آراء

العراق والأخوة الأعداء

"ماراحوا جدر گلبي وانزلوا به

وعلى الهتو دليلي وانزلوا به

سجل سون إجفوني وانزلوا به

بدو حشوا حدايج للرجاب"

عتابة للملا ضيف الجبوري

***

بدءا اريد ان اعتذر من الكاتب الكبير دستوفسكي لاستعارتي لاسم (الاخوة كارامازوف) في عنوان هذه المادة وطبعا للضرورة أحكام في اختيار العنوان لمادتي هذه.

سلوك الفرد العراقي مقرون بالعنف وهذا السلوك نتيجة تراكمات ثقافية وارث لتاريخ كان سمته استخدام العنيف الشديد. حيث جرى فصول الحروب والنزاعات ومنذ فجر التاريخ على ثراها. كما كان لا يزال اشتخدام الشدة والعنف من سمات العصر الحديث. وكان للفكر القومي السلبي والمستورد من خارج العراق الأثر الأكبر على انتشار العنف في تاريخ الدولة العراقية المعاصرة. هذا لا يعني باننا كشعب اكثر دمويا من الشعوب الاخرى في المنطقة بل الطرح ياتي في سياق استخدام العنف وكيف ان الارث التايخي اثر على تكوين الشخصية العراقية. احاول ان اتحدث وبصوت عال حول هذا الموضوع من محورين.

اولا: ابدا من محور العراق كدولة والذي بحد ذاته اي العراق

مصطلح جغرافي غير قومي وهبة من هبات الرافدين دجلة والفرات. العراق متحف الشعوب والعقائد و الاديان. تقابل الجيوش الجرارة على أرضها وتحاربوا منهم من انتصر ومنهم من انخذل. اسست على ثراها اول المدن ودكت حواضرها مرات ومرات فيها بابل واشور واور ولارسا والوركاء واربيل و كركوك ونينوى و بغداد. اكتشف على رباه الكتابة والحضارة والف الاساطير و الملاحم وفيها أنبياء و رسل ورجال علم وأدب و دين عظام. استشهد على أرضه خيرة رجال الأرض. أسس عليها دولة الرشيد وتناوب على حكمها كل الأقوام من عرب، مغول، فرس، كورد، ترك وانكيز وحتى امريكان. شعبها بقايا شعوب وامم واقوام لا تعد ولا تحصى حتى الغجر لهم مكانة في مجتمعه والمعدان والشرقيين والهنود٠ شعب يعود اصوله الى شعوب الحضارات العراقية القديمة من سومرية، بابلية، ميتانية، حثية، اشورية وشعوب اخرى.. لا يمكن عد طوائفه ومعتقداته الدينية وكلها من إنتاج مخيلة الإنسان العراقي عبر العصور والازمان.

العراق هذا المتحف البشري ظهر فيه اول انسان. في كهف يدعى شاندر الواقع في اقليم كوردستان وضع الزهور على قبر محبيه منذ دهور من الزمان. الزقوة بناه العراقي لعبادة الرحمن وسن القوانين ورفع من قدر الإنسان. الزراعة ظهرت ها هنا وانتشر الرخاء ليعم ارض السواد.

 طبعا قارئي الكريم ترديدي لهذه الحقائق الموثقة تاريخيا ليس من جانب الإطراء بل فقط لتوثيق الحقيقة التاريخية للابناء الوطن الرافديني.

