قراءة في كتاب

إميل لجان جاك روسو.. كل شيء يفسد بين يدي الانسان

علي حسينهو الأن في الخمسين من عمره، عاش حياة مليئة بالعمل زاخرة بالكتب والموسيقى تخللتها اوقات كان يفقد الامل فيها.. حياة مثيرة، انشأ صداقات واثار ضده عداوات كثيرة.. في ذلك العام 1762 كان يعيش في سويسرا مطاردا من قبل السلطات الفرنسية بتهمة نشر الرذيلة والسعي إلى تهديم قيم المجتمع.. اثار الاهتمام بعد صدور عددا من كتبه التي تناولت الاداب والموسيقى والاقتصاد،وتربعت روايته الوحيدة "جولي أو هلويز الجديدة " التي نشرها عام 1761 على قائمة الكتب الاكثر مبيعا، حكاية حب بطلتها شابة مثالية، تقع في حب معلمها الخاص وحين تختلي بنفسها تكتب: " لقد جعلت السماء أحدنا للآخر، لم يكن هناك اتحاد اكثر مثالية من هذا، روحانا متداخلتان أيضا بشكل وثيق، ولم يعد بوسعهما الانفصال أبداً ".وقد اتهم رئيس اساقفة باريس الرواية بانها " تنفث سم الرغبةفي الوقت الذي تبدو فيه وكأنها تُحرمه ".

اثار صدور كتابه " اميل او التربية "، ضجة كبيرة في فرنسا وصدر مرسوم ملكي بمنعه من التداول واتهام كاتبه بتخريب عقول الفرنسيين.. واقترح مجلس الدولة ان يلقى القبض على جان جاك روسو، ثم امر البرلمان ان يمزق الكتاب ويحرق في فناء قصر العدالة وجاء في بيان المجلس النيابي: " لما لم يتورع صاحب الكتاب عن الاعلان عن اسمه، فمن الواجب ملاحقته مباشرة، ومن الاهمية ان تتخذ العدالة موقفا لتجعل منه ومن الذين يتبين لهم انهم ساهموا اما في طبع واما في نشر هذا النوع من الكتب الجديرة واياهم باقصى الشدة، عبرة لمن اعتبر ".إلا ان الهجوم الأعنف جاء من واحد من اشهر فلاسفة ذلك العصر" فولتير" الذي كتب مقالا باسم مستعار يسخر فيه من كتاب " إميل أو التربية " متهما مؤلفه جان جاك روسو بالنذالة بعد ان عَّرض أطفاله لخطر الموت على باب أحد المستشفيات، وطالب فولتير بانزال اشد العقوبات على كاتب يمارس الخديعة، وفي المقال الذي لم يصدق روسو ان فولتير كاتبه نقرأ هذه العبارات: " اننا نرثي للاحمق، ولكن حين تستحيل حماقته جنونا فاننا نوثق رباطه، ذلك ان التسامح وهو فضيلة، يصبح عندها رذيلة ".

الذين كتبوا سيرة جان جاك روسو ياخذون عليه، التناقض في السلوك الذي كان يعيش فيه، فنجده، مثلا، يترك خادمة الفندق التي تزوجها بعد ان أنجبت له خمسة أولاد، يسلمهم إلى ملجأ الايتام غير عابئ بالمسؤولية، ثم يُفاجىء الناس بكتاب مهم عن التربية وكأنه يريد ان يكفّر عن ذنوبه وخطاياه، والبعض كان يرى ان روسو تخلى عن ابنائه لأنه اراد أن ينهج منهج أفلاطون الذي اكد في كتابه الجمهورية من أن الطفل مُلكٌ للدولة. إلا ان ستيفان تسفايج في مقدمته التي كتبها لكتاب إميل أو التربية ينفي هذه التهمة عنه مؤكدا أنه لم يكن له أطفال على الإطلاق لعجزه عن الأبوة، وتسفايج يعتقد أن روسو لفّق على نفسه هذه التهمة، لأنه كان يعاني من مرض جنسي ائر على رجولته، فمنعه من الإنجاب، وانه كان يريد بهذه القصة أن يثبت للعالم ان باستطاعته ان ينجب أبناء بهذه الوفرة، ثم يلتمس للتصرف فيهم هذا التصرف عذراً من أعذار الفلاسفة والحكماء.

ينظر الى جان جاك روسو باعتباره واحدا من ابرز رجالات التنوير ساهم في وضع نظرية سياسية مهدت لقيام الثورة الفرنسية، إلا ان العالم لم يغفر له جريمة رمي اطفاله في ملجأ للايتام.. يكتب فرانسو نودلمان: " ان بحث التربية الذي كتبه روسو يحمل عددا من الندوب، بل واكثر من ذلك، إن هذا المؤلف نفسه هو الاثر الذي يحاول الكاتب من خلاله طمس جرح يندمل " –عبقرية الكذب ترجمة اياد عيسى –

قد يندهش القارئ عندما اخبره ان اول كتاب قرأته لجان جاك روسو كان " الاعترافات "، وقد حصلت على نسخة صدرت عن مطبوعات كتابي، واتذكر ذات يوم وانا مندمج في قراءة اعترافات هذا الفيلسوف الغريب الاطوار، انتبهت لصاحب المكتبة يقف على راسي وهو يوبخني لانني اقرأ كتابا لا يليق بعمري آنذاك. لم اكن افهم لماذا ثار وغضب رغم انني لم اكن انتهيت من الفصل الاول ؟.. بعد ذلك قررت ان اصبح شجاعا وابحث عن هذا الكاتب الممنوع، فكنت اذهب الى كشك الراحل هاشم عذافة والذي يجاور مكتبة المثنى في شارع السعدون، فوجدت عنده طبعة اخرى من الاعترافات، ومجلد كبير الحجم بعنوان " إميل أو التربية " وكتاب بعنوان " جان جاك روسو " تاليف نجيب المستكاوي، وقد استمتعت بقراءته اكثر من استمتاعي بقراءة كتب روسو.. وعرفت فيما بعد ان المؤلف يعد واحدا من ابرز الصحفيين الرياضيين. سألت نفس ما علاقة كرة القدم بروسو ؟.. لم اكن اريد ان اصبح الصبي المتخلف الذي يخشى تجربة قراءة كل ما هو مثير للاهتمام. وكان المستكاوي مفتاح لي لفهم شخصية جان جاك روسو، وكان كتابه هو ما احتاجه آنذاك. ولهذا اعتقد ان القارئ اذا كان يحب القراءة مثلما احبها انا.قد يجد متعة في اكتشاف الكتب واسرارها. هل اصبحت قراءة روسو بسبب كتاب نجيب المستكاوي سهلة ؟. بالتاكيد نعم. لان من خلاله عرفت لماذا منعني صاحب المكتبة من الاستمرار في قراءة كتاب " الاعترافات "4051 جان جاك كروسو

