دراسات وبحوث

علي المؤمن: ثوابت العدوان في العقيدة الصهيونية

منذ مطلع القرن العشرين ظلت المسألة اليهودية بصياغتها الصهيونية، إحدى أهم أسباب التوتر على مستوى العالم أجمع. وكان منظِّرو العقيدة الصهيونية - آنذاك - يطرحون المسألة بثلاثة وجوه:

الأول: المظلومية التاريخية التي عاشها اليهود قرون طويلة منذ انهيار سلطتهم في أرض كنعان (قبل الميلاد)، وما رافقها من اضطهاد ونكبات وتشتت، استمر حتى بدايات القرن العشرين.

الثاني: تسويغ كل أساليب الرد على المظلومية، وهو ما أسموه بإحقاق الحق، والمتمثل في ممارسة أقصى مظاهر العنف والإرهاب والعدوان ضد الآخرين. فضلاً عن الوسائل التقليدية كالتآمر والمال والجنس: من أجل بلوغ الأهداف التي حددوها.

الثالث: الحصول على تعويضات مجزية لما تعرض له اليهود من اضطهاد، وفي مقدمة تلك التعويضات إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين؛ باعتبارها الأرض التي يمكنها لم شتاتهم.

هذه التوجهات شكّلت مساحة مشتركة مع طموحات الإمبراطورية البريطانية، والتي عملت من خلال وزارة المستعمرات على تحويلها ورقة عمل استراتيجية، تهدف إلى زرع كيان صهيوني في قلب المنطقة الإسلامية، ليكون خندقاً استراتيجياً متقدماً للخارطة الاستعمارية البريطانية، وبؤرة توتر دائمة تشكل أداة استثمار لبريطانيا تحفظ لها حضورها المتواصل في المنطقة، على العكس من كل المستعمرات الأخرى التي يمكن أن تحصل على استقلالها في يوم ما. وهكذا نجح المخطط الغربي في تطويع المسألة اليهودية باتجاه تحقيق أهدافه، ولم يكن هناك أدوات أهم وأكثر تأثيراً من اليهود الصهاينة؛ بالنظر لوحدة الهدف بين الطرفين.

ومع بدء العصابات الصهيونية في تنفيذ مخطط إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين؛ تكون المرحلة الرابعة من التاريخ اليهودي قد بدأت. ويمكن ترتيب هذه المراحل على النحو التالي:

المرحلة الأولى: مرحلة الطغيان:

رافقت هذه المرحلة هيمنة بني إسرائيل على السلطة في أرض كنعان وبعض الأراضي المجاورة، وهي المرحلة التي طبعت تاريخ اليهود وساهمت في تكوينهم، جرّاء نوعية الممارسات التي قاموا بها، والتي لم تقف عند حدود قتل الأنبياء والصالحين وأبنائهم، وتسويغ كل ألوان العدوان ضد الأقوام الأخرى، بل تعدتها إلى الافتراء على الله وإلى كثير من أنواع الفساد في الأرض، وهو ما تشير إليه كثير من الآيات القرآنية والمدونات التاريخية.

المرحلة الثانية: مرحلة القهر:

في هذه المرحلة اضطر اليهود للتنظير لأساليب سليمة للتعايش مع الأغيار (الشعوب غير اليهودية) ومع قوى الاحتلال والغزو (البابليون والرومان تحديداً)، حفاظاً عل حياة اليهود ووجودهم. وكان ممن نظّر لهذه الأساليب الحاخام «يوحنا بن راكاي»، الذي عاش الحصار الروماني للقدس في القرن الأول قبل الميلاد. وكذلك الحاخام «يهوذا الأمير» الذي وثّق علاقته بالإمبراطور الروماني «انتونيوس». وقد سعى عشرات الحاخامات الآخرين في القرن الثالث الميلادي، يرأسهم «يهودا هاناسى» عبر تحرير كتاب «المنشاه» إلى دعوة اليهود لتجنب الاستعمال المفرط للعنف والقوة ضد الآخرين، والذي كان يقضي على وجودهم. وطالبت تعاليم هذا الكتاب اليهود باتِّباع الوسائل السلمية في مرحلة الضعف والشتات. وبقيت هذه النزعة سائدة غالباً قرون طويلة، مقترنة باستثمار ثلاثة عوامل بديلة: المال والجنس والتآمر السياسي والاجتماعي.

المرحلة الثالثة: مرحلة الاستقرار:

وهي التي بدأت مع انتشار الإسلام واتساع رقعة دول المسلمين؛ فقد عاش اليهود أفضل حالات الاستقرار والأمان والرخاء في ظل مجتمعات المسلمين سواء في البلدان العربية أو تركيا أو إيران أو الأندلس، على الرغم من استمرار تآمر شرائح من اليهود ضد المسلمين، منذ فجر الإسلام وحتى الآن.

المرحلة الرابعة: مرحلة استدعاء الطغيان:

وقد بدأت مع التحالف المصيري بين وزارة المستعمرات البريطانية واليهود الصهاينة وتأسيس المنظمة الصهيونية العالمية، إضافة إلى تحرك اليهود الروس. وقد ساهمت أحداث العنف التي استهدفت يهود أوروبا وروسيا القيصرية في القرن التاسع عشر الميلادي وبدايات القرن العشرين، وخاصة المذابح الجماعية الروسية (البوغروم) عام 1903، بدوافع عنصرية وسياسية ودينية، ساهمت في دفع يهود أوروبا وروسيا إلى إيقاظ تعاليم وتقاليد العنف والإرهاب اليهودية التاريخية، التي ظلت نائمة غالباً قرون طويلة. وكان هذا الاستدعاء براغماتياً ولوناً فاقعاً من ألوان الدجل السياسي؛ لأن هذه الفئة من اليهود التي بادرت إلى هذا العمل كانت في غالبيتها علمانية وملحدة. ولم يكن يربطها بتعاليم التوراة أو اليهودية المتدينة رابطة تذكر، إذ أنها عمدت إلى انتقاء بعض التعاليم اليهودية التي تدعو إلى القتل والعنف واستباحة دماء (الأغيار) وأموالهم وأعراضهم، واستخدام أية وسائل لا أخلاقية ولا إنسانية بهدف الوصول إلى الغايات المرسومة.

وهكذا ولدت الصهيونية في رحم جمهرة من السياسيين والمثقفين والمحامين اليهود العلمانيين، يتقدمهم «هرتزل»، والذين دعوا اليهود إلى الثورة أيضاً ضد الديانة اليهودية وتعاليم أنبياء اليهود، باعتبارها تقف عقبة دون تحقيق طموحات اليهود؛ بسبب بعض أوامرها إلى اليهود بالتعايش مع الآخرين، ومن هؤلاء الشاعر الروسي اليهودي الصهيوني «بياليك» الذي طالب قبضات اليهود أن «تطير مثل الأحجار ضد السماء وضد العرش السماوي»، وكذلك الأديب اليهودي الصهيوني الروسي الذي طالب اليهود بمخالفة التوراة بقوله: «يا إسرائيل ليس العين بالعين، إنّما عينان بعين، بل أسنانهم كلها أمام كل إهانة».

وما نريد أن نخلص إليه هنا هو أن الممارسات العدوانية لليهودية الصهيونية لا تمثل استثنائية، أو مجرد ردود أفعال على أحداث أو اعتداءات: بل هي تعبير عن بنية فكرية ومنظومة عقيدية لا ترى إلا نفسها وأهدافها، ولا تعترف بأي ندٍّ أو نظير لها في الإنسانية، وبالتالي لا تعترف بأي حق للآخر في أي شيء. وليس مسلسل العدوان المستمر ضد البشر والحجر والقيم في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر، منذ مطلع القرن العشرين، وصولاً الى العدوان على لبنان وشعبه ومقاومته الإسلامية في تموز/ يوليو 2006، وحتى العدوان على غزة وجنوب لبنان في تشرين الثاني/ أكتوبر 2023، إلّا تطبيقات ميدانية لهذه المنظومة.

ولعل من أكبر الإنجازات التي حققتها الصهيونية اليهودية العالمية، فضلاً عن استيلائها بالقوة على فلسطين، هو الدعم المطلق الذي ظلت تحصل عليه من الصهيونية المسيحية في الغرب، التي تعتمد في بنيتها النظرية مجموعة من النصوص المنتقاة من التوراة، إضافة إلى تفسيرات ونبوءات تلمودية وأخرى مسيحية تعود إلى مرحلة الحروب الصليبية. وبالتالي؛ فإن التحالف الديني السياسي المالي بين الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية، يستند غالباً إلى رؤى ايديولوجية مشتركة، تتمظهر في وحدة النظرة إلى شكل العالم ومضمونه وحاضره ومستقبله، وما ينطوي عليها من قضايا دينية غيبية لها علاقة بآخر الزمان. ولا شك أن ذلك التحالف وهذه الوحدة والرؤية الكونية يمثل وجهي الصهيونية، وينتج عنه بالضرورة وحدة في المواقف السياسية والإستراتيجية. ووفقاً لذلك يمكن فهم خلفية ربط الصهيونية المسيحية الغربية مصيرها بمصير إسرائيل ووجودها.

