الربيعي عن

اليهود اصلهم من اليمن وليسوا من فلسطين، واليهود لم يعيشوا في فلسطين ولا يوم واحد بل آتوها بعد السبي البابلي الذي جرى في نجران باليمن القديم وكانت كل حياتهم باليمن، والتورات والتورات نزلت في اليمن وأنبياؤهم وملوكهم وهيكل سليمان كان موجودا على جبل الهيكل بين تعز وعدن وخربة الرومان ومازال جبل الهيكل باليمن يحمل هذا  الأسم  الان . انتهى الاقتباس من كتاب (إسرائيل المتخيلة)

وهذا ما اردت ان يتعرف القارئ على الحقائق التاريخية التي تفند أكاذيب الصهاينة بدعائهم ان فلسطين هي ارضهم ولهم الحق فيها . وعندما جاء وعد بلفور البريطاني وزير الخارجية برسالة في تشرين ثاني عام 1917 موجه الى روتشيلد واحد ابرز وجه في المجتمع اليهودي البريطاني بمنح اليهود ارض فلسطين وإقامة دولتهم فيها،و شجعت الرسالة يهود الدول الاوربية على الهجرة إلى فلسطين،وفعلا تمت الهجرة بعد انهزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وجرى تقاسم بلدان السرق الأوسط بين الدولتين الاستعماريتين فرنسا وبريطانيا، وكانت دولة فلسطين من نصيب الاحتلال البريطاني لها وبقيت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، والبريطانيين كانوا يستغلوا ثروات البلد في كل المجالات لصالحهم، وبعد الحرب العالمية الثانية وانتصار أرادة الشعوب في التحرر من النازية المانية والفاشية الإيطالية، ولقد لعب الجيش الأحمر في الاتحاد السوفيتي دورا في تقدم قواته بعد طردها من الأرض السوفيتية، وكان هذ النصر بفضل القيادة الحكيمة بقيادة يوسف ستالين ورفاقه من الجنرالات السوفيتية، وقد كلف هذا النصر 30مليون ممن قتلوا نتيجة هذه الحرب الضروس، في عام 1947 أصدرت الجمعية العامة لهيئة الأمم قرار برقم 181و بتاريخ 29 نوفمبر من العام بعد التصويت خطة تقسيم فلسطين وإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وقد حاز هذا القرار على 33 صوت مع و13 ضد و10 ممن امتنعوا على التصويت، وكان القرار يقضي بتقسيم فلسطين الى ثلاث كيانات 1-دولة عربية 2-دولة يهودية 3- القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة تحت وصاية دولية، وكانت هذه البداية في تكثيف الهجرة وتسليح المستوطنين وطرد عرب فلسطين من مدنهم وقراهم، وبذلك نجحت بريطانيا بزرع دولة الكيان في المنطقة، وفي عام 1948 بدء الحرب العربية  الإسرائلية بين الجيوش العربية ومسلحي الهكانة الصهاينة  في حرب من أجل طرد المستوطنين وعودة الأراضي العربية إلى أصحبها العرب من المسلمين والمسيحين، وفعلا تقدموا في المعارك وكما هو معروف في معركة جنين التي قادها عمر علي ورفاقه من الحيش العراقي وتشهد مقبرة جنين على رفاة شهداء الجيش العراقي، وكذلك الجيش الأردني والمصري وكل الجيوش العربية ولكن خيانة حكام العرب وبتأثير من المستعمرين لهذه البلدان، أصدروا قرار بالتوقف عن التقدم والانسحاب الى بلدانهم، هذه الخيانة فوت الفرصة امام الجيوش العربية في التحرير، وبعدها شكل الصهاينة ما يسمى بجيش ( الدفاع الإسرائيلي ) وسلحه الغرب الامبريالي،  البريطاني والفرنسي ولأمريكي، وأصبحت دولة الكيان تملك السلاح النووي ومصانع ديمومة خير مثال وأصبحت القوى الوحيدة النوية في المشرق، وأصبحت قوى ضاربة في المنطقة كما شاركت في العدواني الثلاثي على مصر في أزمة قناة السويس عام 1956، وبعدها شنت العدوان على مصر عام 1967 دمرت سلاح الجو المصري في المطارات وشلت حركت جيشه وأصبح بدون غطاء، لولا المساعدات السوفيتية بمده بالسلاح، وبعد ذلك وضحت خيانات في القوات المسلحة المصرية، والجيش المصري يتمتع بجهوزية عالية وشجاعة كما في معركة عبور السويس وتحرير الأراضي التي احتلت، وهنا يجب ان نذكر وبفخر عندما تنادى المخلصون الوطنيون من أبناء فلسطين بتشكيل المقاومة المسلحة، بعنوان (حركة التحرر الوطني الفلسطيني ) فتح وتبعتها فصائل أخرى بتشكيلات مسلحة منها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة  ومنها انشقت الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وجبهة التحرير الفلسطينية، انبثقت جبهات آخرى كجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وجبهة التحرير العربية وقوات الصاعقة، قوات الأنصار،و ظهرت الحركات الإسلامية المسلحة مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكذلك حركة الجهاد السلامي في فلسطين وأنحتهم المسلحة سرايا القدس،و كتائب القسام، هذه الجبهات حركة الشارع الفلسطيني واستنهضت الهمم لديه من اجل تحرير ارضه وعودته الى وطنه فلسطين، قامت بعمليات فدائية مستخدمة كل السبل من أجل وقف الاستيطان وتحرير الأرض، ومنها عمليات الطيران الشراعي، وخطف الطائرات، وعمليات استشهادية داخل الأرض المحتلة، وفي الداخل الفلسطيني قامت التظاهرات والاعتصامات ضد العدو ومنها انتفاضة الحجارة وتطورت إلى الطعن للمستوطنين ولجيش الاحتلال حتى أصبحوا يستخدمون السلاح للدفاع عن الأرض والعرض، والعمليات هي الرد السريع على بعض البلدان العربية التي تعمل على التطبيع مع الكيان الصهيوني، الشعوب العربية لم تطبع مع هذا الكيان الصهيوني، وتخرج التظاهرات المستنكرة للتطبيع والداعمة لحق الشعب العربي الفلسطيني، ومن خلال دراسة واقع المجتمع الاسرائيلي اليوم تجد الخوف لدى مواطنيه واضح من خلال تساقط الصواريخ من غزة ومن جنوب لبنان على الجليل ووصولها للعمق الأسرائيلي،مما يدعوا الى التفكير بالعودة الى موطنهم من حيث أتوا، وأمريكا اليوم لا يمكن لها تبني الكيان من الناحية الاقتصادية بسبب المديونية العالية، ومن هنا استنتج ان الكيان الصهيوني زائل لا مجال والاغلب لم يتسنى له الاحتفال بذكرى المئوية، وان النصر ات لا محال وسوف ينتهي اخر كيان استيطاني بعد الجزائر رحلوا المستوطنين الفرنسين، وكذلك جنوب افريقيا رحلوا المستوطنين البيض .                                             

***

محمد جواد فارس - طبيب وكاتب 

في المثقف اليوم