قضايا

حوار في ظهيرة ساخنة بطله ويليام فولكنر

اليوم الجمعة في شارع المتنبي ومع درجات الحرارة التي لا تريد ان تهدأ، وانا انزوي في ركن من اركان بيت المدى، كنت استمع الى شاب يسأل عن روايات " وليم فوكنر ".. كان الشاب يتفحص الرفوف وهو مندهش من كثرة العناوين حتى قال لموظف المكتبة: هل ياتي يوم واقرأ كل هذه الكتب.. قلت في سري انه يحلم، لانه يريد ان يقيس عمره بما يصدر من كتب.. تطور الحوار بين الشاب وموظف المكتبة عن روايات فوكنر، ولانني فضولي في مثل هذه الاحاديث، قررت ان احشر نفسي وحاولت ان اقول للشاب ان روايات فوكنر ممتعة. قال لي الشاب: لكنها صعبة.. رويت له ما جرى بين فوكنر وناشره عندما التقاه ذات يوم فقال له: " ياسيد فوكنر الناس تشكو من روايتك هذه، يقولون إنهم لا يفهمون منها شيئاً حتى بعد أن يقرؤوها مرّتين أو ثلاث مرات"، يجيبه دون أن ينظر إليه: " قل لهم أن يقرؤوها أربع مرات". وعلى اي حال قلت للشاب: عليك ان تجرب، فلا يوجد كتاب صعب، يوجد قارئ ملول فقط.

دائما ما اجد البعض يشكو من بعض الروايات وهم يقولون: هل حقا قرأت البحث عن الزمن المفقود ؟.. ماذا عن " يوليسيس "؟، من لديه القدرة والصبر على الاستمرار مع " السيدة دالاواي "، وربما يسخر منك البعض ويقول لك يارجل تبدو في قمة البطر، وانت تتأبط رواية موزيل " رجل بلا صفات ".. اتذكر انني قرات مرة ان الروائي الانكليزي مالكوم لوري طُلب منه ان يصف روايته " تحت البركان " للقراء فقال: يمكنهم ان يقرأوها على انها قصة، ويمكن تجاوز الامر واعتبارها قصة مفيدة نوعا ما، ويمكن اعتبارها سيمفونية، او اوبرا، قصيدة، اغنية، رسالة مشفرة، وفي النهاية قال يمكن اعتبارها آلة.. عليك ان تقراها لتكتشف كيف تعمل.

على مدى سنواتي في القراءة لم تفارقني روايات فوكنر منذ ان وقعت بيدي روايته " سارتوس "، ولم يكن فوكنر يهمني آنذاك وانما اسم مترجمها ميخائيل رومان وهو كاتب مسرحي مصري، يعد واحدا من رواد المسرح الطليعي في مصر. بعدها اصبحت مولعا بفاكنر وقد تحدثت في كتابي " في صحبة الكتب " عن حواري مع الراحل جبرا ابراهيم جبرا عن فوكنر وروايته التي ترجمها " الصخب والعنف.

في كتابه لماذا نقرأ كتب هارولد بلوم : " انني لست باحثا متبحراً في فوكنر، ولكنني مجرد قارئ متحمس، فانا افترض ان قراءتك لواحدة من روايات فوكنر بكل ما لديك من حدة وعقل يقظ سوف يكون نوعا من التدريب في عملية الإدراك، أظن ان ذلك يمثل طريقة جديدة لايقاظ تلك الشعلة الداخلية، لانبثاق النور في أعماقك، او لخلق تلك الرئة التي تتنفس وتجعل أنفاسك تتسارع أكثر، ليس بالضرورة قراءة فوكنر ستجعل منك شخصا أفضل ولكن من المؤكد انها ستثير بداخلك اسئلة جديدة، ان فوكنر يشير لنا كيف يجب ان نفتح عقولنا بالتساؤلات والدهشة"

