قراءة في كتاب

وقفة مع كتاب: سيرة الأمير عبد القادر وجهاده

3740 الامير عبد القادرتأليف الحَاج مُصْطَفى بن التُّهامي - تحقيق وتقديم وتعليق الدكتور يحي بوعزيز. والكتاب صدر عن دار البصائر للنّشرِ والتّوزيع بالجزائر 2009.

مؤلف (المخطوط) الكتاب هو الحاج مُصْطَفى بن أحمد التُّهامي وهو ابن عمة الأمير عبد القادر ورفيقه في الجهاد. وكان الأمير قد عينه كاتباً ورئيساً لديوان الإنشاء، لما بلغه من مكانة وعلم وثقافة. ثم عينه خليفةً في ولاية معسكر. وخلال هجوم الفرنسيين على مدينة قسنطينة سنة 1836م كلّفه الأمير بالهجوم على وهران وأحوازها، فشنّ عدداً من الغارات والهجومات على الفرنسيين وأعوانهم في المنطقة، وتولى قيادة جيش الأمير في عدة جهات من الوطن بالمدية، والجلفة، وبوسعادة، والحضنة، والمسيلة، وبرج بوعريريج، وسطيف، وعين تاغروت، وبسكرة، وكلّفه الأمير بمهمات عسكرية وإدارية كثيرة.

بقي الحاج مُصْطَفى بن التُّهامي مع الأمير عبد القادر ملازماً له في كُلِّ أعماله، وخاض معه كُلّ معاركه الأخيرة في بلاد الرِّيف ضد قوات السُّلطان المغربي عبد الرّحمن بن هشام، وضد قوات الفرنسيين إلى أن استسلموا إلى الفرنسيين في أواخر ديسمبر 1847م، فاقتادوهم جميعاً إلى قلعة لامالق بمدينة طولون، ثُم إلى مدينة بُو، وأخيراً إلى سجن قصر أمبواز أين قضوا أربع سنوات ونصف، وهناك كلّفه الأمير عبد القادر بكتابة تاريخه الذي هو بين أيدينا ومحلّ قرأتنا، وتأخر إطلاق سراحهم إلى المشرق كما اشترطوا من قبل عند استسلامهم.

وعندما اُطلق سراحهم من فرنسا أوائل عام 1853م، رحل الحاج مصطفى مع الأمير عبد القادر وعائلته ورفاقه إلى مدينة بورسة في تركيا التي استقروا بها حتى أواخر عام 1855م، ثُم رحلوا إلى دمشق الشام عبر بيروت، واستقروا هناك بصفة نهائية إلى أن الحقوا بربهم جميعاً واحداً بعد الآخر.

يتكون الكتاب من مدخل ومقدمة وسبعة فصول وخاتمة، موزعة على 400 صفحة من الحجم الكبير. يتحدث عن حياة الأمير عبد القادر بن مُحيي الدِّين بن المُصْطَفى الحسني الجزائري. عن ميلاد الأمير عبد القادر، ونشأته، ورحلته مع والده إلى المشرق، وعودته، ومبايعته أميراً، وجهاده ضد المحتلين الفرنسيين، ورأيه فيهم، وفي سلطان المغرب الأقصى، وموقفه ممن رضوا أن يكونوا تحت سلطة النّصارى.

الفصل الأول والفصل الرّابع هما صميم الموضوع المتعلق بسيرة الأمير عبد القادر وجهاده. فالفصل الأول يتحدث عن نسب الأمير عبد القادر وشجرته التي توصله إلى الرّسول مُحَمّد صلى الله عليه وآله وسلم، والفصل الرّابع يتحدث عن رحلته إلى المشرق العربي مع والده والعودة إلى الجزائر، وعن مبايعته أميراً للجهاد ومقاومته ومعاركه إلى أن نُفِيَ إلى فرنسا في نهاية 1847م. والحقيقة أن هذا الفصل الرَّابع يُقدم قراءة جديدة ومُفصّلة لرحلة الأمير عبد القادر إلى المشرق، وعودته، مرحلة بمرحلة، ولمعاركه وحروبه ضد الاحتلال الفرنسي في الجزائر.

* مُلخص محتوى كتاب (سيرة الأمير عبد القادر وجهاده) تأليف الحَاج مُصْطَفى بن التُّهامي - تحقيق وتقديم وتعليق الدكتور يحي بوعزيز

ولكي يتمكن القارئ من محتوى هذا الكتاب نورد - بتصرف - فيما يلي مُلخصاً لمحتواه كما قدمه الدكتور يحي بوعزيز:

* المدخل:

أورد فيه المؤلف رسالة الأسقف، والقبطان والبطريق، إلى الأمير عبد القادر التي طلب منه فيها أن يُسجل له حوادثه بدءاً بسيرة والده الشّيخ محيي الدِّين، ثُم سيرته هو، وحياته في صباه، ورحلته مع والده إلى الحجاز ودمشق، وعودته، ومبايعته أميراً للجهاد، وتنظيمه لجيشه، وبنائه للقلاع والحصون العسكرية، ومعاركه الحربية مع الفرنسيين، وما يمدح ويشكر، وما يذم من الفرنسيين، ومعاركه ضد قوات سلطان المغرب الأقصى. ولقائه بالدوق دومال ابن الملك الفرنسي في الغزوات. ومما تجدر الإشارة إليه أن الحاج مصطفى بن التُّهامي لم يورد اسم صاحب هذه الرِّسالة، فقد يكون أليكساندر دوما القنصل الفرنسي في مدينة معسكر من 1837 إلى 1839. أو قد يكون بواسوني مرافق الأمير في أمبواز. وقد يكون الأسقف دوبوش أسقف مدينة الجزائر.

* المقدمة:

ذكر فيها الحاج مُصطفى عدة أمثلة تاريخية للتدليل على أن إجابة القس، والقبطان، والبطريق، لِما طلبه، إذا لم يكن فيها نفع ديني أو دنيوي، فلن يكون فيها أي ضررٍ، وختمها في الأخير بذكر أسماء فصول الكتاب السَّبعة، والخاتمة، وموضوع كُلٍّ منها.

* الفصل الأول:

تحدث فيه عن نسب الأمير عبد القادر، وشجرته التي تنتهي إلى الرَّسول مُحَمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وأورد ثلاثة سلاسل له واحدة محورية، والأخريتان جانبيتان، وتحدث عن ميلاده، ومسقط رأسه بقرية القيطنة، وعن زاوية جده التي تم تأسيسها في بداية القرن الثَّالث عشر الهجري وأواخر القرن الثَّامن عشر الميلادي. ودورها في التَّعليم والتَّدريس، وتكوين الطَّلبة، والشّيوخ والعُلماء الذين كانوا يفدون إليها من كُلِّ من برقة، وتونس، ومراكش، والسُّوس الأقصى، وشنقيط، وكُلّ أصقاع الصَّحراء الكبرى.. وإطعام الفقراء والمساكين، والمسافرين، كما تحدث عن قبر جد الأمير في عين غزالة بطرابلس الليبية، وعن ميلاد الأمير وتعلمه، وإتقانه للعلوم العربية اللّغوية والدِّينية. وعن شيوخه الذين تعلم عنهم وأسانيدهم العلمية وشيوخهم.. وأشار في آخر هذا الفصل الأول إلى المذاهب الأربعة، وجواز الانتقال من مذهبٍ إلى آخر بالنسبة لبعضٍ من النَّاس وليس لِكُلِّهم.

* الفصل الثَّاني:

تحدث فيه عن نسب الرَّسول مُحَمّد عليه الصَّلاة والسَّلام وأجداده، وأقسام العرب، العاربة، والمستعربة، والقحطانية، والحميرية، وغيرها. وحاول أن يوصلها إلى سيدنا آدم عليه السَّلام..

* الفصل الثَّالث:

شرح فيه معنى النُّبوة، والرِّسالة، والنَّبي، والرَّسول، والفرق بينهما، وأفضلية البعض منهم على الآخر، وأعداد الأنبياء، والرُّسُل، وسير بعضهم، وحياتهم العامة، وسلوكهم مع أممهم..

* الفصل الرَّابع:

وهو أطول الفصول، به ثمانون صفحة، وأهمها من حيث المادة التَّاريخية التي تتصل بالأمير عبد القادر، ورحلته مع والده إلى المشرق، وعودته، ومبايعته أميراً للجهاد..

