أقلام ثقافية

حق النص وحق الكاتب

akeel alabodالنص قد يكون نثرا وقد يكون كلاما من لدن متمرس يمتلك من التجربة الحياتية والمعرفية والأدبية ما يجعله متمكنا من صياغة أفكاره بالطريقة التي يرتأيها بغية إيصال ما يريد قوله.

ذلك ضمن ظروف واقع، يعد الوقت فيه محسوبا ضمن مساحة معدودة بالساعات والدقائق.

هنا ما دام هذا الكاتب، اوذاك يكتب منذ زمن ليس بالقريب وفقا لتجربته، بغية ان يجد مربع تلك الصورة مطبوعا بهذه اللغة اوتلك، يصبح من الضروري معرفة ان التعبير لا يعد  تسلية، انما هو وظيفة مقدسة، تدخل فيها مفردات لها علاقة بالفكر والوجدان، والخيال فيها هو الشاهد وهو المصور، وهو بوابة الأمان التي منها يصبح الموضوع جاهزا بالشكل الذي يقتنع فيه صاحب الكلمة، وهو مسؤول عن ضعفها أوقوتها.

الكاتب هنا عمله عمل الاستاذ الجامعي، فهو الذي يلقي المحاضرة بالطريقة المطلوبة، وقد تكون المحاضرة احيانا غير مستوفية لشروط الخبرة الأكاديمية، لكنها مهما تكن يتم تدوينها والقائها على المتلقين، وبعد ذلك اي بعد الاستماع اليها يتم حتما تثبيت الدرجة المستحقة بخصوصها.

اذن النص جزء من جهد صانع الكلمة، والموقع هو المساحة التي بها يتم تدوين النصوص، اوالموضوعات، فالموقع هنا ليس بلجنة تحكيم، باعتبار ان الطرف الثاني، اي صاحب النص، بحكم تجربته مع الموقع اصبح من اصحاب البيت كما يقال، وهو يدرك جيدا معنى ان يكتب نصا. 

اضافة الى ان الكاتب الذي يحترم الموقع الذي ينشر فيه، حتما تراه مقيدا باحترام قلمه، وكذلك أفكاره وما يريد البوح به هو جزء من مسؤولية زمن يتسابق الاعلاميون فيه كما يتسابق اصحاب مواقع التواصل على ابداء هذا الرأي اوذاك.

ان لوقت الكاتب ثمن، وهذا الثمن، هو جزء من لحظة تاريخية مسجلة قصتها في ارشيف العقل الذي يلتزم مع الشعور برابطة حسية واعية.

هنا وللإنصاف، لا بد وان تكون في هذا الزمن المشحون، بالسرعة آخطاء لغوية، اوطباعية وما شابه، ولكن كما يقال فان للضرورة احكام، وان الفكرة يجب ان يتم فتح الطريق لترويجها هذا اذا لم تحول عن المنطق الاخلاقي والمعرفي.

الفكرة هنا مثل نبتة تطلب اللجوء في ارض تعدها خصبة لتنبت فيها، لذلك يصبح من غير الممكن  منعها من ان تنبت.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم