أقلام ثقافية

نوبل للآداب في رأي الادباء الروس

نشرت صحيفة ( ليتيراتورنايا غازيتا) (الجريدة الادبية) الروسية الاسبوعية في عددها الاخير، الصادر في 14- 20 / 10/ 2015 آراء خمسة ادباء روس حول منح جائزة نوبل للآداب للكاتبة البيلاروسية سفيتلانا الكسييفتش، التي تكتب باللغة الروسية، ونقدٌم للقارئ العربي مقاطع من تلك الآراء، والتي يعبر فيها هؤلاء الادباء بالطبع عن افكارهم الشخصية ومواقفهم الذاتية تجاه هذه الجائزة وتجاه الكاتبة البلاروسية التي حصلت عليها، ولكن هذه الآراء بمجملها - وبشكل او بآخر - تعبر طبعا عن موقف عام لتلك الصحيفة بلا شك تجاه الجائزة، وكذلك تعبر عن آراء الكثيرين من الاوساط الادبية الروسية .

 

سيرغي يسين

ان منح جائزة نوبل للآداب لسفيتلانا الكسييفتش يبدو عادلا فقط من وجهة نظر انها تكتب باللغة الروسية، كما هو حال العديد من الادباء السلاف ... واقول مخلصا باني لا اتابع ما تكتبه منذ زمن بعيد . ان التحيٌز الذي ابدته واعلنته في فترة – ما اصبح واضحا بالنسبة لي . وبشكل عام، فان كل شئ يرتبط بجائزة نوبل ليس بعيدا عن السياق السياسي طبعا، بل وبتعبير أدق، يوجد هناك سياق سياسي لا غير . انا حتى لا أتذكر متى منحوا هذه الجائزة آخذين بنظر الاعتبار النتاجات الفنية . باسترناك لم يمنحوها له من اجل شعره البديع، بل من اجل روايته المتوسطة ... وشولوخوف منحوه بعد قصارى جهود بذلتها الدولة السوفيتية آنذاك ...ويجب ان اشير ايضا الى ان معظم الجوائز الادبية الروسية، الموجودة عندنا في روسيا تمتلك نفس التحيٌز الموجود في جائزة نوبل .

 

فاليري كازاكوف

اولا، اريد تقديم التهاني لسفيتلانا الكسييفتش باسمي وباسم جميع محبي الادب السلافي لحصولها على هذه الجائزة الرفيعة . انا اعتبر انه - ولاول مرة- وطوال فترة طويلة وصلت هذه الجائزة الى الادباء السلاف. من الممكن بشكل مختلف تقييم الافكار والقناعات تجاه هذه الجائزة، لكن لا يمكن عدم الاعتراف بعدالة اختيار لجنة جائزة نوبل..

الكسييفتش كانت دائما كاتبة مقالات صحفية غير مريحة، وكل كتبها كانت في غير اوقاتها، لكن تلك الكتب والكتابات كانت دائما حقيقية . ومع ذلك فان حقيقة عن حقيقة تختلف . توجد حقيقة عند بونداريف في (الثلج الحار).. وعند بيكوف في (البقاء حيا حتى الفجر / او/ سأعيش حتى ارى الفجر حسب ترجمة غائب طعمه فرمان) ..وعندالكسييفتش .. وعند ايفانوف ...الخ .

هناك نظرتان الى نفس تلك الاحداث ونفس تلك الحرب... وانا اعتقد انه بفضل كتب الكسييفتش قد تغيرت اشياء كثيرة في الحياة، اذ انها عرضت الحقيقة الهائلة، والتي جمعتها في الشوارع واوصلتها الى القارئ .

 

محمد احمدوف (رئيس اتحاد ادباء داغستان)

هناك الكثير من الادباء الروس العظام ألذين لم يخونوا انفسهم ووطنهم لا بالكلمات ولا بالاعمال من اجل سعر الاسواق، وهؤلاء لم يستلموا جوائز نوبل . في السابق تم عمل الكثير لصالح السياسة، والان يحدث الشئ نفسه .الكسييفتش شغلت المكان المناسب في الزمن المناسب . انها ضد روسيا ..، ولهذا الموقف اعطوها الجائزة . افضل منها كتبوا ويكتبون باللغة الروسية، لكن لا البيلوروسي فاسيلي بيكوف، ولا الروسي فالنتين راسبوتين، ولا القرغيزي جنكيز آيتماتوف حصلوا على هذه الجائزة، مع الاسف ...

 

فلاديمر ليجوتين

سفيتلانا الكسييفتش تعمل في الوسط الادبي ... وتشغل مكانة متوسطة في مجال عملها، وهي ايضا كاتبة مقالات وتحقيقات صحفية .. ولكنها لم تكتب – حسب ذاكرتي - نتاجات فنية بحتة . لقد منحوها جائزة نوبل للآداب قبل كل شئ على موقفها وعلاقتها الانتقادية تجاه روسيا. في تاريخ جائزة نوبل للآداب كان هناك الكثير من الامثلة السياسية المماثلة ... واذا ما تكلمنا عن الادب بالمعنى الخالص للكلمة، فهل يمكن ان نضع الكسييفتش في مستوى واحد مع بونين او برودسكي، اللذان حصلا على هذه الجائزة ؟ وهل لم يكن مثلا أحق منها للحصول على هذه الجائزة الاديب فالنتين راسبوتين، الذي رحل عن عالمنا قبل فترة قصيرة؟

 

سيرغي شارغونوف

سفيتلانا الكسييفتش كاتبة اعلامية وصحفية عبقرية . بالنسبة لي كان من الممتع جدا قراءة كتابها الموسوم – (لا وجه نسائي عند الحرب) (جاءت تسمية هذا الكتاب بعدة ترجمات عربية منها – الحرب بلا وجه نسائي / الوجه غير الانثوي للحرب / الوجه غير النسائي للحرب )، وغيره من كتبها... ان قصة التراجيدية الانسانية وهي تروى باسم الضحية نفسها- هو ادب باهر بلا اية مجازفة لامكانية الفشل. في نفس الوقت يوجد هناك احساس بشوائب سياسية – ففي الفترة الاخيرة اصبحت الكاتبة تتميٌز بمواقفها الحادة بشأن صراعها مع السلطة ورئاستها في بيلاروسيا، او تقريع روسيا وانتقادها، والتي اتهمتها باحتلال القرم، وما شابه ذلك . يوجد عندنا ادباء احياء، وهم رواد واساتذة بحق في مجال الادب الابداعي مثل – اسكندر، او، بيتوف . انهم بلا شك جديرون بالحصول على نوبل . ان فالنتين راسبوتين الذي رحل قبل فترة وجيزة كان ايضا يستحق جائزة نوبل، هذا الكاتب الذي لم يكن باستطاعته حتى ان يعتبر نفسه ضمن قائمة الذين يكونون قريبين من تلك الجائزة . لماذا؟ لأنه لا يخفي موقفه الوطني تجاه روسيا .

 

أ.د. ضياء نافع

 

في المثقف اليوم