أقلام فكرية

محمد حبش: فلاسفة الطبيعة التسعة

قراءة في التحول من العصر الميثولوجي إلى العصر الإنساني

بدأت الفلسفة عندما ظهر أول تفسير عقلاني لظواهر الطبيعة في مواجهة التفسير العجائبي الخرافي الذي كانت تقدمه الميثولوجيا اليونانية قبل عصر الفلسفة.

وقدكانت الميثولوجيا اليونانية في تلك المرحلة تفسر الطبيعة بناء على رغبات الآلهة، حيث كان الكهنة يتولون تفسير الظواهر الطبيعية من خلق وعدم ومحنة وعذاب ورعد وبرق وحركة وسكون وكانت بيانات الكهنة هي التي تعتمدها الملوك وتعبرها أوامر صريحة من الآلهة لتدبير الكون.

وقد اكتسبت تخاريف الكهنة بعداً روحياً وعاطفياً حين خلدها عدد من عمالقة الأدب اليوناني في العصر القديم وبشكل خاص هوميروس في الرائعتين المنسوبتين إليه الإلياذة والأوديسة، وترانيم هوميروس وصوفوكليس في روائعة المائة وأهمها أوديب، وكذلك اسخيلوس ويوربيديس وغيرهم من شعراء العصر الميثولوجي.

وهكذا فإنه بعد عصر طويل من التفسير الكهنوتي للتاريخ والطبيعة، انطلق عصر فلاسفة الطبيعة، وهو  الاسم الذي يطلقه المؤرخون على المرحلة التي تفصل بين العصر الميثولوجي وبين فلاسفة الإنسان.

ويتم عادة تحديد مرحلة فلسفة الطبيعة بنحو 200 عاماً تم فيها تركيز الفلسفة على تفسير الطبيعة وفهم الطبييعة، باعتبارها محور العقل والنظر، وهي فترة تمتد من طاليس 600ق.م إلى سقراط ت 399ق.م الذي افتتح عصراً ثانيا للفلسفة حيث سينتقل التركيز من فهم الطبيعة إلى فهم الإنسان.

وقد رصدت في هذه الدراسة تسعة فلاسفة من هذه المرحلة، يستحقون تسمية الحكماء التسعة، وهم الفلاسفة الذين الذين مهدوا لعصر العقل عبر قيامهم بتفسير الطبيعة .

ولعل الجامع بين فلاسفة الطبيعة هو أنهم جميعاً ركزوا بحثهم في الطبيعة وليس في الإنسان، وجاهدوا لتحديد المادة الأولى، والمادة الأولى هنا هي الهيولى الخالقة القديمة، إنها صورة من البحث عن الإله، ولكن بجهد الحواس وليس بنص الكاهن.

1- طاليس - الأصل هو  الماء

كان طاليس المولود حوالي 600 ق.م هو أول الفلاسفة الذين واجهوا التفسير الميثولوجي، ودحضه عقلياً ومنهاجياً، وتقدم للقول إن الطبيعة يفسرها العقل وإن الكهنة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا موتا ًولا حياة ولا نشوراً، ويمكن اعتبار طاليس أول بواب يفتح مصراعيه ليدخل منه خطاب العقل في مواجهة ركام الخرافة.

وكانت قدرة طاليس استثنائية تماماً، فلم يكن له أن يواجه التقاليد المستقرة في تفسير الطبيعة لولا أنه وقف على قراءات حقيقية حاسمة تشرح الكون على أساس قيم رياضية نهائية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وقد توج نشاطه العلمي برحلته إلى مصر ونجاحه في قياس ارتفاع هرم خوفو على أسس رياضية بحتة، لا تقبل الجدل، وقد منحه هذه النجاح قدرة علمية استثنائية لتفسير ظواهر الطبيعة وقدم تفسيراً متمرداً على تفاسير الكهنة المستقرة، بتفسيرات شجاعة مختلفة قائمة على العلم، وقد ركز بحثه العلمي في الطبيعة وجزم أن الأصل في الأشياء هو الماء، وكانت بحوثة تتركز بشكل أساسي على اكتشاف معنى الماء في كل كائن كائن حي، إنساناً أو حيواناً أو نباتاً، ولا شك أن طبيعة اليونان الجزرية التي تجعل الماء محيطاً بكل شيء كان لها تأثير كبير على تصور فكرة تاليس عن العالم الذي قدمه طاليس أرضاً مسطحة مغمورة بالماء من كل صوب، ومن الماء ولد كل شيء حي.

واستطاع تاليس أن يحدد صور التعين الأنطولوجي في الحياة بستة أصناف: البخار والثلج والمطر ، والغاز والصلب والسائل، وما أسهل أن نقول إن كل هذه الموجودات شكل من أشكال تعين الماء الذي يجري في الموجودات كلها مجرى الدم.

وفي قراءة تشبه وعي المسلمين بآية العرش أعلن تاليس أن كل شيء ممتلئ بالإله، كامتلاء الماء في كل شيء، وهو يحيط بالوجود كما يحيط الماء بالأرض.

2- أنكسامانس -  الهواء

يمكن اعتبار أنكسامانس امتداداً لطاليس فقد وافقه على وجود أصل واحد للأشياء، ولكنه حدد هذا الأصل في الهواء، فقد رأى أن كل ما في الطبيعة يفتقر إلى الهواء، وأن الصبر على الماء يمتد أياماً ولكن الصبر على الهواء لا يمتد لأكثر من ثوان معدودة.

والحياة في جوهرها نفس وشهيق وزفير، وحين يتوقف الهواء تتوقف الحياة، والماء في حقيقته هواء مركز، والنار هواء مخفف، والهواء يتخلخل في النار، ويسكن السحاب فتفيض بالماء والحياة، والوعي بكم الهواء في الأشياء هو الذي يعلل اختلاف الأشياء ويحدد قوتها وتماسكها.

 والهواء لطيف روحاني لا يندثر، ولا يدخل عليه الفساد، ولا يقبل الدنس الخبيث فما فوق الهواء من العوالم فهو من صفوه، وذلك عالم الروحانيات، وما دون الهواء من العوالم فهو من كدره، وذلك علم الجسمانيات، المبتلى بالأوساخ والأوضار يتشبث به من سكن إليه.

وكانت فكرة أنكسامانس عن الهواء لوناً من وعيه بالإله، وعالمه السامي، وعروج الإنسان إليه عبر  عالم كثير اللطافة، دائم السرور، واعتبر الهواء آخر أفق الجسمانيات وأول أفق الروحانيات، وأنه في عالم الهواء المحض الذي لا تلتبس به المادة يمكن أن يكون السمو والصفاء والارتقاء.

وفي خطوة واعدة اقترب من امبيدوكليس حين قال إن أصل الكون هو العناصر الثلاثة المار والتراب والنار ولكن هذه الثلاثة لن تعيش بدون الهواء الذي هو أصل الأشياء.

3- أنكساماندر  - مادة غير مدركة:

أما انكساماندر فيمكن القول إنه ابتدأ من حيث انتهى أنكسامانس حيث وافقه ان العالم الجسماني ليس مؤهلاً لتفسير أصل الوجود ومنتهاه، وأنه محض محطة في مراحل الخلق، وأن الأصل الذي انبثقت منه الأشياء لا بد أن يكون عنصراً مختلفاً تماماً، ولا يمكن تحديده بماء ولا نار ولا تراب، حتى الهواء الذي اقترحه انكسامانس فقد رآه انكسماندر غير كافٍ للوعي بالشمول والإطلاق واللازمان واللامكان، وإنها لحتمية عقلية محضة أن المخلوق ينبغي أن يتميز عن خالقه، وبناء عليه فقد اختار أن الأصل هو وجود غير مدرك، ليس له صفات ولا شكل، يستعصي على التفسير ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وهو مادة لا يعرف لها أول ولا آخر، وأن أقصى ما يمكن أن يقال عن أصل الكون هو أنه ذات متعالية متجلية، أسماها الأبرون  Apeiron  وهي موجودة ولكنها غير مدركة، وقد امتلأ بها العالم العلوي والعالم السفلي، فلا يخلو منها مكان ولا إمكان، ولا زمان ولا مكان، ولا عرش ولا فرش، ولكن حلم إدراكها بالحواس محال.

4- بارمنيدس – السكون:

أما بارمنيدس فقد اختار قراءة الكون من زاوية أخرى، فلم يؤمن بديالكتيك صاخب وإنما آثر اللجوء إلى تفسير مسطح للكون ، فاعتبر أن الأصل في هذا الوجود هو الوجود نفسه، وان الكون كان على ما كان وسيدوم على ما هو عليه في الزمان والمكان، فلا جديد يخلق ولا مخلوق يبيد.

لقد نشأت فكرة بارمنيدس من صراع حاد بين العقل والحواس، فالعقل يجزم بأن كل شيء متعين في ذاته، وأن الحركة تخرجه عن ذاته، فيكون ذاتاً أخرى، ولا يمكن تفسير الحركة عقلياً، مع أنها من أوضح الظواهر الحسية، وهكذا فقد نجح بارمنيدس في رسم التناقض الواضح بين حكم العقل وحكم الحواس، وانحاز بشكل قاطع إلى العقل، وجزم بأن الأصل في الأشياء السكون وأن لا دليل عقلي على قدرة الاشياء على التحول والتحور، فما هو موجود موجود، وما هو معدوم فلن ينوجد، والكون ماض على ما عليه كان، ولا فناء للزمان ولا للمكان.

5- هرقليطس – النار:

وفي مواجهة سكون بارمنيدس ظهر الفيلسوف الإغريقي العظيم هرقليطس الذي تحدث عن الكون كله كجدل متلاطم، ووقف على النقيض من سلفه، وأنكر أن يكون الكون حقيقة قارة، بل هو جدل متلاطم لا مكان فيه لسكون ولا جمود.

واختار هيروقليطس النار كأصل للوجود، وهذا الاختيار يليق بالفعل بالثائر على فلسفة السكون، فيلسوف التغيير والتلاطم والجدل، والثورة المستمرة في كل شيء.

وتنسب إلى هرقليطس أشهر كلمة قالتها الحكمة القديمة وهي أنك لا يمكن أن تستحم بماء النهر مرتين، ومن البدهي أن يفهم الناس أن ماء النهر سيتغير كلما نزلت فيه مرة جديدة، ولكن هرقليطس قصد ما هو أعمق من ذلك، وهو أن الإنسان أيضاً يتغير، وانه كل يوم هو في شأن، ولكن المعنى العميق لفكر هرقليطس لم يظهر إلا على يد هيجل الذي نبه أنه ليس الماء والشخص فقط يتغيران في كل مرة، بل القانون الكوني أيضاً، وأن الحقيقة الوحيدة الثابتة في هذا العالم هي التغيير.

6- امبيدوكليس - العناصر الأربعة: الماء والنار والتراب والهواء

وفي مرحلة لاحقة طرح امبيدوكليس تفسيراً توفيقياً للأصل الأول للكون، حيث اعتبر العناصر الأربعة أصلاً للكون وهي الماء والنار والهواء والتراب، وبذلك جمع بين اختيار طاليس وانكسمانس، اللذين ارتبط اسماهما في الأصل بالمحدد بالماء والهواء، مع هرقليطس الذي ارتبط باختيار النار أصلاً أول، فيما لا نعلم من هؤلاء التسعة فيلسوفاً ربط أصل الوجود بالتراب، ولكن من الواقعي تماماً أن نفترض ذلك، على أن امبيدوكليس نجح في تقديم العناصر الأربعة كفريق واحد انبثقت منه الأشياء، ولا زال يعمل بروح الفريق فيخلق ويبدي ويعبد.

7- أغزينوفانس – التوحيد:

أما أغزينوفانس الفيلسوف الشاعر فقد كان أول أبرز حكماء عصر الطبيعة الذين انعطفوا مرة أخرى نحو الثيولوجيا، لكن على أساس من التوحيد، فرأى أن العالم ينطق بخالق واحد لا تشبهه الأشياء، تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، ورفض بشكل قاطع المعتقدات اللاهوتية عند اليونان وآلهة الاولمب ورفض تعدد الالهة وتجسيمها وتأنيسها وانتقد اشعار هوميروس وكتابات هزيود التي ساهمت بشدة في ترسيخ تلك المعتقدات ورفض ما كان ينسب للالهة من صفات الكيد والمكر والغيرة والكره والشهوة والتحايل والتآمر والتزاوج والتناسل ورأى ان هذا يتنافى مع الكمال الإلهى وما هو إلا نتاج الخيال البشرى وأن الإله الحقيقى هو إله واحد غير متعدد ولا يجوز تطبيق صفات المخلوقات عليه.

لقد بدا غاضباً للغاية من العبث الكهنوتي في وصف الإله، وقد لخص اعتقاده الكهنوتي بأن الناس هم من استحدثوا الآلهة وأضافوا إليهم عواطفهم وأصواتهم وهيئتهم وأنكر وصف هوميروس وهزيود الآلهة بما هو موضع تحقير وملامة، وصرح انه لا يوجد إلا إله واحد وهو أرفع الموجودات السماوية والأرضية ليس مركباً على هيئتنا ولا مفكرا مثل تفكيرنا، بل هو حقيقة مطلقة كله فكر وكله سمع يحكم ويحرك الكل بقوة فكره ودون عناء).

ومع أن أغزينوفانس يعتبر في الزمان من فلاسفة الطبيعة ولكنه لم يفصل بين الطبيعة والأخلاق، وكان من وجهة نظري إرهاصاً بقدوم فلسفة الإنسان، وإن كان في العموم لم يخرج في عقيدة التوحيد من إطارها النظري التأملي.

8- ديمقريطس – الذرة:

أما ديمقريطس الفيلسوف الضاحك فقد سبق بالفعل إلى الوعي بالذرة وأعلن ان أصل الأشياء الذرة، وعرفها بأنها الأصل الذي لا ينقسم، واعتبر أنها منهاج العمل الإلهي في الخلق والتطوير، ورأى أن إرادة الله في كن فيكون تتجلى في تدافع الذرات وتشكلها وتفرقها، وفي هذا المعنى يمكن تفسير كل ما يصدر عنها من خلق جديد.

ومن العجيب أن فهمه الاستشرافي للذرة صار اليوم أصلاً في العلوم والمعرفة، ولا يزال تعريفه للذرة هو أكثر التعاريف شيوعاً، أنه الجزي الذي لا ينقسم، حتى في العصر الذي أصبحت فيه معارف الذرة تمثل أكثر المعارف المتقدمة حضوراً وتأثيراً.

وقد أثرت فلسفة ديموقريطس الذرية على نظرية الجزء الذي لا يتجزأ عند فلاسفة الإسلام أمثال ابن سينا وابن رشد، وقد بسط القول فيها إخوان الصفا في رسائلهم، كما كانت جوهر نظرية الطفرة والحدوث في الفقه الأشعري في الإسلام.

9- فيثاغورس – العدد:

 فيثاغورس أشهر حكماء الطبيعة في التاريخ اليوناني، ومع أنه شارك التسعة عصرهم المثير، ولكنه لم يكن فيهم نسقاً نظرياً فحسب بل كان مشروعاً إصلاحياً وتربويا، ولو كان لنا أن نتصور من الشعب اليوناني رسلاً لم يقصصهم القرىن فإنه بالتأكيد فيثاغورس، فهذا الفيلسوف الحكيم كان يتصرف في الناس كقدوة، وكان يدرك أن كلماته وخطواته ستكون مشروع حياة للآتين، واقترن تاريخه بالعجائب، وفي عجائبه من سليمان بساط الريح

ولم يعدم فيثاغورس قصة تضحية ملهمة أيضاً، فقد حاربه بضراوة طاغية ظالم اسمه بوليكراس، وقد انصب الاضطهاد على قومه أيضاً، فأصابهم ما أصاب تلامذة يسوع، والرعيل الأول من أصحاب محمد، وتأكد توجهه الرسولي بنزعة صوفية غامضة، على الرغم من وعيه التام بالحقائق العلمية، وتمرده على الأساطير.

وفي سبيل تأكيد وجهته هذه فقد كان فيثاغورس يقود فريقاً من السالكين، وقد صمم لهم بعناية برنامجاً من الرياضة الروحية، ولا زتزال رياضات فيثاغورس تلهم حركات غنوصية كثيرة، ولعل من أشهرها اليوم الصوفية الدرزية التي وجدت في فيثاغورس معلماً وملهماً وإماماً.

واختار فيثاغورس الرياضيات منهجاً لتنظيم العقل والروح، ولم يكن يرى في الرياضيات أداة لتحديد الحقوق وتصميم الحقول، بل كان يراها أسلوب حياة، وكان يقول/ إذا أردت أن تعيش إلى الأبد فعليك بشغف الرياضيات، ويؤكد فيثاغورس أن الحقيقة الباقية هي الرياضيات، فاللون في البرتقالة متغير ومتبدل، وكذلك الطعم والحجم، ولكن الثابت هو العدد، ومهما حاولنا أن نفهم وجه القداسة التي ألقاها على العدد فإنها ستبدو في غير طائل، حتى نقف عند قوله العدد أصل الأشياء والواحد أصل العدد، والتوحيد حقيقة الاعتقاد.

ولعل من العسير أن نفهم مقولته أن العدد أصل الأشياء، وبعبارة كهذه فإننا نطرح فهم مضاف إليه بلا مضاف، وهذا يستعصي على الوعي، ولكن يمكن مقاربة موقف فيثاغورس حين نفهم أنه راى الكيف حكماً متغيراً، يتأثر بالزمان والمكان والعنصر، فيما يبقى عنصر الكم حقيقة رياضية مجردة، لا يختلف عليها اثنان، ولا زلنا منذ العصر الفيثاغوثي إذا أردنا أن نسير إلى الحقائق الاتفاقية فإننا نقول واحد زائد واحد يساوي اثنان، وبها نقطع كل جدل.

وبعد فهذه قراءة وصفية للدور الذي لعبه الحكماء التسعة في عصر فلسفة الطبيعة التي سبقت فلسفة عصر الإنسان، وهي بالضبط المرحلة التي تفصل بين طاليس 600ق.م وسقراط 400 ق.م.

وقد تم اختيار الحكماء التسعة من أولئك العلماء الذين قدموا قراءة عميقة في أصل الحياة، وأرجو أن لا يكون وعينا بفريق الحكمة هذا جوراً على الدور الذي أداه في نفس المرحلة علماء يونانيون كبار كالعمالقة هوميروس وصوفوكليس وهزيود آباء الأدب اليوناني، أو أرخميدس أبو الفيزياء أو هيرودوت أبو التاريخ، أو غيرهم من الذين نبغوا في الفترة نفسها في فروع الأدب والمعرفة.

*** 

د. محمد حنش

 

في المثقف اليوم