عاش ويليم فوكنر ومات وهو شخصية غريبة الطباع كان سكان المنطقة الصغيرة يحتارون في وصف جارهم الصامت.. فهو أحياناً يبدو لطيف المعشر يومئ براسه عندما يصادف أحد المعارف في الطريق، وأحياناً يبدو متزمتاً، وفي أحيان كثيرة يبدو بارد المشاعر، تارة يكون متواضعاً، ومرات يجدونه متعجرفاً، يبدو عطوفاً مع أفراد عائلته، يرتدي ملابس بسيطة، وكانت له هيئة مقامر، لم يكن يتكلم كثيراً، وغالباً ما كان شارد الذهن، وكان يُشاهد وهو واضع الغليون في فمه يسير دون أن يرى أحداً، وقد قال مرة لأحد الصحفيين: " لو اني سأعيش ثانية لاخترت أن أكون المخلوق الذي لا يكره أحداً ولا يحسده أحد، ولا يريده أحد، ولا يحتاج إليه أحد، لا يقع في ضيق، ولا تحاصره المخاطر، ويستطيع أن يأكل أي شيء». كان يُشاهد دائماً وبيده كتاب، كان يقرأ باستمرار، دون كيخوته ومدام بوفاري وموبي ديك وشكسبير ودوستويفسكي: " قرأت هذه الكتب عدة مرات، ولذلك أنا لا أبدأ بالصفحة الأولى وأقرأ الكتاب حتى النهاية، بل أقرأ مشهداً واحداً فقط أو ما يتعلق بشخصية واحدة، تماماً كما يودّ المرء أن يلتقي بصديق ليتحدث معه بضع دقائق». عندما سُئل عن الصيغة التي يمكن للكاتب اتباعها ليصبح روائياً جيداً، أجاب: «تسع وتسعون بالمئة موهبة، وتسعة وتسعون تنظيم، وتسعة وتسعون عمل».

 يكره الحديث عن الأدب ويقول لمن يسأله عن رواياته: " لست أديباً بل مزارعاً متقاعداً". يتحدث بلهجة قروية، ويشرب كثيراً كأنه إنسان حطمه اليأس. اشتغل في عدة أعمال، كتب الشعر في بداية حياته، ثم تركه ليعمل نقاشاً ثم نجاراً وموظفاً في دائرة بريد وكاتب سيناريو في هوليوود. تزوج من امرأة سبق أن تزوجت وكان معها طفلان، عاش حياة بسيطة، كان ينظر بغرابة لكل من يسأله عن حياته الشخصية وذات يوم قال لصديقه القاص المشهور شيروود أندرسون: «وأنا أسير في شوارع مسيسبي أشعر كأن الجميع يراقبني، ويريد أن يفهم كيف يمكن لرجل يجلس في الظل أن يكسب 30 ألف دولار مرة واحدة -كان هذا المبلغ هو قيمة جائزة نوبل التي حصل عليها عام 1949- لمجرد أنه كتب بعض كلمات على ورق، في مسيسبي الرجال يفهمون أنه لكي يحصلون على دولار عليهم أن يخرجوا أولا في الشمس ويعرقون وهذا ما يحيرهم في أمري».

