 مناسبات المثقف

الترجمــــــــة

hamid_laftaمع باقات الورد والحب، اهدي قصتي هذه لبيتنا الكبيرالمثقف بمناسبة عيد تأسيسه الخامس، مع قبلاتي من ارض العراق لكل كتاب وأصدقاء الموقع والمؤسسة، نخص بالذكر الأستاذ ماجد الغرباوي والكادر المشرف، نأمل ونعمل ان نرتقي لما هو أفضل خدمة للثقافة وللمثقف.....

 

قصة قصيرة جداً

يتأبط جريدته الفرنسية، يسير مختالا على ضفاف النهر.. مترجم مثقف لاجئ من بلاد البترول، يود لو يغطس في النهر العظيم عله يزيل  لسعات أفاعي (الشمس) من على ظهره، التي آتى محملا بها حاسوبه(الأبيض) الى بلاد الغيوم، ابتاع كيسا من فستق مملح، من إحدى الشقراوات العاملات في الأكشاك الممتدة على طول ضفة النهر، كأنهن حوريات بحر تتشمس، لا احد يهتم بشراهة نظراته وانبهاره بما يرى، النظافة الباذخة، الجمال الساحر، الوداعة، القبلات الحميمة، الخضرة المزهرة في كل مكان، أكمل التهام كرزاته مستمتعا بطعمها، وأصوات ارتطامها على بلاط الرصيف، شابات وشباب يناغي بعضهم بعضا على صوت عزف خافت آسر، يمتطي كرسيا قبالتهم، حرر الكيس من يده فتلقفته الريح نحو النهر، يفاجئ بنقر أصابع على ظهره، يلتفت ... شاب يحييه بلطف، يقول له معاتبا:- إذا كنت قد تلقيت إساءة من احدهم فما ذنبنا نحن ؟؟  تقرفنا وتنتقم منا بتشويه وجه الرصيف، تفسد علينا متعتنا على ضفة النهر...طلب منه ان يفتح كفيه.. حول قشور الفستق التي كانت تملأ كفيه الى كف (المترجم)، مشيرا الى سلة أزبال كان يظنها(المترجم) مزهرية... تفضل هذا حصادي من قشورك ارمها في مكانها رجاءاً... فعل ما أمر به، عاود رغبته لترجمة إحدى القصائد المنشورة في الجريدة من الفرنسية للعربية، حاول أكثر من مرة دون جدوى، أدرك بأنه لا يفهم شيئا مما أراد الشاعر قوله.... لف الجريدة اسطوانيا، ادخلها عبر رقبة قميصه ليعالج بها لدغات أفاعي (الشمس) على ظهره التي استعصت على الشفاء....، ترك جريدته تعبث بها الرياح الرطبة.، مستاءا من نظرات وابتسامة صورة الشاعر الهازئة، غادر الشاطئ، توارى في جوف بار قريب كي يزيل صدأ َ دماغه بكأس من الويسكي علها تمكنه من ترويض الفرنسية والانجليزية لتدخل عوالم اللغة العربية، وبالعكس، لأول مرة يعرف ان تلا فيف حاسوبه(الأبيض) لا تقبل التحديث... تلفن للجامعة معتذرا عن إلقاء محاضراته حول الترجمة لحين اكتمال تحديث برامج الحاسوب....

 

11- نيسان 2011

 

خاص بالمثقف

..................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: المثقف .. خمس سنوات من العطاء والازدهار: 6 / 6 / 2011)