قراءة في كتاب

محمود محمد علي: غواص في كتاب علم المصطلح لعلي القاسمي (4)

محمود محمد عليأما إذا ما انتقلنا إلى الفصل التاسع وهو بعنوان " تعريب التعليم العالي"، وهنا يذهب الدكتور القاسمي إلى أنه من أسباب عدم استتباب الأمن الاجتماعي والسلم الداخلي في البلاد، أية بلاد كانت، وجود انفصام بين الشعب والحكومة، أو بين المثقف وصاحب القرار ـ وبين المثقفين في وطننا العربي، فصناع القرار وأصحابه يعتقدون مخلصين أن شعوبهم لا تستطيع أن تمتلك ناصية العلم والتقانة ما لم تستعمل " لغة العلم " نفسها في التعليم، ومن هذا المنطلق برزت قضية تعريب التعليم في مصر في نهاية القرن التاسع عشر عندما تعرضت مصر لهجمة استعمارية استهدفت طمس الهوية المصرية وذلك بإحلال لغته الإنجليزية محل اللغة العربية، فقد كانت لغة التعليم في مصر في ذلك الوقت هي اللغة العربية في جميع مراحله .. ابتدائى .. ثانوي .. عالي، فقد استمر التعليم الطبي بقصر العيني سبعين عاماً عربياً منذ إنشاء كلية الطب في 1827م و حتى 1897م حين صدر قرار كرومر بتحويل التعليم فى مصر إنجليزيا لغة ومنهاجا .

ثم ينتقل المؤلف للحديث عن أسباب استعمال اللغة الاجنبية في التعليم العالي، وذكر منها: عدم استيعاب اللغة العربية العلوم والتقنيات، وقلة المراجع العربية، وأن المصطلحات العلمية والتقنية المتوفرة باللغة العربية ليست موحدة على صعيد الوطن العربي، وأن غالبية أساتذة التعليم العالي تلقوا علومهم من جامعات أجنبية، وأمور كثيرة أخري (59).

وبعد ذلك أكد الدكتور القاسمي بأن المثقفين وأصحاب الخبرة والاختصاص في اللسانيات والتربية وقضايا التنمية يختلفون في الرأي مع الساسة وصناع القرار حول قضية تعريب التعليم العالي، فهم مجمعون على أن من مصلحة الأمة العربية تعريب التعليم بجميع مراحله وجميع تخصصاته (60).

ثم ينتقل المؤلف للحديث عن الدواعي التي تجعل اللسانيين والجامعيين والمختصين يصرون على ضرروه استعمال اللغة العربية في تدريس العلوم والتقنيات وفي البحث العلمي وعندما ندقق النظر في دراساتهم، نقف علي عدة اعتبارات منها: الاعتبارات القومية، والاعتبارات السياسية، والاعتبارات النفسية، والاعتبارات التربوية والعلمية، والاعتبارات الاقتصادية والتنموية والاعتبارات الثقافية (61).

وبعد ذلك يعطينا الدكتور القاسمي مناقشة لأهم مسوغات استعمال اللغة الأجنبية، حيث يوضح لنا كيف أصبح تعلٌم لغة أجنبية في مجال العمل الحديث من أهم المتطلبات لدى أصحاب الشركات والمؤسسات العالمية، خاصة عندما تكون منطوقة على مستوى عالمي سواء لمتحادثيها الأصليين أو كلغة ثانية للبعض الآخر، وهنا تظهر اللغة (الإنجليزية أو الفرنسية) الأكثر استخداماً في العالم في مجال علم الطب، حيث استطاعت هذه اللغة المرنة والشاملة لمعظم المصطلحات الخاصة في مجال علم الطب أن تكون اللغة الأولى بلا منازع في مجال العمل الحديث، وهنا يخلص الدكتور القاسمي من هذا الفصل إلى أن جميع الدلائل العلمية المستقاه من تجارب الأمم الأخرى، وخبرات مفكرينا وأساتذتنا في التعليم العالي، تشير إلى أن الجامعات العربية لا تستطيع أن تقوم بدورها القيادي في التنمية البشرية ما لم يجر إصلاحها في أهدافها وبنيتها ومناهجها وطريقة تسييرها، وما لم نعرب التعليم العلمي والتقني فيها، وينبغي التأكيد هنا على أن الدعوة للتعريب لا تعني بأي شكل من الأشكال إهمال اللغات الأجنبية أو التقليل من شأنها (62).

