أقلام حرة

حسن حاتم المذكور: دين السياسة والعراق

1 - لا نعني هنا إيمان بسطاء الناس، الذين يتعاملون معه، بالصدق ونبل العواطف والنوايا الطيبة، وحلمهم في أن يعوضهم الله، عن جهنم الدنيا، بقطعة فردوس واشياء اخرى يفتقرون اليها، في جحيم وطنهم، الى جانب الخوف، من وهم عذاب القبر وعذاب الله لهم في جهنم الآخرة، ذلك الذي يفبركه شياطين الوسطاء، من أجل ابتزازهم في خرافة الشفاعة، نقصد هنا حصراً، الدين الذي تسير عليه، قدمي المصالح المشتركة، للأنظمة الشمولية وشياطين اصحاب المذاهب، وكذلك الذين، افترضوا تمثيلهم للرب على الأرض، وبمنتهى الشطارة والأحتيال، فرضوا على العامة، كتبهم وافعالهم ثم سوقهم بالأكراه، على قبول دين جديد، جرائم استغباء. لبلع عظمة تغيير العقائد.

2 - معدمي الأرض وجياعها، ونتيجة لقسوة الجهل والأوبئة والكوارث الطبيعية، ومنذ الاف السنين، يبحثون عن مخرج انساني، وعبر تلك المعاناة وقفزات الوعي الخارقة للعقل البشري، تشكلت في العراق، ما يقارب السبعة حضارات انسانية تقريباً، قدمت انجازات علمية وأجتماعية، لا زالت معالمها شاخصة، في اغلب متاحف الدنيا، العراق المتوج بالنهرين الخالدين (دجلة والفرات)، لم تتوقف انجازاته الحضارية، التي شاركت فيها، جميع مكوناته البشرية ما بين النهرين، حتى اجتياح الفتح (الغزو) الأسلامي قبل (1400) عام تقريباً، حيث تم قطع الشريان الحضاري، الذي يوصل بين تاريخ الأنسان ومستقبله، فوقع العراق كاملاً، في عتمة الجهل والفقر والأمراض والأذلال، وتخلف متواصل الى يومنا هذا.

3 - كان الصراع دموياً، بين شعب في رأسه عقل، وغزاة قلوبهم من حجر، طموح لا يهداء، في رغبة العودة الى ما كان عليه العراق، مسلسل انتفاضات وثورات عنيدة، كلفته قوافل شهداء وجرحى، وسجناء ومنفيين، وكان الدين غطاء، للاحلاف المشينة، بين القوميين والأسلامويين، وظفوا بعض الأماكن المقدسة، عند بسطاء الناس، فكانت مكة في السعودية، والأزهر في مصر، والنجف في العراق، المتاريس الحقيقية لتدمير الأنسان العربي، والعراقي منه بشكل خاص، وكسر معنوياته ومسح هويته الوطية، فالحلف غير الشريف، بين الدولة والدين السياسي، كلفت شعوب المنطقة، خسارات جسيمة، يرافق ذلك جرائم قطع الأعناق والأرزاق، وفرض العقوبات المجحفة، اقتصادياً واجماعياً وثقافياً.

4 - حلف الدين السياسي والأنظمة المتخلفة، قائم على مشتركات مصيرية، هذا الحلف لا يمنع الأثنين، عن ارتكاب جرائم الخيانات الوطنية، وذات الحلف، يتسع لأصحاب المذاهب ومختلف القوميات، فالمنافع الذاتية والحزبية، تجعل الحلف شديد التماسك وحشي الأجراءات، شاهدنا في العراق، كيف تعامل الأسلامويين والقوميين الصغار، بوحشية مفرطة مع أنتفاضة الحق العراقي، في الأول من تشرين 2019، كسروها بوحشية، لكنها لن تموت، حثالات الردة، من زاخو حد الفاو، ينامون على جمرة الخوف، والأحتمالات غير الساره، تقترب من ابوابهم، وغدا ستطرقها الأنتفاضة لتخرجهم منها عراة، الا من فضائح ملفات فسادهم وارهابهم، غداً ستشرق شمس الله، لتعلن حقيقة  العدل والجمال فيه، وأنه (ألله) في صميم الأنسان، وليس له وسطاًء على الأرض، وهو قابع فينا، لن يحتاج وسيطاً علينا، ليشيطن العلاقة الأنسانية، بين الله والمواطن العراقي، ذكراً كان ام انثى.

***

حسن حاتم المذكور

09 / 04 / 2024

 

في المثقف اليوم