أقلام ثقافية

"إنسانزم" رائعة سعد سعيد تثبت ان الرواية العراقية مازالت بخير

1259 saadsaedصدرت رواية إنسانزم سنة ٢٠١٧ عن دار ضفاف في ٢٨٨ صفحة من القطع المتوسط. وهي رواية أستطيع أن أقول أنها تختلف عن أغلب الروايات العراقية، وتحمل أيدولوجيات غير مطروقة مسبقًا. وتجد فيها اختلاف الابعاد والآليات والأصوات ما بين الخيال والسخرية والواقع والفلسفة بأسلوب ودقة واختيارات الروائي سعد سعيد وإمكانياته الكثيرة وثقافته الواسعة وابتعاده عن التكلف والتقليد كل البعد ولغته السلسة.

المحور الرئيس في الرواية مشروع لطبيب لتحويل شمبانزي إلى إنسان، فلابُدَّ أن ما ساعد الكاتب خياله الجامح واستفادته من بلاغة التشخيص لأن عن طريق مشروع الدكتور استطاع أن يُشَبه القرد غير العاقل بإنسان عاقل كامل وبالتأكيد من هنا جاءت اختيار اسم الرواية.

ومن ناحية أخرى ينقلنا عن طريق مذاكرات يومية التي تبدأ كلغزِ محير فتتوضح فيما بعد وتأخذ هذه المذاكرات حيزًا كبيرًا في الرواية وتناول فيها الأدب الحربي وما حدث مع الجندي شيء أقرب للواقعية نوعًا ما.

أما ما يخص طريقة السرد استطاع أن يختار لروايته أكثر من طريقة ابتداءً بالطريقة التاريخية الشائعة وبعد ذلك في المذاكرات طريقة الأنا وتوفق في الطريقتين.

الروائي تجاوز أكثر من نوع أدبي آي نُلاحظ تداخل الأنواع ما بين الحوارات والرسائل واليوميات والمذكرات والخواطر إضافة للتكنلوجيا.

استطاع الروائي بطريقته العفوية أن يوصل ما أراد إيصاله وينتقد الإنسان وتفكيره بوساطة القرد فكانت طريقة متقنة ومدروسة.

وبالطبع إنسانزم كانت من الروايات المرشحة لجائزة بوكر الطويلة وكنت أتمنى أن تبقى لأنها تستحق فعلاً غير أنها تستحق أن تُصَوّر كفيلم سينمائي يومًا ما لأن الروائي يمتلك نظرة سينمائية في دقة إختيارته وللحظات كنت أشعر أنني أمام شاشة وأتابع ما أقرأ. غير أنها تستحق أن تُتَرجم للغاتِ عديدة.

أقول أخيرًا الرواية العراقية مازالت بخير بوجود إنسانزم ومن يكتب مثلها مستوًا لا فكرةً.

 

آشتي كمال

 

 

في المثقف اليوم