آراء

سياسة اليسار الواقعي في هذه المرحلة

لو نقيٌم الحال بخلفية تاريخية فلسفية نملكها نتيجة جهودنا الذاتية ام ما علٌمنا الواقع الطبقي الموجودين به بعيدا عن اي فكر او نظرية كانت، ولم نغمض اعيننا عن المعوقات الفكرية الفلسفية الاخرى امام  اليسار وكيف يمكن تخطيها او تحاشيها او ان امكن ازالتها من اجل توضيح صورة حياة اليوم وايمانهم فكرا وفلسفة وما عليه الشعب اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وما يدور، لمعرفة ما يمكن ان يحدث في الافق وما ننتظره كي يمكننا ان نصل الى الهدف الرئيسي الدافع لنجاة الكادح من مؤثرات الظلمات التي احلكتها التغييرات السلبية التي حدثت نتيجة تدخل الراسمالية والطلامية والقوى العالمية الجشعة لتامين مستقبلها على حساب الاخرين.

السؤال المهم الذي يتبادر الى الذهن بشكل دائم هو؛ من هو اليسار الواقعي المناسب وكيف يمكن ان يتصرف ازاء القضايا الخاصة بحياة الناس وبالاخص الكادح المظلوم والمحصور من جميع الجهات من قبل ما افرزته المتغيرات على الساحة السياسية الداخلية. وما هو اهم الوسائل التي يمكن اتباعها من اجل تحقيق الاهداف في المرحلة الانية وما هو التكتيك اللازم العمل به من اجل الوصول الى المبتغى وبعدم نسيان الاستراتيجية القصيرة المدى الخاصة بهذا الشعب فقط دون التعميم.

نتذكر نظرة مافوق اليسار او اليسار الخيالي او اي تسمية يمكن ان تلصق بهذه المجموعة التي تدعي اليسار بافكارهم الخيالية الفوقية  وما يعرفه الجميع عنهم،   وهم اتخذوا هذا الشعب وماهم عليه كمختبر لتجاربهم الفكرية الفلسفية الايديولوجية ولم ينجحوا في اي منها نتيجة ابتعادهم عن الواقع وظروفه ومتطلباته  وكيفية العمل في هذا الوسط رغم ارادتهم القوية التي انكسرت حقا بضربات الواقع وافرازاته.

واقع الشعب وافكاره او عصارة الفكر الجمعي للاكثرية المطلقة للشعب معلوم وهومائل الى المثالية واليوتوبيا، هذا ان ركنٌا الواقع المرير من انتشار الامية والتخلف والفقر المدقع الذي تعيشه هذه الطبقات المسحوقة مع انتشار الفساد وما تفعله القيادات المتنفذة في السلطة الحالية دون ان يبالوا بما يحصل وماهي  نتائجه وتاثيره على مستقبل الاجيال. اي الواقع المرير بجانب وجود القوى وان كانت خيالية التفكير ولكنها مع انها ليست هناك فرص لاثبات نفسها وفسج المجال من قبل الاخرين لها  لتجربة ما تؤمن به وكيف يتم بما تحمله دون ايجاد وسط مناسب لتزكيتها، فانها يمكن ان تتخطى المرحلة وتجد ما تريد فيما بعد المرحلة.

الاسلام السياسي هو المهيمن المسيطر نتيجة عوامل ذاتية وموضوعية سواء كانت تاريخية مترسبة في عقلية وافكار الاكثرية او نتيجة الظروف العالمية وسياساتها التي تريد هذا الامر لاسباب كثيرة ليس المكان المناسب لتحليلها وشرحها هنا. القوى القومية المتطرفة في تضائل تام يوميا وتتراجع امام الدين والمذهب، لم يبق في الوسط الا ما هو المخفي لحد الساعة الا ما يمكن ان نسميه اليسار، وهو ليسة بالواقعي ايضا، ومن حسن الحظ فان الوسط او الارضية يمكن تترسخ لبروزالواقعي  نتيجة اخطاء وعمل الاخرين غير المجدية لتوفير ما يريده الشعب. وعليه يمكن ان نؤمن بان الزمن هو الكفيل لضمان الارضية المناسبة لتلك الوقى الصحيحة التركيب والتفكير ومن الممكن ان يجرف الواقع هذه الخزعبلات الموجودة نتيجة الصدفة او الفرصة التي وفرتها القوى العاملية الظلامية التي سيطرت واصبحت هي التي تدير الامور وان تاكدنا بانها مؤقتة وليس امامها مستقبل مضمون وهي الى الزوال.

فاليسار امامه الفرصة نتيجة تلك العوامل وما اصح الصحيح نسبيا كعمل ذاتي طبيعي، واليوم فسح المجال نظريا امام اليسار الواقعي ليجد لنفسه العمل المناسب ولو كان بدائيا  وغير مؤثر كثيرا على الحال بشكل محسوس. فمهاماليسار الواقعي كثيرة وان لم يقتدر هو بالقدر المطلوب، لكن الاهم هو ادراك الجميع بان الواقع المناسب هو الذي يمكن ان يزكيهم ويفسح المجال لعملهم ويجب ان يجيروا بداية مع غير المناسب ويتعاملوا مع الواقع بواقعية ليجدوا الخطوة الصحيحة الاولى المتوفرة بين الوسط الفوضوي لتنفيذ مهامهم الحالي واعادة التوازن بين القوى على الساحة.

***   

عماد علي

 

في المثقف اليوم