أقلام ثقافية

هيثم البوسعيدي: جذور وأصول

كل النفوس تنتهي إلى نفس واحدة، هي المرجع والأصل تحمل ذات الفطرة السليمة المدفونة في أعماقها الإيمان بالله عزوجل ووجوه الخير.

وبشكل تلقائي فإن النفوس الوافدة على الحياة في أعماقها السحيقة هذه الأصالة الإيمانية، ثم يترك لها حرية الاختيار والسعي، وسعي البعض يكون لأجل المطالبة بأشياء عدة منها الأمن والأمان الروحي الذي يتحقق بالوصول للإيمان بالله بعد عمليه تفتيش وبحث.

كما أن شطر من النفوس البشرية تترعرع في بيئات تمتلك معتقدات مغايرة للحقيقة الإيمانية وتتلوث عبر السنين بأفكار شديدة البعد عن معرفة الخالق وتنغمس في أوحال الحياة لتصبح بعيدة عن الأصل الذي خُلقت من أجله.

أما النفوس التي وصلت إليها الحقيقة الإيمانية سهلة لكنها لم تتشرب أسس الإيمان ولم تتدرب عليه ولم تمارسه يومياً من قبل مربين ومرشدين حتى يكون عميقا تظهر آثاره في السلوك العملي، فهي بذلك تغدو بأشرعة ضعيفة ومن ثم تعيش مخاض عسير عبر مسار طويل يقع بين ابتلاءات وشهوات ونزعات ورغبات.

عندئذا يُطلب منها الاجتهاد والمجاهدة حتى يتحقق الوصول للنبع الصافي وفوق ذلك كله فإن أمر الله عزوجل غالب وتوفيقه يمنحه لمن اصطفى.

وفي نهاية هذا الجزء البسيط فإن الأدلة الربانية تؤكد على القدر العظيم للنفس وترابطها مع بقية النفوس حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم عن حرمة النفوس: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. سورة المائدة آية 32.

***

كتبها: هيثم البوسعيدي

نشرت بتاريخ الاثنين 14 أغسطس 2023

في المثقف اليوم