وننتقل للفصل العاشر وعنوانه " الترجمة وأثرها في التفاعل الثقافي "، وفي هذا الفصل يحاول الدكتور القاسمي أن يبين لنا كيف تبني الترجمة جسوراً بين الجماعات البشرية المختلفة، فتيسر التواصل والتفاعل بينها، سواء أكان هذا التفاعل اقتصاديا،ً أو ثقافيا،ً أو اجتماعياً. فالترجمة هي البوابة التي تعبر منها الذات إلى الآخر، أو يقتحم الآخر الذات، كما تعمل الترجمة على تيسير التنمية البشرية، فهي حاضرة دوماً في التبادل التجاري، وإشاعة المعرفة العلمية، ونقل التكنولوجيا أو استنباتها وتوطينها، وغيرها من العمليات الضرورية للاستفادة من علوم الآخر وتقنياته في تحقيق التنمية الهادفة إلى ترقية حياة الإنسان. (63).

ولعل أثر الترجمة أشدّ ما يكون وضوحاً في التفاعل الثقافي. فهي تكمن كما يقول المؤلف في منظومة المفاهيم الثقافية مثل التبادل الثقافي، والمثاقفة، والتغلغل الثقافي، والإفراغ الثقافي، والغزو الثقافي، والاستلاب، والانفتاح على الآخر، والانغلاق على الذات، والعولمة، إلخ. باعتبار أن الترجمة هي السفينة التي تنقل الحمولات الثقافية المتنوعة من مرفئ إلى آخر (64).

ولكي يكون التفاعل الثقافي مع الآخر فاعلاً ومؤثراً ومنتجاً، ينبغي لنا كما يقول المؤلف أن نعرف الذات بالإضافة إلى معرفتنا للآخر. وإذا كانت الترجمة تساعدنا على معرفة الآخر عن طريق نقل فكره إلينا، فإنها تساعدنا أيضاً على إدراك الذات بطريقتين متكاملتين. الأولى، تقوم الترجمة بتسليط الضوء على الآخر لنتعرّف عليه، وتعرُّفنا عليه يساعدنا على معرفة أنفسنا، لأننا لا يمكننا أن ندرك الذات ما لم نعرف الآخر، فبالآخر يتحدد الأنا. والثانية، هي أن ندرك ذاتنا عن طريق إدراك الآخر لنا. وتقوم الترجمة بنقل تصورات الآخر عنا إلينا. وبعبارة أخرى، فإن معرفة الذات يتم بالتقاط صورتين متكاملتين: صورة ذاتية نلتقطها نحن لذاتنا، وصورة غيرية يلتقطها الآخر لنا. ومن خلال المقارنة بين الصورتين يزداد إدراكنا لذاتنا وضوحاً. ولهذا كثيراً ما يقرأ المثقفون العرب بعض نصوص الثقافة العربية وهم يقارنونها بنصوص الآخر. فيقارنون بين حي بن يقظان لابن طفيل وجزيرة الكنز لروبنسن كروزو، وبين رسالة الغفران لأبي العلاء المعري والكوميديا الآلهية لدانتي، والمنقذ من الضلال للغزالي ونظرية الشك لديكارت، وهكذا. (65).

ثم ينتقل المؤلف عقب ذلك للحديث عن أثر الترجمة في الثقافة المنقول إليها، حيث يقول:" تعمل الترجمة على إحداث نهضة ثقافية واقتصادية. فعندما تقوم الترجمة بنقل مفاهيم ثقافة من الثقافات وعلومها وتقنياتها إلى ثقافة أخرى فإنها تهيئ الأرضية لتلاقح الثقافة المتلقية بغيرها ومن ثم نموها وازدهارها وغناها. ولذلك يلاحظ الباحثون تناسباً طردياً بين التقدم الحضاري وكمية الترجمة. فالبلدان التي تترجم أكثر هي التي تحقق تقدّما أكبر، وأن أغنى عصور الفكر هي تلك التي تزدهر فيها الترجمة وتتوسع. وأن اللغة العالمية هي ليست تلك اللغة التي يتكّلمها أكبر عدد من الناس، بل هي تلك اللغة التي تُرجم إليها أكبر عدد من الأعمال من مختلف اللغات.(66).

