ملف المرأة

حرية المرأة هي جوهر انسانيتها / رائدة جرجيس

 

في عيد المراة اتقدم ببساتين ورد لكل النساء في العالم

كيف تقيّمين إنجازات المرأة  في العالم العربي؟

- مازال للمرأة دورها المميز والحضور المحوري في برامج التنمية كافة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا واصبح لها الطابع المهم في مراكز اتخاذ القرار وأداء الرأي ونالت الاهتمام الكبير والتقدير

والعالم العربي شهد تطورات واضحة بهذا الخصوص ووقوف المرأة في مراتب الرجل مهنيا وعلميا وسياسيا وهذا ناتج عن حرق الفروقات الوضعية التي كانت تحول دون مشاركتها وطبع بصمتها  وان من اهم مقومات مجتمع سليم صحي هي ان تتمازج عوامل وجوده واقصد المرأة والرجل معا

ومن الواضح جليا ان المجتمع العربي اليوم يمر بمرحلة حرجة  ولها تأثيراتها على كل اطيافه  ومن اهم معالم هذا التغيير هو مشاركة المرأة في ادارة التشريعات واتخاذ القرارات والمشاركة اللولبية في مسيرة التنمية  حيث ان وجود المرأة اساسي في التنمية الشاملة بصفتها جزء من كل له القرار

 

هل هي على الدرب الصحيح المؤدي الى الحرية والمساواة مع حقوق الرجل؟

.. -هناك فرق شاسع بين الحرية والإباحية  والحرية والفوضى  ان  حرية المرأة تعني ان يكون لها مطلق الخيار في قرارتها التي تتسم بالأخلاقية والإنسانية  فحريتها هي جوهر انسانيتها كما الرجل

 في مجتمعاتنا العربية هناك تصور خاطئ عن هذا المفهوم قديما حيث كانت حرية المرأة تعتبر زنا حيث خرجت من مفهوم الة الانجاب الى الة اله الاستمتاع وجسدها هو الوسيلة

حرية المرأة في صون كرامتها اولا  وكما نرى الان وحتى قديما ان للمرأة حرية التعلم والتجارة والجهاد ضغوطات المجتمع والوضع الاقتصادي له الاثر الاكبر في رسم حرية المرأة  وألان هي في مراتب عليا 

اما عن مساواتها بالرجل لقد اعطت الاديان والتشريعات السماوية تكريما للمرأة لايقل ان لم يزد على وضع الرجل  ففي الاسلام قال الله  في كتابه الكريم عن المرأة  : {حَملتْه أمُّه كُرهاً ووضعَتْه كُرهاً وحَمْلُه وفِصالُه ثلاثون شَهراً} لقد ذكر الام ولم يذكر الاب وهذا ليس من باب التفريق والتمييز بقد ماهو ايضاح للحقوق  وفي الحديث  الشريف عن رسول الرحمة محمد (ص) (أمك.. ثم أمك.. ثم أمك.. ثم أبوك إنّ هذه الآية مكررة بألفاظ أخرى في القرآن الكريم..

وقد قال تعالى:]ولا تتمنوا مَا فضَّل الله به بعضكم على بعض للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إنَّ اللهَ كانَ بكلِّ شيءٍ عليماً[ [النساء: 32].

إنّ هذه الآية الكريمة توضّح أنّ كلّ جنس قد فضّله الله على الآخر ببعض المزايا: (مَا فضَّل الله به بعضكم على بعض)

المراة هنا تميزت عن شريكها الرجل بالعطف والحنان والامومة فالمرأة هي الجدّة والخالة والعمّة والأخت والزوجة والبنتوهي الانسان قبل اية صفة

ان الشارع الاكبر قد وضع اهمية عظمى للمراة وساواها بالفرص مع شريكها الرجل بالتعلم والقراءة والكتابة  وقبلها في الخلق حيث

قال سبحانه: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) وكذلك ان للمراة حقوقها المدنية ولها ما على الرجل من جزاء

انا اعجب من عبارة طلب المساواة بين الرجل والمراة  بعد كل هذا!

الخطا في التعبير اي ان الطلب يجب ان يكون بازالة الفوارق بينهما وتجاوز الوضعيات التي فرضها المجتمع عليها بسلطة الذكر  وليس السماء

 

ما هي العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف السامي على يد المثابرات في نضالهن الطويل؟

ان السلطة الذكورية والمجتمع القلق الذي يواجه القتل الجوع او التجويع الفقر المرض  ومن باب اخر اصرار المراة على مساواتها بالرجل وترك انتزاع حقوقها الشرعية العادلة وكذلك عدم تفهم البعض منهن  لمشاكلهن الحقيقية   وتلعب المؤسسات الدينية و رجال الدين دورا بارزا في تعويق حركة الحرية   لصالح اجندات معينة ضد الشارع العربي ربما او لعدم فهم الامر.

 

هل ترين بصيص أمل في نهاية سراديب ما يُسمى بـ "الربيع العربي" لفك قيود المرأة العربية؟

لقد كان للمراة دورها الفاعل مع الرجل بالوقوف للند في بعض الدول العربية كمصر سنة 1919  وتونس   اربعينات القرن الماضي ضد الفرنسيين ووقفت في حاضر القرن الحالي مع الرجل في ثورات الربيع العربي مشاركة القرار ورفع اليافطات السياسية  مطالبة  بالتغيير السياسي و بالديمقراطية وحقوق الانسان والتضحية بالنفس والابن والزوج والأخ

الربيع العربي  هل هو ربيع فعلا ام ثورات دم ؟ هذا  ما تحدده شعوب البلد   وما تتعرض اليه من تدخلات خارجية تشوه صورة القرارات المتخذة  ان المشهد العربي بعد الربيع شهد عنفا ضد المرأة في مصر وتونس مثلا رغم وجود قوانين تحميها

ان الامل معقود بسياسة المراة ومدى تحملها للمسؤولية واتخاذ القرارت  واخلاقياتها والأمر لايخلو من التضحيات نحو شمس التحرر والديمقراطية الجديدة التي تفرضها التابوهات الجديدة لوضع المرأة بعد وقوفها في الصفوف الاولى لإيضاح تباشير الربيع العربي

 

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2054 الجمعة 09 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم