قضايا

علي حسين: إن الأنفس لا تصفو إلا بالنظر إلى الفلسفة

لا يحب الذين يضعونه في خانه الاطباء وينكرون عليه لقب "الفيلسوف". يكرّر في سيرته الذاتية التي كتبها في السنوات الأخيرة من حياته: " إن ناسا من اهل النظر والتمييز والتحصيل لما رأونا نُداخل الناس ونتصرف في وجوه المعاش عايرونا واستنقصونا وزعموا أننا حائدون عن سيرة الفلاسفة ولا سيما عن سيرة امامنا سقراط ". كان عاشقا لسقراط، لكن الفرق بينه وبين الفيلسوف الاغريقي كما يقول يتلخص في كيفية العيش. فسقراط الذي عاش حياة بسيطة، يرتدي الثياب الرثة، يصفه تلميذه افلاطون في محاورة المأدبة " – ترجمة وليم الميري – بان له انف افطس، وعينان مشعتان، وشفتان متهدلتان، وكرش كبير. لم يحاول اخفاء بشاعته تحت الثياب المرفهة، فكان يتنزه عاري الصدر، وكان يرتدي صيفا وشتاءً المعطف نفسه، عاش حياة فقيرة بشهادة افلاطون الذي يخبرنا ان استاذه انصرف عن الانشغال باشياء أخرى غير الفلسفة. كان سقراط يقول للجميع ان مهمة الفلسفة هي الاعتناء بالنفس الانسانية، ويؤمن بعدم قابلية الفصل ما بين القول وقائله، يكرس وقته كله للفلسفة، لكنه لم يعتزل الناس. يقول ابو بكر الرازي في كتابه " السيرة الفلسفية " ان سقراط كان يتمتع بعقلية مثيرة للاهتمام، انه يجبرنا على التساؤل عما إذا كان هناك أي شيء أكثر قيمة في الحياة من الشعور بالرضا من نفسك.

يبدأ ابو بكر الرازي بتقديم فرضياته الفلسفية بالقول ان " ذلك الذي يدرس اعمال القدماء، يكسب تجربة عملهم كما لو هو نفسه قد عاش الآف السنين التي مضت في البحث والتحقيق – رسائل فلسفية –. يستقي من جالينوس الحكمة التي تقول: "ان الطبيب الفاضل فيلسوف "، ونجده مثل معلمه سقراط يُدين الذين يتسكعون في المساجد ويحجمون عن كسب عيشهم ولا يقومون بأي عمل.فالمعرفة تنال بالاجتهاد والتجربة وبالتفكير العقلي لا بالاوهام والالهام ولا بالكشف الصوفي. يطالب بالمحافظة على العقل حتى لا يضعف الضمير. ومن رأي الرازي ان من خالف حكم العقل، جرفه الهوى الى الخطيئة والظلال. ويرى أن لا غنى للحياة عن التجربة، فهي واجبة لأنها صلاح الانسان، وان قوام التجربة " الاخلاص والعقل، وان الحقائق لا ينبغي ان تكون مقبولة او مرفوضة سوى بالتجربة التي تبرهن على صحتها او زيفها – الرازي الرسائل الفلسفية -.

يعتبر التفكير في الارادة مسالة اساسية في استراتيجية الرازي لعيش حياة سعيدة، فهو يرى اننا في افعالنا الارادية فقط نحقق انفسنا ككائنات موجودة، لان قوة الارادة فضيلة يتشرف بها الانسان. يقول الرازي في كتاب السيرة الفلسفية الذي يعد نموذجا للاصول الاخلاقية لهذا الفيلسوف: ان الانسان من باب التشبه بالله الذي هو رحيم وعادل ينبغي أن يكون عادلا ورحيما مع الخلق ومع نفسه وأن يتجنب الضرر بالآخرين والضرر بنفسه، وهو يقول ينبغي على كل انسان ان يكبر الإلهي في نفسه عن طريق استكمال العلم.

يكتب ابن خلكان كان الرازي قد قرأ الفلسفة " قراءة رجل متعقب على مؤلفيها، فبلغ من معرفة غوابرها الغاية، واعتقد الصحيح منها وعلل السقيم " – وفيات الاعيان تحقيق احسان عباس –

وجد ابو بكر الرازي ان التفكير العقلي هو ما يثري الحياة بوجه خاص وفي " الطب الروحاني " – تحقيق الدكتور عبد اللطيف العبد - يوضح كيف تقود الاسئلة الكبيرة الى اتساع مداركنا، مشيدا بالعقل، المنطبع فطريا في كل انسان والذي لا يقتضي إلا المران والجهد ليعمل. ولا يوصف العقل في هذا الكتاب إلا من خلال المنفعة الدنيوية، فهو يوفر الكثير من المكتسبات والمنافع، ويقينا من الوقوع في الخطأ، ويحامي عنا، ويؤكد تفوقنا على الخليقة كلها. وهو يذكر بأن اول ما فضله الله هو العقل، وهو ملكة الارادة التي لا تطلق الفعل إلا بعد روية وتفكير،: " ان الله اعطانا العقل وحبانا به، لننال وتبلغ من المنافع العاجلة والاجلة، وانه أعظم نعم الله عندنا، وأنفع الاشياء لنا، واجداها علينا ".

يترك لنا المؤرخون روايات متناقضة عن سيرة " ابي بكر محمد بن زكريا الرازي "، لكننا سنعرف انه ولد في العاشر من نيسان عام 864 ميلادية في مدينة الري القريبة من طهران، رحل والده بعد مولده بسنوات قليلة، كان الاب يعمل اجيرا. في واحدة من اجمل السير الفكرية يكتب الرازي: " لم يظهر من افعالي ما استحققت ان يقال ان سيرتي ليست سيرة فلسفية..لم ازل منذ حداثتي وإلى وقتي هذا مكبا على العلم حتى ضعف بصري ".في هذا الكتاب يفسر لنا كيف انه اتخذ من القراءة والكتابة منهجا، حتى انه كتب: " وبلغ من صبري واجتهادي اني كتبت في عام واحد اكثر من عشرين الف ورقة ". وهو يخبرنا انه بدأ حياته وسط الكتب وسينهيها وسط الكتب.3060 الرازي