ولا يستند الغرب، وخاصة بريطانيا التي خلقت الكيان الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأمريكية التي تحميه بالمطلق، الى العقيدة الصهيونية المسيحية، كنزعة دينية، إنما تستند الى التوصيف الجيوستراتيجي للكيان الإسرائيلي، بوصفه المعسكر الاستعماري الذي بنته بريطانيا في قلب العالم العربي والإسلامي، ليكون خندقاً متقدماً يحمي مصالحها. ولذلك؛ فإن الغرب عموماً، وبريطانيا وأمريكا خصوصاً، يعتبر الكيان الإسرائيلي جزءاً لا يتجزء من وجوده وأراضيه وجغرافيته، وليس مجرد مستعمرة غربية أو مجالاً حيوياً. ولعل بعض الجماعات اليهودية غير الصهيونية، ومنها جماعة (ناتوري كارتا) التفتت الى ماهية هذا المشروع الغربي الاستكباري المسمى (إسرائيل)، واعتبرته مؤامرة على اليهود والدين اليهودي، وأن الغرب يريد التضحية بالأُمة اليهودية من أجل مصالحه.

ومن المهم أن نشير هنا إلى أن النزوع المتجذر في الشخصية اليهودية التاريخية أو مجتمع اليهود التاريخي التقليدي نحو العدوان والإفساد والتآمر، لا علاقة له بالديانة اليهودية وتعاليمها الأصلية، فهناك فرق بين اليهود كعصبية تاريخية وبين اليهودية كديانة سماوية، وفرق آخر بين اليهود كأفراد ومجتمعات إنسانية قائمة وبين العصبية اليهودية التاريخية، فاليهودي كإنسان لا يمكن أن يتحمل أوزار العصبية التاريخية خلال ثلاثة آلاف عام، غلا إذا أصبح جزءاً منها وامتداداً لها، أي أنّ اليهودي له كل الحق في العيش في هذا العالم وممارسة ما يفرضه عليه انتماؤه من حقوق وواجبات، ومن ذلك عباداته وطقوسه، حتى داخل الدولة الإسلامية، فذلك ما تقره الشريعة الإسلامية بكل حزم، وتبيّنه سيرة المسلمين طيلة مئات من السنين. وبالتالي فإننا حين نتحدث عن اليهود؛ فإننا لا نقصد بذلك اليهودية كديانة أو اليهودي كإنسان، بل العصبية اليهودية التاريخية وتطبيقها المعقد المعاصر المتمثّل في العقيدة الصهيونية، التي تمثل نتاجاً مشتركاً لليهود العلمانيين واليهود المتدينين القوميين.

خصائص العقيدة الصهيونية

من أكبر الآثام التاريخية التي ارتكبها اليهود بحق ديانتهم هو التحريف الذي ألحقوه بها، وهو ما لا تخفيه مصادر الفكر اليهودي؛ فالتوراة المختلَف عليها والتي تشتمل على خمسة أسفار من العهد القديم؛ بعد أن فُقدت عقيب وفاة النبي موسى، عمد بعض الكهنة بعد عدة قرون على وفاة الكليم، إلى إملاء بعض التعاليم والأسفار ونسبوها إليه. كما أن أسفار الأنبياء والكتابات في العهد القديم منسوبة - هي الأخرى - إلى كهنة وأخبار عاشوا متأخرين بعد قرون عن هؤلاء الأنبياء. ولا نريد الدخول في تفاصيل عملية الاختلاق والتحريف هذه، إذ إنها من القضايا التي أُشبعت بحثاً(1). ويكفي أن «ول ديورانت» يؤكد أنه لم تبق من شريعة موسى سوى الوصايا العشر(2). أي إنّ العهد القديم ضمّ بين دفتيه الصحيح والمحرف والموضوع، مع عدم إمكانية الفصل بينها؛ بعد أن اختلطت ببعضها وانتهت إلى مضمون وشكل موحد. كما وضع الأخبار كتاب التلمود بعد حوالي قرنين على ولادة النبي عيسى، وجعلوه شريعة بني إسرائيل، وهو يحوي على تعاليم شفوية وشروحات وتفاسير كتبها الأحبار في أزمان مختلفة، وأصبح التلمود قريناً للتوراة(3).

