قراءة في كتاب

الباحث البروفيسور اللبناني د. طلال علي طرفه.. رحلة الطواف في رحاب الأديان والتأريخ

من أرض الإغتراب التي ولد فيها وتعايش في ثقافة مختلفة جذريا ً، وهو من أصول لبنانية متمسكة بعاداتها ودينها الإسلامي، ليتربى في بيت عربي ويكون همه الأول الفلسفة الإسلامية ويصدر سبعة كتب عن الإسلام، وهو لا يخالف شريعة الإسلام والمسلمين، بل استمد مادته من القران الكريم والسنة النبوية، وهو يؤكد قول الإمام الشافعي " من تعلًم القرآن عظمت قيمته، ومن كتب الحديث قويت حجته ُ، ومن نظر في الفقه نبل قدره " والقران بحسب لسان العرب لأبن منظور هو كلام الله المنزل على محمد "ص" المكتوب في المصاحف،مؤكدا في معظم كتبه الصادرة" الإسلام فهو النسخة الشاملة والكاملة للعقيدة التي كشف عنها الأنبياء الأوائل بمن فيهم آدم، وإبراهيم وموسى وعيسى، الإسلام هو آخر الأديان السماوية وهو الثاني من حيث عدد معتنقيه في العالم بعد المسيحية " ص7

 إنطلق الباحث البروفسور في جامعة مشغن "طلال علي طرفة" ليؤكد لنا وعبر قراءة مستفضية وهو العارف الجيد بإسرار اللغة الانكلزية ليقول كلمته كونه أستاذ محاضر في الإدارة وفي الدراسات الدينية في عدة جامعات، وخطيب دائم على منابر الأمم المتحدة، وجاء ليقول عبر كتبه السبعة وهو في انتظار مطبوعه الثامن ان الفرق بين الإسلام وباقي الديانات السماوية أن الإسلام هو دين الله ودين الأنبياء جميعهم من آدم إلى نوح فابراهيم وموسى وداود وسليمان وإسحق ويعقوب وعيسى، إنه دين أزلي أي أنه عند الله منذ الأزل أي منذ البدايات.ص8، ويخوض البروفسور "طرفة" عبر قراءت تاريخية وفلسفية للكثير من المنظرين العرب وغير العرب ليقول كلمة صدق في معظم كتبه الصادرة " إذا نظرنا اليوم إلى الأمة الإسلامية في كل أنحاء العالم نرى أنها أمة بالأسم فقط، أما بالفعل فهي أمم مشرذمة ومفككة وللأسف متعادية في ما بينها، ولهذا يعطي النصيحة لكل العاملين في هذه الأمة من خطباء ومعميين واستاذة جامعات ومدارس فقهية ليقول "وحدة الملسمين تجذب اتباع الديانات الأخرى إلى الإسلام، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد سمح بها حيث قال "ولَو شاءَ رَبُك لجعلَ الناس َ أمة واحدةً ولا يزالونَ مخُتلفين َ" ص9

وتجده هو الناصح لهذه الأجيال بطريقة مختلفة عما يفعله البعض سواءأً من المعمين أو غيرهم لعدم تماشي سلوكهم اليومي والحياتي من آجل ترسيخ القيم والعادات التي تحمل في طياتها أستمراراية هذه الحياة، والحياة أسمى هدية قدمها الله تعالى لمخلوقاته، أعطاها الله سبحانه كل الأسباب والمقومات سواء للإنسان أم للحيوان أم للنبات، وكل هذه تدور حول عنصر أساسي ألا وهو الطاقة، معرفاً لنا الطاقة أنها القدرة على إنجاز عمل ما، إنها السبب في حدوث الأشياء، فالصلاة طاقة مركزة تربطنا بالخالق، والطاقة نوعان إيجابية وسلبية فالصلاة تعزز الطاقة الإيجابية، لأنها شكل من أشكال التأمل بها نبني جسرا ً بين العقل والروح.أما إذا دخلت الطاقة السلبية حياتنا فإنها تؤثر فينا بشكل ردي ء، سيما وأنها قوية جدا ما يسبب الإحباط والكرب، والخوف والقلق، ما نحتاج إليه هو أن نتعلم كيف نحمي أنفسنا ونحررها من آجل بناء آلية دفاعية فعالة،وحتى يؤكد نصائحه لكل من يتتلمذ على يديه يعود إلى التاريخ مستعينا ً بطروحات الأمام " علي " عليه السلام، وخير تعريف للإسلام هو تعريف للإمام " علي بن أبي طالب " حيث قال " الإسلام خضوع، والخضوع يقين، واليقين إيمان، والإيمان قبول، والقبول انتماء، والانتماء عمل " ص 11 موكدا على هذه الأقوال ومركزا على واقعنا الحالي باعتباره باحثا ً اسلاميا ً وقارئاً نهما ً بعد ان ترجمت كتبه من اللغة الانكليزية الى عدة لغات ومنها العربية، الفرنسية، الفارسية وغيرها، وهنا أراد عبر مقدمة قصيرة هو اختصار ما سبق أن كتبته في مؤلفاتي السبعة التي تحمل العناوين التي سترد في متن هذا الكتاب المعنون " دليل مؤلفات " ليكون هذا الكتاب هو الثامن جامعاً لأهم ما ورد في مؤلفاتي السبعة الأولى.ص13

وقد أصبحت كتبه تباع بين أكبر جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ومنها جامعة "مشيغين" لأن هذه الجامعات تجمع الدارسين من كل الديانات، محاولأ إيصال رسالة النقاط المشتركة بين الديانات الإبراهيمية الثلاث،اليهودية والمسيحية والإسلام، بهدف تحقيق الوحدة في التنوع وإحلال التسامح والتضامن والأخوة والأمان بين أتباع هذه الأديان الثلاثة، جميع كتبه التي إنطلق منها جاءت لتعطي مقاربة للمرحلة التي يمر بها العالم، وخاصة نحن نعيش عصر الإرهاب والحروب والموت والدم، ويدخلك عبر لغة سلسلة وفيها من التشويق وكأنك تلامس سر المخلوقات التي أبدع بها الخالق العظيم، فهو عالم نفساني مجرب دخل في عصرنا الحالي ليوقف هذه المجازر داعيا ً الى تحقيق الوحدة في التنوع وإحلال التسامح والتضامن والأخوة والأمان بين اتباع هذه الأديان الثلاثة، مطالبا ً الجميع إلى الألفة والاحترام والمحبة والأمان من خلال لقاءات واجتماعات يسودها التآلف والمصالحة وصفاء القلوب والنوايا لأن ما يجمع بين هذه الديانات يفوق بكثير ما يفوق بينها، بهذه الطريقة يحل الوئام ويسود السلام، ليس هذا فقط فهو منظر من طراز خاص بعد ان تمعن في جميع الفلسفات التي شكلت لديه مادة دسمة ويتفحصها بعمق ودراية ليقول عبر كتبه المعنونة وهي " الوحدة في الإسلام " و" الصبر في الإسلام " و" الطاقة في الإسلام " و" إمامة علي والصراط المستقيم " و" القلب السليم " و" ابناء ابراهيم " و" فاذكروني اذكركم " وهو في انتظار مطبوعه الثامن الذي سوف يصدر قريبا ان شاء الله، وهنا يختار شخصيات معروفة ومرموقة تنتمي إلى كل من هذه الأديان، وعملت بكل صدق ومحبة على ردم الهوة بين هذه الأديان وعلى الترويج للسلام والوئام والتفاهم والوحدة وحرية المعتقد والاحترام المتبادل على سبيل الذكر لا الحصر أورد الشخصيات التالية " النائب هوارد ا.برمان " رئيس الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي الذي قدم تعديلاً قانونيا

إلى الكونغرس الأميركي حصل على دعم مجلس الشيوخ ومرر القرار من قبل مجلس النواب الذي تدعم بموجبه الولايات المتحدة روح السلام والرغبة في الوحدة وتشجع على الأنضمام إلى تلك الأصوات حول العالم التي تندد بالإرهاب والتعصب والقتل الجماعي والكراهية الإثنية والدينية.وكذلك عمدة نيويورك " مايكل ر.بلومبرغ " الذي دافع عن التسامح الديني والعيش باحترام،وحتى هب معهم " الحاخام إيمي إيلبزع " المؤسس الشريك في مركز الشفاء اليهودي في سان فرنسيسكو –كاليفورنيا " وغيرهم من الأسماء التي وردت في كتاب " أبناء إبراهيم ". الجدير بالذكر أن الباحث د. طرفه شأنه شأن الكثير من المهاجرين اللبنانيين والعرب الذين التحقت اسؤته بركب الاغتراب متأبطين معهم أحلامهم التي سعوا لتحقيقها عب العمل والعلم والمعرفة، ولعل الرحلة المعرفية تعد الاهم في حياة د. طرفه حيث تجلت مخرجاتها بعدد من البحوث العلمية التاريخية والدينية التي اعتمدت مناهج بحثية متنوعة لدراسة الظواهر الدينية والتاريخية والرسالات السماوية لمناطق الشرق الاوسط وغيرها وتعد تلك البحوث مراجع أكاديمية للباحثين في مجال الاديان والعقائد والتاريخ حيث يصف ويقارن ويشرح الظاهرة الدينية وفق المنظورات المنهجية والتاريخية الشاملة للثقافات في محاولة لفهم السلوك الثقافي بجوانبه المتعددة بما فيه الجانب الديني والاجتماعي.

***

قاسم ماضي – ديترويت

في المثقف اليوم