عاش طفولة صعبة، عانى اليتم وتسلط زوج الام، تعلم ان يتحكم في نفسه وتعلم من استاذه " أبو زيد البَلْخِي " التواضع: " لم يبد مني بخل او تبذير، ولا كانت لي منازعات او مشاجرات، كما انني لم انصرف قط ضد احد " – السيرة الفلسفية – يخبرنا ابن النديم ان الرازي كان" كريما متفضلا باراً بالناس حسن الرأفة بالفقراء حتى انه كان يجري عليهم الجرايات الواسعة ويعوضهم " – الفهرست تحقيق محمد المرعشلي -. عمل في عدة مهن ليعيل عائلته،، تنقل بين الصيرفة والصياغة وبيع القماش، وبرغم ظروفه المادية قرر ان يدرس الموسيقى، فقد كان عاشقا للغناء والالحان.تردد على بعض الفقهاء واللغويين ليكتسب معرفة بالدين والادب والشعر، وبدأ يخطط ليصبح شاعرا، ولما لم يجد قي الشعر غايته اتجه إلى دراسة الكيمياء التي تفوق فيها فالف وهو في الخامسة والعشرين من عمره كتابا بعنوان " صناعة الحكمة " قال عنه: " وكتبنا في صناعة الحكمة التي هي عند العامة الكيمياء ". ونجده يعارض جابر بن حيان، حيث كان الرازي يرفض التأويلات الرمزية والباطنية لاحداث الطبيعة. في الثلاثين من عمره يقرر السفر الى بغداد، ويذكر ابن ابي اصيبعة في كتابه " طبقات الاطباء " ان الرازي عندما دخل بغداد، شاهد المستشفى الكبير " البيمارستان "، فحاول ان يعرف ماذا يجري فيه، تحدث مع العاملين في المستشفى عن الادوية وتراكيبها، واكتشف ان اهل بغداد يطلقون على الدواء اسم " حياة العالم ". ولم يزل يسأل في شؤون الادوية والطب حتى قرر ان يتفرغ لدراسة الطب وكان قد بلغ الاربعين من عمره.في بغداد بدأ الفقر يطارده، الأمر الذي دفعه للعمل في مهنة الصيدلة.كانت مهمته تخضير الدواء، وفي الوقت نفسه تفرغ لقراءة كتب ابو قراط وجالينوس في الطب، واخذ يتردد على المستشفى ليشاهد بنفسه كيف يتم معالجة المرضى يكتب: " ان قليل المشاهدة المطلع على الكتب، خير ممن لم يعرف الكتب ". بعد ان تمرس الرازي في الطب عاد الى بلدته " الري " حيث كلف بادارة مستشفاها بطلب من الحاكم منصور بن اسحق، وكرس الرازي لهذا الحاكم كتابه " المنصوري في الطب " - تحقيق حازم البكري الصديقي – وكتاب "الطب الروحاني"، الاول يختصّ بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس. ويعدد ابن النديم كتب الرازي في الطب فيقول انها بالعشرات.وكان الرازي يقدس مهنة الطب ويعدها من الفضائل، ولا يكتفي الرازي بدراسة الطب والكتابة فيه، بل يؤكد على اهمية التجربة والممارسة، وكان يرى ان " الحقيقة في الطب غاية لا تدرك والعلاج بما تنص عليه الكتب دون اعمال الماهر الحكيم برأيه خطر " كما ان " اقتصار الطبيب على التجارب دون القياس وقراءة الكتب خلل ".. وكان شعاره في العلاج: " ان ما استطاع معالجته بالغذاء لا يعالج بالدواء، وما يمكن علاجه بالدواء لا يعالج بالجراحة ". حقق الرازي نقلة جذرية عندما افسح حيزا مهما لـ " التجربة ". لقد كان مدافعا عن اهمية الملاحظة والخبرة الشخصيتين.

يخبرنا البيروني ان الرازي كتب اكثر من " 60 " كتابا. ومن اهم اعماله كتابه الموسوعي " الحاوي " الذي يعد من وجهة نظر البعض أهم من كتاب الـ " قانون " لابن سينا. وكان الرازي قد اعد الكتاب في صورة مذكرات متعددة، وقد جمع فيه الكثير من التجارب والدراسات..بعد ان حاز الرازي على الشهرة يعود الى بغداد ليتولى الاشراف على المستشفى الذي سمي على اسم الخليفة المعتضد، امضى السنوات الاخيرة من عمره في مدينته " الري " وبسبب انهماكه في القراءة والكتابه اصيب بالعمى، وعندما عرض عليه اجراء عملية لازالة الماء رفض قائلاً: " قد ابصرت من الدنيا حتى مللت منها "، حاصرته الامراض التي تسببت في موته في التاسع عشر من تشرين الثاني عام 923 ميلادية.

في الخمسين من عمره يفاجئ ابو بكر الرازي المقربين منه بكتاب مثير ومدهش اطلق عليه اسم " الطب الروحاني "، وكان قبله اصدر كتابا صغيرا بعنوان " طب المنصوري " لم يثر الاهتمام في حينه، حتى انه قال لطلبته " يبدو ان الكتابة عن الطب اشبه بالكتابة عن السحر ". يبدأ كتاب " الطب الروحاني بتمهيد يشيد بالعقل، المنطبع فطريا في كل انسان والذي لا يقتضي إلا المران والجهد ليعمل، ولا يوصف العقل في هذا الكتاب إلا من خلال المنفعة الدنيوية " فهو يوفر الكثير من المكتسبات والمنافع، ويقينا من الوقوع في الخطأ ويحامي عنا، ويؤكد تفوقنا على الخليقة كلها "، وفي هذا الكتاب ومعه كتاب " الحاوي " يقدم الرازي تمهيد لفلسفته التي ارادها فلسفة مستقلة، او فلسفة مجتهدة، وكان الرازي يرى عكس معظم فلاسفة الاسلام ان الفلسفة ليست من اختصاص الحكماء فقط، فالناس متساوون في العقول وان اختلفت حظوظهم من المعرفة بسبب اختلافهم في بذل الجهد من اجل التعليم، ولهذا نفى عن نفسه انه احق بالفلسفة من غيره، فقال انه يتميز فقط بشدة الطلب والتحصيل، اما سائر الناس ممن لم يهتموا بالفلسفة، فانما حرموا ذلك لاضرابهم عن النظر لا لنقص فيهم واستدل على ذلك بان احدهم " يفهم في امر معاشه وتجارته وتصرفه في هذه الامور ويهتدي بحيلته الى اشياء تفوق عن فهم كثير منا، لانه صرف همته الى ذلك " – الفهرست ابن النديم -. ولهذا نجد الرازي يجاهر بفلسفته ايمانا منه بأن الناس سيفهمونه، وقد اعطى للفلسفة وظيفة المخلص من الشر، ومع اهتمامه بدور الفلسفة ومسلك الفلاسفة فقد اهتم بشكل خاص بالسلوك العملي للناس. ويعكس في كتابه " الطب الروحاني " عدم اليأس من صلاح الانسان تعززه من جهة أخرى ثقته بوعي وسلامة العقل الانساني.يدعونا الرازي الى تغيير فهمنا لانفسنا، نحن في حاجة الى العودة الى الفلسفة،والى المزيد من الجدية في التعامل مع مسالة الوصول الى التفكير العقلي.

رغم المكانة التي حظي بها الرازي كونه طبيب للامراء والحكام، إلا انه خضع للرقابة إذ ان كتابه " مخاريق الانبياء " قد اتلف وتم شن هجوم عليه من بعض رجال الدين كان ابرزهم الاسماعيلي ابو احمد بن حمدان الرازي الذي كتب: " وزعم الزنديق (الرازي) انه بحكمته قد فهم ما كان مجهولا لاسلافه، وقد كتب مقالة مرتبكة وحمقاء، قال فيها انه في مجال الفلسفة كان ندا لسقراط " –اعلام النبوة في الرد على الملحد ابو بكر الرازي تحقيق وتقديم جورج طرابيشي –. يذهب الرازي مذهب الربوية وهي الفلسفة التي تجمع بين الايمان بالله وقدرة الانسان على اقامة علاقة مباشرة بينه وبين الله من دون وسيط، ويذهب قسم من " الربيون " الى وجود علاقة مباشرة بين الله والانسان، ويسمى في الفلسفة الاغريقية هذا النوع بالدين الطبيعي الحر غير المقيد بشريعة سماوية، ولعل اقدم نزعة ربوية ترجع الى ابيقور الذي دعا الى التحرر من الدين وانكار تدخل الألهة في شؤون البشر، رغم اقراره بوجودهم، فقد اعلن ابيقور ان الله لا يحتاج الى عبادة وانه لا يستمع لادعية الناس، يكتب ابيقور: " لو استمعت الإلهة الى ادعية الناس لهلكوا سراعا، لاأنهم يدعون دائماً بالشر على بعضهم " – ابيقور الرسائل والحكم ترجمة جلال الدين سعيد - ويمكن اعتبار الرازي اهم المنظرين للربوية في الفكر الاسلامي، فهو يؤمن بوجود الله، ودوره في خلق العالم والعناية به، لكنه يستبعد اي دور للمؤسسة الدينية ويضع العلاقة مع الله على مستوى الافراد ونجده يكتب: " فما وقع من الاختلاف بسبب الاديان ومن الاقتتال الذي اهلك العديد من البشر لا يمكن ان يصدر عن السماء "، وفي رده على الاسماعيلي " ابو حاتم" يبين ان الدين يتعارض مع حكمة الله، لأن الله حين يختص قوما برسالة سماوية ويختصهم بدين معين دون غيرهم من البشر ويفضلهم على الناس،إنما يقوم بدور المحرض على العداوة " – الرازي الرسائل الفلسفية – ويرى ان حكمة الله تقتضي ان يكون الالهام الإلهي مشاعا بين الناس حتى يتساووا في المعرفة ويتجنبوا الفرقة والخصام ويهلك بعضهم بعضا ".وفي سجاله مع ابو حاتم الاسماعيلي يحاول الرازي ان يكشف عن تناقضات النصوص المقدسة رغم انتمائها المفترض لمصدر واحد.