لكن هناك أمور سلبية سيئة أخرى حصلت على أرض الرافدين عبر العصور من سبي وقتل ودمار وهدم مدن. وقصف بالقنابل واستخدام الغاز في قتل أبنائها الانفال الإعدام لمن يحب الوطن وأمور سلبية لا تعد ولا تصحى. عالم من المتناقضات ولدت ثقافة يمكن القول انها كما ذكر عالم الاجتماع العراق الدكتور علي الوردي ثقافة (الوهاب والنهاب). هذه الثقافة المتناقضة تنعكس على مجمل حياة الإنسان العراقي. حتى في سلوكه وشخصيته وفي تعامله مع الآخرين فتراه رحيما عطوفا مع محبيه من ناحية وحين يثور يحرق الأخضر واليابس. شديد يستخدم العنف في حياته اليومية وتراه يجتمع على أحدهم ويضربه بكل قسوة ويجتمع الناس على الضحية دون معرفة الأسباب وينهالون عليه ضربا قائلين؛ (حيل بيه يستاهل) وهذا مع شاهدناه في العنف الذي استخدم مع أبناء العائلة الملكية إبان الانقلاب العسكري والاطاحة بالحكم الملكي واعلان الجمهورية في ٢٤ تموز وما تلته من انقلابات عسكرية إلى حرب الخليج الأولى والثانية ومجيئ الاحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣. تلكم السنوات رافقتها إعدام الناس وسحلهم في الشوارع والظلم وملئ السجون والمعتقلات بخيرة رجال العراق. نحن أمام لوحة مأساوية لا تزال تجري رحى حوادثها إلى يومنا هذا وليس غريبا ان هناك من يترصد النظام الحالي

ويضمر الحقد والعداوة تجاه خصمه (راجع كتابتنا حول العدو والعدائية في السلوك البشري) وينتظر اليوم الذي الذي يحين فيه الفرصة كي يهجم ويثوب على عدوه ويمزقه اربا، اربا. هذا القول ليس من باب القنوط والياس لكني كما أشرت سابقا لا يمكن سلخ شخصية العراقي من تاريخه. فهو وليد تراثه وموروثه الثقافي. بقى ان نعلم بان كل ما ذكرته انعكس في الذاكرة العراقية الإبداعية حيث يعتبر الحزن من الأسس الثابتة في النصوص الإبداعية للمؤلف العراقي في النصوص الأدبية والشرعية وحتى في الفنون التشكيلية والفنون الإبداعية الأخرى. الحزن شيمة الغناء الشعبي العراقي وقلما نجد اغنية تدعوا للفرح. حتى بات الحزن جميلا واتخذ لنفسه شخصية جمالية مستقلة.

ثانيا: المحور الاخر ما سميته الأخوة الأعداء وتلك خاصية يتميز بها المجتمع العراقي في الداخل والخارج. اي له شقان، الشق الأول العداء بين ابناء الوطن الواحد في الداخل ا والشق الثاني العداء من قبل الجيران والمتربصين من خارج الحدود. في الداخل كل يعادي الكل. لا يوجد تجمع إنساني على وجه الأرض تعددي التركيب كما هي عليه المجتمع العراقي. ولا توجد مجتمع ملئها العداء كما هي عليها شعب العراق بجميع قومياته وطوائفه . التركيبة النفسية للعراقي متذبذبه عاطفيه و عدائيه في نفس الوقت. لا يرسو على فكر ثابت مثلا. سأل احد رؤساء الجمهورية عن عدد المنتمين لحزبه فقال جميع العراقيين، وهذا طبعا صحيح ويؤكده تناوب الاحزاب والأفكار والانتمائات. ومقولة ب (الروح وبالدم نفديك يا....) تكركر مع كل حاكم. ربما اقول ربما ان ما بقى من اثار المخ الحيواني الموروث من إنسان نياندرتال وما يسمى العقد القاعدة (دماغ الزواحف) وهي مجموعة من السلوكيات النمطية الغريزة وردود أفعال غير إرادية. تلك ردود الأفعال قد سطا على فكرنا واستحوذ إرادتنا وتفكيرنا لحد اليوم لذا أصبح مهارات (البقاء على الحياة) من شيمتنا. نحن شعب كنا قبل سنين يعدم فلذة اكبادنا أمام عقر دارنا رميا بالرصاص ويطلب من امهاتنا أن تهلهلن ومن الجموع المتفرجه الهتاف والتصفيق.

