قضايا

المحاكم العراقية: ارتفاع حالات الطلاق.. أزمة جديدة تهدد العراقيين!!!

كشفت إحصائيات دقيقة أن المحاكم العراقية تسجل ما يقارب 4900 و4500 حالة طلاق شهرياً خلال سنة 2017، فيما حصلت العاصمة بغداد على نسبة 44% بالمقارنة مع المحافظات الأخرى. فتحول الطلاق المبكر في الآونة الأخيرة إلى ظاهرة جعلت من الأسرة كائناً هشاً وانعكست آثارها على المجتمع بأكمله فصار ضعيفاً لا يستطيع حماية أفراده أو احتوائهم في ظل زيادة نسبة التفكك التي تحدث بسبب الطلاق.

 حالات الطلاق التي ارتفعت بشكل لافت في العراق، خلفت أعدادًا كبيرة من المطلقات والمطلقين، وهؤلاء لهم تأثير سلبي على المجتمع، وهذا مؤشر يدل على تفكك الأواصر بين أركان المجتمع، حيث يترتب ذلك على قلة الوعي الاجتماعي والديني، فضلا عن أن المجتمع العراقي واجه صعوبات وهزات عنيفة، أثرت سلبًا على المواطن البسيط.

نسبة الطلاق العالية في العراق والناجمة عن الفقر، فاقت التوقعات وشكلت بمجملها ظاهرة خطيرة، لما قد يسببه ذلك من تداعيات في تفكك الأسر ورسم مستقبل مجهول لضحايا الطلاق، لاسيما وأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد لايبدو لها انفراجا يلوح في الأفق، وإنما يزداد الوضع سوءا على جميع المستويات.

اسباب حالات الطلاق:

1- الحروب المتعددة التي عاشها المجتمع العراقي وخاصة الحرب الأخيرة ضد تنظيم داعش، كان لها تأثير واضح على تفكك البنية الاجتماعية، وغياب الهوية الوطنية، وانتشار حالات الفساد الإداري، وتراجع القيم الإنسانية والتربوية، كل ذلك أسباب تقف وراء ارتفاع نسب الطلاق داخل المجتمع.

2- دخول الفضائيات والمسلسلات الأجنبية لبيوت العراقيين، وما تضمنته من أفكار وأحداث جعل من الطلاق ظاهرة عادية، فضلا عن حالات الخيانة الزوجية في أحداث الأفلام والمسلسلات بعدما تأثرت بها بعض الأسر وطبقتها على أرض الواقع.

3- الزواج المبكر وضع المجتمع بوضع خطر متمثلاً بالانحدار الاقتصادي والاجتماعي والنفسي.

نرى أن حل مشكلة الطلاق لهذا السبب تتجلى أولا في التوافق الثقافي بين الزوجين (عادات – قيم – تقاليد – بيئة إجتماعية – بيئة طبيعية) والإيمان بأن التكنولوجيا الحديثة ما هي إلا وسيلة مفيدة للتواصل مع العالم الخارجي والتعلم مما وفرتها من معلومات وفيرة في جميع جوانب الحياة وإستغلال تلك التكنولوجيا للإستفادة منها وليس لتدمير العائلة.

فإن كلا الزوجين سيصبر أحدهما على الآخر، ويغض الطرف عما لا يرتضيه من الآخر، فشريك الحياة ليس كله سيئاً، فإذا كره منه خلقاً، أحب منه خلقاً آخر، ويحاول كلاً من الشريكين أن يطوّر الجوانب الحسنة في شريكه، من خلال الثناء والمدح، وذكر هذه الجوانب الحسنة، والإيمان بأن النقص من صفات البشر، وبدون تحمّل الأخطاء لا تدوم المودة.

اعداد:م. اسيل ارزوقي وهيب

 

 

في المثقف اليوم