كان اشتغال الرازي بالفلسفة يعد نقطة تحول في حياته، وافتراق بينه وبين معظم فلاسفة الاسلام، فهم يهاجم اولا ارسطو الذي يعتبره فلاسفة المسلمين معلمهم الاول، ويسخر من نظرياته الطبيعية والميتافيزيقية. كما انه يرفض محاولات التوفيق بين الفلسفة والدين. ويرى ان الفلسفة هي السبيل الوحيد لاصلاح الفرد والمجتمع. وان الاديان تدعوا الى التنافس والحروب. كتبه التي كتبها في هذا المجال اعتبرت في خانة الزندقة، وكان ابرزها كتاب " مخاريق الانبياء " وكتاب " نقض الاديان "، يذهب ماسينون الى ان تاثير الرازي في مجال نقض الاديان امتد الى اوربا، وكان منبع تلك الاعتراضات التي وجهها فلاسفة عصر التنوير الى الدين والكنيسة. يقول الرازي: " الاولى بحكمة الحكيم ورحمة الرحيم ان يلهم عباده اجمعين معرفة منافعهم ومضارهم ولا يفضل بعضهم على بعض، فلا يكون بينهم تنازع ولا اختلاف فيهلكوا، وذلك احوط لهم من ان يجعل بعضهم ائمة لبعض فتصدق كل فرقة امامها وتكذب غيره ويضرب بعضهم بالسيف ويعم البلاء بالتعادي والمجاذبات، وقد هلك بذلك كثير من الناس كما نوى – اعلام النبوة في الرد على الملحد ابو بكر الرازي تحقيق وتقديم جورج طرابيشي -.ان الفلسفة الربوية عند الرازي ترى ان شر العالم والسوء، لا يمكن ان يصدر عن الله المعروف بعدله وطيبه ورحمته.

صحيح ان الرازي كان رجلا شكاكا إلا انه في الوقت نفسه كان عميق الايمان، قدم اطارا فلسفيا لعملية الشك، وفتح الباب امام الجدل والبحث العلمي والفلسفي، وهو يُذكرنا ان الحكمة يمكن أن تأتي من مصادر شتى. يمكن أن تأتي من الحدس مثلما يمكن ان تأتي من التفكير العقلي، ويمكن أن تأتي من العلم، وان تأتي من الله، إنه منفتح على ذلك كله، وياخذ ما يراه مفيدا فيستخدمه. كان الرازي شديد الايمان بأن يتعلم حتى من الاراء التي يجد نفسه مختلفا معها، او حتى التي تبدو له غريبة وشاذة.هذا لأنه كان يرى ان من المحتمل كثيرا وجود ثغرات من الحقيقة متناثرة هنا وهناك، وكان يرى ان علينا استخراجها من خلال المثابرة على طرح الاسئلة.

***

علي حسين – كاتب

رئيس تحرير صحيفة المدى البغدادية

 

في المثقف اليوم