قراءات نقدية

تماثل دليل السرد واختلاف شواهد الدلالة

حيدر عبدالرضامباحث قرائية في رواية (أغنية هادئة) للكاتبة ليلى سليماني..

المبحث (9)

***

توطئة:

لقد استطاعت ليلى سليماني في بنيات منجزها القيم (أغنية هادئة) تجسيد المنحى الاستقلالي في خطاب ودوافع الأحوال النواتية السردية في زمن مبنى النص، إلى ممارسة غيرية متماسكة في شروطها الكامنة في إظهارية الأشياء المبئرة سرديا ووصفيا، إلى حالات متواترة تصاعديا من نجوز أوجه ومحامل سكونيتها الفعلية للنمو النصي.إي بمعنى ما أنها غدت تقدم جملة مماثلات دلائل سردها في أحوال وقائعية خاصة من صياغات أفعال الجوهر النسبي الناتج عن أوجه قرار اليقين الدلالي، الذي ينص بمعنى الإخراج اللحظوي لزمن مراوغة حوادث المتن الذي طال في الإفصاح لنا عن مقدماتها وممهداتها الإطارية التي شهدنا لمثلها في بادىء عتبات النص الأولية.

ـ العلاقة الزمانية بين الفعل المنتج والحكي المسرود.

1ـ المبأر: الراوي الشاهد .

تتشخص لدينا أغلب الأحوال السردية في الأجزاء المتوسطة من الرواية، بذلك المنحى الثلاثي(الراوي = الشاهد = المبأر الراصد)وبما ينضد من تراتيبية دوافع الشخوص، نحو جملة من الأفعال ذات الوعي الداخلي ـ أفعال الشعور وأمثالها ـ إذ أن القارىء لتلك الأحداث لعله يعاين أن حقيقة العوالم الداخلية، رغم وضوح صورها ووحداتها، إلا أنها لا تكشف عن ذاتها الرابضة في أفق من السكونية والدينامية في الآن نفسه، اللهم إلا في حدود علاقة زمنية حاكمة وضابطة من شأنها ربط تعاقب المبئرات في أشد اللحظات انفعالية وحسية.تبعا لهذا نقول أن مميزات الخلفية المشهدية في متن ومبنى حالات المسرود، جاءتنا بلغة حيادية الراوي، إلا أنها أكثر ميلا إلى أصوات الشخوص الداخلية.وعلى هذا النحو بدا لنا الراوي في راصدية متتابعة تحكمها شاهدية مسافة دخوله إلى الأحداث ـ تباعدا كافيا، يمكنه بالاحتفاظ بموقعية شهوده السردي، ولكنه لا يغفل عن ماهية صوته واستقلاليته داخل طي أصوات الشخوص، كحالة غائرة في حياة التبئير، طبقا لمكوناته الذاتية والفنية فيها.

2ـ نساء مشوهات: وأجساد تتلوى على جدران منزل الرسام:

