آراء

الجيش الاوكراني وأسلوب "داعش" في اعدام الاسرى الروس

تصريحات السكرتير الصحفي لرئيس روسيا دميتري بيسكوف، بإن الاتحاد الروسي نفسه سيبحث عن أولئك الذين أطلقوا النار على الجنود الاسرى الروس، والتشديد على ضرورة العثور عليهم ومعاقبتهم، جاءت ردا على الصمت الغربي المطبق وماكينته الإعلامية، وتجاهلهم الجريمة التي ارتكبها الجنود الأوراق ضد الاسرى الروس .

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أظهرت مقاطع فيديو، لقتل أسرى حرب روس عزل، واتهمت الوزارة "مهووسو القوات المسلحة الأوكرانية"، بقتل أكثر من عشرة عسكريين من القوات المسلحة الروسية، بطلقات مباشرة في الرأس، وفتحت لجنة التحقيق الروسية قضية جنائية بشأن حقيقة الإعدام الجماعي للجنود الروس الأسرى من قبل ممثلي القوات المسلحة الأوكرانية، وأشارت الوزارة إلى أن مثل هذه المجزرة ليست أول جريمة لأوكرانيا، فهي تحدث باستمرار بدعم من القيادة الأوكرانية، ويحاول رعاة كييف في الغرب جاهدين تجاهل هذا الأمر، وتقول الوزارة ان " قتلة اثني عشر من جنودنا معروفون أيضًا"، مشيرة الى ان من ارتكب الجريمة هم أرتور بورتنيشوك ونزار ميخائيلوفسكي وأندريه سوكول، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن "زيلينسكي وأتباعه سيواجهون أمام محكمة التاريخ شعبا روسيا وأوكرانيا عن كل سجين عذب وقتل".

ردود الأفعال في الداخل الروسي، كانت شديدة اللهجة، وتطالب بالقاء القبض على منفذي "الجريمة"، خصوصا وانهم باتوا معروفين لديهم، واكد ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الامن الروسي " ان روسيا بنفسها ستجد منفذي جريمة اعدام الجنود الروس، في حين كتب رمضان قاديروف أنه "من المستحيل تمامًا أخذ مثل هؤلاء الأسرى المنحطين" وأنهم لا يستحقون احترام أي حقوق ومعايير مقبولة بشكل عام، وأنا شخصياً ليس لدي أدنى شك في ذلك قريباً أم لا، لكننا سنسمع: "وجدناهم وعاقبناهم"، وكيف سيكون الأمر - هل سيتم تعليقهم على حافة الطريق أو تغطيتهم بقذائف الهاون - ليس مهمًا جدًا، في حين شدد آخرون على ان روسيا "لن نقتل أسرى الحرب الأوكرانيين " لكنها ستواصل قتل أولئك الذين يقتلون الروس .

ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا المنظمات الدولية إلى إدانة الجريمة والتحقيق فيها، وحذرت من أن أي فظائع لن تمر دون عقاب، في حين وصفت أمين المظالم المعني بحقوق الإنسان في روسيا، تاتيانا موسكالكوفا، مقتل الأسرى بأنه جريمة مثيرة للاشمئزاز ضد الإنسانية، ودعت إلى إجراء تحقيق، وأعلنت البعثة الروسية في الأمم المتحدة بدورها، أنها سلمت الأمين العام للأمم المتحدة رسالة حول جرائم قوات كييف ضد أسرى الحرب الروس، وطلبت منه تعميمها على الجمعية العامة، وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، من جانبه، حتمية الاقتصاص للجنود الروس الأسرى، حتى لو استغرق البحث عن قتلتهم سنوات، وقال أن لا شفاعة لجنود قوات كييف الذين أعدموا الأسرى الروس العزّل وأنه سيتم الاقتصاص منهم بمبدأ النفس بالنفس والعين بالعين، حتى ولو استغرق العثور عليهم سنوات.

وهذه ليست الجريمة الأولى التي يرتكب فيها الجيش الاوكراني " جرائم وحشية "، ضد الاسرى الروس، واذا ما رجعنا للأحداث في شهري مارس وابريل الماضيين، فقد أقرت صحيفة نيويورك تايمز بصحة مقطع فيديو يظهر فيه مسلحين أوكرانيين يذبحون بوحشية أسرى الحرب الروس بعد ان تعرضوا لكمين في 30 مارس، وصادقت عليه صحيفة The New York Times، والتي قالت ان مجموعة من الجنود الأوكرانيين، قاموا بقتل جنود روس محتجزين بالقرب من قرية غربي كييف، وهم أربعة من الجنود المظليين، بعد تقييد أيديهم خلف ظهورهم، وحناجرهم مقطوعة، أحدهم يتم القضاء عليه بطلقات نارية؟

