أقلام حرة

سراب سعدي: ومضات لتوجيه الإعلام الترفيهي

كما هو معروف للكثير منا أن للإعلام وظائف عديدة منها الوظيفة الإخبارية والتعبير عن الآراء والتوعية والإرشاد وزيادة الثقافة والإعلان بالإضافة إلى التسلية والترفيه .. والذي هو صلب موضوعنا لهذا اليوم، وكما نعلم أن وسائل الإتصال أنواع وهي المقروءة والمسموعة والمرئية وكلٌ منها لابد أن يتناول مواضيع وبرامج مختلفة ومن ضمنها البرامج الترفيهية للجمهور وهذا الأمر لابد منه، فالجمهور يميل إلى الترفيه أكثر الأحيان، وتُخصص في الصحف أبواب وصفحات لهذا الجانب من الإعلام (الإعلام الترفيهي) تتناول فيه الصحيفة أو الجريدة مواضيع ترفيهية كالأدب والفن والرياضة والحوارات و الألغاز ... وغيرها، وأما في الإذاعة فتهتم بالجانب الترفيهي أيضاً من خلال برامج التواصل المباشر مع الجمهور مثل (ما يطلبه المستمعون أو سؤال وجواب .. إلخ) أو اختيار أغاني أو أخبار الفن والرياضة وغيرها، وعن طريق التواصل المرئي كالتلفزيون فهناك برامج كثيرة للترفيه كبرامج المسابقات والفن والبرامج والمسلسلات الكوميدية وغيرها الكثير، ورغم ذلك لا يمكن اعتبار البرامج الترفيهية برامج سهلة وبسيطة فهي بحاجة إلى فكرة وإعداد جيد وإخراج متميز كذلك تحتاج إلى دعم لوجستي ومادي حتى يستقبلها المتلقي بشغف وتؤثر عليه بإيجابية . وتتطلب البرامج الكوميدية رزانة في اختيار أفكارها وموضوعاتها فبعض البرامج قد تؤثر سلباً على المتلقي وخاصة إذا كانت البرامج تمس العاطفة أو التقليل من احترام البشر أو الاستقرار النفسي للجمهور أو قد تحرض على العنف وقلة الأدب أو قد تدعو إلى تبني أفكار وسلوكيات سلبية كما يحدث في بعض البرامج الترفيهية التي تعرض على بعض القنوات الفضائية، ونجد أن برامج الترفيه عند أغلب القنوات التلفزيونية محصورة في أوقات معينة من السنة مثل البرامج والمسلسلات التي تُعرض في شهر رمضان المبارك، فنجد غزارة كبيرة في الإنتاج وعدم توزيع إنتاجها على بقية الأشهر من السنة فكل قناة تنتج أربع أو خمس برامج في هذا الشهر وتقوم بإعادة عرض البرامج على ما تبقى من أشهر السنة ! فتصيب المتلقي بالملل وعدم الاكتراث لما يتم عرضه، ومن أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذا المشكلة هو إيجاد برامج ترفيهية سهلة التنفيذ كبرامج التواصل الجماهيري مثل المسابقات طلابية أو برامج عن التاريخ والحضارة يتم إعدادها بشكل جميل يجذب الجمهور لحب البلد والاهتمام بحضارته وتأريخه، وكذلك برامج الامثال والحكم وبرامج عن المهن والحِرف .. فمثل هذه البرامج مسلية وممتعة وفيها الكثير من الفائدة وبإمكانيات مادية غير مكلفة وسهلة الاعداد . بقي أن نذكر أن الإعلام بصورة عامة أمانة وشرف وهو سلاح ذو حدين يجب العمل فيه بموضوعية ومهنية تامة حتى تصل الرسالة الإنسانية بصورة صحيحة وبموضوعية تامة.

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم