أقلام ثقافية

من مظاهر احتفال المصريين بقدوم شهر رمضان

hamid taoulostمنذ فجر الإسلام والمسلمون يحتفلون وفي كافة البلدان الإسلامية بأعيادهم ومناسباتهم الدينية باستطلاع واستبيان أهلة الشهور العربية وعلى رأسها شهر رمضان، الذي جعلوا من  رؤية هلاله يوما عظيما، يبتهجون فيه ويفرحون، ويعبرون عن استعدادهم التام للدخول في عالم الصيام وما يتعلق به من شروط، من خلال عدد من المظاهر والطقوس المتوارثة، التي من بينها على سبيل المثال، تلك التهليلة/الأغنية الرمضانية المصرية 100%:" وَحَوِى يا وَحَوِى إيَّاحَا " و " حَالُّو يا حَالُّو رمضان كريم يا حَالُّو"، والتي تعتبر علامة مميزة على رمضان لدى المصريين الذين مازلوا يستمتعون بالتغني بكلماتها، رغم عموض عباراتها التي لا يفهم معانيها إلا القليل، الأمر الذي دفع بي، للجوء لأهل المعرفة لفك رموزها المستعصية وللتعرف على أصلها وفصلها، بعد أن لم تسعفني قواميس ومعاجم العربية في ذلك، فعلمت من بعضهم أنها مجرد أغنية من الفولكلور الشعبى المصرى القديم، استوحاها المطرب والملحن المصرى أحمد عبد القادر (1916 - 1984) من التراث المصري الخالد، وغناها للإذاعة المصرية فى ثلاثينات القرن الماضى ؛ ومند ذلك التاريخ على مدار ما يقرب من 80 عاما مضت وإلى اليوم، لم يمر يوم فى شهر رمضان، لم يتوقف المصريون عن التغنى بها  في سهراتهم الرمضانية التي لا يعرفون النومَ خلالها .

وقد أختلف المصريون في أصل الأغنية، حيث نسب البعض كلماتها إلى "حسين حلمى المانسترلى"  بينما ربط البعض الآخر أصولها بقصة الملكة العظيمة "إياح حتب"، التي كانت تحرض " زوجها تاعا الثاني" أمير طيبة، علي أن يرفع راية العصيان في وجه الهكسوس الغزاة، ويستعيد مجد وبلاد آبائه من الفراعنة العظام، وتقوم الحرب بين الفريقين ويتقدم الجيش الطيبي، ويموت "تاعا "تحت أسوار أواريس، فيخلفه ابنه البكر «كامس» فيموت ميتته أبيه تم يدخل «أحمس» ابنه الثاني المعركة وينجح فيما فشل فيه أبوه وأخوه الكبير، وينتصر علي الهكسوس، ويطارد فلولهم إلي البادية يعود  وأمه "إياح" راضية على انجازه، وتقديراً للتضحيات وللدور البطولي لـ«إياح» خرج المصريون حاملين المشاعل والمصابيح وهم يهتفون لها: وحوي إياحة أي مرحباً يا قمر، أو أهلاً يا قمر.

وهكذا أصبحت وحوي إياحة، أو أهلاً يا قمر، تعويذة المصريين وشعارهم لاستقبال كل قمر يحبونه وعلي رأسها: قمر رمضان.

وكل رمضان وأنتم قرائي بكل خير.

 

حميد طولست 

 

في المثقف اليوم