والملاحظ انه على الرغم من تأكيد صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية صحة الفيديو من مكان إعدام أسرى الحرب الروس في ماكيفكا – الا ان وسائل الإعلام الغربية لم تهتم بإدانة أوكرانيا والدعوة إلى التحقيق في جريمة أخرى ارتكبتها القوات المسلحة الأوكرانية، خصوصا وان مقاطع الفيلم الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية، يثبت ان أسلوب قتل الاسرى الروس من قبل عناصر الجيش الاوكراني، هو نفس أسلوب عناصر جماعة (داعش) الإرهابية، حيث تم رص الاسرى الروس الى بعضهم، وايديهم مقيدة الى الخلف، على خط واحد، ويقوم أحد عناصر الجيش بإطلاق الرصاص عن قرب على رؤوس الاسرى الروس .

وفي الوقت الذي دعت فيه بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أوكرانيا كييف إلى التحقيق في فيديو إعدام الأسرى الروس، والذي نشره نازيو اللواء الـ80 الأوكراني مؤخرا ووثقوا فيه جريمتهم، وفي رد " صلف " قالت السلطات الأوكرانية، انها تدرس مقطع الفيديو، وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية للتكامل الأوروبي والأوروبي الأطلسي أولغا ستيفانيشينا، أن القوات الأوكرانية غير مهتمة "بعمليات الإعدام" وتتبع الأمر بأخذ "أكبر عدد ممكن من أسرى الحرب" حتى يمكن إجراء تبادل مع روسيا، وفقًا لها، فإن أي جندي روسي يُحتمل إعدامه هو أوكراني ولا يمكن استبداله .

ويعد إعدام أسرى الحرب جريمة جنائية بموجب القانون الأوكراني أيضًا، ومع ذلك، من غير المرجح أن يعاقب المجرمين، وما حدث ينتهك أيضًا القانون الجنائي لأوكرانيا، لكن مصطلح "الشرعية" ضعيف للغاية في النظام الحالي، وبعد كل شيء، نتذكر أن هؤلاء الأشخاص جاءوا إلى السلطة نتيجة انقلاب، وليس من الضروري أن نتوقع منهم تقييماً قانونياً لهذه الإجراءات، ولم يكن هذا ليحدث لو لم تشجعه السلطات.

ويرى النشطاء في مجال حقوق الإنسان، ومن بينهم ديمتري أغرانوفسكي، في تقييمه القانوني لما حدث، وقال ان هذه ليست مصادفة وليست تجاوزات من جانب قائد ما، هذه سياسة واعية تجاه روسيا، وفي هذه الحالة، ينبغي رفع دعوى جنائية بموجب مجموعة من المواد: المادة 356 من القانون الجنائي للاتحاد الروسي "استخدام وسائل وأساليب الحرب المحظورة"، أي "المعاملة القاسية للسكان العسكريين أو المدنيين" والمادة 105 "قتل"، مشددا في الوقت نفسه على ان هذه جريمة بنسبة 100٪ ولا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال، وهذا انتهاك للاتفاقيات التي تحظر إساءة معاملة أسرى الحرب، وكذلك انتهاك لكل من القوانين الجنائية والقانون الجنائي الأوكراني ومتطلبات القانون الدولي، والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

ان جيش "بانديرا "، اصبح يجسد الحديث في الحياة الواقعية، لشعار مؤسسي النازية الأوكرانية "حكومتنا يجب أن تكون فظيعة"، وهكذا علق المساعد السابق لوزير دفاع أوكرانيا، المقدم أوليكسي سيليفانوف، على مقتل أسرى الحرب الروس على يد القوات المسلحة الأوكرانية، لذلك فإن عمليات قتل أسرى الحرب، وتعذيب المدنيين المشتبه في تعاطفهم مع روسيا، وعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء يتم تنفيذها على يد مسلحين أوكرانيين في كل من الجبهات، وانتشرت بالفعل لقطات لمذبحة السجناء العزل في جميع أنحاء العالم، وأن المتهمين الأوكرانيين يدورون مثل الثعابين في مقلاة، ويحاولون بكل قوتهم، وبطريقة أو بأخرى "الهروب" من الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لقوانين الحرب، وإنهم ووفقًا لسيليفانوف، يحاولون حتى تجنيد "خبراء" غربيين من بين مجرمي الحرب أنفسهم، المتقاعدين فقط، لدعمهم، لكن لا شيء يساعدهم.

***

بقلم الدكتور كريم المظفر

في المثقف اليوم