ولد جان جاك روسو في الثامن والعشرين من حزيران عام 1713 في جنيف من أبوين فقيرين، فَقد أمّه بعد ولادته. يكتب في اعترافاته: "ولدت سقيماً عليلاً، وقد كلفت أمي حياتها، فكانت ولادتي فاتحة مصائبي وشقائي"- الاعترافات ترجمة خليل رامز سركيس - كان والده يعمل في النهار مُصلحاً للساعات وفي الليل معلماً للرقص، تخلى عن ابنه روسو عندما كان في الثامنة من عمره وتركه في بيت خاله الذي حاول أن يُدخِله ديراً ليصبح كاهناً، لم تمضِ أيامه في الدير هادئة، فقد اتهم بسرقة إحدى السيدات، ليطرد من الدير، ويعود الى خاله الذي سيرسله، هذه المرة، للعمل عند أحد الكتَبة العموميين، فيطرده بعد يومين، فيذهب به خاله إلى صاحب ورشة شديد القسوة غليظ القلب، ما دفع روسو إلى تعلم الغش والكذب والسرقة، إلى درجة إنه بدأ يتمرد، ويخرج مع أصدقائه إلى خارج المدينة للبحث عن الحرية، ولا يعود إلا في وقت متأخر من الليل، فيشبعه صاحب الورشة ضرباً.كان التشرد والحرمان واليُتم طابع حياة روسو، ما عمق أحاسيسه، وجعله يشعر بالظلم: "لقد علمتني ذكرى التبدل الذي أصابني في حياتي، الفرق بين تبعية الابن للأسرة وبين الخضوع الذليل للآخرين".إلا أن لحظات من السعادة كان يشعر بها، وهو يتفرغ لقراءة الكتب التي كانت تحتفظ بها أمه، ففي السابعة من عمره حاول والده أن يمرنه على المطالعة، فكان يطلب منه أن يقرأ بصوت عالٍ قصصاً كانت والدته قد قرأتها، يكتب في الاعترافات: "والدي يقول لي بخجل، وقد سمع أصوات السنونو تحيي الصباح: لنذهب الآن الى النوم، إني طفل أكثر منك"، وحينما انتهيا من قراءة جميع القصص الموجودة في البيت، أخذ يقرأ ما بمكتبة جده حيث عثر على كتاب مسخ الكائنات لأوفيد، وبعض مسرحيات مولير، إلا أن الكتب التي سحرته كانت مؤلفات المؤرخ بلوتارك: "عندما كنت في السادسة من عمري وقع في يدي بلوتارك، فحفظته عن ظهر قلبي، وكنت قد قرأت كل رواية فيه فكبدني ذلك ذرف سيل من دموعي قبل أن أبلغ السن التي يُقبل فيها القلب على مثل هذه الكتب، ونشأ فيّ تذوق لظواهر البطولة ونزوات العاطفة وأخذ ينمو ويشتد منذ ذلك الحين، حتى أدى بي في النهاية الى النفور من كل شيء لا يلائم تخيلاتي"، إن الطفل روسو الذي فقد أمّه، وهجره أبوه، وجد لنفسه ملاذاً من الحياة في الكتب: "وجدت نفسي أقدر على التعامل مع الكائنات الخيالية التي أحاطتني بها الكتب، من التعامل مع أولئك الذين أراهم في العالم"..عاش جان جاك روسو 65 عاماً، وصفها رومان رولان في كتابه"اراء روسو الحية"بالشعور بالغربة عن العالم: "كان يرى نفسه غريباً بين الناس وإنه لم يكن يشعر بأنه على ما يرام في قلب الأسرة الانسانية، ولم يكن يرى أقرانه مخلوقين على شاكلته، لذلك كان في وسعه أن يفهم معنى الشعور بالغربة والضياع الذي يحس به إنسان غريب آخر في المجتمع هو الطفل"- - ترجمة بدر الدين خليل -. والغريب إن الحياة تصالحه بعد سنوات من العداء والقطيعة، فيبتسم له الحظ خلال الشهور الأخيرة من حياته، حيث استقر به المقام عام 1778 في الريف الفرنسي، فالرجل التعس الذي ظن أن الحياة ستنتصر عليه، لم يعلم إنه قد قهر الحاضر والمستقبل، ففي السنوات الأخيرة من حياته ظهرت ست طبعات من مجموعة مؤلفاته وعشر طبعات من روايته"هيلويز الجديدة"، وفي سنة 1771 نشر الجزء الأول من"الاعترافات"- نشر الكتب كاملا بعد اربعة سنوات من وفاة روسو عام 1782 - إلا ان هذه السعادة لم تدم طويلا ففي صباح الخميس، الثاني من تموز عام 1778، خرج كعادته لجمع النباتات، لكنه شعر بضيق في صدره فسقط على الأرض، فأصيب بجرح في رأسه وليموت بعدها بساعات، وقد شخص الأطباء حالته بأنها انفجار في شرايين المخ. وبعد وفاته زار قبره الملايين من الفرنسيين بينهم الملكة وجميع الأمراء، ووجد قادة الثورة الفرنسية في كتبه دليلا للحكم وفي إحدى الخطب الثورية يعلن روبسبير: "هذه الثورة كان رائدها شخص واحد اسمه جان جاك روسو، وستظل مدينة له مدى الحياة".

صدر كتاب إميل او التربية في شهر آيار من ام 1762، قبل كتاب العقد الاجتماعي بشهر واحد. وقد نشر في باريس بعد ان حصل صاحب احدى المطابع على اذن من الرقابة. كانت رواية " هيلويز الجديدة " قد منحت روسو الشهرة والمال، واخذت المطابع تبحث عن كتبه حيث دفع صاحب المطبعة مبلغا ستة الاف فرنك نظير مخطوطة "إميل ". الكتاب في البداية كان عبارة عن مناقشة اجراها روسو مع احدى سيدات المجتمع الارستقراطي اسمها " مدام دبينيه " عن افضل الطرق لتربية ابنها. وقد قصد به روسو في البداية أن يكون تكملة لروايته " هيلويز الجديدة ". وكان قد تاثر بمقالات مونتاني واطلع على كتاب جون لوك " خواطر في التربية ". كان روسو يفكر بكتابة دراسة عن التربية عندما كان في الثلاثين من عمره وقد بدأ المشروع لكنه توقف بسبب ظروف الحياة، وسيعود له بعد اكثر من خمسة عشر عاما ليتفرغ له ما يقارب الثلاثة اعوام. كان خلالها يعمل مربيا لاولاد احدى العوائل.آنذاك اراد ان تكون له فلسفة خاصة في مجال التربية.. كانت بوادر كتاب إميل قد ظهرت في روايته " هيلويز الجديدة " حيث يكتب: " يخطئ الاباء باعتبار اولادهم انهم مفكرون منذ ولادتهم وكذلك يعتبرونهم كالرجال ويخاطبونهم بالمنطق والتفكير الصحيح. حتى قبل ان يكون باستطاعة هؤلاء التكلم السليم، فالطبيعة تريد الاولاد اطفالا قبل ان يصبجوا رجالا. وان ينمو الجسد ويقوى قبل ان يتمرن العقل على التفكير السليم ".

هذه العبارة التي جاءت على لسان جولي في " هيلويز الجديدة " تشكل قسما كبيرا من مفهومه للنظام التربوي الذي يجب ان يسود في المجتمع.

قسم روسو كتاب " إميل أو التربية " الى خمسة اقسام يتناول في كل قسم مرحلة من مراحل حياة الانسان متتبعا بذلك حياة الطفل " إميل " منذ الولادة وحتى الزواج. وفي الكتاب ينبهنا روسو ان إميل يتعلم من تلقاء نفسه مبادئ الدين الاولى، فلا يفرض عليه أي مذهب او ديانه، إنما يترك له الخيار من اجل ان يُصبح انسانا واعيا بذاته سعيدا بالحياة التي اختارها: " ألفق ببصرك إلى كل أمة في الارض، واقرأ كل سفر من أسفار تاريخها، ففي جميع انواع العبادات العجيبة القاسية هذه، وفي هذا التنوع المذهل من العادات والتقاليد، ستجد في كل مكان نفيس الافكار الاساسية، افكار الخير والشر..ففي اعماق قلوبنا مبدأ فطري للعدل والفضيلة تحكم بمقتضاه على افعالنا، أو افعال غيرنا، أخير هي ام شر، وهذه المبدأ الذي نسميه الضمير " – إميل أو التربية ترجمة عادل زعيتر -.

صاغ روسو كتابه هذا على شكل رواية بطلها الطفل " إميل "، ومن خلال احداث الرواية، يقدم روسو رؤيته التربوية القائمة على فكرة صلاح الفرد وفساد المجتمع، فالفرد يولد بفطرة طيبة نقية وطاهرة، لكن بيد المجتمع إفسادها أو حمايتها، فالشر الذي يحدثه الإنسان ليس أصيلا فيه. وقد قال في عبارة مشهورة استهلَّ بها كتابه: " كل شيء يخرج من يـد الخالق صالحاً، وما إن تلمسه يـد الإنسان، يصيبه الاضمحلال " – إميل ترجمة عادل زعيتر -.والكتاب ينتمي الى مرحلة اصبح فيها روسو مفكراً يُبشر بفلسفة خلاصتها أن الإنسان يولد طيباً في طبيعته، لكن ظروف المجتمع هي التي، تمارس أثرها السيء عليه، ما يفقده بالتدريج طيبته.، كان روسو يريد ان يترك وصيته في التربية، مثلما ترك لنا وصيته في الحكم والعلاقة بين الحاكم والشعب في كتابه الشهير " في العقد الاجتماعي " الذي اعتبره المؤرخون المحرك الاساسي للثورة الفرنسية سنة 1789.ويقال إن الثوار حملوا كتابه هذا بعد أحد عشر عاما من وفاته، وكانوا يلوحون به وهم يحاصرون قصر فرساي، قبل ان يقتحموه.

يبدو جان روسو ثوريا في كتابه " أميل"، فالانسان الذي لا يكون شيئا عند ولادته، سيصبح ذات يوم كل شيء.ان هذا التكوين للعقل، هو الذي يدرسه روسو، وهو يريد ان يؤكد ان لا معنى لتاريخ فساد الانسانية، إذا لم يكن تاريخ الانسان نفسه، ان تطور الفرد يعكس إذاً تاريخ نسله، ومع هذا الفرق نجد أمام كل طفل امكانية مستقلة، فليس الطفل بالنسبة لروسو أولا، إلا احاسيس، ثم عقلا حسياً، ومن ثم يغدو " عقلا عقلانياً " واخيراً ضميراً اخلاقياً، فكيف نساعد الطفل لئلا يبعثر حظه في تطوير ملكاته العقلية، ولهذا فهو يوصي بالقيام: " بدراسة صارمة ودقيقة لطبيعة الطفل قبل الإقدام على تربيته ". وتقوم المسألة بعد ذلك على: " جعل الطفل يسلك درب الحقيقة ما أن يبدو قادراً على التعرف عليها، ومن ثم يسلك درب الخير ما أن يصبح قادراً على ذلك مدركاً المعنى الحقيقي للخير ". ولهذا فالتربية فرحة، وطريق الطبيعة البكر الذي يجب ان يقود الى ثقافة متناغمة مع جوهر الطفل الذي يريد ان يكون سعيداً.

كان روسو يعلق اهمية كبيرة على كتابه اميل، لأنه يتضمن حجر الزاوية في نظريته، فبعد ان كشف في مقالاته ورسائله عن رذائل المجتمع الحديث، كان يتعين عليه ان يُحدد في مؤلفاته القادمة نواحي الاصلاح التي يجب ادخالها على المجتمع، وقد كان يعرف جيدا ان احداً لا يستطيع ان يشرع في اصلاح الدنيا من دون ان يسعى او الى اصلاح التربية وقد حرّص روسو ان يوضح لقرائه، كيف ان الافكار الواردة في اميل مكملة لمبادئه ومتماشية مع فلسفته.

بعد مايقارب الـ " 250 " عاما على رحيل جان جاك روسو، هل لاتزال كتبه تقرأ بنفس الحماس التي كانت تقرأ ايام كان هذا الفيلسوف مطاردا.يكتب اميل برهيه ان كنب روسو لاتشيخ، فهي موجودة الان اكثر من اي وقت مضى.

في كل مرة وانا ابحث عن كتاب في رفوف مكتبتي، يلوح لي جان جاك روسووهو يتساءل: ما هو مصير البشرية، وهل لا يزال ايماننا قويا بالحياة،واتذكر صرخته في آخر كتبه " أحلام يقظة جوال منفرد": " ايها المجانين الذين تتذمرون من الحياة. اعلموا ان كل مصائبكم تاتي منكم ".

***

علي حسين – كاتب

رئيس تحرير صحيفة المدى البغدادية

 

في المثقف اليوم