ترجمات أدبية

لوي رونيه دي فوريه: مختارات شعرية

للشاعر: لوي رونيه دي فوريه

ترجمة: عبد الوهاب البراهمي

***

كم مرّة أيضا علينا أن نقول1

ما قلناه  وأعدنا قوله مرارا

كم مرّة أيضا سنحلم بلغة

لا تستعبدها الكلمات

كما في أيامنا هذه

حيث الكلّ يرتعش من رغبة محتشمة

ليس لنا ظمأ إلا لعناق صامت

ما الذي يشبعنا أفضل من أخطر التبادلات

هل علينا أن نعيد باستمرار

ما نبحث عنه ولن ندركه؟

ربما يكون أكثر حكمة أن نتخلّى عن ذلك

لكن العقل والجنون يقاومان بقوّة متساوية

دون أن ينتصر أحد هما على الأخرى

هل يصبو الفكر قليلا إلى الراحة

أن يجعل من هذه المعركة العقيمة لعبته

التي لا يربح فيها إلاّ من خسر؟

أيّ حركة تثيره وأي أخرى توقفه

لحظة يستعدّ للقفز؟

هل تكون من وراء مداورة للكلام لا تنتهي

بلوغ منفذ هاجسه الوحيد

مازال هناك ضباب كثيف يغشي بصره

لاشيء يقوده سوى علامات في الفراغ

حاملة لرسائل تتألمّ دوما

من أن تنحرف دون أن تبلغ وجهتها

كشيء تقذفه كلّ مرّة يد مرتعشة

هل علينا أن نقول بأنها لا تتطلّب جوابا؟

العثور على صيغة للخروج من المأزق

وبأقصى سرعة ، فذاك ثمن الخلاص

لكن أن ننتظر طويلا من الليل حتى يضيء

الطريق الضيق الذي به يكون المنفذ

***

* لوي رونيه " أشعار صامويل وود" (فاتا مورغانا 1988)

........................

2-

الكلمات التي يستخدمها كل فرد ويسيء استخدامها حتى وفاته2

هل رأيتموها يوما تحرّك الأوراق وتحيي سحابا؟ّ

كل من ينوي الاستفادة من السّكون

لا يمكن أن يحصّل حكمة الصمت

من الأفضل مادام اللسان لا يقصّر

الكلام عن شيء آخر دون قول شيء يذكر

بل وعن الموت الذي دون محتوى

يلتفّ بتشدّق خطابي مظلم

إلى حدّ إثارة الرعب شديد

أقدم ممّا نستخدم من الكلمات الضخمة

مثل أزهار مزيفة لتزيين قبر

نَوْرة مزركشة ، إذا ما سوّدها الزمن.

تصدأ أكثر من ذكرى الأموات.

***

لوي رونيه

5Poèmes de Samuel Wood édité chez Fata Morgana en 1968   1

La chambre des enfants en 1960 *2

في نصوص اليوم