ترجمات أدبية
يوهانس لبيوس: المؤذن
بقلم: يوهانس لبيوس
ترجمة عن اللغة الألمانية: رضوان ضاوي
نشرت الليلة الكالحة المرصعة بالنجوم،
هدوءً فوق العالم المتعب،
هنا أذن المؤذن لصلاة العشاء،
من فوق المئذنة الشاهقة،
وقد وقف كل مسلم خاشعا:
"لا إله إلا الله،
محمد رسوله ".
يكاد ضوء الصباح الأول يلوّن
الوجه النعسان،
فيرتقي المؤذن المئذنة مبكّراً،
من أجل صلاة الصبح،
وقد تأمل كلّ مؤمن ودعا ربّه:
"لا اله إلا الله،
وآدم صفي الله ! "
وحين تلفح حرارة منتصف النهار المرتفعة،
فإن المساجد وحدها تستأثر بالظل،
حيث يركع المسلم ويصلي.
ويقف المؤذن من أعلى،
ليؤذّن، وقد احمرّ من فرط حرارة الشمس الحارقة،
" لا اله إلا الله،
وإبراهيم خليل الله".
مالت الشمس عميقاً،
وسرى مفعول الصوت الطويل،
من المئذنة الشاهقة،
وأذن المؤذن لصلاة الظهر.
وفوق التراب يدعو الجميع:
"لا اله إلا الله
وموسى كليم الله".
ثم يجنّ الليل المظلم بسرعة.
بعدها احمرت االشمس بشدة
وهي تشرق !
ويؤذن المؤذن للصلاة
ملقيا نظرة خاطفة من المئذنة الشاهقة
نحو نجمة مجهولة.
"لا اله إلا الله،
وعيسى هو روح الله".
***
......................
* يوهانس لبيوس: ولد عام 1858 في برلين، وتوفي في 1926. وهو رجل دين بروتستاني ومستشرق ألماني، وكان يمثل النزعة الإنسية في تلك الفترة.
* المصدر:
القصيدة نشرها صديقي الباحث الألماني في الدراسات القرآنية Serdan Aslan على صفحته في الفايسبوك بهذا التوثيق:
In: Ex Orient Lux. Jahrbuch der Deutschen Orient-Mission. Hg. Johannes Lepsius. Berlin: Deutsche Orient-Mission, 1903. S. 82-83.