آراء

موسى فرج وسحرة السلطة للدكتور صالح الطائي.. إصدار جديد عن مؤسسة المثقف

صدر عن مؤسسة المثقف في سيدني – أستراليا، ودار السرد للطباعة والنشر والتوزيع - العراق كتاب جديد للدكتور صالح الطائي بعنوان:

موسى فرج وسحرة السلطة

 قصة الفساد في العراق رؤية إسلامية

يقع الكتاب في 330 صفحة من الحجم الكبير. مع غلاف معبّر يحمل صورة الاستاذ الدكتور موسى فرج، من تصميم الأستاذ فلاح العيساوي. وقد تولت مهمة تدقيقه لغويا الدكتورة البارعة سحر ماهر أحمد. وقد كتب المؤلف مقالا لمناسبة صدور الكتاب هذا نصه:

وليدي التاسع والسبعون: موسى فرج وسحرة السلطة

يوما بعد آخر يتغول الفساد في العراق بشكل رهيب يفوق الوصف، إلى درجة أنه طحن الواقع الطبقي العراقي المعتاد، وأعاد تشكيله وفق بنية الغالب والمغلوب ولا ثالث لهما، ولاسيما بعد أن استهلك وأستنفد وجود الطبقة الوسطى، وترك مكانها شاغرا، فأعاد تنميط الطبقية إلى: أغنياء مترفين حد القرف، وفقراء مدقعين إلى حد المذلة.

وفي الوقت الذي بلغت فيه موازنة العراق المقترحة لعام 2023 ما يساوي 150 مليار دولار أمريكي، وهو رقم يساوي أو يزيد على مجموع موازنات نصف دول القارة الأفريقية، أو يساوي مجموع موازنات كل من: المملكة الأردنية التي تبلع 17 مليار دولار، وسوريا التي تبلغ 5 مليارات دولار، ولبنان التي تبلغ 15 مليار دولار، والمملكة المغربية التي تبلغ 56 مليار دولار، والجزائر التي تبلغ 24 مليار دولار، وليبيا التي تبلغ 8 مليارات دولار، والتي يعيش المواطنون فيها حياة قد تبدو طبيعية في ظاهرها، نجد أن المواطن العراقي يعاني الأمرين ويشعر بالحرمان، لا بسبب قصور في الموازنة الانفجارية، وإنما بسبب الفساد الذي ينهبها ويعطل المشاريع الإنمائية، فيحرم المواطن من حقه الطبيعي، ليتنعم السياسيون ومن يسير في ركابهم بكل الحقوق، بينما يضغط الفقر على المواطن إلى درجة الإنهاك. وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب العراقي من ارتفاع نسب التضخم، وانخفاض قيمة العملة المحلية، وتفشي البطالة بين الشباب، وتعطل المشاريع، يبلغ مرتب رئيس الجمهورية 65 مليون دينار عراقي، ومرتب رئيس مجلس الوزراء ومرتب رئيس مجلس النواب 55 مليون دينارا لكل منهما، ومرتب النائب في البرلمان 8 ملايين دينار، حتى قيل إنها بمجموعها تجاوزت ـ أي في الرئاسات الثلاث ونوابهم وبعض الوزارات الأمنية ـ مبلغ المليون دولار أميركي شهريا، هذا في وقت خصصت فيه الحكومة مبلغ 100 إلى 150 دولار لكل عائلة مشمولة بقانون الرعاية الاجتماعية.

إن رائحة قصة الفساد في العراق تزداد عفونة ونتانة مع مرور السنوات، وهي التي تسببت في رفع سعر كيس الطحين من 15 ألف دينار إلى 50 ألف دينار، وطبقة البيض من 4 آلاف دينار إلى 8 آلاف، ومثلها أغلب المواد الحياتية الضرورية الأخرى، ومع ذلك لا نجد خطوات جادة للحد منه، فاستشرى في جميع دوائر الدولة وبشكل رشوة علنية بدون خوف أو حياء، مما يضطر المواطن البسيط إلى دفع قوت عائلته من أجل تمشية أبسط معاملة في دوائر الدولة، وهذا يعني أن مأساة العراقيين أكبر مما هو ظاهر للعيان، وأنها ستتسبب في النهاية إلى دمار لا يقف عند حد تمثله ثورة الجياع، وقد كاد الفقر أن يكون كفرا.

من هنا وجدت نفسي مضطرا إلى تحمل المسؤولية وجميع التبعات التي قد تترتب عليَّ فوضعت هذا الكتاب الذي تحدثت فيه عن قصة الفساد في العراق المنشأ والجذور والمخرجات، وتاريخ المؤسسات الرقابية العراقية، والرشوة، والقانونين الدولي والعراقي لمحاربة الفساد، وهيئة النزاهة، ودوائر المفتشين العموميين، ومحطات الفساد. ثم تطرقت إلى دور الدكتور موسى فرج حينما تولى رئاسة هيئة النزاهة التي تركها بمحض اختياره بعد أن هددوه بخيارين لا ثالث لهما: إما إرساله إلى السماوة ملفوفا بعلم، أو السكوت عما يجري، فرفض أن يطاوعهم، كما رفض ان يعطيهم فرصة التخلص منه.

إن كتاب "موسى فرج وسحرة السلطة؛ قصة الفساد في العراق رؤية إسلامية"، هو الكتاب التاسع والسبعون في سلسلة إصداراتي، وثاني إصداراتي لعام 2023، وقد صدر عن دار السرد للطباعة والنشر والتوزيع ـ العراق ـ شارع المتنبي، بالاشتراك مع مؤسسة المثقف العربي في أستراليا؛ بواقع 330 صفحة من الحجم الكبير. وتنماز هذه الطبعة بجودة الإخراج والتصميم وحجم الحرف، تولت مهمة تدقيقه لغويا الدكتورة البارعة سحر ماهر أحمد، وتولى مهمة التنسيق الداخلي وتصميم الكتاب الأستاذ فلاح العيساوي.

***

الدكتور صالح الطائي

في المثقف اليوم