أقلام حرة

سراب سعدي: نبذ الازدواجية وجه جميل للعدالة..

في قانون الأخلاق يجب أن يكون الإنسان منصفاً في التعامل مع غيره فمن غير المنطق أن يتعامل أو يتصرف أو يعمل بازدواجية مع كل ما يحيط به، فالتعامل يجب أن يكون منطقي ومدروس بحيث يتصرف على أساس التساوي في تعاملاته مع كل أمر يتطلب موقف حازم، لكن ماهي الازدواجية؟ وما هو تأثيرها على الفرد والمجتمع؟ ..

يمكن القول أن الازدواجية هي أفعال وتصرفات غير متزنة يتعامل بها صاحبها بطريقة غير موضوعية كأن يتعامل أو يحكم على أمر ما بصورة منحازة بدون النظر إلى السلبيات التي قد تحدث بعدها، أو أن يقوم بمعاملة شخص بطريقة ما وشخص آخر بطريقة مغايرة تماماً وفي نفس الموقف!. ومن هنا تتجلى أهمية لفت النظر على الازدواجية ومخاطرها لما تخلقه من ظلم واضطهاد، لذلك فالازدواجية تظهر تعارضات وخلافات جمة في العلاقات بين الأطراف فمن خلالها تصبح الأمور تُكال بمكيال مغاير بين الأشخاص ربما يكون على أساس الجنس أو الطائفة أو العرق أو الشكل أو حتى تكون على أساس صلة القرابة بين أولئك الذين يتعاملون بالازدواجية ومحيطهم المتصل بهم ! .

بطريقة أو بأخرى نجد أن الازدواجية باتت تتغلغل ليس في تعاملات الأفراد فحسب بل وحتى على أصعدة الدول والمؤسسات فنجد وعلى سبيل المثال لا الحصر أن أغلب المناصب في المؤسسات الحكومية محصورة على أساس أما حزبي أو طائفي أو حتى على أساس صلة القرابة والواسطة وأما أصحاب الكفاءات والشهادات فنجد أنهم مغبونون في هذا المجال، ولو أخذنا مثالاً بسيطاً على مؤسسة حكومية لوجدنا أن ازدواجية رئيس المؤسسة تسير على أغلب موظفيها أما على أساس المصلحة أو على أساس القرابة أو الانتمائية الحزبية أو .....الخ، ولو نظرنا إلى الازدواجية من الناحية السياسية وما يحدث على الساحة في هذه الأيام وأمامنا القضية الفلسطينية كمثال فمنظور الدول الكبرى وسياساتها على أن الدفاع عن النفس والأرض من قبل الفلسطينيين ارهاب بينما القصف الاسرائيلي الصهيوني هو القضاء على المتمردين !!، ومن جانب آخر يعمل الازدواجيون على مجموعة من التبريرات من أجل جعل منطوقهم الازدواجي معقول ومقبول للآخرين من خلال استعمال عدة وسائل ومنها استعمال الإعلام ليبينوا أن تصرفاتهم عادلة ولا غبار عليها أو يستعملون وسائل أخرى ويأتون بأمثلة واهية من أجل كسب ود الناس وتضليلهم . ولعل أفضل الوسائل للتخلص من الازدواجية هو كشف كل فرد أو مؤسسة أو منظمة تعمل ضمن هذا المنطلق وكذلك التحري والتنقيب عن كل أمر مشكوك فيه من أجل الوصول الى الحقيقة، بالإضافة الى إتخاذ موقف من أولئك الذين يتعاملون بالازدواجية من خلال إبداء الرأي والدفاع عن الحقوق بشكلٍ قانوني سليم، ودائماً ما يتم التأكيد على استعمال وسائل الإعلام والاتصال من أجل التنبيه والإرشاد حول مفهوم الازدواجية وآثارها على الأفراد والمؤسسات والدول .

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم