الرئيسية

علاوي، ذلك القطار الطويل من الفضائح (2)

فهو لم يظهر يوماً أسفاً على فعل ارتكبه، ولم تتغير أفعاله ولا أسلوبه. في الجزء الثاني هذا نتابع فحص تلك الأفعال وذلك الأسلوب لنفهم ما ينتظر العراق لو حكمه علاوي.

 

لعل واحداً من أبرز ما يعبر عن طبيعة علاوي، طريقة معاملته الصلفة للصحفيين الذين جاءوا ضيوفاً يغطون مؤتمره ويحتفلون معه في مقر القائمة العراقية بشارع الزيتون ببغداد، حيث كان يصرخ: "شنو هل اللغوه! هاي شنو القصة!، ادري شنو القصة! يزي عاد!"

إثر ذلك كتب رئيس مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي ان "أسلوب علاوي في تعامله مع الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي ناجم عن طبيعته الشخصية في التعامل مع الآخرين". وأضاف أن "تاريخه أثناء ترؤس الحكومة الانتقالية العراقية من حزيران عام 2004 الى نيسان 2005 كان حافلا بالانتكاسات الإعلامية".

ويبدو أن هذا الأسلوب لا يقتصر على الصحفيين فقد أشرنا في الجزء الأول إلى أن تعاليه ودكتاتوريته مع رفاقه في القائمة دفعت بمن "لا يشرفه" ان يكون مسلوب الإرادة على حد تعبير صفية السهيل، إلى أن يترك القائمة التي خسرت أهم مكوناتها.

 

ويرشدنا تصرفه وأسلوبه في سعيه من أجل السلطة خلال السنوات الماضية. إلى أنه بالفعل يكرر الأسلوب والطباع التي تعلمها في حنين وزمن البلطجة أثناء دراسته. فقد كان تركيز أياد علاوي في هذه السنوات دائماً وبشكل مستمر على سلطة الأمن! لم يكن يهمه من العراق سوى السيطرة على الأمن والقوات المسلحة. أما أسلوب أياد علاوي في الوصول إلى السلطة فيكشف أيضاً أسلوباً خطيراً وثابتاً. أن من راقب مسيرة علاوي خلال الإنتخابات الأخيرة يجد أنه كان يركز على ترهيب خصومه وتهديدهم بشكل غير مباشر ولكن واضح بالحرب الأهلية، ويفهمهم أن وصوله لرئاسة الحكومة هو الطريق الوحيد المتاح أمامهم لتجنبها، مطلقاً تصريحات غريبة مثيرة للقلق وصعبة الفهم مثل تصريحه ضمن تحذيراته من استبعاد كتلته من الحكومة القادمة بأن "تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة تراقب عن كثب محاولة عرقلة العملية الديموقراطية في العراق ولهذا صعّدت من هجماتها في الفترة الأخيرة".(2)

و "تحذيره" من أن تولي مقاليد السلطة حكومة دينية شيعية من شأنها إثارة حمام الدماء الطائفي مجددا في البلاد. (3) . هل يعني هذا أن "القاعدة" تحمي العملية الديمقراطية كما يراها، وتدافع عن حقوق السنة في رأيه؟

 

ومن جهة أخرى تميز اسلوب أياد علاوي بالإعتماد على الخارج للوصول إلى الحكم. وإن كانت مختلف الكتل قد أثارت امتعاض الناخب العراقي بزياراتها المخجلة والمشبوهة للسعودية وإيران (4) فأن أياد يذهب أبعد من ذلك فيطلب من الولايات المتحدة أكثر من مرة وبلا خجل أن تتدخل بشكل "أكثر" قوة لتفرضه، أياد علاوي، على العراقيين. فهو يدعوها إلى العمل بقوة للحيلولة دون استبعاده عن الحكومة المقبلة و نشوب حرب طائفية، مشيراً إلى: "إن الولايات المتحدة لم تقم إلا بالقليل من العون للمساعدة في تحقيق الأهداف التي أعلنتها إدارة جورج بوش". (5)

 

ولو عدنا بضعة سنين إلى الوراء لوجدنا أن علاوي انتهج نفس الأسلوب وأنه جزء من طبيعته وتربيته. فقد كان يكرر في كل مناسبة بأن "الحرب الأهلية قائمة" حتى أتهمه العديد من السياسيين والكتاب بأنه يحاول بالفعل إثارة الحرب الأهلية في الوقت الذي أكد فيه الكثيرون أن العراق كان قد تجاوز ذلك الخطر، كما كان الرئيس الطالباني يقول:«الحرب الاهلية غير واردة في العراق» وحتى قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كايسي قال بأن الحرب الاهلية في العراق ليست وشيكة ولا حتمية، وكان علاوي يصرح لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «لسوء الحظ اننا نخوض حربا اهلية». و"إذا لم يكن هذا حربا اهلية، فالله وحده يعلم ما يمكن ان تكون الحرب الاهلية"، وكان يكرر ذلك في مناسبات أخرى. (6) وليس سراً بأن الصراخ : "الحرب الحرب" طريقة معروفة لإثارة الحرب فعلاً.

 

أما دعواته للتدخل الأمريكي في ذلك الحين، فلم تكن في ذلك الحين بأقل منها اليوم، فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست (18/08/2007) مقالا لعلاوي بعنوان "خطة للعراق" دعا فيه الإدارة الأميركية إلى التعجيل في إجراء تغيير في رئاسة الحكومة العراقية المتمثلة في رئيس الوزراء نوري المالكي، وقدم خطته لإنقاذ العراق تتضمن إعلان حالة الطوارىء ... ومنح الأمم المتحدة والدول العربية دورا أكبر في ملف الأمن" مشيراً بصراحة بل صلافة متناهية إلى أنه من دون تغيير رأس الحكومة العراقية، لن تفلح الاستراتيجية الأميركية الحالية في جلب الاستقرار إلى العراق.!

ولم يقتصر مثل هذه الممارسات الخرقاء على شخص اياد علاوي، بل أن جبهة الحوار أعلنت  ان “أكثر من (100) شخصية عراقية بينهم نواب من مختلف الكتل البرلمانية وشخصيات عراقية متميزة بينهم نخبة من شيوخ عشائر وشخصيات كردية عراقية”، حسب تعبير الجبهة، طالبت بأن يصبح علاوي رئيساً للحكومة! هذه المجموعة ( التي لم يعلن عن اسمائها لحد الآن حسب علمي) ارادت علاوي كـ “بديل وطني وديمقراطي” (!!)، لكن تلك الرسالة لم تقدم الى البرلمان او الشارع العراقي بل الى الرئيس بوش!! ومضى بيانها قائلا “إن الشعب العراقي يتطلع إلى أن تساعده الولايات المتحدة، في هذا المنعطف المصيري، في اقامة حكومة ديمقراطية (!)” (7)

 

يعرف العراقيون أن البعث جاء إلى العراق أكثر من مرة "بقطار أمريكي" حسب قول قادتهم، لكن مستوى تصرفات أياد علاوي تبين أن البعثيين قد أدمنوا ذلك ايضاً فلم يعودوا يستسيغون غيره حتى إن أتيح لهم!

 

قال لي صديق في العراق إنه تفاجأ بوقاحة أياد علاوي في كذبه بشأن المحكمة الإتحادية فقد سمعه يقول أنه ينتظر قرار المحكمة وبعد يومين، حين تبين أن القرار لم يكن يناسبه صار لا يكتفي بتزوير الحقائق بالقول بأنها غير مخولة..بل يسخر منها بشكل مقرف، وهو ما أثار إشمئزاز صديقي منه بعد ان كان ينظر له بشكل آخر.

هذا الإستعداد للتمثيل والكذب عبر عنه حامد حمودي حين كتب: "مايميز اداء اياد علاوي  ..... هو روح الاقصاء التي يمتاز بها واستسهال واسترخاص الكذب وغيره من المحذورات في سبيل تحقيق اهدافه" (8)

هذا النفاق والتشويش في المواقف لا يقتصر على علاوي وإنما يشمل معظم الشخصيات البارزة في قائمته، فجلهم يتحدث بنفس الروح العدائية التهديدية وأسلوب الكذب الوقح.

 

ومن الأكاذيب التي رددوها كفريق هجومهم على المحكمة الإتحادية وقرارها، وصفهم للأمر بأنه مؤامرة من المالكي ضد الديمقراطية، علماً بأن سؤال دولة القانون، وجواب المحكمة جاءا قبل إعلان المفوضية بأن العراقية هي صاحبة المقاعد الأعلى، لكنهم جميعاً يتجاهلون هذه الحقيقة الأساسية التي تبرئ خصومهم، ويكررون إتهاماتهم التي يعرفون أنها كاذبة. الأكثر غرابة في الأمر أني لم أسمع خصومهم يذكرونهم بذلك، وكأنهم لم ينتبهوا لهذه الحقيقة!

 

التشويش والكذب الرخيص يجد تعبيره أيضاً في التظاهر بالديمقراطية وتوجيه النقد الشديد للآخرين لدكتاتوريتهم وأن يتحدث رجل أمن ألحزب الواحد والرجل الواحد بامتياز، فيبكي على الديمقراطية ويلوم غيره على الدكتاتورية، ويقول أنه "لا يقبل بها وبعودتها" (9). ونذكر القراء بأن كل من ترك قائمة علاوي في الماضي تركها لدكتاتوريته ولا ديمقراطيته في اتخاذ القرارات واستعماله الإيميل لتوجيه الأوامر لـ "خدمه"، وهي من الأمور التي تربى عليها وقال أنه سيكررها، وها هو يفعل.

 

ومن حركات النفاق الأخرى في لوم الآخرين على ما يقوم به بنفسه، ما ملأ الدنيا به ضجيجاً عن لا ديمقراطية المالكي حين رفض نتائج الإنتخابات، وكأن من يقول أن الإنتخابات زورت ويطلب إعادة العد، يرتكب جريمة. لكن الكارثة أنه كان قد قال بنفسه عندما سئل عما إذا ما كان من الممكن أن يرفض نتيجة الانتخابات، فأجاب إن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة"!! (10) فهل من صلافة أكبر من هذه؟

 

ومن التشويشات الأخرى التي بثتها هذه الشلة, وشارك فيها علاوي والهاشمي وغيرهما، صورة عجيبة تفيد بأن أية حكومة لا تكون العراقية فيها تعتبر حكومة طائفية! هذا الإبتزاز يمكن الرد عليه بأكثر من طريقة. الأولى هي، إن كان السنة قد اختاروا أن ينتخبوا قائمة واحدة، فهذا معناه أنه تم انتخابها على أساس طائفي. وإذن فالقائمة طائفية، وفي هذه الحالة يجب أن يقبل ناخبوها من الآخرين أن يستبعدوهم أو يقبلوهم على أساس طائفي!

وإن لم تكن القائمة طائفية، بل مختلطة، فأن استبعادها لا يمكن أن يسمى استبعاداً طائفياً! فاختاروا ما تشاءون!

 

ومن عربات قطار النفاق لأياد علاوي، موقفه من زيارة إيران. فلطالما القى بالخطب الحماسية ضد إيران التي وضعت عليه الفيتو، وندد بـتدخلها "بكل تفاصيل الحياة في العراق"، متهما اياها بانها تريد ان "تفرض علينا ما تشاء من اسماء وصيغ واوضاع". وأطال في انتقاد كل من يزورها.

استمر علاوي في معزوفته هذه منذ الإنتخابات الأولى وقبلها وحتى قبل أسابيع قليلة حيث قال اثناء استقباله المهنئين بفوز قائمته "لا ايران ولا غير ايران باستطاعتها ان تحكم بالعراق، ولا ايران ولا غير ايران تستطيع ان تفرض علينا ما تريده، ومن العيب على ايران وهي تدعى انها جارة مسلمة ان تتدخل في الشأن العراقي بهذا الشكل وهذا مرفوض ولا نقبله اطلاقا". (11)

ولكن فجأة ينضم علاوي إلى من ينتقدهم ويتساءل:لماذا لا تدعوه إيران، وأنه يريد أن يزورها، ثم يرسل وفدا إليها! (12)

كتب أحد الكتاب الذي كان معجباً به غاضباً: "حتى أنت يا علاوي!"

الذين تتلمذوا على يد أستاذهم في قائمته، حاولوا أن يقنعونا أنهم ذهبوا ليزجروا إيران ويطالبوها بعدم التدخل في الشوؤن العراقية!

إذا كانت بقية الكتل تتحمل عار مثل هذه الزيارات إلى إيران والسعودية في هذا الوقت، فأن العراقية تتحمل إضافة إليه، عار الكذب المفضوح والضحك على ناخبيهم!

 

وإذا كان الكذب قضية بسيطة، ولعله "ملح السياسيين" يزيلون به رتابة الحياة لنكتشف أكاذيبهم ونكتب عنها، فأن لأياد فضائح أكبر من الكذب الكلامي بكثير. فضائح على مستوى خطير التأثير.

 

هل سمعتم بقصة الـ 17% الكردية؟ عصابة القيادة الكردية، وهي اكثر عصابات اللصوص في العراق تنظيماً ورقياً، استغلت فرصة وجود مرتش دنيء النفس على رأس الحكومة العراقية، فاتفقت معه على أعتبار عدد سكان المحافظات الكردية الثلاثة، يزيد بمقدار مرة ونصف عن النسبة التي حددتها آخر إحصاءات السكان في العراق! ففي الوقت الذي تشير فيه تلك الإحصاءات إلى نسبة بحدود 12% ، فأن علاوي أتفق معهم على "إعتبارها" 17%. وهكذا صارت نسبة ما يحصل عليه العراقي الكردي تعادل مرة ونصف ما يحصل عليه "أخيه" العراقي العربي، ليس من مال الخزينة فقط (و لم نحسب سرقات الكمارك والنفط) بل أيضاً يحصل على مرة ونصف بقدر أصواته في البرلمان، وكل ما يترتب على ذلك التزوير الإحصائي من نتائج. لكن المواطن الكردي لا يحصل على شيء من هذه السرقة، فلا أحد يسرق من أجل شعبه.

القادة الكرد، برروا الأمر بعد افتضاحه، بأنهم "تكاثروا" منذ ذلك الحين، وأن النسبة التي اعطتها آخر الإحصائيات صارت قديمة ولم تعد صحيحة. وكانوا هنا يخلطون بخباثة واضحة بين النسبة والعدد، فالعدد يزداد لدى الجميع لكن من يدري أن النسبة تغيرت؟. فهل أن العرب لم يتكاثروا؟ هل هناك دليل على أن الكرد تناسلوا بأسرع مما تناسل العرب؟ مرة ونصف؟ ليس هناك أي مؤشر أو دراسة تبين مثل ذلك، ولا داعي للبحث عن أسباب لتلك الزيادة، فالسبب بسيط: كان يرأس الحكومة العراقية، لسوء حظها، مرتش، وكانت العصابة تترصد مثل تلك الفرص، لا أكثر ولا أقل!

وفي التصويت التالي على الميزانية، أمر علاوي قائمته بالتصويت لصالح تمديد السرقة أيضاً، مما أدى إلى بعض النتائج.

النائب وائل عبد اللطيف أنسحب من قائمة "العراقية" وقال أن أياد علاوي "في واد ونواب القائمة في واد آخر" وقال " كنا مختلفين اساسا حول منح 17% من ميزانية عام 2008 لمحافظات اقليم كردستان، اضافة الى احتساب رواتب 190 الف عنصر من عناصر البيشمركة على ميزانية وزارة الدفاع ". وقال "تفاجأنا بتسليمنا رسالة من رئيس القائمة اياد علاوي، يطالبنا فيها بالتصويت على الموازنة وهو ما دفعني مع سبعة اخرين من اعضاء القائمة الى مغادرة القاعة وعدم التصويت لصالح القانون."

طبعاً اللصوص لن يتنازلوا عن "مكاسبهم" بسهولة، وفي إقرار الميزانية السابق احتفلوا بالإنتصار بااحتفاظهم بالغنيمة، واعتبروه يوماً انتصار للشعب الكردي! لم يكن بينهم شريف واحد يقول أنا لا أشترك بهذا "الإنتصار" الدنيئ. وماتزال المشكلة قائمة وستبقى لفترة غير معلومة، ربما حتى تزوير إحصاء سكاني يثبتها رسمياً.

 

 الفضيحة "السوبر" التالية في قطار الفضائح المسمى علاوي هي “فضيحة تكليف أياد لإحدى شركات الترويج (اللوبي) والعلاقات العامة الأمريكية ( باربر كرفيذ اند روجرز) التي تعمل “عن طريق رشوة سياسيين متنفذين في صنع القرار، فأبرم علاوي معها عقداً بقيمة 600 الف دولار سنوياً، تقوم الشركة فيه بحملة "تشويه سمعة" ضد المالكي وإظهاره كرجل ضعيف وطائفي وعميل إيراني، وأن وجوده في السلطة لا يناسب المصالح الأمريكية، وأن الشخص المناسب هو الرجل القوي، أياد علاوي"!

ما فعله علاوي يا أصدقاء، ليس تشويهاً وتشهيراً ولا دعاية شخصية رخيصة ولاتحطيم للمقابل بواسطة مشروع من الرشاوي والضغوط، بل هو” أن تروج للمشروع الوطني العراقي”!، حسب وصف علاوي، الذي لم ينكر الأمر، في حديثه مع من فضائية “العربية”! إذن عندما يتحدث علاوي عن "مشروع وطني عراقي" فأننا نعرف ما يقصد!

ليس هذا العمل ساقط أخلاقياً فقط، ولا خيانة كبرى لبلدك فقط بل وتآمر مع الآجنبي لتدمير الديمقراطية، وهو ما أثار قلق مجموعة من محامي وزارة العدل الأمريكية الذين حاولوا كشف ملابساته حيث “ان العقد مع الشركة المتنفذة في البيت الأبيض أثار توجس هؤلاء ان تعتبر محاولة للحفر تحت الحكومة العراقية لرئيس الوزراء نوري المالكي واسقاطها في النهاية في ممرات واشنطن بدلاً من العمل من خلال العملية السياسية في بغداد”. لكن هذا لا يعني شيئاً لأياد علاوي.(13) (14)

 

رفض علاوي ان يفصح عن اسماء داعميه المتكفلين بدفع مبالغ العقد، وسمحت السلطات الأمريكية التي تشترط الشفافية عادة، سمحت له بإخفائهم بحجة عدم تعريضهم للخطر.

بقي أن نقول أنه تبين أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد وقع منذ عام 2004 عقداً مع نفس الشركة للضغط على الحكومة الأمريكية (لتضغط بدورها على الحكومة العراقية) بهدف ضمان فرض اجندة الأهداف الكردية على حكومة بغداد. (15)

السؤال الذي يطرح نفسه: هل الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الممول السري؟ هل للأمر علاقة بالـ 17% ؟ لا أدري... لننتقل إلى عربة سوبر أخرى من عربات القطار الفضائح.

 

في عام 2008 كتبت مقالة بعنوان "دور علاوي في فقدان سيادة العراق على العمليات العسكرية ووجوده تحت الفصل السابع" (16) أثرت فيها موضوعاً عثرت عليه صدفة، واستغربت انه لم يقلب الدنيا حين نشر أول مرة. فقد كتبت الصحفية بيداء كريم في جريدة الصباح مقالاً يحتوي معلومات خطيرة لم يتم الإنتباه لها، أشارت فيه إلى ان فرنسا والمانيا والصين كانت تصر على وضع حق فيتو للحكومة العراقية لرفض العمليات العسكرية في العراق متى شاءت تلك الحكومة، فتقول بيداء: " ومن المضحك المبكي إن (فرنسا والمانيا والصين) هي من تدافع عن الحقوق الوطنية العراقية وليس العراقيين". حيث أن الحكومة العراقية عارضت الفيتو الذي طلبته لها هذه الدول و "طالبت ان تكون هناك قوة (متعددة الجنسية) وبقيادة الولايات المتحدة الاميركية ومن دون (فيتو) بل تحت صيغة التعاون والمشاورة"!! من كان على رأس الحكومة العراقية؟ ..نعم علاوي، لا غيره!

ونقلت بيداء عن محمود عثمان قوله:" كان من المفروض على الحكومة العراقية التي تشكلت برئاسة اياد علاوي بعد بريمر مباشرة ان يطالبوا باخراج العراق من البند السابع." و "ان رسالة من اياد علاوي وكولن باول الى مجلس الأمن الدولي كتبوا فيها ان هذه المسألة سوف تحل فيما بينهم فلا داعي لتدخل مجلس الأمن وهذا خطأ فادح." (17)  (18)

"خطأ فادح"... علاوي قال أنه لايجد خطأً فيما قام به، وهو ليس نادم على أي شيء فعله، وأنه سيكرره لو أتيح له!

 

ما الذي حصل عليه علاوي مقابل ذلك "الخطأ الفادح"؟ وما الذي سيحصل عليه مقابل تمديد المعاهدة التي يتمتم منذ الآن كلاماً عن ضرورة تمديدها، حتى وهو يتبرع بالدم؟ (19)

 

كل بلدان العالم فيها "علاويون" لكن الفرق هو أن بعض البلدان تضعهم في السجن، والأخرى تنتخبهم ليقودوها إلى مصيرها!

 

لم تكن كل مقاعد أياد التسعين تزويراً بلا شك، فحتى إن زوروا ثلثها أو نصفها بالحاسبة وبالضغط وبأوراق الإحتياط  الكثيرة وباستبدال بعض الصناديق وبالأموال الضخمة، حتى لو فعلوا كل هذا، فمن الذي صوت النصف الآخر من البطاقات، وكيف يحصل قطار فضائح على كل هذه الأصوات؟ إن كان المواطن يجهل كل هذا، ويسير على غير هدى كما يوجهه التلفزيون بكليباته وخبراء الكذب المستوردين المتخصصين بخداع المواطن، فهل لا يعرف اعضاء قائمة أياد هذه المعلومات؟ ليس فيها شيء سري، وكلها منشورة في الإنترنيت لمن يريد البحث عنها، أو ربما فقط تشغيل ذاكرته للعودة إلى بضع سنين فقط.

 

لقد رفض أحد مرشحي العراقية هذه الرفقة غير المشرفة، فانسحب النائب عن محافظة صلاح الدين ورئيس تيار الشعب السيد علي الصجري من قائمة علاوي كاشفاً فضيحة أخرى فقال:" أنا على استعداد أن اثبت ما ذكرته وأؤكد ذلك لأني علمت من احد الأخوة في مجلس النواب انه كان حاضرا في إحدى الاجتماعات التي تم الاتفاق فيها على إعطاء أياد علاوي والقيادات في قائمته مبلغ 100 مليون دولار لدعمهم في الانتخابات". (20)

......"ثم اخبرني هذا النائب أن أتوقف عن معارضتي في داخل القائمة لأن الإصلاحات التي أطالب بها هي مرفوضة بالمرة من قبل الدولة الخليجية التي مولت مشروع علاوي والمطلك".

ولأن المطلك يعرف أن "ألهجوم أفضل دفاع" فأنه بادر باعتبار الصجري "خائناً للأمة والوطن" لأنه ترك جبهة الحوار (!)، دون أن يكذّب ما جاء في كلام الصجري، وكما لاحظ ذلك بذكاء الأستاذ صالح الطائي في مقاله  " الانتخابات البرلمانية القادمة الامتحان الحقيقي للأمة" (21).

تحية للصجري الشجاع الأمين، ونأمل أن يحس الآخرون من الذي يقودهم قبل فوات الأوان!

 

هكذا وصلنا إلى النهاية لكن القطار مازال يطول ويطول، في كل موقف تقف فيه البلاد!

 

...........................

(1) http://almothaqaf.com/new/index.php?option=com_content&view=article&id=13215

(2) http://www.qanon302.com/news/news.php?action=view&id=245

(3) http://qanon302.com/news/news.php?action=view&id=468

(4) http://www.iraqvoice.com/forum/showthread.php?t=15859

(5) http://www.baghdadtimes.net/Arabic/index.php?sid=60185

(6) http://www.babil.info/thesis.php?mid=24473&name=alalam

(7) http://www.doroob.com/?p=21234

(8) http://www.nahrain.com/d/news/05/11/02/nhr1102q.html

(9) http://www.babil.info/thesis.php?mid=24913&name=alalam

(10) http://www.babil.info/thesis.php?mid=24913&name=alalam

(11) http://www.al-yezidi.net/y4.htm

(12) http://www.iraq4allnews.dk/news/6270-2010-04-08-22-44-37.html

(13) http://www.prwatch.org/node/6394

(14) http://www.prwatch.org/node/6377

(15) http://www.doroob.com/?p=21234

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1383 الجمعة 23/04/2010)