قراءات نقدية

قراءة في رواية (حياة) للروائي طاهر علوان

المدار السردي بين علاقات الأضداد ومعطيات التمثيل الدلالي

مهاد نظري:

تتألف السيرورة الإمكانية في مدار النصوص الروائية ضمن حدود عملية المنتج للأشكال التي يتيحها المؤول التأليفي السنني الخاص بالكتابة الروائية التي هي حصيلة جملة امتدادات من واقع الدليل العضوي في مساحة أواصر الرؤية ومادة الحكاية والأبعاد الدلالية الملموسة واللاملموسة في مجال التحيينات المشيدة للبناء الروائي العام والخاص. على هذا يمكننا قراءة الإطار الذي جاءت به مؤولات حكاية الرواية (حياة) للروائي والناقد السينمائي طاهر علوان، عبر مؤشرات ارغامية وضدية من تفاعل الإمكانات والخصائص النوعية في مادة الموضوعة الروائية شكلا وتمثيلا وإنجاز.

- الفاعل المشارك بين المكون السردي وإحالات دليل الرؤية

تشترط الاستراتيجية الإنتاجية في معينات ودلالات موضوعة رواية (حياة) ذلك التوزع المداري في جل محققات التصوير والتشكل والتمحور في علاقات موضوعة النص الذي يتخذ من الأزمات السياسية (الأحمر ـ الأزرق) طورا مديدا في سلوك المنهج المضاد في حقيقة النزعات الفئوية القائمة ما بين (الأزرقي ـ جسار) خلوصا نحو حرب تتناحر من خلالها تلك الأطراف الأكثر هيمنة في نزوع الأفعال السردية ـ الشخوصية، الأكثر انتقاما من بعضها البعض.

1 - غياب جهات الزمن والمكان والتواريخ في واقع السرد:

تتمظهر أحداث رواية (حياة) في حدود رقعة مكانية ذات واصلات تحكمها علاقات فئوية متناحرة فيما بينها كما أسلفنا سابقا، لذا تبقى هذه الأواصر المتنازعة على ظاهرها الحكائي كموضوعة غائرة في تفاصيلها الأوضاعية والأجتماعية والسياسية الغالبة. وقد عبرت بعض من مناصات العتبات الأولى من النص، حول وصايا ورؤى الشيخ الزاهد، مما يجعلنا ندرك بأن للرواية طابعها القبلي، أو هي تلك الطبيعة المترسخة في جغرافيا بيئة بدوية بحته على حدا ما، تسودها تجارة التهريب للمواد الغذائية وعلى ما يظهر من الأحداث من مواد أخرى محظورة قانونيا.ولكن ما بدا لنا واضحا وغريبا في جهات وعناصر آليات الرواية، هو ذلك الانعدام في مؤشرات الزمن والمكان على وجه من التعرف والتحقق، بل أن هناك انعداما تاما إلى مقادير وحدات التأريخ وحسابات مواقيت الزمن في شكلها المعتمد عليه في تشخيص مكونات موضوعة النص.لعل الروائي علوان أراد من خلق غياب المحددات المكانية والزمنية والهوياتية، التقليل من نسبة الأضرار الفادحة في كشوفات روايته، خصوصا عندما تكون رواية سيرة ذاتية.فعلى ما يبدو من النص سوى جملة من الشواهد الحركية والأوصاف الميلودرامية التي تذكرنا كثيرا بالأعمال الدرامية الخاصة في مجال حكايا البادية في صحراء العراق.عموما هناك آليات ووظائف في بناء النص الروائي، كان قد اعتمدها علوان بطرائق المنظور (الراوي ـ الشاهد ـ الراصد) وصولا إلى مواقع الأحداث (الخارجية ـ الداخلية ) إذ يتخذ السارد المشارك منها، موقعا خارج الأحداث تارة وداخلها تارة، ليكون هو الشخصية المبأرة، خصوصا ما صادفناه في بداية فصول الرواية. فذاتية الراوي في النص أحيانا ما تبدو عبارة عن انقطاع صوت الراوي وصولا إلى صوت شخصية وانفصاله عنها في الآن نفسه، وعلى نحو ما تجد الوظيفة التبئيرية موكلة بالشخصية المحورية ذاتها ودون أية واسطة مباشرة من الراوي نفسه.

2ـ التبئير الداخلي للشخصية المشاركة:

تتبين لنا عبر مكونات الأحداث الأولى من زمن الرواية، بأن السارد المشارك ينفذ إلى دواخل الشخوص حتى أنه لا يقوم بنقل مشاعرهم وعواطفهم، فهذا السارد المشارك يتبع تبئيرا داخليا ثابتا وليس ـ متغيرا خارجيا ـ معولا في الأشارة إلى الحالات الداخلية للشخوص: (أنا معصوب العينين في هذه اللحظة لا تشتغل سوى حواسي الخائفة وحركة ذلك الهيكل الحديدي العامر بالجنود./ص5 الرواية) فالراوي المشارك يتبنى منظور الشخصية الناظمة ـ العاملة، عبر مكونيه الداخلي ـ المعرفي الراصد.وعلى هذا النحو ندرك أن ما قمنا باستعراضه هو (الراوي المبئر = الشخصية المشاركة) فهذا السارد يلتزم منظور الشخوص النفسي عبر مكونيه (الداخلي ـ المعرفي الراصد) وما يدل على ذلك هو أن طبيعة السارد المشارك لا يدخل إلى الشخصية إلا بالظن أو الاحساس وطبيعة موقفها الذاتي والموضوعي والانفعالي من طبيعة مكونيه في المنظور الاستعادي وطبيعة موقفه من المسرود إجمالا: (كانت حياة جديرة بأن أصنع عنها فلما، وليس مهما من أي صنف أو أي نوع ينتمي لكنه فيلم سوف يعيد الذاكرة إلى نصابها ويبقى ذلك العالم الذي عشت في جوهرة وها هو يتجلى أمامي على شاشات عقلي وأنا غارق في العتمة وعيناي معصوبتان./ص5 الرواية) يسعى الروائي من خلال هذه الوحدات إلى خلق المشهد السينمائي ـ بوصفه تقنية زمنية ـ إذ تسهم الطبيعة النوعية لهذا المشهد في عرض مادة الرواية عبر حالة عتمة زمن (العصابة السوداء) وهذا الحاجب المعتم هو طابعا دراميا مميزا في نقل فضاء المادة الروائية عبر طاقة كاميرا الزمن المتواتر مع الشخصية الروائية.

- المحكي الروائي بين ساحة الرمل وانتقالات وعي السرد.

في الحقيقة أننا عندما قمنا بقراءة زمن الأحداث الروائية، أرتأينا معالم الطريق الذي أختطته بعض من الأفكار حول قوى اليمين واليسار، وهذا الأمر بدوره ما راح يطرح في موضوعة الرواية، شتى النزاعات المتداعية بين فئة الشخصية جسار الحديد وخصمه الأزرقي: (كان ميدان الرمل صورة لوضع سياسي غريب، وكان انعكاسا لصراعات شتى لم أكن أفهمها ففي كل مرة كان هناك ضابطا وإداريين ذوي ميول سياسية مختلفة، مع أنهم في الحقيقة بلا ميول سياسية أصلا، ولكنهم سوف يكونون مجرد براغي صغيرة في ماكنة النظام يجري التصرف بها كيفما شاء من يمتلك عناصر القوة./ص8 الرواية) وعند الإمعان في أحوال ما يسمى بـ (ميدان الرمل) وتلك الفئات من عناصر الضباط وما كان على شاكلتهم، وما يتعلق بمسار الرؤية إلا من كان يمتلك سطوة النفوذ والقوة، ربما كان الروائي يقصد معادلات ترميزية لها الدور المضمر في روايته، ولكن يبقى أصلها عناصر ورموز واسعة وكبيرة من سياسة دولة.ولكننا هنا سوف نكتفي في حدود ما جاءت به أحداث الرواية، دون أن نغفل ما وراء النص من هيئات مرمزة.

1ـ الفضاء العدائي بين سطوة الغلبة وإكراهات المحور:

بناء على ما مر بنا من المباحث الفرعية، يمكننا القول أن الطابع الفضائي في دلالات الرواية، هو ما تحدد به الشخصية جسار الحديد والد البنت حياة محبوبة الشخصية المحور الحارث أبن غياث.وأن طبيعة مكونات الشخصية جسار الحديد بوصفه ذلك العنصر المترأس الذي يمثل التيار اليميني، فهو رجلا متغطرسا في طبعه يعد من أرباب مالكي ميدان الرمل الذي هو ساحة تعبوية لغرض الرماية وتعلم فنون التصويب، ولكنه في الآن نفسه على حد تعبير سياق وحدات الرواية: (إنه نظام يشبه الرق ونحن نعلم أن الميدان ما هو إلا مصيدة للسيار، وللمنشقين من بين عشرين أو ثلاثين عاملا يختارون يساريا واحدا عاطلا عن العمل وفي وسط دوامة العمل اليومي وزخات الرصاص سوف يخبؤون له رصاصة حقيقية سوف تنطلق باتجاه رأسه./ص9 الرواية) والى جانب هذا هناك قصص متشبعة يفرزها لنا واقع هذا الكائن الرملي، وعلى ما يظهر فيها من جرائم كقصة سمية التي تم حدوثها في غموض جريمة كان من أدارها هو الشخصية جسار واحد من ضابط هذا الميدان كما تعبر عن ذلك الرواية بطريقة أو بأخرى: (اختفت سمية وكأن الأرض ابتلعتها وحيث لم يترك سكان الحي وسيلة ما للبحث عنها إلا وساروا وراءها ولكن دون جدوى./ص11 الرواية) .

2 -الفضاء الحميمي بين فرضيات التقارب ووسائط السرد:

ونجد شكلا فضائيا مقابلا بالضد من بنية (الفضاء العدائي) والذي يتمثل بشخصية والد الفتاة حياة جسار الحديد، غير أن ما نجده عبر تشكيلات (فضاء الحميمية) هو ما يتجسد به ذلك الحنو الوجداني من طرف الشخصية حارث حيال الشخصية حياة، لولا أنها تمتاز ببعض الغطرسة والعلياء، ولكن هذا الأمر لا يغير من مجرى تعلق الشخصية إليها: (شهور من التجاهل وتلك النظرة غير الملفتة لشيء ولو مررت بالقرب منها عدة مرات ما تنبهت لي، وكان يحيرني ما كل هذا الذي يشغلها ويسيطر على تفكيرها، على الرغم من الصلة القديمة التي تربط والدي مع والدها ./ص12 الرواية) وضمن هذا السياق تؤشر لنا وحدات السرد حول تلك العلاقة التي تربط والد حياة بوالد الحارث غياث، مما يجعلنا نتفهم بصورة فورية، من أن الأثنان (غياث - جسار) لا تربطهما في الزمن الحاضر أية علاقة ما، وذلك لأوجه ما من الأسباب التي تتعلق بعدم توافق غياث هذا الرجل الصالح مع غطرسة واعتداد جسار بنفسه، كما وهناك عدة مسببات رئيسية في مسار الأثنان ما يجعلهما لا يلتقيان في غاية من الهدف الواحد.أعود إلى مجال مشاعر وعاطفة الحارث حيال حياة، وكيفية صار يختلق الأسباب من أجل بلوغ التفاتة ما من الفتاة: (في احدى المرات قررت أن أقوم بمجازفة شديدة السذاجة، وهي أن أرسل لها مجلة خاصة بنجمات السينما أدس فيها رسالة أعبر فيها عن أعجابي واهتمامي بها./ص12 الرواية) وتستضمر عملية انتظار الرد من الفتاة عدة أسابيع، وعندما كان الشخصية مارا بالقرب من المسافة التي تفصل ما بين الحديقة والمنزل لمح الشاب مجلته التي قام بأرسالها للفتاة مرمية على التراب بصورة فوضوية، وعندما شرع بفتحها عثر على عبارة كانت الفتاة قامت بكتابتها بكلامات لا تتجاوز جملة استفهامية جافة: (وماذا بعد ..؟) فيما توجد أعلى صفحة ثمة وردة بيضاء ذابلة.لا يمكننا هنا فهم الأبعاد من هذه الوردة الذابلة وتلك الجملة الاستفهامية، غير أن مواصفات هذه الشخصية مندمجة في مشاعر مفرطة بالغرور والنرجسية ليس إلا، مع ذلك أعتبر الشخصية حارث هذا التصرف بمثابة العلامة الصحية على صلاحية استمراره في ارسال المزيد من مجلات الفن وكتابة الرسائل بذات الأسلوب من الرسالة الأولى.

- الشخصية الروائية بين وثوقية الذات وفواعل الحكاية.

أن مشاغل المتخيل في رواية (حياة) هو من الملازمة التوصيفية التي تصل ببناء المحاور الشخوصية (المحورية ـ الثانوية) إلى مجالات محفوفة بواردات وشواهد تنبثق عنها أجلى الصفات المتخيلة الحاذقة في رسم الشخصية بموجب حالات أدائية مميزة.فهناك ثمة علامات تشخيصية تدلل على أن غياث لم تكن علاقته مع جسار ليس على أحسن ما يرام، تظهرها عدة احتمالات قد لا تنهض من المواضع الأخبارية والسردية، بل تتكفلها علامات ما تتصل بسمات بناء شخصية جسار ذاتها، والأمر على العكس تماما مع غياث فهناك علامات في موزعاته الشخوصية، تظهره على إنه ذلك الرجل الذي يمتاز بنوع من ملامح السلام والفضيلة.من هنا سوف نتعرف على طبيعة هذه العلاقة وكيفية الاستعانة بها من خلال الشاب الحارث سبيلا للوصول إلى محبوبته حياة وهي في قعر منزلهم العائلي: (كان الكل تقريبا إذا مروا بدكان أبي يلقون التحية عليه - من بين العابرين الذين يلقون التحية كان والد حياة الذي يلازمها في ميدان الرمل وها هو أمام دكان أبي بكامل هيبته العظيمة - رفع أبي رأسه ونهض من مكانه مرحبا.. يدخل راضيا، يشرب الشاي مع أبي، أقوم بواجب الخدمة يمحضني بنظرة رضا، يلحظ البثور التي في ظاهر يدي، يسأل أبي، ثم يطلب مني أن أذهب معه إلى البيت ليعطيني دهانا ناجحا ينهي تلك البثور./ ص14 الرواية) لعل القارىء يلاحظ من خلال عرض مظاهر السرد في علاقات زمن الأحداث، من أن مستويات متواليات الزمن الأفعالي والصفاتي بدت تشكل بذاتها الصورة المترابطة في تراكيب بينات الخطاب، لذا فإن مكونات المشاهد غدت في إطار: (الأزمة ـ بؤرة التأزم ـ نقطة الأنفراج) وما يترتب على هذه الأخيرة من إمكانية تتوعد الشخصية حارث بذلك اللقاء مع محبوبته حياة في حياة في حادثة خاصة داخل منزلها.

ـ المتن الحكائي ومساحة التكثيف الحواري

أن من العوامل البنائية والأسلوبية الشاخصة في رواية (حياة) تبرز لنا جملة خاصة من نوعية الأداء الحواري الذي يتصف بالإحاطة بالموصوفات والاحوال السردية في مخطط الخاصيات في المتن السردي.إذ إننا عاينا جملة المشاهد واللقطات على مستوى زمن الحكي، فوجدنا من خلالها ثمة مواقع حوارية تمتد بالشخوص المتحاورة إلى درجة الاحتواء دلاليا.ومن طبيعة هذه الحواريات أنها تتم ليس بصورة مقتضبة في إشارة أو مجرد تقريب الأحداث، بل إنها تشكل علاقة تمثيلية متماثلة في صياغة الدقة والتفصيل على مستوى خصوصية التبئير السردي: (ـ هل شاهدتك من قبل؟هل تعمل في ميدان الرمل؟ـ نعم شاهدتني ربما ولكن ليس في ميدان الرمل ـ في المعهد إذا . ـ نعم أنا هناك، يوم صرعت صاحب الشعر الأشعث.ضحكت من قلبها وانفرجت أساريرها فيما هي تسخن الماء وتجهز الأطباق لفطورها..تخيلتها تلامس شعري، وتدعوني لمشاركتها فطورها ـ عدت من حلم يقظتي على صوتها، وهي تسألني هل ثم شيء آخر، شعرت بتبعثر أفكاري./ص15 الرواية) ومن أهم ما يمكننا متابعته في دائرة العنصر الحواري، هو ذلك المكون من (مسرحة السرد) أي بمعنى ما، أن الروائي طاهر علوان يشد في دائرة التحاور ما بين الطرفين إلى فاعلية خاصة في إزاحة السرد نحو مستوى تنشيط المحفز السردي إلى جهات نواتية (صغرى = كبرى) امتدادا نحو نحو الرابط الوظيفي في مستوى الشكل الخطابي.

ـ المشهد السردي وخصوصية الفاعل السايكلوجي

سنلاحظ من خلال هذه الوحدة الفرعية من مبحث قراءتنا للرواية، أن مساحة ومستوى المشاهد في النص، تحكمها مواقع حكائية شكلت منذ البداية بعدا بؤرويا، إلى زوايا كانت على هامش التركيز، ليجعل منها الكاتب بؤرا أساسية في رؤية وخطاب الفاعل المتكلم الذي راحت من خلاله ترتسم ملامح وصفات ذات صيغة سايكلوجية نتعرف منها على أدق خصائص الشخصيات وبطرائق نفسانية وفنية تدريجية في أطروحة الفاعل المتكلم: (بكل تلك التفاصيل الدقيقة التي انغرست في ذهني من فرط تكرار وجودها في لا وعي، حتى صرت أرى الأشياء في أحيان كثيرة بعيني خالي حسن ومن خلال طريقة تفكيره وتمرده ودفاعه المستميت عن الفكرة التي يؤمن بها./ص17 الرواية) .

ـ تعليق القراءة:

في الواقع ما يمكننا الجزم به تقويما حول ثيمات وآليات ومكونات رواية (حياة) هو أفعالها السردية المشكلة لبنية تحاكي نصوص الدراما الاجتماعية، وهذا الحال ما جعلنا نشعر من خلال قراءتنا لها بأنها رواية مبلورة البناء ومحكومة بخصائص الحكي ضمن أشكاله المتباينة للحكاية والمتن الذي من شأنه أن يحوز المادة السردية الروائية في صيغتها الوقائعية الخام.وعلى هذا النحو واجهتنا أغلب الفصول الروائية بتلك المحددات الوظائفية ومكوناتها وعواملها المفتوحة نحو المقاربة الصراعية ـ الأيديولوجية، بأعتبارهما العلامة الأيقونية ذات العلاقة الدلالية الفاعلة في أبعاد المقروء الروائي .وتبعا لهذا لاحظنا أغلب سياقات الموضوعة متصاعدة نحو العنف كفضاء يرتد إلى واقع مادي يتعلق بسقف حياتي ملائم في أثراء النص نحو حصيلة دلالات مدارية تركزت بين (علاقات الأضداد) و(معطيات التمثيل الدلالي): إذا نحن أمام رواية متشكلة من (الفضاء العدائي) وأيضا من (الفضاء الحميمي) ليشكلا بذاتهما امتلاك جل محاور سياق التصعيد نحو دلالات روائية ضمنية ومعلنة انطلاقا من إشكالية التكتلات السلبية المسترسلة من حدود مرجعيات واقع خلاصات منظومة قيمية محتملة في التصورات والممارسة الظاهرية والمضمرة من أوجه مسار العلاقة الروائية المؤثرة.

***

حيدر عبد الرضا

في المثقف اليوم