فقد تحدث الحاج مُصطفى بن التُّهامي على نشأة الأمير، وسفره مع والده إلى المشرق عبر تونس برّاً. بتاريخ 02 شعبان 1240هـ الموافق لـ 22 مارس 1825م، مُحدداً الأماكن التي مرُّوا بها، والتقائهم العلماء والوُّجهاء فيها. ثُم سفرهم بحراً إلى الإسكندرية، ووصولهم إليها في اليوم الأخير من شهر رمضان حيث احتفلوا فيها بعيد الفطر المبارك. ومن الإسكندرية انتقلوا إلى القاهرة حيث أقاموا عند السَّيّد مُحَمّد سعيد الفاندي بن مُحيي الدِّين، وزاروا جامع الأزهر الشَّريف، ومسجد سيّدنا الحسين رضي الله عنه، وباقي المآثر الحضارية والعمرانية وتعرفوا على بعض العُلماء والشّيوخ. ومن القاهرة انتقلوا إلى مدينة السُّويس، واستقلوا مركباً أقلهم إلى جدّة. ومنها اتجهوا إلى رابغ أين أحرموا، ثم قصدوا مكة، وأدوا مناسك الحجّ. ومنها قصدوا المدينة المنورة وزاروا قبر الرَّسول سيّدنا مُحَمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وباقي المزارات الأخرى. ثُم شدُّوا الرِّحال إلى بغداد عبر بلاد الشَّام.

وهنا يقطع الحاج مُصْطَفى بن التُّهامي الحديث عن الرِّحلة ويأخذ في الحديث عن أحداث حصلت في الجزائر في غيابهم، وأخرى من المفروض أن تكون ق حدثت بعد عودتهم إلى الجزائر، فتحدث عرضاً عمّا أسماه فتنة أحمد بن أحمد التّيجاني ضد باي وهران طالباً الاستيلاء على الحُكم. ويستدرك فيتحدث عن قيام الأمير عبد القادر بمُحاصرة التِّيجاني في عين ماضي، عام 1838م وهو لا يزال في المشرق أي بعد سبع سنوات من مبايعته، قبل أن يتحدث عن بيعته. وشرح الحاج مُصْطَفى بن التُّهامي كيفية الحصار، وتغوير آبار مياه القصر، وإرغام التِّيجاني على مغادرة الحصن. ومكاتبة زعماء الأعراش والقبائل لتبرير سبب محاربة الأمير التِّيجاني. وقارن ذلك بقضية سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مع معاوية بن أبي سفيان. لأن التِّيجاني رفض مبايعة الأمير، كما رفض معاوية مبايعة سيدنا علي عليه السَّلام.

ثُم تحدث عن إبرام معاهدة التَّافنة في 30 ماي 1837م، وعن تمرد قبائل الدَّوائر والزّمالة ضده، وقيام القوات الفرنسية بعبور مضايق جبال البيبان شرق الجزائر دون موافقته.

ثُم عاد إلى الوراء ليتحدث عرضاً عن إبرام معاهدة دي ميشيل عام 1834م، وهجوم كلوزيل على مدينة معسكر في العام الموالي، وإشعال النيران فيها وحرقها، وزحف الأمير عبد القادر على تلمسان وحصارها، وفتحها وفقاً لما نصّتْ عليه معاهدة التّافنة عام 1837م.

ثُم يعود للحديث عن نقض تلك المعاهدة وعن المتسبب فيها وهم الفرنسيون طبعاً مع إيجاد بعض الأعذار لبعضهم في ذلك، وحتى لا يُثير غضبهم، وهو في قبضتهم.

وهنا يتوقف الحاج مُصْطَفى بن التُّهامي عن مواصلة الحديث عن هذه الأحداث، ويعود إلى الوراء بعيداً، فأتمَّ الحديث عمَّا أسماه فتنة التِّيجاني بمعسكر، والحرب التي نشبت بين التِّيجانيين وباي وهران في معسكر، والمجزرة الكبيرة التي ارتكبها ضِدّ التِّيجانيين وقتلهم جميعاً. وأشاد الحاج مُصْطَفى بن التُّهامي بشجاعة التِّيجانيين وصُمودهم رغم قلة عددهم وكثرة عدوهم.

وبعد هذا عاد الحاج مُصْطَفى بن التُّهامي للحديث عن رِحلة الشّيخ مُحيي الدِّين وابنه عبد القادر في المشرق، فذكر أنهم من المدينة المنورة انتقلوا إلى دمشق في طريقهم إلى بغداد. وتحدث عن بناء مدينة دمشق ومؤسسها الأول، واستطرد فتحدث عن سفارة أحمد الغزال إلى حاكم قشتالة الإسباني من طرف ملك المغرب الأقصى، وأورد بعض الطّرائف والنّوادر حول هذه السّفارة.

ثُم تحدث عن عن الوصول إلى بغداد وزيارة ضريح الشّيخ عبد القادر الجيلاني، وأورد أشعاراً في مدح الضّريح وصاحبه.

وبعد شهرين من الإقامة في بغداد قفلوا راجعين إلى بلاد الشام ومن هناك إلى الحجاز مرة أخرى حيث أدوا مناسك الحجّ للمرّة الثّانية. ثم قفلوا راجعين إلى الجزائر عبر مصر، وتحركوا في اتجاه ليبيا برّاً، ومروا على برقة وزاروا قبر جدهم الشّيخ المختار بعين غزالة في برقة، وزاروا ضريح الشّيخ أحمد زروق البرنوسي بمصراتة في طرابلس، ومنها اِلّتحقوا بتونس، ومروا على مدينة الكاف نقطة سفرهم في البداية، ثُم اِلّتحقوا بالقيطنة مسقط الرَّأس بعد غياب دام عامين كاملين.

وبعد هذا عاد إلى الحديث عن أحداث الجزائر من البداية وبدأ بالاحتلال الفرنسي لمدينة الجزائر، ومراسلة الفقيه العنّابي لزعماء وهران طالباً منهم الاستسلام، وفرض الحماية التُّونسية على وهران لمدة ستة أشهر بقيادة الأمير خير الدِّين، وموافقة الحاكم الفرنسي كلوزيل على ذلك. ومبايعة زعماء الغرب لِسُلطان المغرب الأقصى الذي أرسل ابنه إلى تلمسان ليتمركز فيها. فأهان رجال المخزن وأذلّهم، واقترح زعماء الغرب مبايعة الشّيخ مُحيي الدِّين أميراً، واعتذر بكبر سنِّه، وعدم قدرته على ذلك، وبعد الإلحاح عليه اقترح هو عليهم مبايعة ابنه عبد القادر، فقبلوا وبايعوه أميراً عليهم للجهاد في تاريخ 5 رجب 1248 هـ الموافق 27 نوفمبر 1832م في سهل غريس ضمن منطقة معسكر في الجزائر. وشرع في الحال في تنظيم دولته، واعتقل قاضي أرزيو الشّيخ أحمد بن الطّاهر، وحاكمه وأعدمه بعد أن تورط في التّعامل مع الأعداء الفرنسيين. وذكر وفاة والد الأمير عبد القادر الشيخ مُحيي الدِّين عام 1833م، وتنظيم الأمير لجيشه النِّظامي بفضل المُخطط الذي وضعه له الخبير قدور بن رويلة، أو غويلة، بحيث قسّمه إلى ثلاث أقسام: خيالة، ومُشاة، ورُماة. ووضع له رُتباً وألّقاباً وعين له رُؤساء. وتحدث عن تمرد قبائل المخزن وخضوع الأغا بن عودة المزاري إليه. وتمرد الحاج موسى الأغواطي الدّرقاوي في المدية ونواحيها. وتحدث عن أحداثٍ كثيرة ومعارك في مواطن متعددة. كما تحدث عن الحصون والقلاع التي أنشأها الأمير عبد القادر في الهضاب العُليا كقواعد كبرى لقواته العسكرية. وعن تخريب تاكدمت وإحراقها قرب تيارت الحالية، ومعركة الزّمالة عام 1843م التي فقد فيها الأمير معظم ذخائره وقواته العسكرية. ورحيله بما بقي من دائرته إلى إقليم الرِّيف المغربي طلباً للحماية والاستعداد لمواصلة الجهاد ضد العدو الفرنسي، ومراسلته لسلطان فاس، وإرساله هدية له، وهجوم الفرنسيين على وجدة واحتلالها عام 1844م، وفرضهم على سلطان المغرب الأقصى إبرام معاهدة مُذلّة له نصّت على اعتبار الأمير عبد القادر عاصياً وخارجاً عن القانون يجب إيقافه أو طرده من المغرب الأقصى، أو اعتقاله، وقيام سلطان المغرب بتحريض زعماء قبائل الرِّيف ضدّه. ثم إعلان الحرب عليه وإرساله جيشاً ضخماً لمحاربته، ونكبته ببني عامر في ضواحي فاس، وقتل السلطان المغربي للبوحميدي رسول الأمير عبد القادر إليه غدراً مسموماً داخل السِّجن بفاس عندما ذهب إليه سفيراً باقتراحٍ من أحد الشّيوخ الذي وثق فيهم الأمير، وحزن الأمير عليه حزناً شديداً.

وتحدث الحاج مُصْطَفى كذلك عن محاولة ليون روش تدبير مركب بحري لنقل الأمير ورفاقه إلى المشرق ولكن الأمور تزاحمت واصطدم الأمير بقوات السُّلطان المغربي المتفوقة عليه عدةً وعدداً، وهزمها وفقد الكثير من الرِّفاق واضطر في النِّهاية أن يستسلم للفرنسيين في مرسى الغزوات على أن يُرحلوه إلى الإسكندرية في مصر، أو عكا في فلسطين، ولكنهم خدعوه فحملوه إلى طولون ثُم إلى مدينة بو، وأخيراً إلى قصر امبواز في مقاطعة أورليان جنوب فرنسا. وقد تأخر إطلاق سراحه إلى المشرق بسبب سقوط النِّظام الملكي، وقيام النِّظام الجمهوري، وتعرض الأمير ورفاقه إلى مضايقات كثيرة.

وختم الحاج مُصْطَفى هذا الفصل بشرح معنى كلمة الجمهور والجمهورية وقاده ذلك إلى الحديث عن حلف المصيبين وحلف الفضول بمكة، وعن أول من غير حنيفية إبراهيم الخليل عليه السَّلام من العرب، وأورد في آخر هذا الفصل قصيدتين اثنتين أولاهما في مدح مدينة طولون، ومآثرها، والثَّانية في كيفية نقلهم منها إلى مدينة بو، عبر البحر والنّهر.

* الفصل الخامس:

تحدث فيه الحاج مُصْطَفى عن أخلاق العرب وخصالهم، وسجاياهم، وخلال ذلك تحدث عن الكعبة وما أحاط بها من القصص والطَّرائف، وعن قصة إبراهيم وإسماعيل وهاجر عليهم السَّلام، وبئر زمزم وتفجر مائه. وزواج إسماعيل الأول، والعماليق، وعاد وفروعه، وزيارة إبراهيم لزوج ابنه إسماعيل بمكة ووصايته لها بأن تُبلِّغَ زوجها أن يُبدل عتبة داره، وزواج إسماعيل الثَّاني، وبناء إبراهيم وإسماعيل للكعبة، وقصة الحجر الأسود، وأذان إبراهيم الخليل فيها، والقبائل العربية التي حكمت وأدارت البيت الحرام، وأسماء القبائل العربية وفروعها في شبه الجزيرة العربية، وقصة ربيعة وتأويل رؤيته، ومعنى ألقاب: كسرى، وقيصر، والنَّجاشي، وقصة الرَّجُل الصَّالح، وذي النّون، وأصحاب الأخدود، وحادثة أصحاب الفيل وأبرهة، وإرم ذات العماد، وسفارة سيف بن ذي يزن إلى قيصر الرُّوم وكسرى فارس، وسفارة عبد المطلب إلى سيف بن ذي يزن باليمن، الذي تنبأ له بميلاد مُحَمّد بن عبد الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمنيته في أن يعيش حتى يحضر بعثته ورسالته، وخلال هذا أورد قصيدة طويلة في رثاء عبد المطلب بعد وفاته وأرّخ لعددٍ من مشاهير العرب في الجاهلية أمثال العماليق وعاد، وثمود وقس بن ساعدة، وورقة بن نوفل، وبلعام، وزعماء قبيلة شيبان، وحكى قصة ربيعة مع أبي بكر الصّديق. وختم هذا الفصل بذكر هل الجِنّ من أبناء إبليس أم لا.

