ترجمات أدبية

بول إيلوار: الحبيبة

الشاعر الفرنسي بول إيلوار

ترجمة نزار سرطاوي

***

ها هي ذي تقف على جفنيّ

وشَعرها يلتفُّ في شَعري

يداها على هيئةِ يديّ،

عيناها بلون عينيّ

*

ظلي يبتلعها

كما حجرٌ قُبالةَ السماء.

*

عيناها مفتوحتان على الدوام

لا تتركانني أنام.

أحلامها في وضح النهار

تجعل الشموس تتبخر

تجعلني أضحك، أبكي وأضحك،

وأتكلم دون أن يكون لديّ ما أقول.

***

........................

بول إيلوار، شاعر الحرية

ولد الشاعر الفرنسي بول إيلوار (الاسم المستعار لأوجين جريندل) في سان دوني من ضواحي باريس في 14 ديسمبر 1895. وكان أحد نشطاء الحركة السريالية. لكنه انفصل عنها لاحقًا وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي.

أصيب إيلوار في سن 16 بمرض السل، فانقطع عن الدراسة وسافر إلى سويسرا للنقاهة. وهناك راح يقرأ للشعراء الرمزيين والطليعيين مثل آرثر رامبو، وتشارلز بودلير، وغيوم أبولينير. وأثناء فترة استشفائه في مصحةٍ قرب مدينة دافوس السويسرية، التقى بشابة روسية تدعى غالا (الاسم المستعار لإيلينا إيفانوفنا دياكونوفا). وقد دفعته غالا، التي اقترن بها لاحقًا، إلى أن يقرأَ للكُتّاب الروس مثل فيور دوستويفسكي وليو تولستوي. وكان لتلك القراءات بما حفلت به من الرمزية والتجريبة والسياسة إسهام كبير في تشكيل أعمال إيلوار.

في تلك الفترة كتب إيلوار قصائده الأولى، التي كانت مستوحاة بصورة خاصة من الشاعر الأميركي والت ويتمان. وفي عام 1918، تعرّف إلى الشاعرين الفرنسيين أندريه بريتون ولويس أراغون. وكان هذا اللقاء بمثابةِ مقدمةٍ لنشأة الحركة السريالية.

بعد أزمة بينه وبين زوجته غالا، سافر عائدًا إلى فرنسا عام 1924. وفي تلك الفترة انعكست على قصائده الصعوبات التي واجهها خلال الأيام التي أصيب فيها بالسل من جديد. وقد انفصلت عن غالا ودخلت في علاقة مع الفنان السيريالي سلفادور دالي، وتُوّجت علاقتهما فيما بعد بالزواج.

في عام 1934 ، تزوج إيلوارمن نوش (ماريا بنز)، التي كانت تعمل عارضةً مع صديقيه الرساميين مان راي وبابلو بيكاسو. وخلال الحرب العالمية الثانية، شارك في المقاومة الفرنسية. وفي تلك الفترة حارب من خلال أشعاره، واشتهرت من بين تلك الأشعار قصيدة "الحرية" (1942). وقد تميزت قصائده ذات الطابع الحربي بالبساطة.

بعد الوفاةالمفاجئة لزوجته نوش، التقى بشابة إسبانية تدعى دومينيك لِمورت وذلك أثناء زيارته للمكسيك للمشاركة في مؤتمر للسلام في أيلول / سبتمبر 1949. ووقعا في الحب، وعادت معه إلى باريس حيث تزوجا في عام 1951، وكرس لها ديوانه الشعري الأخير، العنقاء (1951) تعبيرًا عن سعادته المستردة.

توفي بول إيلوار بنوبة قلبية في تشرين الثاني/ نوفمبر 1952. ودُفن في مقبرة بير لاشيز في باريس.

 

في نصوص اليوم