أقلام ثقافية

هو الذي لا يزال يكتب روايته!!

كل شيئ بتخطيط، ولا مكان للصدفة، ويكفي ضحكا على "أولاد الخايبات"، ولتتوقف الأضاليل والأكاذيب، وأبواق البهتان وشعارات المتاجرة بالبشر الحيران.

فهو الذي لا يزال يكتب روايته، بعد رسم فصولها وحسب أنه الرابح فيها، فوجد نفسه وسطا ناقلا للوصول إلى ما لا يخطر على بال المخططين والمهندسين والمفكرين، وأنبياء السياسات والفتن وإمتلاك البشر.

فهناك عقل سيد مستبد، وعقول عبيد!!

وما يتحقق في واقعنا من إنتاج العقول المُستعبَدة والأدمغة المبرمجة، والنفوس المَحقونة بصديد الويلات وزقوم الأحقاد والكراهية والإنتقام.

ووفقا للرواية المحبوكة الأحداث فقد جيئ بالعبيد الأسياد، وتنصيبهم سلاطين على العباد، فرفعوا رايات الطائفية ودينهم الفساد.

وأوهموهم بأنها الصدف النكراء، والأدعياء الدخلاء، وما هم إلا من إنتاج مصانع تدمير الشعوب ومختبرات إعداد الوكلاء، المسلحين بمهارات تصنيع الويلات والبلاء.

أمراء حروب وحكام جيوب، يفعلون الخطايا ويشاركون في المآثم، وما عندهم ذنوب، فهم الوطنيون الشرفاء الأجلاء المنزهون من العيوب.

وهو لايزال يكتب روايته ويعدّل بفصولها، وفقا للمستجدات والتفاعلات التي يستولدها ما يعزز المقصود، ويساهم في تأجيج الساكن من الوقود، وقد أدرك أن حرائق الدين أعظم من حرائق البنزين، فالأخيرة يمكن أن تنطفيئ، أما الأولى فأنها الجحيم المستعير أبدا.

ولا يزال يكتب روايته ويراجعها ويمدها بذروات متعاقبة، وكأنه إكتشف بأنه كتب رائعة خلاقة متفاعلة مع الأجيال، وتمتلك قدرات الأبد وطاقات السرمد، وقوة إسقاط وفود البشر في حفرة سقر، لأن روايته أصبحت منزلقا للوقوع في جحيمات الخطر.

كيف إبتكر فكرة الرواية، وأبطالها وزمانها ومكانها وكتّابها الذين يدينون برسالته البيدقية المطاوعة المتكيفة مع المتغيرات، لا أحد يعلم، إلا الذي عرف مصيره يوم اعتزم؟!!

هذا ما جنته علينا وعلى نفسها براقش التي تعرفون، بعد أن عَبرت وحطمّت الخطوط، لكنها قفزت بنا إلى محتدم!!

فلا تصدقوا ما قرأتم، وصدّقوهم، فالكذب المباح عَلمْ؟!!

 

د-صادق السامرائي

في المثقف اليوم