ولد ويليام كوثبرت فولكنر في الخامس والعشرين من ايلول عام 1897 في بلدة نيو ألباني، وكان أكبر أخوته الأربعة، سترحل عائلته إلى أكسفورد وهو طفل، هناك سيدخل المدرسة، ولم يترك خلال هذه الفترة أي انطباع عند الأساتذة أو الجيران الذين كانوا يلاحظون صبياً مهملاً في ملبسه، لا يفعل شيئاً سوى التسكع والقراءة، وسيترك الجامعة في سنته الثالثة بسبب «غباء» الأساتذة كما قال لوالدته، وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى قرر أن يصبح طياراً، سيعود بعدها إلى الجامعة وقد لاحظ الأساتذة تمكّنه من اللغتين الفرنسية والإسبانية، وفشله في اللغة الإنجليزية، يترك الجامعة مرة أخرى حيث يقرر السفر إلى نيويورك، هناك يتعرف بالقاص شيروود أندرسون الذي سيساعده في نشر بعض قصائده، يعود إلى مدينته أكسفورد ليتعين موظفاً في مكتب البريد، لكنه لم يستمر طويلاً وفُصل من العمل بسبب سخريته من أناس لديهم هوس في شراء الطوابع. عام 1924 يجمع قصائده في كتاب بعنوان (الإله فون الرخامي)، طبع على نفقة أحد أصدقائه، ولم يبع أكثر من عشرين نسخة.. في أوائل عام 1926 ينشر أوّل عمل روائي له بعنوان (راتب الجندي) والذي يلاقي فشلاً ذريعاً لكنه أقنع الناشر أنه سيعوضه من خلال روايته الثانية (البعوض) والتي ستلاقي المصير نفسه؛ إهمال من النقّاد، وسقوط في التوزيع، الأمر الذي دفع الناشر إلى أن يمتنع عن طبع كتاب جديد لهذا الكاتب الذي لا يجلب سوى النحس. يتذكر أنه كتب كتبه الأولى من أجل أن يحصل على النقود: «كنت أعيش في نيو أورليانز، وأقوم بأي نوع من أنواع الأعمال من أجل كسب نقود قليلة من حين إلى آخر.. التقيت أثناء ذلك شيروود أندرسون. كنا نطوف المدينة بعد العصر ونتحدث مع الناس، لم اكن أرى أندرسون في الصباح، فقد كان متوحداً ومعتزلاً الناس. وهكذا قررت بأنه إذا كانت تلك هي حياة الكاتب، إذن علي أن أصبح كاتباً. في البداية وجدت الكتابة نوعاً من اللهو حتى أنني نسيت بأني لم أر السيد أندرسون لمدة ثلاثة أسابيع، إلى أن جاء يسأل عني، وكانت أوّل مرة يزورني فيها، حيث بادرني بالقول: ما الأمر، هل أنت غاضب مني؟ فأجبته باني كنت مشغولاً بتأليف رواية. فصاح يا الهي وانصرف. حين أنهيت رواية (راتب جندي) التقيت السيدة أندرسون في الشارع فسألتني عن سير العمل في الرواية، فأخبرتها بأنني قد أنهيتها. ردت قائلة إن شيروود يريد أن يعقد صفقة معي، وإنه إذا لم يكن من الضروري قراءة مسودة الرواية، فسيخبر ناشره بأن يقبلها. فأبلغتها موافقتي، وهكذا أصبحتُ كاتباً».

حصل من خلال روايته (راتب جندي) على أربعمئة دولار، | إنه عمل سهل" قال لنفسه، ومن رواية (البعوض) على خمسمئة دولار، يضحك وهو يتحدث عن هذه المهنة الممتعة التي تدرّ كل هذه الأموال ولا تتطلب من صاحبها سوى الجلوس أربع ساعات في اليوم وراء الآلة الكاتبة. يقول لهيمنغواي إنه اكتشف طريقاً يدرّ الكثير من المال، لكنه ذات يوم بدا له أن عليه أن يقول لنفسه: " إنني يمكنني أن أكتب الآن، يمكنني أن أجعل من نفسي تلك الزهرية التي احتفظ بها الروماني القديم في سريره وأبلى حافتها من كثرة تقبيله لها، ومن ثم فإنني أنا الذي لم يكن لي أخت، وكان قدري أن أفقد ابنتي في طفولتها، شرعت في أن أجعل من نفسي فتاة صغيرة تروي حكاية الصخب والعنف".

بعد فشله كروائي، سيعود فوكنر للعمل نجاراً، وفي الليل يجرف الفحم لمحطة كهرباء البلدة، وما بين الثانية عشرة ليلاً والرابعة صباحاً كان يجلس على عربة يد استخدمها كطاولة للكتابة، حيث خطّط لكتابة روايته الثالثة (سارتورس)، الرواية التي وضع فيها كل آماله، وكان يتوقع أنه سيدخل تاريخ الأدب من خلالها، وحين أخبره الناشر أنها رواية طويلة ومملّة، اختصرها للنصف.

(سارتورس) التي تدور أحداثها في الجنوب الأمريكي حيث ثمة شعور بالملل من الحياة، هي مفتاح لسلسلة من الروايات التي تناول فيها حياة أسرة أمريكية ومن خلالها سلط الضوء على تدهور الجنوب الأمريكي.

وعندما سُئل بعد حصوله على نوبل عن (سارتورس) قال: " حين كتبت روايتَي (راتب جندي) و(البعوض) كنت قد فعلت ذلك من أجل الكتابة ذاتها، لأنها كانت تمتّعني، في (سارتورس) اكتشفت أن مسقط رأسي يستحق الكتابة وأنني لن أستطيع طيلة حياتي أن أنتهي من الكتابة عنه.. لقد انفتح أمامي منجم ذهبي مدفون في الذين هم حولي، لذلك ابتكرت عالماً كاملاً من صنعي".

ابتداء من (سارتورس) سيكرّس فوكنر نفسه للكتابة، حيث ستصدر له عام 1929 روايته التي ستضعه في مصاف كبار كتّاب العام، وهي الرواية التي واصل العمل فيها أكثر من ثلاث سنوات، وكان في كل مرة يعيد كتابتها لأنّ ناشر كتبه كان يرفض أن يطبع هذه الدفاتر الصغيرة المكتوب على الغلاف الأول منها بخط ناعم عنوان «الصخب والعنف». كان في الثانية والثلاثين من عمره، الأوساط الأدبية بدأت بالتعرف إليه مع نشر (سارتورس): «كتبتُ (الصخب والعنف) خمس مرات منفصلة محاولاً أن أحكي القصة وأن أحرر نفسي من الحلم الذي استمر يُشقيني حتى بدأت الكتابة".

وعندما سُئل عن التكنيك الغريب الذي استخدمه في الصخب والعنف قال ساخراً: " ليتولى الكاتب الجراحة أو البناء إذا كان مهتماً بالتكنيك".

حين نُشرت (الصخب والعنف) عام 1929 لم يكن فوكنر يتوقع أنها ستضعه على قائمة الكتّاب الأكثر مكانة في تاريخ الأدب العالمي، فهي عمل تجريبي رغم أنها تروي سيرة حياة أسرة من جنوب أمريكا وهي سيرة آل كمبسُن، من خلال استذكار ثلاثة أخوة للماضي، فضلا عن القسم الأخير الذي يرويه المؤلف، لذلك هي أشبه بسيمفونية تتكرر فيها الإشارة إلى الحوادث نفسها «كأن كل حادثة هي عبارة عن مقطوعة موسيقية واحدة لكنها تُعزف في كل مرة من خلال آلة مختلفة. (بنجي) الذي يروي الحكاية في 7 نيسان 1928 معتوه، يسمع ولكن لا ينطق ولا يستطيع إلا الصراخ والعويل وهو حين يروي الحوادث لا يستطيع أن يرتبها زمنياً، وما حدث قبل عشرين سنة وما حدث اليوم كلاهما متساوي الأهمية عنده، إنها مثل الحكاية التي أخبرنا عنها شكسبير في مكبث: «إنها حكاية يحكيها معتوه، ملؤها الصخب والعنف ولا تعني أي شيء»، و(كونتن) الذي يسرد حكايته في 2 تموز 1910 طالب في هارفارد مفرط الحساسية؛ شديد التعلق بشرف الأسرة، و(جاسن) الذي يروي الحكاية بتاريخ 6 نيسان 1928 فظّ، شرس، ساديّ، أناني، يبغي من الحياة النجاح وتجميع الثروة عن أي طريق.

بعد أن تظهر الرواية إلى العلن يقرر فوكنر أن يتوقف عن الكتابة قليلاً ليرى ما الذي سيقوله القرّاء عن عمله الجديد، لكن المبيعات تخيب أمله، الثلاثة آلاف نسخة التي طبعها الناشر لم يُبع منها سوى أقل من ألفي نسخة، فيما الرزم البقية تتكدّس في المخازن، النقاد يسخرون من الكاتب المتحفظ الجاف في تعامله، رجل يملؤه التعصب والقسوة، قادر على الإهانة، صاحب الرواية التي هي أشبه بالكلمات المتقاطعة.. ويكتب المحرر الأدبي لصحيفة نيويورك تايمز ساخراً من الجنوبي المهووس بعالم المتاهات: «ترى ما الذي كان فوكنر، أصلاً، يريد قوله، عبر هذه الصفحات التي خطّها ووزعها في روايته الصخب والعنف؟ لقد بدا واضحاً أن السيد فوكنر لم يُخلق ليكون كاتباً".