تتشعب مؤطرات الزمن المستذكر، من قبل الشخصية المربية لويز، في مجال خاص من الإخفاء ولملمة تدابير بقايا صور ذاكراتها التضادية والقهرية التي ما لبث تتحسسها على مضض من خلال تمفصلات ممسرحة مصدرها واقع النص السكوني في وظيفته السردية، لذا فأن وجهة نظرها في حاضر التلفظ السردي كانت إلى تلك الأفعال والشواهد القادمة من ماضيها، حيث تغطي من خلالها متواترات مصاحبة استأثارا بما يبدو منسجما مع حيثيات وجودها الفعلي والوصفي في الرواية فهي من جهة هامة وعبر الفصل المتوسط من الأحداث، تكشف لنا عبر صوت الراوي المحفوف بدلالة الشاهد والناظم عن ابنتها (ستيفاني) أحيانا، وقد تحدث ذاتها تكرارا حول احتمال موتها بعد غيابها عنها لفترة من الزمن: (كان بوسعها أن تحرمها من الحياة، أن تخنقها قبل أن تفقس من دون أن يعلم أحد بذلك، بل لو كانت قضت عليها حينئذ، لكان المجتمع أعترف بفضلها إلى اليوم./ص104 الرواية) فالسرد هنا مبأر داخليا على شخصية لويز وهذا يتضح عبر نغمة أفعال الشخصية، ووجهة نظرها المرهقة والمعتقلة بالمأزومية ونفاذ الصبر على حال أبنتها المنحرفة ستيفاني، وما يترتب على ذلك من مواقف مكدرة لا يصح لنا تداولها ونحن في صدد مستوى متقدم من زمن صعود الأحداث الذروية في الرواية.لكننا في حدود هذا السياق من زمن المستذكر الارتدادي ـ الداخلي، من ذاكرة الشخصية لويز، نلحظ ما يشبه حدوث القفزة الزمنية المتمثلة بمشهد الواقعة الزمنية والمكانية، التي تظهر فيها لويز ضمن وتيرة سردية بطيئة تمنح الأولوية للتمثيل والعرض، على حساب زمن السرد والمحكي الحاضر في الفعل المتباين: (استيقظت لويز ذات يوم .. وكانت في الخامسة والعشرين من عمرها، فشعرت بألم وثقل في ثدييها./ص104 الرواية) الحدث الارتجاعي هنا تفصيلا نحو الزمن المستذكر في أعماق الماضي الذاتي على حاضرية الزمن الفعلي .إذ أصبح الزمن في الروايات ذات الحساسية الفرنسية الجديدة أكثر انشغالا بالتهيؤ نحو الانقلاب في أية لحظة لصالح الحد الأقصى من ممسرحات الوقفة المشهدية في النص، وبذلك نرى أن المشهد المشيد في الانقلاب من الحاضر إلى الماضي، يزداد قربا من وضعية الذات الشخوصية وتحولاتها المتلونة بطابع اللحظة المستعادة، فيما تهم الشخصية بمعايشتها بمنظور السياق والترجيح في الرؤية الماضوية، إذ تهيمن فيها اللحظات المستعادة شكلا مرجوا بتواتر الحكي حدا مسموحا من الطابع التزامني بين زمن المستذكر وزمن التلفظ الحاضري في الخطاب ذاته: (كانت تشتغل لدى م . فرانك / ورغم أن لويز لم تكن تفقه شيئا في الفن التشكيلي، كانت تقف أمام اللوحات الضخمة التي أكسبت الرسام شهرة كبيرة.. كانت تغطي جدران الممر والغرف تظهر عليها نساء مشوهات، ذوات أجساد تتلوى من الألم أو تشلها النشوة.ولم تكن متأكدة من أنهن جميلات، لكنهن كن يعجبنها ./ص104 الرواية) أنطلاق من هذه الوحدات القصدية المستذكرة، ندرك جيدا تحول العلاقة الخطية من مدارج زمنها الإرهاصي الماضوي، إلى مجالية خاصة من الغواية في دغدغة منازع رغبات الجسد الحاضرة في عين اللحظة السردية .أقول بكل بساطة أن علاقة زمن الموصوف بالوصف، حل هنا في حدود علاقة إشكالية ومأزومة، ما جعل الزمن المستعاد من خلالها يسعى إلى إظهار حالة من (ابطائية زمن الخطاب = معادلة السرد الدال = الحدث المتعالق) الغواية ها هنا جاءت أفعالا رمزية ومعادلة على مستوى رغبوي كامن في علاقة زمن الحكاية في وظيفة المستعاد، ولكننا لأجل الدخول إلى قلب المعادلة وتفكيكها إلى أواصر من المعنى، ينبغي علينا فهم أوليات أسباب الغواية في ذاتها، وبالتالي فهم مبررات حالاتها المتعالقة في مجرى زمن السرد في المتن والمبنى.يتبين أن جملة السرد الروائي في هذا المجال عبارة عن علاقة اللامحكي الذي أخذ يتجاوز العلاقة بمشاهد الوصف إلى وحدات (لم تكن تفقه شيئا في الفن التشكيلي؟ / تغطي جدران الممر ـ اللوحات ـ تظهر عليها نساء مشوهات / ذوات أجساد تتلوى؟) الحكاية هنا مذوبة بانقطاعات إحالية معادلة راحت تعكس ثمة فجوة واقعة بين الأنا الشخوصية وزمن اللامحكي في عوالم اللوحات لذلك الرسام، ما ينتج عنها نافذة مطلة على تدفقية علاقة جنسية محرمة كانت قد قامت بين لويز وهذا الرسام، ولكنها أكثر هامشية وهشاشة، ما جعل المعادل الأفصاحي في اللوحات لا يتعدى ثيمات (نساء مشوهات ــــــــــ أجساد تتلوى = أيقونة نشوة) تقدم لنا هذه اللوحات ممارسات شبه مريضة وعابرة ونزقة، تؤشر لحضورها عملية هتك وفض غشاء البكارة للشخصية لويز من قبل أيدي عابثة بانقطاعاتها وتفاصيلها وتكوراتها في مظاهر هذه الوحدات: (أصيبت جونيفييف أم فرانك بكسر في عنق فخذها أثر سقطة أثناء نزولها من القطار .. شغل م . فرانك في بادىء الأمر ممرضات متخصصات بثمن باهظ لكنهن كن يشتكين من غرابة أطوار العجوز .. كانت لويز تنام مع العجوز، تنظفها وتنصت لهذيانها خلال الليل .. ذلك أن العجوز كانت تخشى حلول الظلام مثل الرضع .. وكان الضوء الخافت والظلام والصمت يجعلونها تصرخ من الخوف، كما كانت ترتعب من حلول المساء، بحيث تنادي أمها التي ماتت قبل أربعين سنة وتدعوها لأن تأتي وتأخذها . / ص105 الرواية) تبدو بجلاء أن مظاهر الأفعال المسرودة هنا، ذا علاقات استثنائية مزامنة وحيثيات الواقع الشخوصي للمربية لويز. سنتعرف لاحقا مدى العلاقة بين لويز ذاتها ومحور اللوحات للرسام فرانك، بعد أن نتمم حديثنا حول النموذج الحائي في واقعة العجوز والدة الرسام المقعدة عن الحركة والسير بسبب ذلك الكسر في موضع فخذها، نصادف في هذا النموذج ـ العجوز ـ عددا هائلا من الشيفرات والمحفزات المشكلة لإمكانية خاصية مرتكزات واقع السرد المعادل في النص، وأولها المحفز الحكائي الذي تؤديه الأفعال بذاته الحث من مصير شخص لويز كأما في يوما ما عندما تصبح عجوزا لا معين لها سوى بنت شاذة ترتبط بمضمون ودلالة لوحة الرسام (أجساد تتلوى؟) فيما ترتبط العجوز ولويز معا في المصير من اللوحة التي تعرض (نساء مشوهات؟) فيما يظل وضع لويز قابلا إلى الاقتران باحتمالية أن العجوز أفضل منها نسبيا، ذلك لكون ولدها الرسام أبنا شرعيا وبارا مع والدته العجوز، على حين غرة أن الاحداث والحوار الذي دار بين لويز والرسام في غرفته الخاصة، يظهر لنا أن لويز كانت قد حملت جنينا محرما من هذا الرسام، وقد دفع لها مبلغا من المال للذهاب به إلى أحد الأطباء لغرض اسقاطه. ولكن الغفة قد غشت لويز عن موعدها مع ذلك الطبيب، ما جعلها تحتفظ بالجنين في بطنها وبذلك القدر من المال، حتى حلول موعد ولادة طفلتها المحرمة استيفاني إلى زجه الدنيا.

- الفضاءات الضيقة: الهاربين من الوحدة والأوراق الميتة على الأسفلت .

1ـ المربيات الحزينات والأجساد التي لم تجف إفرازاتها:

قد نعتبر أن كل ما يدخل في دائرة خطاب الشخصيات والراوي والعلاقات التفاعلية في محاور بنى النص، ما يشكل بذاتها لنا كبنيات دلالية، تنتجها منظومات نصية متداخلة في الموجهات والمؤشرات النصية الخارجية والداخلية.فهناك صياغات عديدة في النص منها ما هو (مسرود ـ عرض ـ سرد ـ نقل خبري) ومنها أيضا ما هو خطاب حكي ـ خطاب ميتا حكي، وبهذا المعنى فنحن لا نفوت في معرض مباحثنا لدراسة رواية سليماني، أدنى واصلة وفاصلة أو واردة أو شاردة من المركز والهامش، إلا ولها علاقة (سوسيولفظية) تمارسها الدلالات في أعمق أو أبسط معنى من المراد الإيحائي والقصدي والعلامي والمعادلي من رؤى وبنيات النص. بالمناسبة أقول إلى الذين لم يقرأ أحد منهم هذه الرواية، بأنها من البساطة اللغوية والبلاغية، بل أنها لا تعول بمقدار ما من السعة في الدقة الواصفة، ولكنها رواية في شروطها البنائية والموضوعية وأفق تفاعلاتها المحبوكة مع جميع مواقع آلياتها الروائية التي تبعث في قارئها ذلك النوع من الأثر والمؤثر، كما الحال مع مجمل اللواحق التي انبنت عليها دلالات (الفضاءات الضيقة) من مجالات نسبية في المواجيد المكانية والزمانية، ولكنها بدت لنا أعلى قيمة من ناحية إحالاتها ومعادلاتها الدلالية في المؤول الإسقاطي من تعاطيات الذات الشخوصية من خلال المستويين الداخلي والخارجي. قد نجد أنفسنا في بعض أجزاء فصول رواية (أغنية هادئة)أمام ترهين مادة الحكي ضمن محفوف المشاهد والشواهد التي تصور عناصر يومية من حياة الأمهات والمربيات اللاتي بصحبتهن الأطفال داخل حدائق صيفية أو شتوية، تتحدث فيها المربيات عن آمالهن المفقودة من وحشة الوحدة في شققهن الشاحبة الجدران في أوقات أيام السبت من كل أسبوع.نلاحظ بجلاء أن كل مربية تحمل في داخلها الخير والشر في آن معا، تارة نراهن محبات إلى الأسرة التي أودعتهن رعاية أطفالها بكل اطمئنان وثقة، وتارة أخرى نجد لويز تسعى إلى استرجاع حوادث قديمة تسببتها الطفلة ميلا يوم قامت بعضها في موضع كتفها وبقيت آثار أسنانها مخلفة ندوبا كدماء على كتفها، فمثل هكذا حوادث كانت سائبة في دخائل قلبها، مما جعل الأم مريم وهي مشغولة يوما ما بأحمام طفلها آدم عاريا في الطشت إلى ملاحظة آثار ندوب زرقاء في جهة ما من ظهر الطفل، فما كان لها إلا أن سارعت إلى المربية بكل الدهشة والفزع سألتها عن أسباب هذه الآثار من الجروح القديمة: (تلاعب مريم أبنها في الحمام ..تضعه بين فخذيها، وتضمه إليها وتلاطفه.. وبينما كانت تجرده من ملابسه، لاحظت على ذراعه وظهره، بمحاذاة الكتف، امارتين غريبتين..ندبان احمران على وشك أن يطمسا، لكن حيث أمعنت النظر فيهما، تبينت آثار أسنان./ص121 الرواية)طبعا أن المتهم الأول في تهمة هذه العضة كانت المربية أولا، ولكن المربية سباقة في طرح شاهدها وحجتها في كون الطفلة ميلا هي من قامت بذلك، لكونها لها ذات الفعل مع عضة كتف المربية ذاتها..ولكن هذا الحادث بدوره لا يعني صدق لويز ذاتها، خصوصا وأنا ذكرت إلى مريم بأنها مؤخرا متضايقة جدا من طفلتها ميلا، وهذا الأمر بحد ذاته يتطلب عدة تعاليل وتحاليل في كون من الممكن أن تكون المربية هي من قام بفعل العضة تلك على كتف الطفل آدم .

1ـ المربية العربية وفاء والهروب من شيخوخة الحدائق:

تختار ليلى سليماني ألوانا وأطوارا شخوصية نادرة وغريبة، تقوم ببسطها فوق عينة النموذج ذاته من عالم المربيات، ولكنها تنفتخ فيه حساسية مغايرة تتماشى مع تضاريس النوع الخاص من بيئة الذات الشخوصية وإشكالية وضعها النفسي والعاطفي.تواجهنا دون مقدمات وممهدات أولية، شخصية المربية وفاء هذه الفتاة التي جاءت بطريقة غير رسمية إلى فرنسا: (وفاء أشبه بحيوان ضار، غير مهذبة، لكنها شاطرة، وهي لا تبدو منزعجة من وضعية إقامتها غير القانونية.. دخلت فرنسا بفضل عجوز كانت تدلكه في فندق مشبوه بالدار البيضاء.. أهدته جسدها كاملا مستسلمة لغريزتها.. وهكذا أتى بها إلى شقته الحقيرة في باريس حيث كان يعيش من مرتب معاشه./ص111 الرواية) هكذا تتبين أخيرا من أن العجوز قد قام بطردها ختاما خوفا من أولاده الذين خافوا هم أيضا من مغبة أن تحمل وفاء من قبل هذا العجوز.من شأن مثل هذه النماذج الشخوصية، هو أن طبيعة حكاياتها تكون أكثر دقة ومدروسية، وهذا الأمر ما لاحظناه في الفصول السابقة من الرواية، فالكاتبة سليماني لديها خصوبة كبيرة في إبراز الأنماذج الأكثر اهمالا ونسيانا على صعيد الواقع.من الملفت والأهم في حكاية هذه المربية إنها كانت تخشى قضاء عمرها وهي تحمل الأطفال في الحدائق التي قد شاخت مقاعد ارائكها استئثارا لأفعال المزامنة العمرية في الجلوس عليها مرارا وتكرارا وجزعا؟.

ـ تعليق القراءة:

في الواقع أن عملية التلقي للأعمال الابداعية ثم الكتابة عنها، ما هي بالعملية السلسلة إطلاقا..فالناقد الروائي يقوم بدور المتلقي للنص ثم إعادة قراءته في سبيل الكتابة عنه لأجل تقديم جملة مؤولات وانطباعات ورؤى تقويمية عنه، وهذه المباحث التي قمنا بكتابتها هي في الإقرار الأخير ليس سماع موسيقى في الهواء الطلق، وإنما هي تتطلب استعدادات ذهنية خاصة من القارىء حتى يستحثها في جملة مؤكدات وتأملات خاصة بقيمة ذلك النص الابداعي..ختاما أقول أن من القيم الجمالية والفنية في رواية (أغنية هادئة) كونها منحتنا جملة مخالفات وأتلافات في مسار روايتها، ولكنها رغم ذلك منحتنا تماثلات معطاة من دلائل اسرد نفسه مضافة بمحفزات اختلاف شواهد الدلالة المحورية التي ترد لها لحد الآن سوى شكلا شحيحا في المعنى الظلي من زمن الرواية .

***

حيدر عبد الرضا

في المثقف اليوم