ترجمات أدبية

جورج كوشبوك: الحصان سراب

قصيدة للشاعر الروماني: جورج كوشبوك

ترجمها عن الرومانية د. توفيق التونجي

***

أعرابي يقصد الباشا.

بعيون ممتلئة، بصوت خافت.

- "أنا البدوي كبير قومي"

جئتكم من باب المندب

لبيع حصاني

" السراب".

*

خرج الأعراب من الخيمة،

ليروا ارتدائي لردائي

أداعبه من  لجامه وأتركه يجري.

أنا أحبه كعينيي

لن أتخلى عنه حتى مماتي .

*

لكن أطفالي الثلاث سيموتون جوعا!

حلقهم جاف.

منذ مدة طويلة،

لقد جف حليب زوجتي

كي ترضعهم!

أهلي سأفقدهم، أيها الباشا

أوه، أحفظهم، إن أردت، لأنك تستطيع!

أعطني قيمة الحصان!

إني فقير!

أعطني نقودا!

إذا أعجبك الحصان،

أدفع لي فقط بقدر قيمته.

*

يقود الحصان، يدور به،

يهرول مسرعا، وبخطى بطيئة،

وتضيء بؤبؤ عينيه .

ناعم لحيته الرمادية

يقف صامتا والفراغ يملئ روحه.

*

هل لي بألف دينار ؟

يا لسخائك، باشا!

أكثر مما حلمت به!

جزأكم الله خيرًا،

يا لسخائكم!.

*

يأخذ المال وعيناه ممتلئتان

مبتسما، يدغدغه

من الآن فصاعدا، من الآن فصاعدا،

من الآن فصاعدًا

سيكونون هم كذلك من أغنياء،

لن يمدوا يدهم الى الغريب!

*

لن يعيشوا تحت خيمة تملئها الدخان،

لن يتوسل إليه الأطفال في الطريق،

سترقد زوجته وستكون بخير.

سيكون لديهم حتى ما ينفقونه

على الفقراء،  الآن

*

يمسك النقود بحرارة،

يغادر وهو في حالة سكر، شاكرا حظه،

يبتعد وهو يفكر بشيء واحد،

لكن فجأة، يرتجف،

يستدير ويتسمر في مكانه.

شاحبا، ينظر طويلا إلى المال الذي في يده

يسير هائما كما لو كان يحمله موجة بحر،

ثم ينظر مباشرة إلى الحصان.

من الجبين إلى الصدر،

خطوة بخطوه

يقترب من الحصان.

*

يحضن برقبته وهو يبكي

يدفن رأسه في شعره القاسي

شاحب الخدين

"شبل الأسد"،

يتنهد بحزن

ريحي

أنت تعلم أنني أبيعك!

.....

.....

.... 

يسحب خنجرًا بسرعة،

يتدفق الدم، كموجة حمراء

الدم الدافئ يتدفق

من العنق النبيل

ويسقط الحصان ميتا

***

....................

* الشاعر  الروماني جورج كوشبوك

(جورج كوشبوك) من مواليد 20 سبتمبر 1866، هوردو، محافظة بستريتا-نوسود وفاته في ايار،. 9 مايو 1918، في العاصمة بوخارست.

القصيدة تسمى (El Zorab) الزراب بالرومانية والتغير الى اسم "السراب" من قبل المترجم.

شاعر ناقد، ناقد أدبي عضو دائم في ألاكاديمية الرومانية، 1916.

في نصوص اليوم