واستمرت مصادر الفكر اليهودي بالتبلور بظهور عدد من المؤلفات، أهمها ما كتبه الفيلسوف اللاهوتي اليهودي موسى بن ميمون في القرن الثامن الهجري، ثم اكتملت بما عرف بـ «بروتوكولات حكماء صهيون»(4)، الذي يعد النظام الأساسي المعاصر للعصبية التاريخية، والتي أطلقت عليها فيما بعد «الصهيونية»، وهو ما سنأتي عليه لاحقاً.

أنواع اليهودية

بناءً على ما سبق فقد مرت اليهودية بمخاضات متعددة في مسارها التاريخي، نتج عنها عدة أنواع من اليهودية، هي:

1- اليهودية السماوية:

وهي دين أنبياء بني إسرائيل، ولا سيما النبي موسى وكتابها التوراة الأصلية التي أوحى الله بها إلى موسى، وبعض أسفار الأنبياء الصحيحة وزبور داود وأمثال سليمان وغيرها من المدونات الأصلية. وهي ديانة يتعامل معها الإسلام كآية ديانة سماوية أخرى ((وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِين))(5)، ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِين))(6)، ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا))(7)، ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ))(8). وهذه اليهودية اندثرت بمرور الزمن بسبب ما تعرضت له من تحريف شامل.

2- اليهودية المحرفة:

وهي النسخة المحرفة عن اليهودية السماوية التي طالتها أيدي الرهبان والكهنة وفلاسفة اليهود عبر التاريخ، وامتزجت بالأساطير والخرافات والادعاءات الغربية، وبرزت بالتدريج على شكل «عصبية يهودية» مزجت بين العصبية الدينية والعصبية القومية والثقافة الأرضية الخاصة. وقد تحدث القرآن الكريم صراحةً عن هذا الاتجاه الذي بلغ فيه اليهود مقدراً غير محدود من الجرأة على الله حتّى في زمن موسى، بل وفي وقت نزول آيات الله تعالى ((وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُون))(9)، ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيل * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرا * مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ))(10)، ((فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا))(11). هذا فضلاً عن ضغط الحوادث التاريخية التي مرّ بها اليهود، والتي ساهمت في خلق هذه (العصبية) المركبة، ومن أبرزها صراعهم الدائم مع الرسالات وقتلهم الأنبياء، وممارسات أو ردود أفعال الشعوب المجاورة لهم أو المتعايشة معهم، والذي نتج عنها اضطهاد وقهر وتشتت اجتماعي وجغرافي.

وتولّد عن هذه العصبية مشاعر متفردة متناقضة لدى المجتمعات اليهودية أصبحت جزءاً من عقيدتها وتكوينها النفسي، من أبرزها التمايز عن باقي شعوب العالم والتعالي عليها، باعتبار بني إسرائيل هم «أحباب الله»، و«شعب الله المختار» الذي يتفرد بحمل الرسالة الإلهية التاريخية التي لا بد أن يطبقها على كل الأرض دون استثناء، وإن أدى ذلك إلى تدمير كل شيء!، وقد تحمل اليهود - كما يتصورون - بسبب هذه الرسالة كل أنواع الاضطهاد والاحتقار، فشحن ذلك فيهم ألوان معقدة من الحقد والكراهية للآخرين، والتعطش للانتقام والانكماش والانعزال وغيرها من العقد والأزمات النفسية المتأصلة(12). يقول تعالى: ((قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِين))(13)، ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا))(14).

وهذه اليهودية هي التي ظلت العقيدة السائدة في المجتمعات اليهودية، ولم تنفع معها حتى تعاليم الأنبياء ونصائحهم وأساليبهم في التعبير، وهي اليهودية التقليدية.

3- اليهودية الصهيونية:

وهي وريث «العصبية اليهودية التاريخية» أو «العقيدة اليهودية المتوارثة»، إلّا أنها ليس وريثاً دينياً، بل وريثاً علمانياً استعمارياً، وإن وجدت بعض النزاعات الدينية في داخلها، كتلك التي توصف بـ «الصهيونية القومية المتدينة»، وهي نزعة أصولية تختلف عن اليهودية التقليدية. ولا تدين كل المجتمعات اليهودية بالصهيونية، بل هناك حركات يهودية (علمانية ودينية) مناهضة للصهيونية، مثل جماعة «القدس» وطائفة «ناتوري كارتا».

