قضايا

عبد الرضا حمد جاسم: السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي (2)

و لما كانت مقالة الأستاذ البروفيسور قاسم حسين صالح المشار اليها، من عنوانها وتوطئتها تخص السعادة في العراق والسعادة في العراق تأتي من سعادة العراقيين كأفراد فمن الواجب ان انقل لكم رأي البروفيسور قاسم حسين صالح كواحد من علماء النفس العراقيين وربما الأكثر نشاطاً في الكتابة والنشر فيهم والتي ستكون كتاباته مصدراً مهماً للبحوث والدراسات لمتخصصي اليوم والمستقبل من الباحثين في علم النفس والاجتماع عليه فما يطرحه البروفيسور قاسم مهم جداً ويجب ان يخضع للتحليل والنقد لعلاقة ذلك بالإنسان العراقي / المجتمع العراقي والعراقيين عموماً.

كتب البروفسور قاسم حسين صالح عن تعاسة الشعب العراقي وعن سعادته بتناقض غريب يثير علامات استفسار واستفهام وتعجب كثيرة والإجابة عليها ضرورية للتخفيف من حيرة القارئ والباحث والدارس حيث ان المؤشرات السلبية والايجابية التي طرحها عن العراقيين فيها إشارات او احكام جازمة حاسمة لو صًّحَةْ لجعلت العراقيين متربعين على قمة سلم السعادة العالمي بشكل واضح كاسح ولسنوات لا تُعد ولا تحصى "من السومرية الى الديمقراطية" وبنفس الوقت تلك المؤشرات تجعل العراقيين في اسفل سلم السعادة لسنوات طويلة دون منافس وايضاً "من السومرية الى الديمقراطية" أي في قمة سُلَّم التعاسة..أهمية تلك المؤشرات التي انقلها لكم من منشورات البروفيسور قاسم حسين صالح والمنشورة في مواقع الكترونية كثيرة ومنشورة في صحف وجمعيات ومؤسسات وربما تضمنتها بعض الكتب التي اصدرها وتعرفون ان كاتبها من الراسخون بعلم النفس ورئيس الجمعية النفسية العراقية فأكيد تلك المؤشرات المفروض انها جاءت عن دراسات وبحوث كثيرة..

تفضلوا بالاطلاع على التالي:

1 ـ في مقالته: [العراقيون.. يحبون الحب قبل فلنتاين] بتاريخ 15.02.2023 يعني قبل صدور تقرير الأمم المتحدة للسعادة بحوالي شهر وعدة أيام (ثلاثة أيام) كتب التالي:

[لا يوجد شعب في العالم موصوف بالحب كالشعب العراقي.. ان العراق بلد الشعر وأن قلوب الشعراء لا تنظم الشعر الا حين تكون مسكونة بالحب.. فيما العشق عند العراقيين.. جنون!. وأنهم اهل طرب وكيف.. من صغيرهم الى كبيرهم. اننا نرى ان الحب هو (خيمة) الفضائل كلها.. لأن الحب يقضي على شرور النفس وامراضها.. فان تحب فهذا يعني انك لا تكره، وانك تتمنى الخير للآخرين، فضلا عن ان الحب يجلب المسرّة للنفس والناس ويجعلك تحترم حتى الطبيعة وتعمل على ان تجعلها جميلة، وبالصريح، لا يوجد شيء في الدنيا اجمل واروع من الحب، لأن الحب هو الفرح، هو النضج.. هو الكمال.. هو اليقين بأنك موجود.. باختصار، الحب هو الجنة التي يأتي بها الحلم الى الدنيا لتعيش فيها أدميتك كانسان، لهذا فانه صار شعار كل الاديان الذي دفعهم الان الى تخصيص يوم عالمي باسم (اليوم العالمي للوئام بين الأديان)..لقد صار يقينا ان العراقيين موصوفون بالحب، وما يجعلك تفرح.. تغني.. تثق بأنهم صنّاع حياة، انك تراهم يتفننون في التعبير عن (عيد الحب)] انتهى.

و قبل عام واحد من تاريخ المقالة(1) أي في 14.02.2022 كتب العبارة القريبة التالية في مقالته:[في عيد الحب.. العراقيون ما أروعهم]: [لقد صار يقينا ان العراقيين موصوفون بالحب، وما يجعلك تفرح.. تغني.. تثق بأنهم صنّاع حياة، انك تراهم يتفننون في التعبير عن (عيد الحب)] انتهى

وأعاد نفس الصياغة في 14.02.2021 بمقالته: [فالنتين..عراقي]. وكرر نفس النص في مقالته: [العراقيون..وعيد الحب] بتاريخ 15.02.2018 وأعاد نفس النص في مقالته:

[فالنتاين عراقي] بتاريخ 19.02.2016

وفي مقالته: [العراق..هو عيد الحب] بتاريخ 14.02.2015 كتب التالي: [والجميل ان العراقيين موصوفون بالحب، ليس من يوم اصبح العراق موطن الشعر، بل من قبل الاف السنين] انتهى

وأَتْبَعَ كل العبارات الرنانات السابقات بالمقطع التالي لتفسير/توضيح الحب حيث كتب التالي: [وبالصريح، لا يوجد شيء في الدنيا اجمل واروع من الحب، لأن الحب هو الفرح.. هو النضج.. هو الكمال.. هو اليقين بأنك موجود.. باختصار ، الحب هو الجنة التي يأتي بها الحلم الى الدنيا لتعيش فيها ادميتك كانسان، ولهذا فانه صار شعار كل الاديان الذي دفعهم الان الى تخصيص يوم عالمي باسم (اليوم العالمي للوئام بين الأديان)] انتهى

هذه النصوص او القريب اليها/ منها كررها البروفيسور قاسم حسين صالح ستة مرات واعتمدها لمدة تسعة أعوام سابقة وهذا يدل على انه اشبعها بحث وتقصي وتحديث وتدقيق حد الثقة التامة والجزم والحسم بها وهي تعكس نفسية العراقيين وحالة السعادة لديهم التي استخلصها خلال كل الفترة الطويلة / الممتدة من قبل الاحتلال الأمريكي للعراق وبعده والأهم فيها هي سنوات "الديمقراطية" الممتدة من(2003) الى اليوم أي (2023) وهي كما يبدو من الجزم والحسم انها ستستمر طويلاً حيث لا يمكن لأي قوة تغيير ان تقلبها بسرعة..

والغريب انه عمم حالة الفرح والحب والسعادة تلك بشكل مطلق وحازم وجازم على كل العراقيين بكل الوانهم واجيالهم من ""السومرية الى الديمقراطية"" بحيث جعلهم متفردين عن كل الناس وكل الشعوب الاحياء منهم اليوم (8 مليار انسان) والموتى بقرابة (30 مليار انسان) وهذا يدفع القارئ البعيد والقريب لأن يضع العراق متربعاً ولعقود طويلة قادمة على موقع/مرتبة الشرف الأولى في موضوع السعادة وهو يعني ان العراق بلد السعادة الأول دون منازع/ منافس لأنه بلد الحب الأول في العالم من ""السومرية الى الديمقراطية"".

وعن الحب، للبروفيسور قاسم حسين صالح مقالة متميزة هي: [ثقافة نفسية: (4) الحب.. هل هو نوع واحد أم انواع؟] نشرها في المثقف الغراء بتاريخ 07.02.2010 ذكر فيها التالي: [الحقيقة ان الحب على ستة انواع ! اشهرها: العشق والحب الرومانسي. وهنالك الحب الناجم عن المعاشرة والرفقة، والحب الافتتاني، والحب الفارغ، والحب الكامل] انتهى

الحقيقة لا اعرف أي نوع من أنواع الحب هو الحب الموصوف به العراقيين؟

و اليكم عن التعاسة في العراق كما فسرتُ مقاطع كتبها ونشرها البروفيسور قاسم.. تلك التعاسة التي تجعل العراق في اخر قائمة البلدان والشعوب في سُلَمْ السعادة أي انه متربع دون منافس/ منازع على قمة سُلم التعاسة العالمي حيث ورد التالي:

1- في مقالته: [العراقيون.. والاكتئاب الوطني] بتاريخ 22.01.2012 ورد التالي:

هذا مصطلح جديد(يقصد الاكتئاب الوطني) يجود به العراقيون على المشتغلين بالطب النفسي والسياسة فالمعروف أن نسبة الاكتئاب في المجتمعات بحدود (5%،لكنه في العراق أصاب شعبا بكامله فصار الاكتئاب وطنياً!.فمن من العراقيين (أعني الرعية!) لا يشعر بالضجر والسأم والحزن وفقدان السعادة وعدم القدرة على أن يكون بحال أفضل.. وتلك من أعراض الاكتئاب المتفق عليها عالميا بين أصحاب الاختصاص. ومن خصائص المكتئب عدم قدرته على تحقيق طموحاته. ومع أن العراقي كان بقلب بعير في صبره على الحكومة، فانه خرج ، بعد ان يأس، شاهرا صوته بين الناس والحكومة فكان ما كان من الذي تعرفونه..الخ) ثم أكمل: (ومن خصائص المكتئب انشغاله بالماضي واجترار خساراته وكل ما يبعث على انقباض النفس.. وتلك مصاب بها العراقيون. فنحن ننفرد عن خلق الله بماض مليء بالخسارات والفواجع)] انتهى

2 ـ في مقالته:[لأمراض النفسية في الأغاني العراقية] بتاريخ 02.09.2012 كتب:[الاغنية تعبير عن مشاعر الانسان نحو نفسه.. والآخر والأغنية من اكثر المواد الاعلامية شيوعا وتأثيرا، وربما كانت اكثر المؤشرات التي يعتمدها الباحثون في تحليلهم الحياة النفسية والاجتماعية للشعوب (ان الكثير من أغانينا العاطفية مليئة بأمراض نفسية، أخطرها المازوشية التي تعني ان الفرد لا يحصل على اللذة والمتعة والمشاركة العاطفية الا من خلال ايلام الذات. ولك أن تعدّ في أغانينا ما لا يحصى: «اجرح.. اجرح.. وعذّب على كيفك»، «عذّبني اكثر وآني احبك اكثر»، «تعذّبني بليالي جفاك.. تلوعني وأظل اهواك»، «حيل اسحن كليبي سحن.. وغركني بالهمّ والحزن») ثم أكمل: (.وتنفرد أغانينا بصفة مازوشية غريبة هي التباهي بالحزن!)] انتهى

3 ـ في مقالته: [العراق: وطن بلا طفولة] بتاريخ 21 تموز 2009كتب التالي: [وكان اخطر خلل سيكولوجي حدث للأطفال المولودين عام 1975 وما بعده انه تشكّل لدى هذا الجيل (يؤلف حاليا بحدود 70% من المجتمع العراقي) صور ذهنية ومعتقدات ومدركات مشوهه بخصوص نفسه والأخرين والعالم والحياة، وغير سوية بمواصفات الصحة النفسية للأطفال والشباب. ففي السنوات الثماني للحرب العراقية الايرانية تشكّل لدى الاطفال مفهوم ان العالم عدائي وان الاخرين يريدون افناءه. وبمشاهدته لجثث قتلى الحرب بدءا من برنامج( صور من المعركة) في الثمانينيات، الى مشاهد التفجيرات اليومية في المدن العراقية التي صارت تستهدف المدنيين، تراجعت لدى هذا الجيل( قيمة الحياة) التي كانت

[" ملاحظة: يمكن ان نضيف الى ما ورد أعلاه أمور أخرى تفضل بطرحها البروفيسور قاسم حسين صالح في مقالات وكتب عديدة عن حال العراق والعراقيين بخصوص انتشار المخدرات وتضاعف حالات الانتحار والطلاق وشيوع الفساد بكل انواعه من سياسي ومالي وإداري وربما غيرها.

الآن نتطرق الى السعادة في كتابات البروفيسور قاسم حسين صالح:

بخصوص "السعادة" كتب في مقالته: [رسالة إلى نفسي] بتاريخ 02.10.2009 التالي: [ والواقع أن كثيرين منّا يحمل مفهوما مثاليا عن السعادة، وهؤلاء لن يصلوا لها ولا يستمتعوا بالحياة. فالسعادة الواقعية لها معياران: أن يكون وضعك الحالي أفضل مما كنت عليه، وأن تكون بمستوى أقرانك في الوظيفة أو المهنة أو المكانتين الاجتماعية والاقتصادية..] انتهى

***

عبد الرضا حمد جاسم

 

في المثقف اليوم