ان ما قدم هذا الشعب من ضحايا من ابنائة منذ فجر الرابع عشر من تموز من عام ١٩٥٨ لحد الان مثال واضح على انتشار العنف الشديد في التعامل وإدارة الشعوب وعدم قبول التعددية القومية ، الثقافية والعقائدية. وبدا من الاحتفالات بكرور عام على الثورة ١٩٥٩ اجتاح العراق هجمة شرسة اتت بمجازر في الموصل و كركوك وقتل وسحل والاعدام العلني للعديد من الضحايا البريئة باسم الحفاظ على مكتسبات الثورة من قبل اعضاء في الحزب الشيوعي. اما في فترة الحكم البعثي الاول والثاني فحدث ولا حرج. فقد ازداد الاعدامات العلنية ولاسباب واهية. وتم اعلان محكمة الثورة التي اقر باحكام عبثية دون اي سند قانوني من قبل عصابة من المجرمين المحترفين وضعوا كقضاة للمحكمة الصورية. لمعرفة بعض ما جرى في السجون العراقية في حقبة النظام البعثي يرجى مراجعة كتاب (دولة المنظمة السرية لمؤلفه حسن العلوي، ١٩٩٠) وما سرده القابعين من المناضلين في السجون وكتبوا من مذكرات. ناهيك عن المقابر الجماعية المنتشرة في كافة انحاء البلاد. عداوة الإنسان العراقي لاخيه العراقي جاري يوميا في التعامل الإنساني اليومي لحد يومنا هذا. وهناك احتقان طائفي وقتل على الهوية وعداء مبطن احيانا بين الطوائف وحتى بين العشائر. هذا العداء الذي يصل إلى محوا وجوده الإنساني سلوك منتشر بين جميع قوميات الشعب العراقي وطوائفه. التلويح باستخدام السلاح والقتل دون أي مبرر من شيمة حتى الحكام الذين تولوا حكم البلاد. الرصاصة لا تسوى الا بعض الفلوس قالها احد حكام العراق، اي القتل رخيص وحياة الإنسان العراقي ليس له أي قيمة تذكر.

الشق الاخر من العداء يأتي من الخارج من الصديق والجار ان كان من إيران وتركيا والاقطار الشقيقة الاهرى. رغم ان الشعب العراقي ذو أصول تعددية قومية وعقائدية. اي ان جيرانها يقتلون اجدادهم من سكنة العراق في واقع الأمر. العداء الإيراني متاصل منذ انهيار الإمبراطورية الساسانية في طيسفون المدائن جنوب بغداد قبل أكثر من دهر من الزمن. ثم اعقبها انتصار العرب على طموحات الفرس إبان تأسيس الخلافة العباسية والتي من المعروف من كتب التاريخ ان خراسان كان راس الرمح في الانتصار على الامويين بقيادة ابو مسلم الخرساني. اما ايران الجمهورية الاسلامية فكان من المنتظر ان تكون واحة للسلام ونشر المحبة على الحدود الشرقية للوطن العراقي. والسير وعلى درب وهدى الامام علي رضي الله عنه وعن اله اجمعين. لكن السياسة التي اتبعتها جلبت عدم الاستقرار للمنطقة باسرها بدلا ان تكون الحامية لمبادئ الأئمة الكرام ولكنها تحول مع الاسف الشديد الى عامل للتفرقة بين مسلمي المنطقة مما ادى الى ظهور محاور عدائية جديدة في معظم دول المنطقة. ويعتبر نقل السلطة الدينية من النجف الاشرف الى مدينة قم عامل تفرقة حتى بين الشيعة اليوم. ناهيك عن وجود ابعاد اقتصادية واجتماعية للموضوع لسنا بصددها ها هنا.

