قراءات نقدية

الشعر المبدع في مواجهة الانحطاط

( بيان غاضب لحراس الشعر والفنون)

"قلوبنا من فتنة وجمر

قلوبهم تطامن العتمة وترفل في الأقنعة والأغلال"

** لقد افسدوا وزيفوا كل شيء

** احمل معولك.. فأسك.. كلمتك

وحطم آلهة السليكون والعولم

في غياب النقد الأدبي والنقد الفني عن المشهد العام للشعر بخاصة، والفنون بعامة، وترك الشعر للمؤسسات الرسمية اللاشعرية، والتابعة لوزارات الاعلام او الثقافة الرسمية، او اتحادات كتاب محنطة، أوجهات لايهمّها إلّا الرسمي، فقد غابت روائز الإبداع الحيّ، وتُركتْ الأمورُ، لمن لاعلاقةَ حقيقيةَ لهم بالفنّ، ومايمس حضارةَ الامة، فعامَ الشعرُ والفنونُ، وسادَ السطحيّ والتافهُ واللاموهوبُ في هذه اللحظةِ الحضاريةِ العاصفةِ، والعاسفة التي تهدّدُ بلدانَنا وثقافَتَنا وحضارَتَنا، ووجودَنَا كياناً ولغةً وارضاً وبشراً، وفي غياب المسؤوليةِ العامّةِ تجاه الهُويّةِ الثقافة،والحضارة (الفنون والعمران والإنسان)  التي يمثلها ازدهار  الفنون والإبداع، فإنّنا نؤكّد هنا على فنّ الشعر العريق عربيّا والضاربِ جذورَه في الزّمان، وقد غابَ النقدُ الأدبيّ المحلّلُ والقارئُ، وقُطِعَ الأمرُ  على غيوري اللغةِ العربيةِ التي هي جسدُ الشّعر، ومرآةُ تحقُّقِهِ،فانتفتْ حمايَتُه، وصِرنَا في فوضى عارمة

وانحطاطٍ شعريّ مريع، وطوفانِ تفاهةٍ وشعبٍ، وتعميمِ الذاتيةِ المريضةِ، والفرديّات الطاحنةِ المتورِّمَةِ.، وإغراقِ الحياةِ العربيةِ فوقَ كلّ الإبادةِ  في طوفانِ تمييعٍ، وخلطٍ، وتزييفٍ لكل جادّ ورصينٍ، وامتلأتّ الساحةُ العربيةُ باستهلاكٍ لكلّ شيء وحثالاتٍ تدّعي الشّعرَ، وتدّعي الفنونَ، وتتصدّرُ الأمكنةَ، وتسدّ على المبدعينَ  بالإعلامِ والمهرجاناتِ  والسوشال ميديا.. وبرامجِ الواقعِ والشْو، وصناعةِ نجومِ التهريجِ ومواهبِ التقليد..

وهو ماتُعمّمهُ وتَنشرُهُ، وتشيعُهُ مؤسساتٌ وآليّاتٌ مرتهنةٌ ومموّلةٌ ومرتبطةٌ باقتصادِ وسياساتِ عولمةٍ، فلامقوّماتٌ للغةِ العربيةِ السليمة، ولا فنيّاتِها، ولا مقوّماتٌ وروائزُ للشّعر وخبراتِه، ورؤاهُ، ولا مقوّماتٌ للفنونِ الأخرى والآداب..

وهوَما أدّى إلى التعميمِ الجاهلِ، وانعدامِ الذّوق العام حتى صار كلّ  كلامٍ ونثرٍ هوَ شعرٌ، و كلّ غزلٍ سطحيّ وتافهٍ هوَ شعرٌ، وكلّ خربشة ِكلامٍ شعرٌ، وكلّ كلامٍ موزونٍ يتشدّقُ صاحِبُه بهِ بمطّ كلامٍ، أو صراخٍ أو تهريجٍ شعرا.. وهوَ ماجعلَ أكثرَ النّاس، تكرهُ الشعرَ وتكرهُ الشعراءَ، وتكرهُ الفنونَ الجادّةَ والعارفةَ التي تقومُ على الخبراتِ والإبداع.