ويستطرد الكاتب فيقول:" تعلّمُنا دروس التاريخ أن الترجمة كانت وما تزال الوسيلة الأساسية في التفاعل الثقافي مع الآخر واكتساب المعرفة منه، وهي قاعدة انطلاق النهضات الحضارية الكبرى. فعندما سيطر البابليون بقيادة ملكهم حمورابي حوالي عام 1750 ق.م. على بلاد سومر، وجدوا أن للسومريين ثقافة تفوق ما لديهم بكثير، فالسومريون هم الذين ابتدعوا الكتابة المسمارية، وفتحوا المدارس، واخترعوا العجلة، وابتكروا المحراث، وقسّموا الزمن إلى وحدات، وسنوا القوانين والتشريعات. فراح البابليون يعلّمون أولادهم العلوم السومرية. ولكي يساعدوهم على استيعابها بلغتها السومرية، حرروا لهم قوائم بالرموز السومرية ومقابلاتها البابلية. فكانت هذه القوائم بدايات المعاجم الثنائية اللغة التي ظلت حتى يومنا هذا أداة رئيسية من أدوات الترجمة (67) .

ولا يتوقف أثر الترجمة في التفاعل الثقافي في نظر المؤلف عند إثراء الثقافة المتلقية بمعارف الآخر وعلومه، وإنما يمتد كما يقول المؤلف كذلك إلى تطوير اللغة المتلقية ذاتها. فالترجمة ليست نقلاً بسيطاً للنص، أو مرآة عاكسة له، أو استنساخاً محضاً لمضمونه، وإنما هي إعادة إنتاجٍ للنص وتجديده وتحويله وتطويره حسب قدرات المترجم، لأنها ترتبط بفهم المترجم للنص وتأويله له وتطويعه اللغة المتلقية لاستيعاب مفاهيم النص ودلالاته. فالترجمة عملية حوار بين المؤلف الذي أنتج النص الأصلي وبين المترجم الذي يعيد إنتاجه على الرغم من بُعد الشقة الزمانية أو المكانية بينهما. والترجمة كذلك عملية حوار بين لغتين بالإضافة إلى كونها حواراً بين ثقافتين. ويؤدي كل حوّار فعّال إلى تغيير وتبديل وتعديل في مواقف المتحاورين. ولهذا ينتج عن حوار الترجمة بين لغتين، تغيير في مفاهيم اللغة المنقول منها، وتطوير اللغة المنقول إليها، في مفرداتها وتراكيبها ودلالاتها وأساليبها، بالإضافة إلى استيعابها لمفاهيم جديدة. (68).

وحول أثر الترجمة في الثقافة المنقول منها فيقول المؤلف:" لا تقتصر فائدة الترجمة على إثراء الثقافة المتلقية وإنما تمتد كذلك إلى خدمة الثقافة التي نُقلت منها النصوص. فالترجمة تَهَبُ النصَّ الأصلي وجهاً جديداً وتمنحه حياة جديدة في محيط ثقافي جديد. وهكذا يصبح النقل اللغوي انتقالاً وتحولاً وتلاقحاً وتناسلاً للمفاهيم والأفكار في أفضية متجددة وعوالم متكاثرة. ولهذا فإن المترجم لا يسدي خدمة لأمته ولغته فحسب وإنما كذلك للغة التي نقل منها النص الأصلي وأهلها (69).

وإذا انتقلنا إلى أثر الترجمة في الثقافتين المنقول منها والمنقول إليها فنجد المؤلف يقول:"العلاقات بين الجماعات البشرية المختلفة إما أن تكون طبيعية يسودها التفاهم ويعمّها السلام، وهذه هي الحالة الغالبة , وإما أن تتأزم تلك العلاقات بسبب اختلاف المصالح والمطامح ونزعة الناس العدوانية فيتأزم الوضع ويحتد الخلاف وتنشأ النزاعات المسلحة والحروب. وفي كلتا الحالتين تقوم الترجمة بدور الوسيط بين الجماعات المختلفة. ففي حالة السلم تسعى الجماعات لمعرفة الآخر ومقارنته بالذات، والإفادة مما لديه من معارف وعلوم وتقنيات، وهنا تقوم الترجمة بنقل المفاهيم والأفكار من ثقافة إلى أخرى، كما أسلفنا. (70) .