ولا يوجد للعراق عداء مباشر مع الأتراك الا انهم لا يزالون تحت تأثير خسارتهم في الحرب العالمية الأولى وزوال دولتهم وانهيارها. وتبقى عقدة الوجود الكوردي في وطنه كوردستان بملاينه عامل اساسيا في تعامل جميع الحكومات التركية مع جيرانها بعد اعلان الجمهورية التركية. ويعتبر القوميين في إيران وتركيا ان العراق جزء من امبراطوريتهم. لهذا لا يرون اي حرج في التدخل بامورها الداخلية. هذا كان ديدن الدولة التركية منذ الاتفاقيات التي ابرمت حول الولايات العثمانية المستقلة خلال وبعد الحرب العالمية الأولى انتهائها باتفاقيات سيفر، لوزان وسايكس بيكو. لهذا نراها لا ترى حرجا في التدخل في العراق و سوريا وليبيا عسكريا وحتى احتلال شمال قبرص. اما علاقة العراق مع جارتنا دولة الكويت المتازمة كان سببا مباشرا للحروب والاجتياح والاحتلال لعدم قبول العراق مبدأ الجوار واحترام استقلالية دولة الكويت. كذلك نرى العلاقات المتازمة منذ قرن مع سوريا فهي تنتزف قوة الدولتين. وقد اعدم النظام البعثي الفاشي السابق العديد من العراقيين بتهمة التعاون مع سوريا التي كانت تعتبر حزبها جماعة مارقة يساريه غير مقبول لدى الجناح العفلقي المنفي في العراق. ويتراوح علاقة العراق مع المملكة السعودية بين العداء احيانا واتهامها بتصدير الفكر الديني الوهابي وأمور أخرى. وكانت هناك مشاكل حدود في في منطقة الحياد تم تجاوزها برسم الحدود اعتقد في الثمانينات. بقى ان نعلم بان القيادة الحكيمة في المملكة السعودية كان وسيضل صمام الامان للسلام في الشرق . سياسة السلام التي اتبعتها المملكة كاستراتيجية جلبت الرخاء للمملكة و للمنطقه باسرها . أما علاقة العراق بالدول الشقيقة الأخرى فيتراوح بين المد والجزر. احيانا بتاثير فكري واحيانا اخرى مجرد عداء شخصي بين الحكام.

كانت مصر وثورتها وزعيمها الراحل جمال عبد الناصر ملهما للعراقيين القوميين منهم وساد بسببهم اظطرابات أدى إلى تغير الحكم مرات عدة واعمال قتل وعنف وتأسيس ميليشيات كالحرس القومي.

لا تزال الحركة القومية في العراق بجميع اتجاهاتها متأثرة بامواج أتت اليها من ثلاث محاور.

الأول تاريخي مرتبط ب الحركة (ثورة) القومية العربية الكبرى الحجازية التي قام بها الشريف حسين شريف مكة بالتعاون و بمساندة الإنكليز لانهاء سيطرة الدولة العثمانية وانتهت بانهيار الأخيرة. تفتت المنطقة باكملها ورسم حدود لدولها على شكل خطوط مستقيمة رسمها المستمر الإنكليزي والفرنسي فكان ولايتي البصرة وبغداد من حصة العراق ثم أضيف اليها ولاية الموصل بعد استفتاء قام بها عصبة الامم. وسوريا فقدت ولاية انطاكية وبقت ولاية حلب إلى حدود الصحراء مرورا ب دمشق العاصمة حيث رسمت حدودا جديدة للدولة الفتية التي تسمى اليوم المملكة الأردنية الهاشمية. إلقاء نظرة على الخطوط المستقيمة لحدود هذه الدول تبين مدى عدم معرفة الاستعمار لتاريخ المنطقة ولشعوبها. هذه الحدود الجديدة كونت دول جديدة في المنطقة هي العراق، سوريا لبنان الاردن والمملكة السعودية ودول الخليج.

الثانية تأثير القوميين المصريين على الفكر السياسي القومي العربي في العراق وما نتج عنها من مصادمات بين نوري السعيد إبان الحكم الملكي وعبد الناصر انتهى بزوال النظام الملكي في يوم دامي بقتل وسحل ابناء العائلة المالكة و رجال الدولة العراقية. ومن ثم بدا الصراع بين رجال الثورة الزعيم عبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف والتي انهت باعدام الزعيم في إحدى قاعات الإذاعة العراقية وغيب حتى جثته ولا قبر معروف له في العراق. ولم تمر الا وقت قصير الا وقتل عبد السلام في عملية مدبرة بسقوط المروحية التي كانت تقله في زيارة له الى مدن الجنوب.