وقد جمعت العقيدة الصهيونية كل أسباب الإفساد والاستكبار والعنصرية والشر والعدوان والقسوة من من العصبية اليهودية التاريخية الموروثة، بصورة لم يشهدها التاريخ الإنساني من قبل، بل ولم يألفها التاريخ اليهودي نفسه.

مصادر العدوان في العقيدة الصهيونية

اعتمد الفكر الصهيوني الحديث في تشكيله وفي إسباغ الشرعية اليهودية على نفسه، على ثلاثة ألوان من المصادر، تعبّر عن ثلاث مراحل زمنية:

المرحلة الأولى: المصادر الدينية التاريخية:

وهي المصادر التي حرفها وكتبها الكهنة اليهود على مدى تسعة قرون وبعدة لغات (قبل الميلاد وبعده)، وهي التراث الديني اليهودي الذي يشتمل على العهد القديم بأقسامه الثلاثة وأسفاره التسعة والثلاثين، والتلمود بقسميه: (المنشاه) و(الجمارا). وقد سوغت بعض نصوص هذه المصادر ارتكاب كل ألوان العنف والعدوان ضد الشعوب غير اليهودية. فهذه النصوص تقسم البشرية إلى قسمين:

1 - «اليهود» أو «العبرانيون»، وهم شعب الله المختار وأبناؤه وأحباؤه وأُمته المقدسة، ولا تقبل العبادة إلا منهم.

2 - «الجوييم» أو «الأميون» أو «الأغيار»، أي اليهود، وقد خلقوا من طينة شيطانية، والهدف من خلقتهم خدمة اليهود، ولم يمنحوا الصورة البشرية إلا بالتبعية لليهود ليسهل التعامل بين الطائفتين، وذلك تكريماً لليهود(15).

وقد أرّخت هذه المصادر للتاريخ اليهودي المتخم بالحروب والفتن والمصائب. ومن خلال نوعية الحروب التي قادها أنبياء بني إسرائيل وملوكهم - كما تصف هذه المصادر - أو الفتن والمصائب التي تعرضوا لها أو تسببوا فيها، سوغت الصهيونية لنفسها العدوان بكل الصور على «الجوييم»، سواء العدوان الذي يستهدف الأخلاق والعفاف والجانب المعنوي والروحي، أو العدوان الذي يستهدف الابتزاز المالي والكسب اللا مشروع للثروات، أو العدوان والعنف والإرهاب الذي يستهدف مقدسات الآخرين وأراضيهم وأرواحهم وأعراضهم، وذلك بدافع الاستكبار والكراهية والحقد والانتقام، إضافة إلى دافع البحث عن الحقوق التاريخية الموهومة.

ومن هذه النصوص نص ورد في سفر الخروج في العهد القديم، يخاطب فيه إله بني إسرائيل نبيِّه موسى: «حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح وإن فتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. وإن لم تسلمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف»(16). وهذا النص الموضوع يسوغ للعبرانيين استرقاق الكنعانيين واستعبادهم وقتل جميع ذكورهم.

وهناك نص موضوع آخر، فيه أمر أكثر وحشية وهمجية: «انتقم نقمة بني إسرائيل من المدنيين، فقاتلوا مدين كما أمر الرب موسى، واقتلوا كل ذكر فيها، وسبى بنو إسرائيل نساء مدين وأطفالهم، ولم يرضى موسى عن كل ما حصل، فقد ترك جنده الأطفال أحياء فسخط موسى وقال لهم: فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال، وكل امرأة عرفت مضاجعة رجل اقتلوها»(17). وفي سفر يوشع أنه قاد العبرانيين باتجاه أريحا «فقتلوا جميع ما في المدينة من اجل رجل وامرأة وطفل وشيخ حتى البقر»(18).

وقد لا نحتاج هنا إلى إثبات كذب ما ينسبه العهد القديم من روح شريرة إلى الأنبياء، ولا سيما النبي موسى الذي قال فيه الله: ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيّا))(19)، وهو الذي طالما نهى قومه عن الكذب والافتراء عليه وعلى الله (تعالى): ((قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا))(20).

كما جاء في التلمود مجموعة فقرات تنص على أرواح اليهود تتميز عن باقي أرواح البشر بأنها جزء من الله، والابن جزء من أبيه، وأنّ المسيحيين من نسل الشيطان، والإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة، والفرق بين درجة الإنسان والحيوان بقدر الفرق بين اليهودي وغير اليهودي، والله ذنباً ليهودي يرد للأممي (غير اليهودي) ماله المفقود(21).