ويخلص الدكتور القاسمي إلى استنتاج وتوصيات فيقول:"الحضارة العالمية حصيلة جهد إنساني مشترك، أسهمت فيه جميع الشعوب، واضطلعت فيه الترجمة بدور الوسيط الفاعل المؤثر في التعارف والتعاون بين مختلف الجماعات البشرية، وتخصيب معارفها وتلاقحها. فبالترجمة تمكّنت الأفكار من التحليق في عوالم جديدة وكُتب لها البقاء والانتشار والنماء. وبالترجمة استطاعت شعوب كثيرة أن تواكب تطور المعرفة وتقف على عتبة الحداثة، وتحقق تقدّمها ورفاهيتها. وبالترجمة نقدر أن نعرف الآخر وندرك الذات ونقيم حواراً بناء ينهي التنازع ويؤسس سلاماً ينعم فيه الجميع، ولكن ينبغي التنبيه إلى أن قدرة الترجمة على تحقيق التفاعل الثقافي المنشود يتوقف على كميتها ونوعيتها وانتقائيتها وغائيتها، وعلى رغبة المجتمع في الانفتاح على الآخر والإفادة منه وإرادة قياداته في التغيير والتطوير. وهذا ما يجعل الترجمة من أهم بنود السياسة اللغوية للأمة وإستراتيجياتها الثقافية والتنموية. وكثيراً ما تبقى الترجمة مجرد كتابات معزولة لا تؤطرها منظومة فكرية فتعجز عن بلوغ المراد.(71) ؛ وعلاوة على ذلك، فإن الترجمة الجيدة لا تحقق التفاعل الثقافي بطريقة متساوية وتلقائية، وإنما قد ينتج عنها تغلغل ثقافي في اتجاه واحد، لأن الثقافة المُنتِجة تكون أبعد أثراً في الثقافة المُستهلكة. وثقافتنا العربية في الوقت الراهن هي ثقافة مستهلكة، ولا أثر يُذكر للترجمة، من العربية إلى اللغات الأوربية، في الفكر الغربي المعاصر. (72) .

وفي الفصل الحادي عشر وعنوانه " الترجمة وتنمية المفاهيم والمصطلحات "، حيث يناقش الدكتور القاسمي في هذا الفصل عدة قضايا منها: أهداف الترجمة والترجمة وسيلة اتصال بالدول الأجنبية، والترجمة وسيلة للاقتباس من النهضة الأوربية، والترجمة وسيطة بين الإدارة الاستعمارية والأهالي، والترجمة وسيلة لتعريب التعليم والإدارة،، والترجمة أداة التواصل في العمل الدولي (73)، والعوامل المؤثرة في تنمية الترجمة (74)، وفي هذا الفصل توصلنا الدكتور القاسمي إلي أنه لكي تقوم الترجمة بدورها الحقيقي الفاعل لا بد من توفير عدة مقترحات نذكر منها مثلا: تعميم استعمال اللغة العربية في مختلف مرافق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، واضطلاع منظمة عربية قومية للترجمة بالعمل وفق استراتيجية شاملة للترجمة في الوطن العربي، وتأسيس منظمات وطنية للترجمة في كل قطر من أقطار المغرب العربي .. الح (75).

وننتقل للباب الثالث وهو بعنوان " المصطلح العملي العربي"، وهو يستمل علي الفصل رقم 12، 13، 14، 15 وفي هذا الباب يستأنف الحديث في الفصل الثاني عشر ليتحدث عن مشكلات المصطلح العملي العربي، حيث يناقش أستاذنا القاسمي عدة محاور منها: أسباب النقص في المصطلحات العملية العربية (76)، ومنهجية وضع المصطلحات بين الاقتراض والتوليد (77)، ومشكلات المصطلح العلمي العربي (78).. وفي الفصل الثالث عشر وعنوانه المصطلح التراثي العربي بين الإهمال والإعمال، حيث يناقش أستاذنا القاسمي عدة محاور منها: عوامل ثراء التراث المصطلحي العربي (79)، ومصادر المصطلحات التراثية (80)، وكيفية وضع المصطلحات العربية الجديدة (81)، وسبب إهمال التراث المصطلحي (82).. وأما الفصل الرابع عشر فعنوانه " توحيد المصطلح العملي العربي، حيث يناقش أستاذنا القاسمي عدة محاور منها:دور المصطلح الموجد في التعريب، وازدواجية المصطلح العملي العربي (83)، ومنهجية وضع المصطلح العلمي العربي (84)، والكفاية للمصطلحات الموحدة (85)، والدور الحضاري للمصطلح العملي العربي الموحد (86).. ثم يأتي الفصل الخامس عشر بعنوان المجامع اللغوية في البلاد العربية، حيث يناقش أستاذنا القاسمي عدة محاور منها: تاريخ المجامع (87)، والمجامع العربية الحديثة (88)، واتحاد المجامع العربية (89).

وإما ما دلفنا نحو الباب الرابع وعنوانه" المصطلحية: علم المصطلح وصناعة المصطلح، وهو يستمل علي الفصل رقم 16، 17، 18 وفي هذا الباب يستأنف الحديث في الفصل السادس عشر ليتحدث عن المصطلحية: علم المصطلح وصناعة المصطلح ، حيث يناقش أستاذنا القاسمي عدة محاور منها: نشوء علم المصطلح الحديث (90)، وتعريف علم المصطلح ونطاقه (91)، والمدارس الفكرية المعاصرة في علم المصطلح (92)، والنظرية العامة والنظرية الخاصة في علم المصطلح (93)، ومركز البحوث في النظرية العامة لعلم المصطلح (94)، وتدريس المصطلحية في الجامعات (95).. وفي الفصل السابع عشر وعنوانه:" العلاقة بين علم المصطلح ونظرية الترجمة، حيث يناقش أستاذنا القاسمي عدة محاور منها: هل الترجمة فن أم علم ؟ (96)، ونظريات الترجمة بين علم اللغة وعلم الاتصال (97)، والمعني بين المصطلحي والمترجم (98). وفي الفصل الثامن عشر، وعنوانه التقييس والتنميط والتوحيد في علم المصطلح، حيث يناقش أستاذنا القاسمي عدة محاور منها: أهمية التقييس (99)، ونشأة المنظمة العالمية للتقييس، وخصائص المصطلح الموحد (100).

وننتقل للباب الخامس وهو بعنوان " العناصر المنطقية والوجودية في علم المصطلح "، وهو يستمل علي الفصل رقم 19، وفي هذا الباب يستأنف الحديث في الفصل التاسع عشر، حيث يناقش أستاذنا القاسمي عدة محاور منها: علم المصطلح في نظر المنطق (101)، علم المصطلح في نظر اللسانيات (102).

وأما الباب الذي يليه وهو الباب السادس وعنوانه " العناصر اللسانية في علم المصطلح"، وهو يشتمل علي الفصل رقم 20، 21، 33، 23، 24، 25، 26، 27، وفي هذا الباب يستأنف الحديث في الفصل العشرين، حيث يناقش أستاذنا القاسمي عدة محاور منها: وضع المصطلح (103)، والخلاف حول الاشتراك اللفظي (104)، ثم يأتي الفصل الحادي والعشرين وهو بعنوان وضع المصطلحات، وفيه يتحدث كاتبنا عن وضع المصطلحات (105)، وأصل المشتقات: الفعل أم المصدر، (106)، وفي الفصل الثاني والعشرين وهو بعنوان وضع المصطلحات حيث يتحدث أبا حيدر عن الإبدال (107)، وفي الفصل الثالث والعشرون وهو بعنوان " وضع المصطلحات " وفيه يتكلم أستاذنا الدكتور القاسمي عن الاقتراض اللغوي (108)، والتوليد بين الأصل والدخيل (109)، ثم يأتي الفصل الرابع والعشرين وفيه يتحدث الدكتور القاسمي عن النحت (110)، والاشتقاق والنحت (111)، وفي الفصل الذي يليه وهو بعنوان " وضع المصطلحات، وفيه يناقش أبا حيدر التركيب (112)، وفي الفصل السادس والعشرون يتحدث أبا حيدر عن اللواصق: السوابق واللواحق (113)، وفي الفصل السابع والعشرين وعنوانه " معالجة المختصرات والرموز العلمية في علم المصطلح، وفيه يتحدث المؤلف عن العلامة والإشارة والرمز (114)، وهو من أطول فصول الكتاب، ثم يختم هذا الباب بملاحق .

ويجئ الباب السابع وعنوانه " صناعة المصطلح"، وهذا الباب يشتمل علي الفصول رقم: 28، 29، 30، 31، 32، فجاء الفصل الثامن والعشرين حاملا عنوان التوثيق المصطلحي (115)، والفصل التاسع والعشرين بعنوان " بنوك المصطلحات: أسسها، وأنواعها، واستعمالاتها (116)، والفصل الثلاثون بعنوان " لسانيات المدونة الحسابية وصناعة المعجم العربي المحض (117)، والفصل الحادي والثلاثون بعنوان: صناعة المعجم التاريخي المحتضن (118)، والفصل الثاني والثلاثون بعنوان:" التعريف: أنماطه، شروطه، صعوباته، عيوبه (119).