في العام 1939 وبعد عشر سنوات على ظهور الصخب والعنف تظهر الترجمة الفرنسية، كان أندريه جيد قد قرأ النسخة الإنجليزية من الرواية وشجع صديقه صاحب دار غاليمار الشهيرة أن يترجم الرواية إلى الفرنسية، وما أن تصدر الطبعة الأولى منها حتى يتلقّفها الفرنسيون فتبيع غاليمار العشرة آلاف الأولى من الرواية، ويتحمس لها سارتر فيكتب مقالاً مطولاً في المجلة الأدبية الفرنسية مبشراً بالروائي الذي توقّع له أن يتربع على عرش الأدب الحديث، بل يذهب الحماس بسارتر إلى أن يتمنى لو أن مارسيل بروست قرأ الصخب والعنف قبل أن يكتب البحث عن الزمن الضائع: " كان يتعين على بروست أن يستخدم تكنيكاً شبيها بتكنيك فوكنر الروائي، نحن إزاء أبطال ضائعين، ولأنهم ضائعون فهم يخاطرون بأن يدفعوا بفكرهم إلى نهايته، أما أبطال بروست فهم كلاسيكيّون يلتزمون الحذر حين يضيعون، مع فوكنر نعيش في زمن التحولات التي يصعب تصورها، وفوكنر يستخدم فنّه الذي يفوق المعتاد ليصف لنا عالماً يحتضر من الشيخوخة ونحن فيه نلهث ونشعر بالاختناق".

في السادس من تموز عام 1962 تنقل وكالات الأنباء خبر رحيل ويليام فوكنر إثر أزمة قلبية، كان الأطباء قد حذروه من الإسراف في شرب الخمر.. في سنواته الأخيرة كان العالم قد اعترف له بانه واحد من كبار الروائيين الذين مرّوا في القرن العشرين وتركوا على أدبه بصماته.. أما هو فقد كان يصر على أن مهمة الكاتب هي مراقبة أفعال الإنسان وأن يلتقط سرّ الإمساك بالزمن.. في الخطاب الذي ألقاه عند تسلمه جائزة نوبل يقول: «إلى أن يتعلم الكاتب أن يكتب عن القلب لا عن الغدد.. فأنه سوف يظل وحيداً يرقب نهاية الإنسان. إنني أرفض قبول الفكرة القائلة بفناء الإنسان. فمن السهل أن يُقال بكل بساطة: إن الإنسان خالد لأنه سوف يتحمل المصاعب. ويوم يُنفخ في الصور ويشحب آخر شعاع للغروب النهائي فوق صخرة مهملة مفتّتة فإن صوتاً شاحباً سيظل هناك، صوت الإنسان الأبديّ القوي يتكلم.. إنني أرفض هذا أيضاً، أنا لا أعتقد أن الإنسان سوف يتحمّل فقط بل أعتقد أنه سوف ينتصر"

سألني الشاب: ما الذي يجعل رواية ما عظيمة ؟ قلت لكل قارئ وجهة نظر، وان عظمة العمل الادبي تقاس باختلاف القراء حولها. قد تكون صعوبة بعض الروايات تمثل نوعا من العذاب لبعض القراء، لكنها في المقابل تمثل اعجابا بعبقرية الروائي عند مجموعة اخرى من القراء..وكما كتب آندي ميلر في كتابه الرائع " سنة القراءة الخطيرة ":" لا اظن ان على الكاتب العظيم ان يكون ممتعا ليصبح كاتبا عظيما ".

***

علي حسين – كاتب

رئيس تحرير صحيفة المدى البغدادية

 

في المثقف اليوم