اما الجهة الثالثة فجائت عن طريق مسيحيين سوريا ولبنان اللذين كونوا جبهة نضالية ضد الدولة العثمانية اولا ومن ثم وبعد انهيار الدولة العثمانية دفع افكار ميشيل عفلق المتاثرة بالفاشية الإيطالية والفلسفة الإنكليزية من ناحية ومن ناحية أخرى ب افكار زكي الارسوزي واخرون مثال انطوان سعادة في لبنان من حملة الفكر القومي السلبي مع اندماج الحركة الاشتراكيه بالحركة العربية تم تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي. هذه المحاور الثلاث أثرت بأفكار العراقيين من العرب وحاولوا إجبار جميع العراقيين ومن كافة القوميات بالإيمان بمبادءهم. ومن مهازل ذلك الزمن ان المنتمي الى القومية الكوردية او التركية كان عليه ترديد شعار البعث ب (الأمة العربية الواحدة..) وحتى كان المسيحي عليه الإيمان بالرسالة المحمدية الخالدة. تلك الرسالة السمحة والتي استغلت من قبل عفلق للوصول الى احلامه واهدافه. العراقيون يعرفون علم اليقين بان الحزب كان يعادي الفكر الاسلامي ويزج بحملة الفكر الاسلامي في السجون. ثم فجا غير اتجاهه مع بدا الحملة الايمانية واصبحوا متدينيين بين صبح وضحاها. ان تعريب المجتمع العراقي مشروع بات بالفشل خاصة حين اكتشف النظام بان ملايين من العراقيين يحملون جنسيات ذو تبعية ايرانية فهجر الملاين قسرا الى ايران والجزء الاعظم يحملون التبعية العثمانية.

لذا لا نرى وجود أي حركة قومية عربية عراقية ولا يمكن مشاهدة اي قائد قومي او منظر قومي عراقي ما عدا هؤلاء من الرجال المئتمين للفكر القومي بمحاوره الثلاث، اعلاه. اي ان المنبع غير عراقي بل استورد جميع تلك الأفكار من خارج حدود الدولة العراقية من سوريا ولبنان بالدرجة الاولى ومن خلال الطلبة اللذين كانوا يدرسون في جامعاتها.

ان ما يجري من عداء بين ابناء العراق انفسهم من جهة ومن جهة اخرى عداء الجار والصديق على ثرى العراق اليوم وفي المستقبل صراع حضاري واحيانا ذو جذور عقائدية و عميقة في التاريخ. صراع حضارة وثقافة المدينة من جهة وفي الجهة المقابلة البداوة وقيمها وعدم الاستقرار. صراع ازلي يضيف الجهل وعدم المعرفة والكيل بمكيالين في السلوك البشري حيث انه اي العراقي مثالي واعظ للناس في حديثه لكن افعاله عكس مواعيظه للاخرين . كما عليه وعاظ السلاطين كما سماهم الدكتور الوردي. كل ذلك اظاف عمقا جديدا على هذا الصراع خاصة في محاولة الفرد العراقي بالتلون والنفاق كي يحافظ على حياته حين اكتشف بان التقية افضل سلوك للمحافضة على حياته حتى لو كان ذلك على حساب قتل اخيه امام عقر داره.

 الاعراف والنظام العشائري بقى المحرك الاساسي للفكر الجمعي. هذا التركيب العشائري والطائفي يمثل اساس الصراع الازلي بين ابناء الشعب العراقي. يبقى ان نعلم ان العامل الاقتصادي المحرك لهذا الصراع لهذا السبب قلت ان الصراع ازلي.

 يبقى ان نعلم ان التطور الفكري قد يحصل على شكل موجات تعلوا زمنا وتهبط اخرى. العقلانية لم تكن دوما مقياسا فكريا يحتذي به البشر. الانسان وليد عصره. املنا ان المستقبل كفيل بان يعيد الوجه الناصح للعراق وللعراقيين.

***

كتابة: د. توفيق آلتونچى

 

في المثقف اليوم