المرحلة الثانية: المؤلفات الوسيطة:

وهي المؤلفات التي وضعها حكماء اليهود في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية، ولا سيما مؤلفات موسى بن ميمون، إذ يؤكد ابن ميمون في كتابه «الاضطهاد» انفراد عنصر بني إسرائيل في قربه إلى الله وكونه معصوماً، وإن الله عاقب بعض الأنبياء لأنهم انتقدوا بني إسرائيل وطالبوهم بتجنب الفساد، ومنهم الأنبياء لأنهم انتقدوا بني إسرائيل وطالبوهم بتجنب الفساد، ومنهم النبي «إيليا»، الذي نفاه الله إلى برية دمشق، والنبي «أشعيا» الذي قتله الله على يد الملك «المنسي»، وكذلك النبي موسى والنبي هارون اللذان عاقبهما الله بأن فصلهما عن بني إسرائيل ومنعهما دخول فلسطين(22)؛ إذ جاء في سفر العدد: «فقال الرب لموسى وهارون: بما أنكما لم تؤمنا بي ولم تقدساني على عيون بني إسرائيل، لذلك لن تدخلا أنتما هذه الجماعة إلى الأرض التي أعطيتها إياها»(23).

وفي نصوص ابن ميمون تبرز العصبية اليهودية التاريخية بأبشع صورها، وعلى حساب الأنبياء والأوصياء، ولا يكتفي ابن ميمون بذلك، بل يقول بأن «الفرق بين المسيحية والإسلام وبين اليهودية كالفرق بين إنسان حي وبين صورته المنحوتة في خشب أو فضة أو ذهب أو حجر»(24).

المرحلة الثالثة: النصوص الحديثة:

وهي التي دوّنها أو قالها مؤسسو اليهودية الصهيونية وحكماؤها وروادها وقادتها، وهي مجموعة قولبة عصرية لمقولات تاريخية منتقاة وأدلجة علمانية لتعاليم دينية منتقاة أيضاً؛ إذ أعادت الصهيونية الروح للمقولات والتعاليم اليهودية التي تدعو للاستعلاء والاستكبار وممارسة الفساد والشر والقتل والتدمير، وفعّلتها بصورة ممارسات وأساليب على الأرض. ولعل قراءة استعراضية لما نشر تحت عنوان «بروتوكولات حكماء صهيون» وبعض مقولات «هرتزل» و«جابوتنسكي» و«بن غوريون» و«بيغن»، تتيح الوقوف على هذه الحقيقة بكل وضوح، ففي البروتوكول الأول من «بروتوكولات حكماء صهيون»(25)، جاء بأن «حكم العالم يُنتزع بالحرب والإرهاب... الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا ونحن نضع خططنا ألاّ نلتفت إلى ما هو أخلاقي وما هو خير... يجب أن نعلم كيف نصادر الأموال بلا أدنى تردد، إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة، وأن دولتنا لها الحق أن نستبدل بأهوال الحرب أحكام الإعدام، والإعدام ضرورة تولد الطاعة العمياء، فالعنف وحده العامل الرئيسي في قوة الدولة... يجب أن يكون شعارنا: كل وسائل العنف والخديعة. أن هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هدف الخير. ولذلك يجب ألا نتردد لحظة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة»(26).

وجاء في البروتوكول السابع: «من أجل أن نظهر استعبادنا لجميع الحكومات الأممية في أوروبا، سوف نبين قوتنا لواحدة منها متوسلين بجرائم العنف، وذلك هو ما يقال له حكم الإرهاب»(27). وفي البروتوكول التاسع: «لقد خدعنا الجيل الناشئ من الأمميين، وجعلنا فاسداً متعفناً به علمناه من مبادئ ونظريات معروف لدينا زيفها»(28).

ويقول «جابوتنسكي» (أحد رواد الحركة الصهيونية)، وهو يؤدلج للعنف والقتل: «أن الاقتتال بالسيف ليس ابتكاراً ألمانياً، بل إنه ملك لأجدادنا الأوائل... أن التوراة والسيف أنزلا علينا من السماء» ويضيف: «أن العالم لا يشفق على المذبوحين، لكنه يحترم المحاربين». ويقول أيضاً: «أن الأحذية الثقيلة هي التي تصنع التاريخ»(29).

ووظّف زعماء الكيان الصهيوني أفكار «جابوتنسكي»، من «بن غوريون» وحتى «أولمرت»، وكتبوها على الأرض بدماء ضحاياهم الأبرياء، حتى أن «مناحيم بيغن» ذكر بأن «التنكر أو حتى تجاهل أفكار جابوتنسكي يعني الخيانة»(30)، ويقول أيضاً: «من الدم والنار والدموع والرماد سيخرج نموذج جديد من الرجال... اليهودي المحارب أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نقوم بالهجوم»(31).

وقد نفذت العصابات الصهيونية منذ العقد الأول للقرن العشرين هذه المهمة في فلسطين على أبشع وجه، ثم ورثها جيش الكيان الصهيوني والأحزاب الصهيونية على مختلف اتجاهاتها، التي تبدأ بأقصى اليسار وتنتهي بأقصى اليمين، حتى اندفع «بن غوريون» وهو يرى نجاح مشروع الإرهاب الصهيوني ليقول: «أن أمام عرب إسرائيل ثلاثة خيارات: اعتناق الدين اليهودي، الطرد خارج البلاد، الإبادة التامة»(32).

علمانية العقيدة الصهيوني

برغم أن العقيدة الصهيونية اعتمدت في بنيتها الفكرية وصياغة خطابها العنصري وسلوكياتها العدوانية، على أساطير وخرافات منتقاة من التراث الديني اليهودي ومصادر العصبية اليهودية التاريخية، إلّا إنها عقيدة علمانية قومية لا يمت بصلة مباشرة لأي من ألوان التدين أو الفكر الديني أو السلوك الديني. وبالتالي؛ فالايديولوجية الصهيونية هي استثمار سياسي علماني لأساطير دينية يهودية؛ وهو ما أقرّه ودعا إليه رواد الحركة الصهيونية؛ فمثلاً المؤسس «هرتزل» يقول: «إنني لا أخضع لأي وازع ديني»(33) و«إنّ المسألة اليهودية لا تعني بالنسبة لي مسألة اجتماعية أو مسألة دينية.. إنها مسألة قومية»(34)، كما لا يخفى كون مشروعه الصهيوني هو مشروع استعمار(35)، وهو أيضاً حركة سياسية كما يقول ناشروا تراثه بقولهم: «منذ عام 1986 أصبح مصطلح الصهيونية مرادفاً للحركة السياسية التي أسسها ثيودور هرتزل»(36).

كما أن زعماء الكيان الصهيوني أكدوا منذ قيام (إسرائيل) على أرض فلسطين علمانية دولتهم، وأنها دولة قومية تستند إلى معتقدات العصبية اليهودية التاريخية، وليست دولة دينية، وهو ما يعبر عنه مطلب تحويل فلسطين إلى «وطن قومي لليهود».

وعلى هذا الأساس فإن ادعاءات «الحقوق التاريخية» و«شعوب الله المختار» و«إسرائيل الكبرى» و«حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل» و«التميز العرقي» و«إحياء مملكة داود» و«إعادة بناء هيكل سليمان» والتجمع حوله، تدخل كلها في حسابات الفكر القومي الصهيوني وليس الديانة اليهودية، بل إن زعماء الحركة الصهيونية - وكثير منهم ملحدون - سلخوا هذه الادعاءات أو المقولات من مضامينها الدينية ووضعوها في خانة المقولات القومية السياسية؛ لتسويغ علمانية العقيدة الصهيونية وعلمانية كيان (إسرائيل)، ولعل هذا هو من أهم أسباب الخلاف بين الأحزاب العلمانية الأساسية (الليكود، شاس، أبيض أزرق، كاديما، ميرس، العمل، إسرائيل بيتنا وكولانو) من جهة، والأحزاب السياسية الدينية (مثل كاخ، البيت اليهودي وتكوما) من جهة أُخرى، والاتجاهات اليهودية غير الصهيونية من جهة ثالثة.

ومما يؤكد هذه الحقيقة الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية التي تصدر بين فترة وأخرى في الكيان الصهيوني؛ فالذين صوتوا للأحزاب الدينية في الانتخابات البرلمانية عام 1949 كانت نسبتهم 12% فقط، وأصبحت 13% عام 1992، بينما ظلت تحصل الأحزاب العلمانية على ما يقرب من 85%  معدلاً عاماً. أما نسبة الـ90% من اليهود الإسرائيليين فهم غير متدينين (علمانيون أو ملحدون أو غير مبالين)، ولكنهم جميعاً يعتقدون أن فلسطين هي منحة إليهم من ألههم (يهوه) الذي لا يؤمن به معظمهم(37).

والنتيجة المهمة التي ينبغي الخروج بها من هذه الحقيقة، تتمثل في التوصيف الصحيح للصراع؛ فهو ليس صراعاً دينياً، أي ليس صراعاً بين الدينين الإسلامي واليهودي، ولا بين القوميتين العربية واليهودية، بل هو صراع إنساني عقدي، بين أهل فلسطين وعموم العرب والمسلمين ومن يتعاطف معهم من المستضعفين وعموم البشر، وبين العقيدة الصهيونية وأتباعها وحماتها المتمثلين بالاستكبار الغربي.

***

د. علي المؤمن

..........................

الإحالات

(1) أُنظر: في هذا المجال: د. أحمد شلبي، «اليهودية»، ورحمة الله الهندي، «إظهار الحق»، وعصام الدين حفني، «محنة التوراة على أيدي اليهود»، ود. جعفر هادي حسن، «فرقة القرائين اليهود».

(2) قصة الحضارة، ج2 ص 371. انظر أيضاً: موريس بوكاي، «التوراة والإنجيل والقرآن والعلم».

(3) للمزيد أُنظر: «التلمود شريعة إسرائيل: الكنز المرصود في قواعد التلمود». ترجمة د. يوسف نصر الله.

(4) أُنظر: «الخطر اليهودي: بروتوكولات حكماء صهيون»، ترجمة: محمد خليفة التونسي، وعبد الله التل، «خطر اليهود على الإسلام والمسيحية».

(5) سورة الأنبياء، الآية 48.

(6) سورة هود، الآية 96.

(7) سورة النساء، الآية 136.

(8) سورة البقرة، الآية 75.

(9) سورة النساء الآيات 44 - 46.

(10) سورة البقرة، الآية 79.

(11) سورة البقرة، الآية 79.

(12) للمزيد أُنظر: د. شاد عبد الله الشامي، «الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية».

(13) سورة الجمعة، الآية 1.

(14) سورة المائدة، الآية 82.

(15) أُنظر: د. إبراهيم العاتي، «الأديان والمذاهب» ص 31.

(16) التوراة، سفر الخروج، 33/27.

(17) المصدر السابق، سفر العدد، 31.

(18) المصدر السابق، أسفار الأنبياء، سفر يوشع، 8/27 - 28.

(19) سورة مريم، الآية 51.

(20) سورة طه، الآية 61.

(21) للمزيد أُنظر: عبد الله التل، «خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية».

(22) أُنظر: سامي محمد عبد الحميد، «القدس في اليهودية والمسيحية والإسلام»، ص 61 - 62.

(23) التوراة، سفر العدد، 13/20.

(24) نقلاً عن: سامي عبد الحميد، ص 63.

(25) قرارات سرية اتخذها زعماء الحركة الصهيونية العالمية في مؤتمرهم الذي عقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897، ونشرت ابتداء باللغة الروسية عام 1902، وترجمها للعربية محمد خليفة التونسي. ورغم اللغط الذي أحيط بالبروتوكولات وحقيقة انتسابها للحركة الصهيونية، إلّا أنّ تراث العصبية اليهودية والواقع الذي رسمته حوادث القرن العشرين يثبت انتماء هذه البروتوكولات إلى العقيدة الصهيونية.

(26) «الخطر اليهودي: بروتوكولات حكماء صهيون»، ص 108 - 109.

(27) المصدر السابق، ص 128.

(28) المصدر السابق، ص 156.

(29) «الايديولوجية الصهيونية»، ج1 ص 266.

(30) من كتاب «التجربة والأمل»، انظر: «يوميات الإرهابي مناحيم بيغن»، ترجمة: معين أحمد محمود، ص 6.

(31) المصدر السابق.

(32) عبد الوهاب المسيري، «الايديولوجية الصهيونية: دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة»، ج1 ص 265.

(33) أُنظر: علي جريشتي، «حاضر العالم الإسلامي 2»، ص 102.

(34) أُنظر: روجيه غارودي، «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية»، ص 24 نقلاً عن: هرتزل، اليوميات.

(35) المصدر السابق، ص 26، نقلاً عن هرتزل، «دولة اليهود».

(36) المصدر السابق، ص 26، نقلاً عن هرتزل، «اليوميات»، ج3 ص 105.

(37) المصدر السابق ص 24 نقلاً عن «موسوعة الصهيونية وإسرائيل»، ص 1262.

في المثقف اليوم