آراء

ليلة انسحاب المدرسة السياسة الصدرية الجديدة

رحيم الساعدياتجنب الحديث دائما في السياسة، الا ان ما حدث من اثارة لا يمكن تصديقها في تعطيل تشكيل الحكومة لأشهر مرت، لهو امر يستدعي البكاء والضحك .

فقد عطلوا طوال تلك الاشهر تشكيل حكومة تحمل مشروعا يحاول التغيير من نمط سياسي بائس طوال عقدين من اعمارنا، وبالية اشار لها سابقا من استخدم الثلث المعطل وهي حكومة الاغلبية .

ان مشروع التيار الصدري المطروح مؤخرا يعد تجربة سياسية ناجحة بالمقارنة مع التجريب غير الناجح للأخرين من نفس الطائفة، ومن الفرقاء الاخرين، ومع حجم الهجمات التي سلطت على ذلك المشروع وهو حكومة الاغلبية الوطنية فانهم حولوه الى المشروع الشهيد (والذي سيبعث ثانية ان شاء الله بأقرب وقت) والذي منع من ان يطبق الياته، بدافع الخوف والا فان فشله سيعطي لنا تصورا ان القضية اكبر من مشاريع تقدم بين فترة واخرى في العراق، اما نجاحه فيعني الخير للعراق لجميع شعبه بأكمله والى المكون الشيعي حصرا والذي بدا الناس يفهمون بان سبب الخطل السياسي هم قادته الذي يغامرون بلا ادرية وبلا خطط او دراسات مستقبلية وبلا منهجية، فقط يغامرون تحت وطأة الغرائز والمنافسة والغل والحسد السياسي، الامر الذي تخطاه التيار الصدري باعتماد الية ادارية مقننة جدا ومركزة نجح من خلالها من تنظيم الجانب الجيوستراتيجي لديه فهو يحسن اداراه الارض مع الحشود، ونجح بتطبيق التقنين الاداري في تنظيم مناطقه سياسيا، واعد جيلا من السياسيين (واهمهم من قدم الاستقالة من البرلمان ) اقل ما يقال عنهم انهم يحملون شرفا سياسيا ونفسا كريمة وطاعة بمحبة لأخي العزيز السيد القائد مقتدى الصدر، فقد تركوا حتى تقاعدهم ليمتثلوا الى راي ومشروع عاقل اثر الابتعاد عن اضحوكة سياسية غير جادة تدار في كل 4 سنوات، ولا تختلف عن صورة ذلك الرجل الذي صاح بأعلى صوته عندما انحدر به القارب (يا فلان بلغ اهلي ما ادري وين رايح ).

ان البرلمانيين المنسحبين محط تقدير ورفعة، فما فعلوه اخفق فيه العديد من السياسيين على مر التاريخ الاسلامي، سيما الذي دخلوا الى التيار واستفادوا منه وهربوا فهؤلاء السارقين لا تستثنيهم كلمة الامام علي التي خص بها احد السارقين بالقول (فعل فعلة السيد وفر فرار العبيد ) .

وسأسجل بعض الملاحظات السياسية

1-  ان الفرقاء الذي اصروا على عدم التهميش، وان الدم سيكون بديلا للتهميش، ركضوا يتدافعون عند انسحاب الكتلة الصدرية، فكانوا اول الفرحين بالتهميش، بل واول من همش المكون الاكبر .

2-  كان للانسحاب من المشاركة في الفساد المنظم الدور الكبير في التعرية وكشف الوجوه، فقد كشفت وجوه المستقلين المزيفين، ومهرجي الاعلام، وكشفت نوايا الاخوة الكاذبة، وماسحي الاكتاف، والمغالين، والمتربصين لمعرفة اخر لحظة في الموالاة لهذا الطرف او ذاك، وكشفت حقد المازومين، وبائعي المروءة والانتقائيين .ووجوه الاطراف المتربصة وايضا كشفت مواقف الاصدقاء واهل الضمير والصادقين

3-  من اشد الاشياء التي تهزني هي للأشخاص الذين عملوا في مؤسسات التيار الصدري طويلا، وكلوا من انائهم، ثم انقلبوا كارهين مؤلبين حاقدين، وهذا خلاف المرؤة . 

4-  جماعة التل السياسي كانوا اصنافا عديدة، بعضهم كالنسر وبعضهم يحمل معنى الذئب واخر ليس الا ديكا روميا كما قد نجد الحمام والغربان والببغاء .و يا لله ممن ينتظر موت الملك ليقوم بتهنئة وريثة .

5-  ان ما هو قادم سيكون افضل صورة من هذا المشهد المعتم، وسوف تكشف الاوراق ويزال الخدر عن العديد من الفئات، وسوف يختار الناس المستقل الصادق لا المزيف، وسوف يقدم التيار الاداء الافضل، لأنه كسب مصداقية جديدة .

6-  ان الفرق بين القيادة الحقيقية والمزيفة ان الحقيقية لا تصدا، وهي لا تضع الاموال قبل وجودها او اسسها، وهي لا تصدا ولا تداهن، ولا تشمت، ولا تغامر كالاطفال، وتقرا المستقبل من زوايا عديدة ولا تفعل فعلة السيد وتفر فرار العبيد، وغالبا هي تضرب مصفوفة الاخرين بصدق وجودها فهي لا تنتمي للزيف وليست مؤقتة .

7-  وكل هذه المحاور تمثل مدرسة سياسة يمكن تصنيفها غدا بانها نسق من الرفض المبني على الاصرار على الاصلاح السياسي وفق احترام المبادئ وتجريب كل الممكنات لتأكيد الاصلاح ولو كان من خلال الاستقالة الجماعية .

***

ا. د. رحيم الساعدي

 

في المثقف اليوم