ترجمات أدبية

ألبرت ايرنشتاين: امنية ربما تتكرر

Albert Ehrenstein

1886- 1950

ترجمة: قاسم طلاع

النصوص أدناه مأخوذة من المجلد الأول والثاني.

***

السائر (الجوال)

الماء يدردش

مع الحجر الأخضر،

السماء نقية،

غيمة صغيرة تجول

تحت اللون الأزرق.

*

السائر يزيح غبار

العشب عن الحذاء الرمادي،

رياح المرج (الحقل) تعصف

بالمتعبين إلى الراحة.

**

امنية ربما تتكرر

النجوم تحدق بنظراتها علي،

القمر يشرق، يسقط،

البحر لا أراه،

الشمس لا توقظني من أرقي الحزين.

أنتظر النهار، أنتظر الليل

صوت، خطوات،

الذي حمل لي في يوم ما سعادة وضوء.

الأزهار تتفتح، تذبل،

الثمار تنضج، تتعفن ـــ

حديقتها لن أدخلها.

*

على الفراش في البيت مستلقيا لوحدي،

أنظر إلى النساء،

لكن يدي لم تمتد، أبدا، إلى نهود واحدة منهن،

لأن لي أمنية واحدة،

لكنها لم تأت أبدأ.

**

أعمى

يوم بعد يوم

يموت ـــ أنا...؟

ولكن إلى أين ستمضي الأيام، التي كنت قد عايشتها..؟

حلم كان قد غرق،

المساء هو اللعب،

النوم هو الراحة،

الموت هو الهدف.

*

أرض، نجمة

ولكن هكذا يبدو،

المكان هو المكان، من يعلم أين..؟

**

غروب

من جهة ما تشرق الشمس،

أنا لم أشعر بها.

في مكان ما، هناك، يعيشون بشر،

أنا لا أعرف هذا.

بطريقة ما أعيش أنا،

وربما بشكل مريح،

في وقت ما سأموت أنا،

هكذا سيكون.

**

شـتاء

بخفة،

كما، هو، ضد ارادتي،

تسقط نُدف من الثلج على الأرض.

بخفة،

كما، هو، ضد إرادتي،

أسقط أنا

على الأرض.

**

ربيع

الشمس تبكي همومها في الغيوم،

الأمطار تظهر على السطوح وتلمع،

مصفر الوجه، يكشر عن أسنانه القمر،

الشيطان يعاني من الكسل.

***

............

. كارل ايرنشتاين: نمساوي كتب القصة القصيرة إلى جانب نظم الشعر، إضافة إلى اهتماماته الكبيرة بالترجمة (اللغة الإنكليزية والدنماركية). ولد في اليوم التاسع من شهر أيلول في مدينة فيننا وتوفي في مدينة لندن عام ١٩٧١. ترك فيننا متوجها الى برلين، بعدها توجه إلى لندن بسبب فشله في عمله كأديب في كلا المدينتين (عام ١٩٢٠)، حيث عمل هناك مترجما من اللغة الألمانية الى الإنكليزية وبالعكس.

. كارل كراوس أديب نمساوي، كتب الشعر والمسرحية و(Operette)، عمل في مجال الصحافة، حيث أصدر مجلة، في مدينة فيننا، سماها الشعلة (Die Fackel)، وترأس تحريرها بداية من صدور العدد الأول لها حتى توقفها على أثر موته المفاجئ عام 1936 (يمكن الاطلاع على جميع أعداد المجلة هذه، التي جمعت في سبعة وثلاثين مجلد). من أشهر أعماله مسرحيته الأيام الأخيرة للبشرية (Die letzten Tage der Menschheit)، هذه المسرحية التي، التي اعتبرت في حينها ظاهرة ادبية نادرة (أكثر من 800 صفحة) كونها يتحرك داخل نصها الأدبي 500 شخصا يقومون بأدوار مختلفة ومتوزعة في الكثير من الاماكن في أوربا. تبدأ في فيننا، ثم برلين، ولتتوسع إلى كل أراضي الامبراطورية-النمساوية آنذاك، وفي كل موقع، في المكاتب الحكومية، في المقاهي، في محلات اللهو والترفيه (النوادي الليلة)، في المستشفيات العسكرية، في البيوت، في ادارة تحرير الصحف، على عمال أرصفة شحن البضائع، وحتى على جبهات القتال ومواقع المدفعية، وفي عرض البحار، وبلهجات تتناسب ومكان الحدث، والبشر المتواجدين فيه. مكونات هذه المسرحية هي مقدمة، خمسة فصول، ثم الخاتمة. تبدأ المسرحية بصوت بائع الصحف: وتنتهي بصوت الإله. الصوت الأول يأتي من مدينة فيننا في شهر حزيران من عام 1914، أما الصوت الأخير فيسمع في ميدان القتال عند نهاية الحرب العالمية الأولى:

الصوت الاول: (صوت بائع الصحف: عدد خاص. اغتيال وريث العرش. وقد قبض على الفاعل... انه صربيا...)

الصوت الثاني:(صوت الإله: ماكنت أريد هذا...)

. Tubutisch : وهي رواية سجل فيها حياته اليومية، التي تمثلت بحركة هامشية قي مجتمع لم تكن ظروفه تعين الانسان بحرية الحركة ..... (مجتمع فيننا آنذاك، في الربع الاول من القرن العشرين وما تضمن من احداث تمخضت عنها اندلاع الحرب العالمية الأولى، والنتائج التي تولدت عن هذه الحرب، سواء كانت سياسية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية)

. أوسكار كوكوشكا(1986- 1980): رسام، نحات، وحفار (Graphiker)نمساوي، ويعتبر واحد من اشهر ممثلي الاتجاه التعبيري في الفن إلى جانب كتابته للنص الأدبي، ويعتبر كذلك واحد من أهم رموز الحداثة في بداية القرن العشرين، الى جانب كل من الرسام ايغون شيلَ (Egon Schiele)، والرسام غوستاف كليمت (Gustav Klimt).

. مجلة الحركة (أو العمل) Die Aktion وهي مجلة أدبية سياسية صدرت عام 1911 حتى عام 1932، وكانت تصدر اسبوعيا في بادئ الأمر (حتى عام 1919)، ثم كل اسبوعين، وما ان حلَّ عام 1926بدأ صدورها بشكل غير منتظم. أهمية هذه المجلة، انها إلى جانب استقبال ونشر ما كتبه مجموعة الشعر التعبيري، أخذت على عاتقها ، أيضا، نشر المقالات التي تضمنت الوقوف ضد الحرب، وفندت كل الآراء، التي كانت تقف إلى جانب هذه الحرب، مما تعرضت إلى الكثير من المضايقات من قبل الشرطة القيصرية، ووضعت تحت الرقابة السرية، ومنعت من نشر المقالات السياسية، التي تضمنت أكثرها من نقد النظام القيصري، من جهة، ومن جهة ثانية محاولة اقناع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني بالعدول عن رأيه المؤيد للحرب، والى جانب هذا، فقد نشرت هذه المجلة على صفحاتها النداء ، الذي كتبته عصبة سبارتكوس، الذي تضمن برنامجها القيام بثورة عمالية عالمية بالقضاء على النظم الرأسمالية وتأسيس عالم المساوات، والجدير بالإشارة هنا، أن هذه المجلة، وبعض من أعدادها ، كانت قد نشرة أيضا مقالات بتحرير لينين، وكذلك تروتسكي.

. مجلة العاصفة (Der Sturm) صدر عددها الاول عام 1910، وكان آخر عدد لها عام 1932)، مجلة كانت تهتم بالأدب والفن الألماني، وكانت مجلة اسبوعية في بداية صدورها، وصفت بأنها مجلة الاتجاه التعبيري (Expressionismus)، وكان يديرها كل من هَيرفارث فالدن (Herwarth Walden) (1878- 1941) والسا لاسكر- شيلر، التي كانت زوجته في ذلك الحين. وقد عُرِف فالدن بتشجيعه وتقديم كل المساعدات لكل الجماعات الطليعية التي كانت معروفة على الساحة الثقافية الالمانية (التعبيرية، المستقبلية كذلك الدادائية، وفتح لها أبواب مجلته العاصفة، ومعرضه الفني، الذي فتحه من أجل ذلك. في عام 1932 ترك ألمانيا بعد اتساع المد النازي والمضايقات، التى كانت تواجه عمله أنذك، متوجها إلى الاتحاد السوفياتي. وهناك استمر على نشاطه الفني والأدبي، مما أثار حفيظة السلطة في الفترة الستالينية، التي أودعته السجن عام 1941، وفي شهر اكتوبر من العام المذكور توفى فالدن في السجن.

. فرانس فَيرفل (Franz Werfel)كاتب نمساوي. ولد في اليوم العاشر من شهر أيلون عام 1890 في مدينة براغ، ولكونه ينحدر من عائلة غنية، كانت تملك معملا لصناعة القفزات، أخذ تعليمه في مدارس خاصة حتى حصوله على شهادة الثانوية باللغة الالمانية، وقيل انه كانت يكتب الشعر في زمن دراسته هذا. وكان أيضا من جماعة براغ الادبية، إلى جانب فرانس كافكا وماكس برود. وبعد الاقامة في فيننا وبرلين وشهرته في كتابة الرواية والقصة القصيرة، الى جانب نظم الشعر وكتابة المسرحية ووصول هتلر الى السلطة في ألمانيا وسيطرة النازية على كل مجالات الحياة، تغرب إلى الولايات المتحدة الامريكية عام 1933والاقامة هناك. من أشهر أعماله الروائية، التي صدرت بجزئين هي أربعون يوما لموسى داغ (Vierzig Tage des Musa Dagh). توفى عام 1945.

.    غوتفريد بين (Gottfried Benn): شاعر وروائي تعبيري ألماني (1886- 1956) (درس الطب ومارسه). كتب الشعر ضمن منظومة جماعة الاتجاه التعبيري.

في دراسته التي قدمها الدولة الجديدة والمثقفين (Der neue Staat und die Intellektuellen) عام 1934، وفن السلطة (Kunst der Macht)، بين فيها بوضوح وقوفه إلى جانب الايديولوجية النازية مؤيدا لها، إلا أنه اكتشف بعد ذلك ماهية هذه الأيدولوجية ومواقفها العدائية لكل ما هو انساني وأعلن البراءة منها، حيث منع من الكتابة ونشر ما يكتبه. أول ديوان شعري صدر له عام 1912حمل عنوان المشرحة "Morgue" وقصائد أخرى، وضعه في مقدمة من كتبوا ضمن التيار التعبيري، وكانت قصته القصيرة (Novelle)، التي حملت عنوان "أدمغة" (Gehirne)، مثال آخر لهذا الانتماء.

.    ايلزا لاسكر- شيلَر: شاعرة ألمانية، وهي واحدة من ممثلي التعبيرية في الشعر. ولدة عام 1869 في ألمانيا، وتوفيت عام 1945 في مدينة القدس فقيرة غريبة (وحيدة) في وضع لا يحسد عليه، التي وصلت اليها بعد هروبها من المانيا عام 1933، وبعد الاقامة في سويسرا أربعة سنوات، أي عام 1937:

(من يكون هذا الملاك،

هذا الذي يسير بجاني؟

هذا الذي يسير بجانبي؟

سأكون من الآن وحيدة

مثل هذا الملاك الطيب،

الذي بجاني يسير.)

وهكذا كانت قد ودعت الحياة بالفعل (وحيدة لا يعرفها أحد). قيل أن قبرها قد هدم، بعد عام 1948، بعد ان هدمت المقبرة بكاملها من أجل بناء طرق جديدة في القدس بعد عام 1948.

........................

ألبرت ايرنشتاين: (أقيم الآن في سويسرا، ولكن كمهاجر، فأنا أعيش هنا، تحت ظل ظروف عصيبة، كوني ليس لدي تصريح يسمح لي العمل هنا، بموجب القوانين المتعارف بها في هذا البلد....

طردت ثلاث مرات منه (من هذا البلد) بسبب مواقفي الصريحة،  والمعروفة لدى السلطات، المناهض للفاشية، وكذلك محاولاتي، منذ عام 1933، في تنظيم جمعية للكتاب الالمان المهاجرين).

