صحيفة المثقف
وَيَضِيْقُ قَلبُكَ
تَمْضِي، فَتُبْصِرُ أَكْمَةً فَتَخَالَها
حَدَّ الطَّرِيْقِ، ولا تُطِيقُ عُبُورَهَا
واللهُ أَوْجَدَ خَلْفَهَا ما تَرْتَجِيْ
وَلِحِكْمَةٍ أَخْفَى عليكَ سُتُورَهَا
فَأَرَادَ أَنْ يَجْزِيْكَ إِثْرَ مَشَقَّةٍ
وَتَجَشُّمِ الْأَنْفَاسِ فَوْقَ وُعُورِهَا
وَيَضِيْقُ قَلبُكَ مِنْ نَوَائِبَ أَثْقَلَتْ
ظَهْراً يَنُوءُ بِمَا حَمَلْتَ وُقُورَهَا
واللهُ يَمْتَحِنُ اصْطِبَارَكَ بُرْهَةً
أَيَضِيْقُ صَدْرُكَ، أَمْ يَذُمُّ شُرُورَهَا
وَتُرِيدُ ما تَهْوَاهُ أَنْتَ فَلَاْ تَجِدْ
مِنْ أُمنياتِكَ إِنْ وَلَجْتَ خُدُورَها
واللهُ يُبْدِلُ ما طَمَحْتَ بِغَيْرِهِ
مِمَّا يُرِيدُ مِنَ الْمُنَى وسُرُورِهَا
فإذا بها الْخَيرُ الَّذِي قد شِئْتَهُ
قد جاءَ بِشْراً مِنْ قِطَافِ نُذُورِهَا
فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لو تَشَاءُ مَشِيْئَةً
فَمَشِيْئَةُ البارِي لها دُسْتُورُهَا
تَجْرِي عليكَ، فَلَسْتَ تُبْصِرُ عُقْبَهَا
وَثَوَاقِلُ الْأَرْزَاءِ فِيْ مَقْدُورِهَا
لَكِنَّها – إِنْ يَعْبَقُ الإيمانُ فِيْ
جَنْبَيْكَ- طِيْبُ النَّشْرِ مِنْ مَعْطُورِهَا
والْخَيْرُ فِيْهَا -مَا احْتَسَبْتَ لِخَالِقٍ
أَمْراً- تُنَبِّئُ عَنْ غِنَاهُ سُطُورُهَا
فَلْتَطْمَئِنْ إِنْ لَمْ تَنَلْ مَا تَرْتَجِيْ
مِمَّا طَمَحْتَ وقَدْ نَظَرْتَ حُبُورَهَا
فاللهُ يُبْدِلُ مَا طَمَحْتَ بِخُطَّةٍ
أُخْرَى يَسُرُّكَ فِي الْعَوَاقِبِ نُوْرُهَا
***
د. صالح الفهدي