قضايا

ارتفاع حالات الانتحار في العراق: فقـر، بطالة وقصص حب فاشلة!

وفق بيانات منظمة الصحة العالمية: يلقى عدد كبير من العراقيين حتفهم بسبب الانتحار ويعد العامل النفسي والاقتصادي والاجتماعي سبباً رئيسياً لحدوث مثل هذه الحالات  حيث  أفادت بأن بغداد وكربلاء وذي قار، تصدرت بقية المحافظات بعدد المنتحرين من الذكور والإناث، وأكدت الإحصائية،  أن العاصمة بغداد سجلت 38 حالة انتحار متصدرة جميع المحافظات، تلتها كربلاء بـ23، ثم ذي قار مسجلةً 22 حالة. وجاءت المحافظات الأخرى في الإحصائية كالتالي: القادسية 15، بابل 12، صلاح الدين 6، البصرة 3، ميسان 2، بينما سجلت محافظات واسط وكركوك حالة واحد لكل منهما خلال عام 2017.

يحلل المختصون بعلم النفس الاجتماعي ارتباط حالات الانتحار بالأوضاع العامة للبلاد وأن أهم أسباب الانتحار هو مشاكل الحب الزواج وعجز الكثير من الشباب إنهاء علاقتهم بالزواج لأسباب عدّة ربما تقف الظروف المالية في مقدمتها... فضلاً عن الفوارق الطبقية والنسبية التي أخذت تتسع والعادات والتقاليد في الزواج والبطالة المستشرية بسبب الفساد وانعدام الرؤى للنهوض بالقطاع الاقتصادي.

1453 rzoqi

وقد ازدادت حالات الانتحار بشكل ملحوظ بين الطلبة الذكور والاناث في الآونة الأخيرة بسبب مشاكل نفسيه وانهيار نفسي بسبب عدم التوفيق في قاعات الامتحان. الميل نحو الانتحار لدى طلبة المدينة أكثر من طلبة الريف. وفي ضوء النتائج أوصى الباحثين بضرورة تفعيل دور المرشدين التربويين لإعداد برامج إرشادية الوقائية والعلاجية للحد من تفاقم الميول الانتحارية، وتفعيل دور الإعلام التربوي ووسائل الإعلام كافة للقيام بدورها للتوعية.

تتحفظ وزارة الصحة العراقية على إحصائيات حالات الانتحار، ويأتي هذا الكتمان وسط اعتراف رسمي من قبل مجلس النواب بازدياد حالات الانتحار بين الشباب في العراق، حيث حذرت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية من “ازدياد حالات الانتحار بين صفوف الشباب والشابات في مختلف انحاء العراق بشكل مخيف ومقلق ولافت للنظر”، لذا يتوجب على الحكومة بـ “عدم الاكتفاء بدور المتفرج والإسراع في إقرار قانون العنف الأسري وإجراء مسح شامل لمعالجة هذه الظاهرة”.

إن التقليل من حالات الانتحار في العراق يستدعي من السلطات الرسمية والجهات الأكاديمية والدينية المعنية التحرك لمعالجة هذه الحالة عبر مجموعة إجراءات وخطط عمل يشترك فيها الأطراف المؤثرون لدراسة إيجاد علاجات ممكنة لرفع مستوى الوعي لدى الشباب كاستحداث مراكز لمعالجة تلك الظواهر الاجتماعية ووضع الحلول للحد منها، إضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية للأفراد الذين حاولوا الانتحار وتقديم النصح والدعم الممكن لهم، لانتشالهم من أزماتهم النفسية والاجتماعية للأخذ بيدهم وإعادة دمجهم بالمجتمع.

 

اعداد. م. اسيل ارزوقي وهيب

 

 

 

في المثقف اليوم