آراء

إيران والعرب وصراع الكبار في الشرق الأوسط

محمد سعد عبداللطيففي زيارتة الأولي للشرق الأوسط ماذا يحمل الرئيس الأمريكي "جو بايدن"؟

من ملفات في ظل صراع جيوسياسي -استراتيجي؛- في ظل وضع اصبح متغيير كلاعب أساسي في المنطقة بعد تراجع دورها في السنوات الأخيرة .زيارات الكبار للمنطقة علي الهيمنة وبناء تحالفات نجحت إسرائيل في تقاربها مع العرب ضد إيران في تقارب مشترك

 بشأن طموحات "طهران" المزعومة لامتلاك أسلحة نووية أن تزايد التوافق الأمني والاقتصادي بين (إسرائيل والدول العربية) هو أحد أكثر التحولات إثارة من الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة . إنشاء تحالف عسكري إقليمي لردع الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية؛.ونقل الصراع خارج أراضيها . وتأتي زيارة "بايدن" للمنطقة لإحياء

الاتفاقيات الإبراهيمية لعام 2020م بين إسرائيل و دول عربية، بينها " السودان والمغرب والإمارات والبحرين والأردن ومصر، وقطر" وتحاول الولايات المتحدة فتح علاقات مباشرة مع الرياض .بشأن إنضمام المملكة العربية السعودية للتحالف العربي الإسرائيلي وتشجيع الرياض علي التطبيع مع تل ابيب ؛

وتأتي المحطة الثانية في زيارة "بايدن" للرياض وهي الأهم في حضور زعماء عرب للضغط على السعوديين والمنتجين الآخرين لزيادة إنتاج النفط لتخفيف أزمة الطاقة العالمية وتقليل عائدات (موسكو) من النفط.ويعتبر ذلك انتصاراً حاسماً في الحرب الدائرة شرق اوروبا لصالح الغرب وورقة ضغط ضد موسكو. كذلك تحاول امريكا بالضغط علي الرياض لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن وجعل الهدنة الحالية دائمة.

ويأتي الملف النووي الإيراني في سياق الزيارة .مع وساطة عراقية ..كورقة أخري لإبعاد موسكو عن طهران . ومحاولة إنقاذ اللحظات الأخيرة للإتفاق النووي مع إيران. ويعتبر أن الولايات المتحدة لديها الآن حافز إضافي لإنقاذ الإتفاق. وهو أنه يمكن أن يضاعف كمية النفط الإيراني في الأسواق العالمية ثلاثة أضعاف.وكل هذة المحاولات لإبعاد الدب الروسي عن المنطقة .وتشجيع التقارب بين (الرياض وطهران) وهذا ترفضة إسرائيل من هواجس الملف النووي الإيراني وهو إعتقاد راسخ عند الإسرائليين .منذ انهيار الإتحاد السوفيتي بحصول ايران علي (بلوتونيوم) من روسيا وفي تصريح خاص لنا مع العالم المصري الدكتور / مدحت خفاجي الاستاذ بجامعة القاهرة .ولة علاقات سابقة وزيارات لطهران ؛- طرحنا علية سؤال:

لماذا لاتريد اسرائيل الاتفاق النووى الإيراني مع أمريكا؟

 رغم وجود اتفاق سابق (لوزان 5+ 1) مع انه فى مصلحتها لانه من المفروض انه يضمن عدم حصول ايران على سلاح نووى يهدد وجودها؟ صرح أنها لديها قناعة منذ التسيعينات من القرن الماضى ،بعد انهيار الاتحاد السوفيتى ، ان ايران امتلكت بالفعل اسلحة نووية وذلك لانه لم يتم العثور على/ 180/كجم من البلوتونيوم)، تكفى لعدة قنابل نووية، باعهم القائمون على المفاعلات النووية السوفيتية لدفع مرتبات العاملين. ولاتستطيع اسرائيل تحمل اكثر من قنبلة نووية واحدة. وقد اتبعت ايران سياسة الغموض التى اتبعتها اسرائيل فى وجود سلاح نووى عندها.

ولذلك لاتوجد مصلحة لاسرائيل فى وقف ايران من تملك اسلحة نووية لانها تملكها فعلاً، ولكن اذا وقع الاتفاق النووى ستتخلص ايران من العقوبات الاقتصادية وتصبح اقوى فى الصراع مع اسرائيل. ولو ان امريكا تعلم بوجود اسلحة نووية ايرانية لكنها لاتريد اى صراع آخر فى المنطقة ينتج عن تصرفات اسرائيل العدائية، وتتورط فى الحرب فيها أمريكا وتفشل كما فشلت فى افغانستان والعراق. وفي سياق الحديث طرحنا سؤال؟

لماذا لاتريد اسرائيل ان تكشف وجود قنابل نووية ايرانية؟

 لأن الاسرائيليين سيهاجرون الى مواطنهم الأصلية عند معرفتهم بوجود قنابل نووية إيرانية لأنها اعلنت مراراً اصرارها على هزيمة اسرائيل وعودة الأرض لأصحابها من العرب.

وفى نفس الوقت تريد أمريكا ان يدخل البترول والغاز الإيرانى الأسواق العالمية لتخفيض السعر عن مواطنيها خصوصاً انها تستورد حوالي ( تسعة مليون برميل بترول يوماً)-

كان هذا التصريخ الخاص لنا عقب التخوفات الإسرائيلية من محاولة أمريكا إنقاذ المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني .احتمال عقد علاقات جيدة مع إيران ينذر بالخطر بالنسبة لإسرائيل التي لا تزال تنظر إليها على أنها تشكل تهديداً وجودياً لها، ولا سيما من خلال دعمها (لحزب الله في لبنان وحماس في غزة). ووجود قواتها علي حدودها في سوريا .وتحاول أمريكا أن تلعب بورقة اخري لضرب الوجود الروسي في سوريا بتقديم مساعدات وحوافز اقتصادية، في محاولة لمواجهة النفوذ الروسي في سوريا. يمكن أن تشمل تخفيف العقوبات لمساعدة دمشق على استيراد النفط الإيراني. وتآتي زيارة الرئيس بايدن الي المنطقة في ظل صراع مخيف من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والحرب المخفية مع الصين وتشكيل تحالفات موازية -يعقبها زيارة الرئيس بوتين لإيران علي إحياء مجموعة (استانه) الضامنة لاتفاقيات الحرب الاهلية في سوريا بحضور الرئيس التركي (رجب اوردغان) لبحث الاوضاع في المنطقة وسوريا .في غياب دور عربي موحد لقضايانا وأمننا العربي. وكأن العرب قطعة شطرنج يلعب بها الكبار والقوي الإقليمية والصاعدة.

ومن المقرر ان يزور "بايدن" الضفة الغربية. لتخفيف حدة التوترات التي شهدتها الأراضي المحتلة في الشهور الأخيرة وتجميل صورة أمريكا للعرب ؛ وإعادة تأكيد نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة بعد إهمالها خلال السنوات من فترة "حكم ترامب"

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية

 

في المثقف اليوم