كان واحد من أبرز رواد المدرسة التعبيرية (Expressionismus) في الأدب، وواحد من رموز الأدب الكلاسيكي الحديث، وكانت قصائده قد أثارت انتباه الكثيرين من القراء، قبل، وأثناء، وبعد الحرب العالمية الاولى. ولد في مدينة فيننا في الثالث والعشرون من شهر كانون الأول عام 1868 وهو شقيق الشاعر كارل ايرنشتاين (1892 ـ 1971). درس التاريخ والفلسفة في جامعة فيننا وأنهى دراسته عام 1910 باطروحة عن " المجر عام 1790 ". وفي هذه الفترة بالذات قرر حصر اهتمامه بالأدب، بعد أن نُشرة قصيدة له " لحن المتجول " في مجلة الشعلة (Die Fackel)، التي كان رئيس تحريرها كارل كراوس (Karl Kraus)، حيث أعتبرت هذه القصيدة بدايات الحركة التعبيرية في النمسا عام 1910 (الجدير بالإشارة هنا، بأن هذه الحركة لم تقتصر على الجانب الادبي (الشعر، القصة، والمسرح)، وإنما الموسيقى إضافة الى الفنون التشكيلة بشكل واسع).

في عام 1911 صدرت له أولى رواياته " Tubutisch "، التي أعيد طبعها أكثر من مرة، كان آخرها عام 2021، والتي كان قد صمم غلافها، وضمنها اثنا عشر رسما تخطيطيا من عنده، الرسام أوسكار كوكوشكا (Oskar Kokoschka)، الذي كان واحد من أقرب الأصدقاء له، الذي تمكن عن طريقه من نشر بعض من قصائده في مجلة " العاصفه " (Der Sturm)، وكذلك مجلة " الحركة " (Aktion)، التي فتحت له الأبواب بالتعرف على كل من الشاعر الألماني غوتفريد بين (Gottfried Benn)، الشاعرة الالمانية إلسا لاسكر ـــ شيلر  (Else Lasker-Schüler)، والشاعر النمساوي فرانس فيرفل (Franz Werfel). إلى جانب هذه الرواية، فقد ظهرت له ايضا مجاميع من القصائد أهمها: الانسان يصرخ (Der Mensch Schreit)، رسائل إلى الرب (الاله) (Briefe an Gott). الجدير بالإشارة، ان مضمون هذه الرواية عبارة عن سيرة ذاتية مقربة من حياة الشاعر، الذي كان دائما يتسكع في شوارع وازقة مدينة فيننا، بوجه مكفهر، حاملا معه تصوراته التشاؤمية (الحزينة) عن هذا العالم، الذي يتعايش معه بشكل لا منتم، وتلك الخيبة في محاولة البحث عن عالم أفضل وامكانية العيش فيه ..... ثم الشعور بالعدم والتساؤل من جدوى هذه الحياة، التي دفعته اكثر من مرة للحنين إلى الموت. 

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918)، عين ألبرت ايرنشتاين في الأرشيف الحربي العسكري، بعد أن ثبت عدم صلاحيته للخدمة العسكرية، إلا أن هذا لم يمنعه من الوقوف ضد هذه الحرب وتعرية أهدافها، رغم مشاركة الكثير من المثقفين، من شعراء وكتاب وفنانين، في هذه الحرب طوعا. وكتب الكثير من المقالات وقصائد من الشعر بهذا الخصوص وقصيدة "صرخة انسان " واحدة من هذه القصائد. وكان ألبرت ايرنشتاين في تلك الفترة ، أي فترة الحرب، قد شارك في تأسيس أول حلقة دادائية (1916/17) ضمت بالإضافة اليه، كل من فرانس يونغ (Franz Jung)، جورج غروس (George Grosz) ويوهانا بَيخر (Johanne Becher)، قامت بتحرير مجلة " الشباب الجديد ". وقد منعت هذه المجلة بعد صدور بعض من الأعداد بدعوى أنها " Anti-Wilhelminischen   " (المقصود هنا مناوئتها للنظام القيصري الألماني).