وأخيرا وليس آخر الباب الثامن وعنوانه:" مصطلحات علم المصطلح وهو مكون من فصل واحدة شرح فيه الدكتور القاسمي ثبت تاريخي لمصطلحات علم المصطلح (120).

وفي نهاية حديثنا عن قراءة كتاب" علم المصطلح "، لا أملك إلا أن أقول تحية طيبة لأستاذنا الفاضل الدكتور علي القاسمي، ذلك المفكر اللغوي الموسوعي الناجح الذي عرف كيف يتعامل مع العالم المحيط به ويسايره في تطوره، وهذا النموذج هو ما نفتقده بشدة في هذه الأيام التي يحاول الكثيرون فيها أن يثبتوا إخلاصهم لوطنهم بالانغلاق والتزمت وكراهية الحياة، وإغماض العين عن كل ما في العالم من تنوع وتعدد وثراء.

وتحيةً أخري لرجلٍ لم تستهوه السلطة، ولم يجذبه النفوذ ولكنه آثر أن يكون صدى أميناً لضمير وطني يقظ وشعور إنساني رفيع وسوف يبقى نموذجاً لمن يريد أن يدخل التاريخ من بوابة واسعة متفرداً.

 

الأستاذ الدكتور محمود محمد علي

أستاذ فلسفة المنطق واللغة بكلية الآداب - جامعة أسيوط

..............................

هوامش:

59-علي القاسمي: علم المصطلح، ص 152-153.

60-المصدر نفسه، ص 154.

61- المصدر نفسه، ص 155-162.

62- المصدر نفسه، ص 168.

63- المصدر نفسه، ص 175.

64- المصدر نفسه، ص 176.

65- المصدر نفسه، ص 177.

66- المصدر نفسه، ص 178.

67- المصدر نفسه، ص 169.

68- المصدر نفسه، ص 170.

69- المصدر نفسه، ص 177.

70- المصدر نفسه، ص 179.

71- المصدر نفسه، ص 183.

72- المصدر نفسه، ص 184.

73- المصدر نفسه، ص 193-211.

74- المصدر نفسه، ص 212.

75- المصدر نفسه، ص ص 215-216.

76- المصدر نفسه، ص ص 227 -228.

77- المصدر نفسه، ص ص 228-229.

78- المصدر نفسه، ص ص229-240.

79- المصدر نفسه، ص ص241-244

80- المصدر نفسه، ص ص 244- 250.

81- المصدر نفسه، ص ص251-252.

82- المصدر نفسه، ص ص 252-255.

83- المصدر نفسه، ص ص 269-270.

84- المصدر نفسه، ص ص 270-274.

85- المصدر نفسه، ص ص 273-277.

86- المصدر نفسه، ص ص 277-278.

87- المصدر نفسه، ص 279.

88- المصدر نفسه، ص ص 281-293.

89- المصدر نفسه، ص ص 294-395.

90- المصدر نفسه، ص ص 305-307.

91- المصدر نفسه، ص ص 307-309.

92- المصدر نفسه، ص ص 309-311.

93- المصدر نفسه، ص ص 311-312.

94- المصدر نفسه، ص ص 312-315.

95- المصدر نفسه، ص ص 315-317.

96- المصدر نفسه، ص ص 333-334.

97- المصدر نفسه، ص ص 334-337.

98- المصدر نفسه، ص ص 338-340.

99- المصدر نفسه، ص ص 344-345.

100- المصدر نفسه، ص ص 345-350.

101- المصدر نفسه، ص ص 358- 361.

102- المصدر نفسه، ص ص 361-388.

103- المصدر نفسه، ص ص 393-396.

104- المصدر نفسه، ص ص 403-411.

105- المصدر نفسه، ص ص415-420.

106- المصدر نفسه، ص ص 420-443.

107- المصدر نفسه، ص ص 447-449.

108- المصدر نفسه، ص ص 500-452.

109- المصدر نفسه، ص ص 452-464.

110- المصدر نفسه، ص ص 465-474.

111- المصدر نفسه، ص ص 474-483.

112- المصدر نفسه، ص ص 487-497.

113- المصدر نفسه، ص 511.

114- المصدر نفسه، ص ص 511-598.

115- المصدر نفسه، ص ص 625-651.

116- المصدر نفسه، ص ص 659-597.

117- المصدر نفسه، ص ص 700- 742.

118- المصدر نفسه، ص ص 753-781.

119- المصدر نفسه، ص ص 787-806.

120- المصدر نفسه، ص ص 809-849.

 

في المثقف اليوم