ترجمات أدبية

سيرغي يسينين: الكنزة ُ سَماويّة ْ

احتفاء بذكرى ولادة الشاعر الروسي

سيرغي يسينين

ترجمة: إسماعيل مكارم

وُلِدَ سيرغي يسينين (حسب التقويم القديم في الواحد والعشرين من أيلول) عام 1895، بينما حسب التقويم الجديد في الثالث من أكتوبر. بمناسبة قدوم ذكرى ولادة الشاعر نقدم للقارئ العربي باقة من أشعاره.

***

Голубая кофта. Синие глаза

الكنزة ُ سَماويّة ْ

الكنزة ُ سَماوية ْ، والعينان زَرقاوانْ.

لم أقلْ للحبيبة ْ أيّ سِرّ كانْ.

*

قالتْ وهي تسألُ .: " أتشتدّ ُ العاصِفةَ ُ الثلجية ْ؟

هل أشعِلُ المَوقِد َ، هل أفرشُ السّريرْ "؟

*

فكانَ جوابيَ لها: " من الأعلى، من هُناك

أيادٍ خفية تنثرُ، تنثرُ زهورا بَيضاءْ.

*

فاشعِلي المَوقِدَ وافرشي السّريرْ،

إذ لولاكِ لكانَ في القلبِ شجَن ٌ كبيرْ ".

أكتوبر 1925م

***

Слышишь – мчатся сани, слышишь - сани мчатся…

ألا تسْمَعينَ كيفَ تعدو مَركبَة ُ الثلج

ألا تسمعينَ كيفَ تعدو مَركبَة ُ الثلجْ

ما أروعَ أن يضيعَ المرءُ في الحَقل برفقةِ حَبيبْ.

*

ما أجملَ هذا النسيمَ المَرحَ الخَجول،

وصوتُ الجُلجُل ِ يُسابقُ الريحَ بهذا السّهلْ.

*

آه يا مَركبة الثلج، وأنتَ يا حصانِيَ الأشقرْ.

هناكَ في الغابةِ شَجَرَة ُ القيقب ترْقصُ وَحْدَها جذلانة ً.

*

سَنذهَبُ نحوَها لِنسألها: لِماذا هَذهِ الوحْدة ْ؟

وَنرقصُ برفقتِها رَقصَة ًعلى أنغام تاليانكا.*

3 أكتوبر 1925م

***

Сестре Шуре.

В этом мире я только прохожий

رسالة الى الشقيقة ألكساندرا تحت عنوان

ضيفٌ أنا

ضيفٌ أنا في هذه الدّنيا،

لوّحي لي بيدك الطيّبَة ْ.

فضوءُ القمر في الخريفِ هُنا

أيضا هادِئ ٌ، مُنعِشٌ، وحَنونْ .

*

للمرّة الأولى ضوءُ القمر يَمنحَني الدّفءَ،

للمرّة الأولى أتدَفأ على هذِهِ البُرودة،

وعدتُ الى الحَياةِ مِن جَديدْ

أحلمُ بتلك المَحَبّةِ المَفقودة ْ.

*

هذا ما فعلتهُ بنا تلكَ السّهولُ

المُكحّلة ُ بالرّملةِ البيضاءْ،

هذا ما صنعته تلك الخطايا،

وما أثارَهُ الحَنينُ لدى البَعض مِنا.

*

لذا أبدا لا أخفي عَليْكِ،

رغم تِلكَ المَآسي والخطايا،

بقي لدينا شيءٌ ثمينٌ واحدٌ وغالٍ،

هو حُبنا الكبيرُ للوطن، الذي طالما عِشناه مَعاً.

13 أيلول عام 1925م

***

На небесном синем блюде

في صَحن السّماء الزرقاءْ

في صَحن السّماء الزرقاءْ

سحابٌ حُلوُ المَذاق لتلك الغيوم الصّفراءْ.

الليلُ يَحلمُ .. والناسُ نيام

وحدي أنا تسكنني الكآبة ْ.

*

هذه الغابَة المُزيّنة بالغيوم،

تتنسّم سَحاباً حُلوَ المذاقْ.

بينما ذلكَ المنحَدرُ يَمُدّ أصابعَه

نحوَ قوس السّماءْ.

*

وهناك قربَ المُستنقعِ مالِك ُالحَزين يَصيحْ،

وفي تناغمٍ تسْمَعُ حَركة ُ الماءْ،

ومن خلف تلك الغيوم ترنو

نجمة ٌوحيدة ٌ صافية ٌ كقطرَةِ ماءْ.

*

وسط هذا السّحاب ِ تأخذني الرَغبَة ُ

أن أحرقَ بتلك النجمَةِ هذِهِ الغاباتْ

كي أحترقَ وإياها ....

واستحيلَ وميضاً في السّمَواتْ.

1913-1914م

***

Весенний вечер

مَساءٌ ربيعيّ

مساءٌ هادي والنهرُ اللجيني يجري

في مملكةِ المَساء لهذا الربيع.

الشمسُ تغيبُ خلف الجبال المكسوةِ بالغابات.

والهلالُ الذهبيّ يطلع في الأفق.

*

ها هو الغروبُ يبدو كشريط ورديّ،

والفلاحُ العائدُ من الحَقلِ يَدخلُ عِزبته،

وخلف الطريق في أجمة أشجار البتول

راح البلبلُ يغرّدُ لحنَ الحبِّ الجَميلْ.

*

وفي الغربِ ها هو الشفقُ الأحْمَرُ

ينصتُ لتلكَ الألحان الجَميلة ْ.

أما الأرضُ فهي تنظرُ لتلك النجوم البَعيدة

وتبتسمُ برقة وحنان وهي تعانق السّماءْ.

1912 م

***

Королева

الأميرة *

مَساءٌ عَطِرْ، والشفقُ الأحْمَرُ قد ذبُلْ

ها هو الضّبابُ قد حَجَبَ العُشبَ الأخضرَ.

وهناكَ قرْبَ السَياج وعلى المُنحَدَر

لاحَ ثوبُكِ الجَميلُ بلونِهِ الأبيَض.

*

أما أشجارُ الصّفصافِ

فقد أذهلتها روعة ُ السّماءِ ذات النجوم

أعْرفُ أيتها الأميرة ُ

أنتِ تنتظرين ذلكَ المَلِكَ الشابْ.

*

ها هو الهلالُ الفتِيّ

يَسبحُ في مَمْلكتِهِ العالية

وهناكَ خلفَ الأجمةِ على الطريق

تسمَعُ جَلبَة ُ جَوادٍ قوي.

*

وفارسٌ لفحَته الشمسُ يُسابق الريح

قادِما إليكِ

على صَهوةِ حصانِهِ الأصيل،

سوف يأخذكِ بجرأة الى ديار بَعيدة غريبَة.

*

مَساءٌ عَطِر. هاهو الشفقُ قد ذبُلْ

ويُسْمَعُ ضَبْحُ ذلكَ الجَواد ْ

آهٍ أيتها الصّبية انتظِري على المُنحَدرْ،

وكوني أميرة ً قرْبَ السِّياجْ .

1914 – 1915م

***

...................

هوامش ومراجع:

*بشكل مقصود ترجمتْ كلمة (الملكة) الى العربية بكلمة (أميرة) لأن   تقاليد الأدب الروسي في هذا المضمارتملي علينا فهم الكلمة بشكلها   المجازي وليس الحقيقي والمقصود هنا أميرة وليس ملكة.

* تاليانكا: هي هارمونيكا، أي آلة موسيقية.

1)      Сергей Есенин. Собрание сочинений в двух томах. Москва. «Советская Россия».Том I, 1991 г.

2)      Сергей Есенин. Собрание сочинений в двух томах. Москва «Советская Россия». Том II, 1990 г.

 

في نصوص اليوم