قراءات نقدية

زكية خيرهم: قراءة في قصيدة الشاعر عقيل الساعدي

معاني الحنين والشوق في شعر عقيل الساعدي

انطلق الشاعر في قصيدته بوصف جمال المشمش ورونقه الذي ينشره الغصن عندما ينحني نحو الشفاه، مركزًا على التأثير العاطفي الذي يمكن أن يسببه الحنين إلى الأيام الماضية وأشخاص محبوبين قد رحلوا. وبأسلوب شاعري، يصف الشاعر دروب العاشق المحنيَّة التي تكتسي بالحزن والغموض والريح، وتعيد إحياء حنين العاشق الذي يتحدى الصعاب ليبحث عن حبيبته في بحر لا ينتهي. يتحدث الشاعر عن حورية من بنات الجن وأغنية تريد أن تروي عليلًا وتعنى شعرها الحسنا، وتشير نحو فؤاد الشاعر وهي باسمة. وتشير الأبيات أيضًا إلى حالة شوق وغربة وحنين للحبيبة، وتصف العاشق بأنه بحر بلا ساحلٍ والموج يقذفه، حيث يخفي نار لوعته كصفحة في كتاب العارفين، ويشعر بالسعادة وبقبلة لقصور في الجنان. يبدو العاشق سعيدًا، ولكن عوالمه غير معروفة للآخرين، ويحلم بقبلة لقصور في الجنان. في النهاية، يعيد الشاعر التأكيد على حنين العاشق الذي يخفي نار لوعته ويستمر في السعي والبحث عن حبيبته في بحر الحياة. البيت الذي يأتي بعده يصف العاشق بأنه "حوتٌ ينزفُ دمًا من بطنه"، مما يشير إلى المعاناة الكبيرة التي يعانيها العاشق، والتي تعادل معاني الدم الذي ينزف من جوف الحوت، والذي يمكن أن يؤدي إلى موته. وبذلك، يتم تعزيز الصورة الجمالية للعاشق بصورة تحمل معاني أكثر عمقاً، وتكشف عن الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها. وفي الأبيات الأخيرة من القصيدة، ينتهي الشاعر بالحديث عن الحبيبة والشوق إليها، وكيف يتوق العاشق إلى مقابلتها وتحقيق أحلامه، ويصف العاشق نفسه بأنه ينتظرها بقلب حنون، مثل الوردة الخجولة التي تنتظر أشعة الشمس، وهو يعبر بذلك عن حالة الانتظار والشوق الذي يملؤه. بشكل عام، يعد الشاعر عقيل الساعدي قدوة في الشعر العربي، حيث تعد قصائده واحدة من القصائد الجميلة التي كتبت في اللغة العربية، وتميزت بأسلوبه الشاعري المتميز والذي يدمج بين الصور الجمالية والتعابير العاطفية والتحليل النفسي.

يبدأ الشاعر بوصف جمال اللحن الذي يصدر من غناء الطيور، ويحمل في طياته رسائل من الأمل والحلم، ويخترق قلوب المستمعين بأسلوبه الساحر. ومن خلال ذلك، يعبر الشاعر عن الألم والشجن الذي يعتريه عندما يشعر بالحنين لحبيبته المفقودة. ويصف بأن الحب لا يأتي بدون ألم، والشوق والفراق جزء منه، وهذا ما يمنح الحب قوته وجاذبيته. ومن خلال قصيدته، يشير الشاعر عقيل الساعدي إلى الأهمية الكبيرة التي يحتلها الحب في حياة الإنسان، وكيف أنه يصعب التخلي عنه والعيش بدونه. ويوصف الشاعر كيف أنه أصبح مدمنًا على حبيبته، وكيف أنه لا يستطيع التخلي عنها رغم علمه بأنها قد تسبب له الألم والجرح. في نهاية القصيدة، يصف الشاعر الألم الذي يشعر به عندما يفكر في فراق حبيبته، وكيف أنه يرى الموت أفضل من الفراق عنها. ويعبر عن عمق حبه الذي يدفعه للتمسك بها حتى وإن كان الثمن هو الألم والجرح. تتميز القصيدة بأسلوب شعري جميل ومؤثر، واستخدامها للمجاز والتشبيه يزيد من قوتها وتأثيرها على المستمعين. يتضح من خلال القصيدة أن الشاعر يعشق الحب ويفتن به، ويشعر بالألم والجرح بسببه، ولكنه لا يمكنه العيش بدونه. تستخدم القصيدة أيضًا بعض الألفاظ والمصطلحات الشعرية الخاصة التي تزيد من جمالها وعمقها، مثل "النوح" و "الجوى" و "السنا" و "الجيد المائس". كما يظهر الاهتمام الكبير بالتركيب الصوتي للقصيدة، حيث يوجد اختيار دقيق للكلمات والألفاظ التي تناسب الترتيل الشعري واللحن الذي يصاحب القصيدة. بشكل عام، تعتبر هذه القصيدة مثالًا جيدًا على شعر الحالة الذي يتعمق في العواطف الإنسانية ويعبر عنها بأسلوب شعري مميز. ويظهر في القصيدة الحرية الشعرية التي يتمتع بها الشاعر في التعبير عن مشاعره وأفكاره، وكذلك القدرة على تجسيد الأحاسيس والمشاعر والأفكار بأسلوب جميل ومناسب للموسيقى.

تم تلخيص القصيدة بأسلوب رومانسي يعبر عن مشاعر الحب والعشق، حيث يتم استخدام الأساليب الشعرية المختلفة مثل الاستعارة والتشبيه والإيقاع والقافية لتكوين صور رومانسية وعاطفية. يصف الشاعر في القصيدة مشاعر الحنين والشوق والألم الذي يعانيه العاشق بعد فراق الحبيبة، ويستخدم الألفاظ الرومانسية لإبراز هذه المشاعر وبناء صورة واضحة لدواخل العاشق. كما يتضمن النص رموز شعرية تعبر عن المشاعر الرومانسية وتشمل رموز الحسن والعشاق والرشا والشيب والكفن والدمع والسهم والقبر والمجنون، ويتم استخدام هذه الرموز بطريقة جميلة وفنية لإيصال معاناة العاشق. وتنتهي القصيدة بحزن وألم عميق لدى العاشق الذي يصل إلى حالة من اليأس بعد فقدان الحبيبة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للاستخدام الماهر للرموز الشعرية أن يؤدي إلى إنشاء قصائد تخطف الأنفاس وتترك انطباعاً دائماً على القارئ. فعقيل الساعدي يتقن استخدام الرموز الشعرية وإثارة المشاعر والأفكار ويجيد تحويل كلمات بسيطة إلى قصائد مميزة وجذابة، مستعملا الرموز الشعرية التي تعزز من القيمة الفنية للقصيدة وتزيد من جماليتها ومتعتها الإبداعية. وبالنظر إلى ذلك، يمكن القول عقيل الساعدي تفوق في استخدام الرموز الشعرية التي تعتبر جزء أساسي من فن الشعر، وتعكس خبرة الشاعر وخياله ومشاعره وأفكاره، التي تعزز الاتصال بين الشاعر والقارئ. ولذا، فإن عقيل الساعدي يستخدم الرموز الشعرية بشكل ماهر يمكنه إيصال رسالته بطريقة فنية وجميلة، مما يساعد في تعزيز الثقافة والفن في المجتمع ويساعد في توسيع الآفاق الفكرية والثقافية للقارئ.

***

زكية خيرهم

 

في المثقف اليوم