* الفصل السَّادس:

تحدث فيه عن نسب الرُّوم القياصرة، وخصال أوائلهم وما كانوا عليه من الإيفاء بالعهود، وغيرها. وخلال ذلك تحدث عن قصة حواري عيسى عليه السَّلام، وعددهم، ومهام كُلّ واحد منهم، ونصرتهم لعيسى عليه السَّلام. وعن غَلبة الرُّوم للفرس بعد أن غُلِبوا قبل ذلك، ورهان أبي بكرٍ في ذلك. وقصة مهاجري مسلمي مكة إلى الحبشة. وخطبة جعفر بن أبي طالب أمام نجاشي الحبشة الذي رفض إعادتهم إلى مشركي قريش بمكة فخيب آمالهم وآمال رسولهم إلى الحبشة عمرو بن العاص. وهنا أعطى الحاج مُصْطَفى بن التُّهامي رأيه في النّصارى، وأشاد بهم وحكى قصة رفع عيسى بن مريم عليهما السَّلام إلى السَّماء وكيفية عودته إلى الأرض آخر الزمان، والأعمال التي سيقوم بها، وأورد رسالة رسول الله مُحَمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى هرقل قيصر الرُّوم، وحكى كيف استقبلها بالحُسنى، عكس كسرى الفرس الذي مزّقها، فدعا على الأول بتثبيت ملكه، وعلى الثَّاني بتمزيقه، وأورد كذلك قصة المقوقس مع عمرو بن العاص فاتح مصر، والحوار الذي جرى بينهما، وموقف هذا من الإسلام والرَّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأشار إلى هزيمة الرُّوم في الإسكندرية. وهذا الفصل هو الذي يُمكن اعتباره بمثابة التّقرب من الفرنسيين حتّى يُعجِّلوا بإطّلاق سراحهم، ولم لا؟.

* الفصل السَّابع:

في بيان من اجتمع نسبه من الأجناس واختلط في أصل الآباء، والأمهات، أو بالمصاهرة، وخلال هذا تحدث الحاج مُصْطفَى بن التُّهامي عن أصل قبائل البربر، وهجرتهم من مصر إلى المغرب، وقصة موسى مع النَّبي شُعيب وبنتيه، ثُم عاد إلى الحديث على عيسى عليه السَّلام، وياجوج وماجوج، وذي القرنين والسّدّ الذي أقامه بين القريتين في وجه ياجوج وماجوج، وقصة النّمرود مع سيدنا إبراهيم الخليل عليه السَّلام، وحكاية رميه في النَّار ونجاته، وقصة موت عزير وحماره، وإحيائهما بعد مائة عام. ثم رجع مرةً أخرى للحديث عن الأنساب وانسياب الأجناس واختلاطها، وعن الأخلاق والآداب العامة، وأقسامها الثَّلاثة عشرة، وطرائف أخرى عديدة وكثيرة.

* الخاتمة:

تحدث فيها عن أسماء الشُّهور العربية، ومعانيها، وأسماء الشُّهور الإفرنجية، والقبطية، والفرق بينها وبين الشُّهور الشّمسيّة، وكيفية السّنوات الكبيسة، واستدرك فتحدث عن النُّقباء الإثني عشر، وأسمائهم من بني إسرائيل، وأصحاب الكهف وقصتهم، وأولي العزم من الرُّسُل وهُم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومُحَمّد عليهم الصَّلاة والسّلام. وضيوف إبراهيم واسم زوجته وزوجة فرعون وتسعة رهطٍ، وأشراط قيام السَّاعة وغير ذلك.

- تحدث الحاج مُصْطَفى بن التُّهامي بكثيرٍ من الألم والمرارة على المواقف المخزية والمحزنة، التي اتخذها ضدهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، وأبناؤه ورجال دولته، وتتضح المرارة في التعبيرات القاسية التي استعملها والتي في بعض الأحيان يُطلقها عامة، ولا يُقيدها، وبالتّأكيد أنه كان يقصد السلطان ورجال دولته وليس عموم الشّعب الذي أشاد بمواقفه الحسنة، ودعمه ومساعدته لهم.

- وأخيراً، فإن هذا (المخطوط) الكتاب رغم ما فيه من الحشو، والتِّكرار، وخروج عن الموضوع، والاستطرادات الكثيرة إلاّ أن المادة التّاريخية فيه كثيرة، خاصة الفصل الرَّابع الذي يزخر بمعلومات كثيرة، عن حياة الأمير عبد القادر وجهاده.

***

السعيد بوشلالق

 

في المثقف اليوم