اصدارات المثقف

نسغ التأمل.. قراءات جمالية لنصوص حديثة للأديبة إنعام كمونة.. كتاب جديد عن مؤسسة المثقف

صدر عن مؤسسة المثقف في سيدني – أستراليا، ودار السرد، بغداد العراق، كتاب نقدي للكاتبة العراقية الأستاذة إنعام كمونة. بعنوان:

نسغ التأمل.. قراءات جمالية لنصوص حديثة

يقع الكتاب في  260صفحة، قطع متوسط، مع غلاف جميل من تصميم دار النشر.

وقد تضمّن 10 قراءات نقدية لعشرة نصوص حديثة:

كتبت الناقدة على الوجه الخلفي للغلاف

في هذا الكتاب قراءات نقدية لمجموعة نصوص اتصفت بثرائها رغم تفاوت مستويات الابداع. فكانت مهمتي الإبحار برؤية عميقة في فضاءاتها بحثاً عن دلالتها وصورها البلاغية وقوة إيقاعها، والعوامل الخفية التي تجعل القارئ يهوى إليها، والكشف عن أبعادها الجمالية، عبر مناهج النقد الحديثة. فتراوحت النصوص التي تناولها الكتاب بين نصوص مفتوحة، وقصائد عمودية.

كما جاء في مقدمة الكتاب بقلم الأديب القاص والروائي سعد محمود شبيب:

نخلة عراقية تلامس النجوم

بعد نهار التعب، تفتح نافذتها للظلمة الدسمة والليل الذي يمتد بلا نهاية، تجلس لوحدها تترقب حدوث شيء تظنه سيحدث، يحدّثها الجدار الأصم، تناديها الزهرة المتيبسة، يضيء ليلتها شهاب يتّقد ثم ينطفئ، يطرق بابها نيزك يهديها قلما ثم يغفو تحت الرماد، يصول خيالها ويجول بأرجاء الكون وينتشي قرين الشعر والإبداع حين توحي اليه فكأنه قد احتسى كل ما في أنهار الخمر كؤوسا من الطلا..

تصحو على وقع أقدام الفكرة، يتراكض فكرها فيغوص في الماضي السحيق، لتجالس السياب عند ضفاف نهر بويب، وتستمع منه لانشودة المطر، وتغمر قصيدته بأوصاف زاهية يعجز عن سردها المطر..

تحاكي فلسفة سارتر ورسائله الشهيرة لدي بوفوار.. تحاور بيكون وتتعمق في الحديث مع أرسطو وأفلاطون ومثاليته العالية وتفكك وحدة وجود كانت تسافر عبر التأريخ جيئة وذهابا دون هوادة أو تكاسل لتكتب بأسلوب رصين مذهل غير مسبوق، ينهل من عبق الاهوار سحنته، ومن جبال العراق شموخه، ومن الفرات عذوبته ومن دجلة الخير عمقه.

في هذا الكتاب، عند نسغ تأملها تلمح انوارا واقمارا واسفارا وأشعارا، يتهجد صوتها حين تكتب عن آلام المبدعين المغتربين المتلفعين بالفقر رداء أبديا، تحتبس أنفاسها وهي تتلو قصيدة، كانها تعيش مع الشاعر والقصيدة، تنقد النقد نفسه وليس القصيد فحسب، لتضفي جمالا على القصيدة وعلى ما كتبه المبدعون في العمل أو القصيدة..

تعوّدت ان تطرق باب الجمال، تنظر مليا نحو الباب الموصد، لعل خلفه ألف باب، لعل خلف الباب للجمال محراب، تتبتل فيه قواف وأوزان ومكابدات وابداع وعذاب.

الشعر يداهمها دوما دون شعور، تذكر يوم ربتت معلمتها على كتفها وقد طالعت ابياتا لها ,وصارت تهمس بأذنها: في قصائدك جمال وعنفوان ونقاء وسكينة وانتظار وجنون , منذ يومها وهي تعشق الأدب وترصّ بقلم حقيقي كل ابداع.

حين تكتب، تغلق الباب بهدوء كي لا تقلق راحة العنادل، تواصل التمعن في التأريخ، تجالس الذكرى وتتلفع ببطون الكتب، تتأمل ليلا يجتاح الانهر والطرقات والتلال والآفاق، تذيب الظلام الكثيف ليشرق عند صباحها نتاج جديد، دون أن يدرك أحد كيف كانت كمن يسير على نصال السيوف، تتمرد على الزيف، تخوض في المجهول، تحلق بين مجاهل سماوات بعيدة، تكره الانتظار، تبحر بسفن الخيال وتمخر عباب أبحر النور لتلتقط من نفائس اللؤلؤ ما لا يعثر عليه الآخرون، إلا من طالع سطورها وتعمق في أفكارها ليدرك إننا أمام موهبة عراقية فذة، ونخلة تلامسها عناقيد النجوم المتدلاة كالثريا.

موهبة اسمها (إنعام كمونة).. وكفاها هذا الاسم فخرا

***

نبارك للأديبة القديرة الأستاذة إنعام كمونة صدور كتابها الجديد، نتمنى لها دوام العطاء والابداع، وألف مبارك

***

مؤسسة المثقف – قسم الكتاب

2023-10-4

في المثقف اليوم