وعندما اندلعت الثورة في المانيا عام 1918 (عصبة سبارتكوس بقيادة روزا لوكسمبورغ) وقف الى جانبها، ووقع على بيان مع كل من كارل تسوكماير وفرانس بفيمفرت (Franz Pfemfert)، رئيس تحرير مجلة الحركة أو العمل (Aktion) ضد الحزب الاشتراكي القومي وبرنامجه العنصري (وهو الحزب النازي الذي كان يقوده هتلر واعتلى السلطة في ألمانيا عام 1933 ودفع العالم الى حرب مدمرة راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان). 

في العشرينيات من القرن الماضي قام بجولة سياحية برفقة الفنان أوسكار كوكوشكا عبر أوربا الى أفريقيا والشرق الأوسط ثم الى الصين، حيث أقام هناك فترة طويلة، تمخضت عنها ما كتبه عن الأدب الصيني تضمن مجلدين (Anthologie): الأول  نصوص من الشعر الصيني، والمجلد الثاني نصوص نثرية (أيضا من الادب الصيني) .   

وما أن جاء عام 1933 حتى أقدمت الفاشية على حرق كتبه، التي أضافتها الى باقي الكتب الأخرى، للكثير من الكتاب والشعراء والفنانين، وكان هذا في العاشر من شهر أيار. في عام 1934 ترك النمسا متوجها الى الاتحاد السوفيتي (آنذاك). وفي عام 1935 شارك في مؤتمر " الدفاع عن الثقافة " الذي انعقد في باريس. وفي سويسرا، ولولا وقوف هيرمان هيسه (Hermann Hesse) الى جانبه وتمكنه من الحصول على إقامة حددت بتاريخ معين في هذا البلد، لكانت السلطات السويسرية قد سلمته الى ألمانيا، إلا أن قبوله للجنسية الجيكية قد أبعد عنه هذا الخطر وذهب الى بريطانيا، حيث إقامة اخيه الشاعر كارل، ومن هناك الى فرنسا، ومن اسبانيا الى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي نيويورك تمكن كل من توماس مان، ريتشارد هيلزنبك وجورج غروس في مساعدته بالحصول على الإقامة والمكوث هناك، في نيويورك، حتى عام 1949 حيث عاد الى سويسرا أولا ثم توجه الى ألمانيا، عاد ثانية الى الولايات المتحدة الامريكية، بعد ان خاب ظنه من كل دور النشر الالمانية التي رفضت نشر مؤلفاته. في الثامن من نيسان عام 1950 مات ألبرت ايرنشتاين فقيرا في احدى مستشفيات نيويورك وتبرع اصدقائه بدفع أجور نقل الوعاء الذي كان يحتوي رماد جثته، لتسليمها الى أخيه الشاعر كارل، الذي كان مقيما في ذلك الوقت في انكلترا.

وبقى ألبرت قليل القراءة من قبل المهتمين بقراءة الأدب، رغم المحاولات التي قامت بها أكثر من دار بإعادة نشر ما كتبه هذا الشاعر، حتى روايته التي صدرت عام 1911 ونالت نجاحا منقطع النظير، لم تجد أي اهتمام يذكر لدى القراء ومع هذا فقد اقدمت دار كلاوس بوير (الالمانية)، عام 1997، بجمع كل أعمال ألبرت ايرنشتاين واصدارها بخمسة مجلدات ضم المجلد الاول جميع الرسائل التي كتبها والثاني مجموعة القصص وجاء الثالث وهو يحمل كل ما ترجمه عن الشعر الصيني أما المجلد الرابع فقد جمع فيه مجموع القصائد التي كتبها. أما المجلد الخامس فقد احتوى على مجموعة من المقالات. وكانت الدار قد بررت عملها هذا، بأن كل ما كتبه ألبرت ايرنشتاين، وما صدر عن دور النشر، غير متوفر في المكتبات، وبعيدا عن يد القارئ منذ أن قامت النازية في ألمانية منع تداول كتبه واحراقها، وهروبه الى الولايات المتحدة الامريكية والاقامة في مدينة نيويورك وبقائه هناك حتى وفاته، مما أصبحت جميع اعماله في طي النسيان.

 

في نصوص اليوم