أقلام حرة

ضياء محسن الاسدي: الأهوار العمق الحضاري للعراق في عيون الحكومة

كنا وما زلنا نؤكد ونشجع على النهوض بواقع السياحة في العراق لأهميتها الاقتصادية وتحسين موارد الحكومة لإنعاش اقتصادها والاطلاع على حضارة وادي الرافدين العراقية الموغلة في القدم ولما يتمتع به من مواقع أثرية لحضارة امتدت قرابة 7000 سنة من شماله إلى جنوبه وخصوصا في المناطق الجنوبية مهد الحضارة السومرية والبابلية وبالتحديد محافظة ذي قار كأول دولة مدنية متمثلة في مدينة أريدو وما زالت الأهوار العراقية خير شاهد على هذه الحضارة كونها تحدثك عن بقاياها التاريخية وعلى لسان وطريقة معيشة سكانها الأصليين وعاداتهم وسلوكهم ولهجاتهم وطريقة حياتهم في المعيشة وهم متمسكون بها لغاية الآن فقد أصبحت محط أنظار العالم بأسره وأخذوا يتوافدون عليها رغبة لمعرفتها عن كثب والاطلاع على جمال الطبيعة التي تحتضنها ومعرفة حضارة هذا البلد الذي سمعوا عنه الكثير .

فالخوف والحذر بعد ما أصبح الفرد العراقي بطبيعته الجديدة وسلوكه المكتسب ميالا لتقليد الغير وخصوصا الغرب في الملبس والمأكل وبعض العادات والسلوكيات الدخيلة على مجتمعنا لذا يجب على المعنيين في القطاع السياحي خصوصا في الأهوار فتح دورات تدريبية وتثقيفية فكرية لسكان هذه المناطق السياحية للحفاظ على تراثهم وحضارتهم ومفردات الحياة الخاصة بهم التي ينفردون بها عن باقي السكان العراقيين والتمسك بها وتنبيههم خطورة الانجرار وراء كل من يحاول تغيير سلوكياتهم ونمط حياتهم والتأثر بثقافة الغرب المشوهة التي تؤدي إلى طمس بقايا حضارتهم العراقية وتجريدها من معالمها الأصيلة وغلق كل المنافذ وإفشال المحاولات الخبيثة للنيل من عراقيتنا من خلال تهجير سكان الأهوار إلى المدن وتحويل مناطقهم إلى مدن سياحية ومشاريع ربحية لبعض المتنفذين تتلاعب بها رؤوس الأموال الفاسدة ,أن مما أثار حفيظتي رؤيتي على أحدى مواقع التواصل الاجتماعي أن سائحتين أجنبيتين تلاعب وتصور طفلتين عراقيتين من السكان برفع علامة قرني الشيطان بأصابعهم البريئتين وقد تكون هذه الإشارة مقصودة وأول الغيث قطرة ماء تجر بعدها ما يخاف عقباها والويلات لتلك المناطق منها إنشاء مناطق خاصة للمسابح المشتركة ومن وسائل اللهو والعب في هذه المنتجعات السياحية تخصص لهذه الأغراض حينها نفقد حضارتنا ومواطنينا البسطاء الذين قد تغرهم المظاهر البراقة ويذهبون مع التيار الذي ترسمه هذه المشاريع الخبيثة في المستقبل وهنا يأتي دور الحكومة في إدارة هذه البرامج الحكومية في المناطق السياحية باتخاذ التدابير الملائمة في تثقيف المواطن هناك على ضرورة التمسك بالهوية العراقية الأصيلة والإشراف المباشر عليها وتنظيم سير عملها وفق منهاج منظم لهذه المجاميع السياحية الأجنبية بإدارة وزارة السياحة حصرا وبأسلوب حضاري لنقطع دابر يدي من تحاول تمرير هكذا مشاريع تخريبية ضد العراق وحضارته الموغلة في القدم والحفاظ على النسيج السكاني لهذه المناطق السياحية.

***

ضياء محسن الاسدي

 

في المثقف اليوم