أقلام حرة

عبد القادر رالة: نهاية أسرة وبداية أسرة

أمر واحد يكاد أمره يستغلق على المؤرخين من هواة ومتخصصين في كل مرحلة من مراحل تاريخنا الإسلامي الممتد، وفي كل عهد أو فترة زمنية يتكرر ذلك الأمر، لا تقوم اسرة حاكمة إلا على أنقاض أسرة أخرى سابقة، وتلك اللاحقة كانت في خدمة السابقة، وكان رجالها من أخلص رجال الآسرة البائدة!..

وأولئك الرجال المخلصون خدموا تلك الأسرة السابقة ودافعوا عنها أثناء التأسيس وترقوا في المناصب السياسية أو العسكرية حتى نفذوا الى أسرارها وكواليس تسييرها ونقاط قوتها أو ضعفها، وسرعان ما ينتهزون أول الفرص لكي ينقضوا وينقلبوا ويحكموا ويُؤسسوا حكمهم الجديد....

أحمد بن طولون والإخشيديين، العامريون والدولة الأموية، السامنيون والغزنويون، السلاجقة والأتراك العثمانيون، الموحدون والمرابطون، الزبيريون  والفاطميون ، الزيانيين والموحدون،العلوييون و  الوطاسييون  والمرينييون، ملوك الطوائف والعامريين في الأندلس، الصفويون والغاجريون، المماليك البحرية والمماليك البرجية، الأيوبيون والمماليك، المغول في الهند والغزنويون و غيرك ذلك من الأسر التي حكمت في الشرق أو الغرب ...

وكما ذكر العلامة ابن خلدون كل تلك الدول والإمارات مرت بمراحل العمران الثلاث، التكوين، التوسع ثم الانهيار، لتبدأ الأسرة الموالية وتمر بنفس المراحل ...

أما الدول الإسلامية الكبرى فقاومت لكن في النهاية انهارت وسقطت بسبب الغزو الخارجي، الدولة العباسية من طرف البرابرة المغول، وملوك الطوائف في الأندلس من طرف المسيحيين الكاثوليك، والدولة العثمانية من طرف التحالف الروسي الفرنسي البريطاني، وكذا دولة المغول العظمى قُضي عليها من طرف الانجليز، وكل هذه الدول عمرت طويلا ً لكنها في النهاية سقطت ...

***

بقلم عبد القادر رالة

في المثقف اليوم