مسؤوليتنا:

ومن باب الغيرة على الشعر والفنون والخيبة الكبرى تجاه ما آل إليه حال الثقافة والفنون والشعر والادب  بخاصة، وانتشار الأمية الذوقية والمعرفية، برزت مسؤوليتنا نحنُ حرّاسُ الشعرِ والكلمةِ والفنّ  وجوهرِ الوجودِ والإنسانِ، لنطلقَ بيانَنا.. صَرْخَتنا.. ونقولُ كفى انحطاطاً ..

ولااااااااااااااااااااااااابحجم بلاد العرب أوطاني

ونحنُ إذ نتوجّه إلى كلّ غيورٍ على أمّته ولغتِه وهويّتها، وفنونِها ووجدانِها ووجودِها ومُسْتَقبلِها، نؤكّدُ ونعوّل على الغيورينَ انتماءً وعزّةً لِيَضفروا معنا ويعترضوا معنا ويُشكّلوا موقفاً، ويصرُخوا في الكون معنا:

كفى انحطاطاً وعولمةً وتدميراً للوجود، والحضاراتِ والكوكبِ، بحروبٍ وأنظمةٍ وآلياتٍ  تدمّرُ الحياةَ والعمرانَ والبشرَ .

ولن يكون بيانُنا هذا الأخيرَ بل سيتبَعُه حركةٌ، وبياناتُ احتجاجٍ في الشعرِ والفنونِ الأخرى، إضافة إلى حراكٍ وفعلٍ، وعملٍ نقديّ ومرجعيّ دؤوبٍ كاشفٍ وراصدٍ، ومعزّز لكرامةِ الإنسانِ والفن معاً، بل فارزٍ لكلّ موهبةٍ وإبداعٍ جديد، يشكلّ استمراراً لما تعزّز  من قبلُ،  وفارقاً إلى مساحاتٍ بكرٍ، وجديدةٍ من إبداعٍ يضيفُ ويغني، ويجدّد..

كفى انحطاطا

تعالوا نقتل الشعراء*

( مقدمات لابد منها)

أعلى المطالب النقدية والفكرية والحضارية لنا نحن الشعراء  اصحاب التجارب الناجزة، والطالعة الذين قضينا أعمارنا في التزود والاستعداد وكتابة الشعر، واكتساب الفنون، هي في صيانة وحماية  الشعر أعلى الفنون، وفن الأمة العربية الأول، والحفاظ على أهميته التي هي من أهمية لغتنا العربية التي تتعرض أيضا للهدم والإبادة، بل اجتياح اللغات الأخرى لعقول وأفكار وممارسات الأجيال الجديدة، في لحظة تخلف حضاريّ، وسيادة سياسات تبعية للغرب، وخططه العولمية الواسعة،  لذلك فإن واجبنا الاول هو في الحفاظ على الشعر، وعلى اللغة العربية والإنسانية معاً معززا وقوية، قبل أي مقوّم في مقومات هويتنا الحاضرة، والمستقبلية..

ولأن الشعر شأنه شأن العلم والمعارف المعززة  للحضارة والعمران، ويأتي في أولويات المعرفة وهوية الأمة، مايجعلنا  نفهم مغزى شعار: تعالوا نقتل الشعراء* وملحقاته، كما نراها في تعرض بقية الفنون التي تتعزز بالشعر، ويتعزز بها بل تشكل روافده، ومادة رؤياه.. ونضيف:

تعالوا نقتل التافهين في كل الفنون الأخرى  التي طرأ عليها ماطرأ على الشعر، وعطب الانسان والثقافةوالفن معا.

ولابد من التصدي لطوفان الأدعياء المتنطعين والمزوّرين في كل الفنون، ومن يزوّرونهم، وهم بلا مواهب، ولم بتزودوا  بأبجديات ولاخبرات، والتصدي لمن يصنعون الأسماء، ويسهلون وينشرون كل هذا الوباء، وهم شركاء في الفوضى وتعميم الفوضى، والانحطاط بل هم في تجييش العولمة والغزو الثقافي والفكري لهويتنا وحضارتنا.

ليس بيانا:

إننا نؤكد على انّ مانطرحه هنا ليس بياناً فقط، بقدر ماهو شهادة ومفاتيح أولى لنقد معياري كاشف، وشهادة بمبدعي زمن هم فيه أنداد وفرسان للشعر الراقي العربي والعالمي،

خلال ثلاثة أرباع القرن، ونحن أكيدون أنّ  المبدعين الحقيقيين  والأحرار المعنيين بالابداع، والذوق والهويّة لن يتوانوا عن المشاركة في موقفنا ومعركة وجودنا، وصيحة ضميرنا تجاه أمتنا، في معركة حرية وجدارة وجود، بل معركة وجود أو لا وجود، تجاه مايهدّد كيانَنا وحضارَتَنا وفنُونَنَا، ومن كل ذلك تأتي أهمية تقديم هذا الكشف الأوّلي الضروري واللازم على الاسماء المبدعة شعريا، والتي أكدت حضورها بنشر أعمالها، وتواجُدِها الفاعل وقراءاتها فنياً ومعرفياً من قبل نقد فاعل ومسؤول، مع التأكيد  على الرؤية الشاملة، للمشهد العربي الآن، ورفض القطرية القاتلة والمتطرفة، والطائفية، والحزبية والقومجيانية،  ونظرة الأيديولوجيا الضيقة للأمور،

كما ونؤكد على أنه لايكفي أن يكون الشاعر أو الفنان شاعراً أوفنانا فقط،في الصراع مع هذه الفوضى، وهجوم ثقافة  الرقميات، ضد حضارة العمران والكلمة  التي هي في اساس حضارات  الشعوب ونهوضها، فلا يكفي أن يكون الشاعر او الفنان مجدّداً في فنه، بل ان يكونَ نبيّاً مسلحاً برؤيا إنسانية وحضارية وديموقراطية، وفلسفة عليا لكرامة الإنسان والحرية والفن، بل وقوفا مع الإنسان أوّلا..

والدأب  في إدانة فنون التفاهة والسقوط والشعبوية أيضا..

مقاييس لابد منها:

نؤكد هنا على روائز ومقاييس لفرز الشعر إلى طبقات أساس ترتكز بالدرجة الأولى على مفاهيم معيارية واضحة.

أولاً: بما أنّ الشعر فنّ، لايتأطّر ولايتحدّد، كالصور والأشياء والمقتنيات في حال وشكل نهائي، فهو  فنّ حي، بل كائنٌ حيّ قوامُه اللغة والموسيقى والإيقاع، والصور والمجاز والخيال، والروح التي تغنيها التجارب، والقراءات وتفاعلات الفنون داخلها، والشعر  بخاصة، مايَشكّلُ معيارأ عظيماً للذائقة والذوق العام، المتنامي مع الحضارة الإنسانية وإبداعها، والانفتاح عليها ..لايتجاهل ماضيه، ولا ينقطع بحاضره، بل هو حاضن للمستقبل ومهيّئاً لرؤاه..

لذلك فإن الشعر، يقوم على أزمان في القصيدة نفسها، ومناخات وظلال، وبرهات جموح وبرهات صمت، وموهبة إبداع خلاق فوقَ ذلكَ كلّه .. ما يجعل الشعر المبدع العظيم  أكبر من زمن، وتوقعات وحيلة صاحبه، لأنْه يقوم على الوحيِ والإيحاء والاستيحاء، والسحرية المحلقة التي تتجاوز الزمان والمكان بزمَنِها الكونيّ الداخليْ وعلاقتِها بالمطلقِ المضيء الذي يتوجّه إلى الأزمانُ القادمة البعيدة، فامرؤ القيس مثلاً، يمكن أن يكون معاصراَ وساحرا أكثر من شعراء معاصرين، ويعيشون معنا، لذلك فإنّ الشعر العظيم لا يتأطْر ولا يُصنْف، ويَعصى على العادي والمرهون معا، ويبقى في الفن واللعب وروح الشباب الخالد..

وهنا الروائز الواجبة والضرورية التي لابد منها لتقييم الشعر، العربي خلال فترة واسعة، ولنقل من بعد شوقي ومرحلة شعر الإحياء، والنهوض ..

وفي أساسيات إبداع الشعر، ليكون قصيدة وفنّاَ، أي فوق امتلاك أدوات الفن لغة وفنوناً ومعارفَ وخبراتٍ، وجدارةً  ليسمْى صاحبه به

شاعرا، وفنْانا روائيا، تشكيليا، سينمائيا، مصورا، قاصا، موسيقيا شرقيا، موسيقيا كلاسيكيا،مطرباً، مسرحيا، ناقدا،، رسام كاريكاتير الخ.. لابد من وضوح الرؤية واتساع الرؤيا الكلية للكون والوجود، والحياة والموقف من جماليات الكون والطبيعة والبشر، والمسؤولية أمام ذلك، والدفاع عنه، وضفره في رؤيا فنية وإنسانية، فاعلة وخلاقة،

ثانيا: أن يكون الشاعر قد تميز بإبداعه وموهبته ورؤيته الجمالية والحضارية، وشهد له النقاد بذلك بأن يكون صاحب تميز في التجربة، ومبتكرا وليس مقلّداً أواتباعيا،وإن جارى الاتباع فللتنافس وللمبارزة، في الموضوع، والوزن ووووو قد فصّلَ النقاد في ذلك. وأن يكون الفنان صاحب موقف من الحرية، والإنسانية، ومتحررا من القطرية والطائفية، ويمثل ويتمثّل مشروعَ وهُويّة أمة بثقافتها ولغتها، وخبرات فنّها، ومؤمناً بالانفتاح على ثقافات، وفنون وتجارب الأمم الأخرى، وجدارتها بالعصر، ونؤكد على كل ذلك، إضافة إلى روائز في كلّ فنّ على حدة.

غربال الشعر:

وهنا سنبعد عن فن الشعر حثالات، ولمامات، وشباشيل طرأت عليه، وكتابات غطّت على السطوح وهي إنشاء الخواطر، ورسائل تتوهّم الحب، ووصفيات، وحتّى خواطر نتفٍ، وماسيجاتٍ للتفنن، والتبريع، والتقميش، والمساخر، والتبهيت، وهي ليست من الشعر، ابداً ولا تمنح صاحبها جدارة الشاعر، وإن بشّرَت بموهبةٍ ما، لكنّها تظلّ في إطار الفسبكة والتنتيف.

ايضا نؤكّد على مسألة أخرى تتعلّقُ بكرامة الشاعر، وقيمه الانسانية، وهي ماتجعله يترفع عن منابر التدجين والدعاية السياسية، ومهرجانات التزلف والارتزاق، والتصدي ومحاربة شعر المديح  الذي يتوسل التكسب، والذي يعتبر عيباً في عصرنا، ويتنافى مع الكرامة، وإنْ عُدّ في الماضي أصحابه  شعراء، بسبب سوءات الحاجة، فالمديح،  كالهجاء،  فالشعر العظيم لايكون وسيلةَ تكسّب ووصوليةً، وفنّا للّصوص والشطار، والفكاهات الخ.. كما كان في العصور الماضية، وقد فضحَ  زمننا تلكَ السوءات، وحرّر الشعراء منها..

أمّا الحثالات الشعرية، والطفيليات العالقة على هذا الفن، بخاصة زمن انتشار دور نشرٍ عموم أصحابها شعراءٌ فشلة،ومتعدين على الثقافة، وبدون استعدادات ثقافية كبرى، فماذا ينتظر منهم، وهم ينشرون وفق الفلوس والاخوانيات، وبدون ضوابط ومعايير فنية، ويبتزون في اكثر الاحيان شعراء مرموقين إما بفلوس ليطبعوا لهم، أو ذتزلفات شللية معهم، او بتجاهلهم وتعويم شعر سخيف وسطحي، مثلهم مثل  بعض المشرفين على مهرجانات شعرية لدول، هي في الخطابة والمنوّعات، والرياضة والسياسة، وتغلب عليها الشللية، وتبادل المنافع، وزمن حكومات قطرية تبرز شعراء الخطابة والمديح، والأيديولوجيا،كذلك هو زمن حيازات ميليشيات، تلغي الدولة، وتتربع مكانها  وتبرز، بل تنصب شعراء قدح ومدح وطائفية بغيضة، مريضة، تنشر الإحن، والمحن، والسّموم والشقاق، وتقوم بحروب وكالة مأجورة عن غيرها... بل تصطنع منابر شعرية مزورة ومدعومة ماديا وحزبيا!

يحدث كل ذلك في زمن فلتان الفيس بوك، والسوشال ميديا الخ

والمجلات الطيارة، أو الجهوية، ولكي يعود للشعر كرامته، ومكانته، ورصيده بين الناس، كذلك للفنون الأخرى لابدّ من قتل هذه الزعبرة، والغوغائية، والفوضى، والهراء، وإعادة ضبط المشهد في غياب النقد..

هنا لابدّ من حصر الشعراء في طبقات أربع، ونؤكد على ان فرز اسماء شعراء الطبقات الثلاث التي لم نفصل فيها، لايعني ان شعراء مهمين وناجزين لم نذكرهم لعدم وصولنا اليهم او لعدم وصول اصواتهم الينا لايعني الغاءهم او نكرانهم، بل هي مهمة النقد والشعر الغالي في كل بلد، بغض النظر عن الاسكال والمدارس، وإن كنا نؤكد ان الشعر العمودي قد استنفد او اوشك على التوقف تمام عن اضافة اي جديد للشعر العربي، زلا لدى شعراء قلة..

2- وهنا لابدّ وحصر الشعراء في طبقات أربع، وتنظيف الساحة من كل هذا الركام المحسوب أصحابه في تصنيفات  محسوبة على شعراء يروجونهم وهم  شريحة واسعة جدا، وممتدة في المنطقة العربية وخارجها كالرمل والهباء، بل أصحابها عالة ووبالٌ وعدو أساسٌ على الفن والابداع، وعلى مفهوم (الحرية الفوضى) التي تعمّمها الفضائيات، والسوشال ميديا الحديثة، بسطحية  شكلانية غاشمة، وكأنها محطات باصات، وركاب ركام لافي الشعر، ولا في النثر، فلا رتل شعري، ولا إيقاع، وروح مستسر، ولاوزن ولا شكل ولا وجدان ..ولا أي صور أو معانٍ جديدة وناكهةٍ   بل  لبوسات خادعة بأشكالها، والأنكى أن قسما من اصحاب هذه المباءة، يسبقون أسماءهم بصفة شاعر وبشاعرة، وماهم في عداد المجموعات الأولى ولا ربما الخمسين،برغم النشر، والمهرجانات، والمسابقات أو برامج الشو..والميديا، وشهادات التقدير الزائفة، وتصويت العامة في مسابقات الشعر، أسوةً بتلك البرامج، وببرامج مباريات كرة القدم، والمنافسات الأرجلية بين برشلونة، وريال مدريد، وحاشا للشعر الحقيقي أن ينحط إلى ذلك..

وفي محطات ركاب باصات الشعر تلك:

قدّاحين ونبّاحين ومدّاحين، ردّاحين

ورداحات ومتورّمات، بل امازونيات شعر، وبنات نصف الليل

بثياب جلدية.. بميكرفونات مكهربة،

وبأسلحة مثيرة وفتّاكة.

ولايخلو المشهد من سلاحف،

وثعابين ومتكلسين، ولا علاقة لهم بالشعر وإن شبّه لهم.

وأما شعراء الطبقة الأولى، فهم الذين لهم مشروع، ابداع وابتكار فني وشعري، وهم الذين يعبرون عن تطلعات نهوض حضاري وكياني ووجودي، بل علمي إنساني وعمراني، وهم في ضمير أمة، لم يمدحوا طاغية، ولم يرتزقوا من أحد،ومثالهم، نزار قباني، محمود درويش محمود السيد، بدر شاكر السياب،

وهؤلاء الشعراء لم يندرجوا في قطريات، ولا طوائف، ولا قومجيات نابحة.. او قادحة.. ولم يجيشوا في اطر الاثنيات القادحة.. واما الشاعر ادونيس النوبلي فله مكان آخر، لايفرز ولا يؤطر عندنا.. وله مروجوه واعلام عالمي يحمله وقد وقف ضد ثورة شعوب خرجت لكرامتها وحريتها. ومن أشهر طبقات الشعر الثلاث وأبرزهم:

نزار قباني، محمود درويش، جبران خليل جبران، بشارة الخوري، أبو القاسم الشابي، إيليا ابو ماضي، عمر أبو ريشة، بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، توفيق صايغ، سليم بركات، حسان عزتن محمود السيد، عبد الباسط الصوفي، بدوي الجبل، خليل حاوي، انسي الحاج، يوسف الخال، علي الجندي، ميشيل طراد، بول شاؤول، وليد سيف، شوقي أبي شقرا، محمد الماغوط، صلاح عبد الصبور، احمد عبد المعطي حجازي، المدرسة الرحبانية، فدوى طوقان، إبراهيم طوقان، علي محمود طه، خير الدين الاسدي، أورخان ميسر، ابراهيم ناجي، الياس ابو شبكة، كامل الشناوي، جوزف حرب، عبد الله البردوني، عبد العزيز المقالح، مظفر النواب، شوقي بغدادي، كريم معتوق، حبيب الصايغ، ميسون صقر، خلود المعلا، ممدوح عدوان، سليمان عواد، أمل دنقل، محمد الماغوط، أحمد فؤاد نجم، احمد عبد المعطي حجازي، وديع سعادة، سيف الرحبي، نوري الجراح، أحمد راشد ثاني، آدم فتحي، صلاح ستيتية، ناديا تويني، محمد علي شمس الدين، شوقي بزيع، فرج بيرقدار، عبد الله عيسى، عباس بيضون، محمد العبدالله، عزالدين المناصرة، مردوك الشامي، الخضر شودار، ربيعة الجلطي، جمانة حداد، بيان الصفدي، المثنى الشيخ عطية، فاتن حمودي، رشا عمران، بروين حبيب، بندرعبد الحميد، فواز عيد، عيسى الشيخ حسن، ناصر الفراعنة، فهر الشامي، مارون أبو شقرا، عقل العويط، عبد القادر حصني، محمود صالح، نضال بغدادي، منذر مصري، مرام مصري، كمال خير بيك، حامد بدرخان، أحمد الشهاوي، إبراهيم الجرادي، عبد الله الحامدي، حنان فرفور، مارون الماحولي، مارون ابو شقرا، سونيا الفرجاني، سميح القاسم، رفعت سلام، سركون بولص، مظفر النواب، محمد الفيتوري، محمد التيجاني بشير، محمد عبد القادر سبيل، روضة الحاج، يوسف عبد العزيز، يوسف ابو لوز، محمد بنيس، المنصف الوهايبي، الإمارتي عادل خزام، حسين درويش، عبد الوهاب ابو زيد، عبد المحسن يوسف، المنصف المزغني، أكرم قطريب، جوزيه الحلو، محمد العثمان، فرج العربي، نعمان رزوق، مفتاح العماري، عبدو وازن، أمجد ناصر، الطاهر رياض، زهير ابو شايب، احمد رفاعي، لقمان ديركي، سنية صالح، جوزيف صايغ، هاشم شفيق، عدنان الصايغ، بندر عبد الحميد، كريم عبد، سامح كعوش، فجر يعقوب، نعيم هيلانة، دعد حداد.

وفي الطبقة الرابعة التي هي مصهرشعراء للطبقات المذكورة، عشرات الأسماء الطالعة لكن التي لم تتأكد وتتثبت بعد، ذكورا وإناثا

وإن بشرت مواهبها بإبداع، وقد استبعدت شعراء الفرعونية والقومية السورية، واللبننة، والقومية المتطرفة.. والأخونة،

لكن يوجد شعراء إبداع وتفوق، وتنطبق عليهم الروائز التي قدمت بها، ولا تحضرنا أسماؤهم في بلدان شمال افريقيا، المغرب العربي، والسعودية، واليمن ومهمة إبرازهم وفرزهم تقع على نقاد بلدانهم،

لكن بالعموم هؤلاء الشعراء الذين، اذكرهم هنا يندرجون في مشروع أمة ناهضة وعظيمة..علماً أن هذه القائمة ليست صنمية، ولا متحجرة، ولا نهائية، بل أولية ومتحركة، وليدقق بالروائز التي ذكرتها اعلاه من أراد أن يضيف أسماء أخرى، أو قوائم فرز في فنون أخرى. وأرجو وأرجو ان يتحرى الدقة والموضوعية، والاقناع المطلوب.

***

حسان عزت

...................

* صرخة وعنوان كتاب للصديق القاص المبدع مصطفى تاج الدين الموسى ( تعالوا نقتل الشعراء)

* ولا يفوتنا التنويه بنقاد كبار اثرووا ومازالوا النقد الشعري العربي منهم جبرا ابراهيم جبرا.. احسان عباس، محمد النويهي، غلي شكري،، محيي الدين صبحي، يوسف اليوسف، يمنى العيد، عباس بيضون، بول شاؤول، محمد علي شمس الدين، خالد بوزيان الموسوي المغرب،.محمود شريح، وعشرات النقاد.

* الشعراء الذين اخترناهم وفقَ الروائز أعلاه، يمثلون عموما كل المنطقة العربية.. ومن لايتوافق منهم مع بياننا له. الخيار، ويمكن رفع اسمه، باعتراض مكتوب منه ونحترم خياره ..

 

في المثقف اليوم