أقلام ثقافية

رائعة الاسلام

إن مفهوم النظام والخضوع للانضباط هو أساس عمل الكون، ورابط ضمان ديمومته، ومن هذا المنطلق الكبير بمفهومه وتفصيلاته انبثق تطبيق النظام في مختلف الجوانب الحياتية للبشر. فقد جعله المرتكز الاساس لقيام مؤسساته وحفظها وتطوير نتاجاتها، وان دوام استدامة المنظومة الحياتية قائم على مبدأ النظام والالتزام به، والسير وفقا لاساسياته وشروطه فتعددت طرق النظام وتطبيقاتها، فالمؤسسات الدراسية والشركات الرصينة لاتعمل إلّا وفق نظام مُعيّن تُمليه على رعاياها كي تضمن نجاح مسيرتها وقوة عطائها، كما ان الامر يساعد على حفظ كيان الشركة او المؤسسة وتعزيز مكانتها المجتمعية .وهذا المفهوم مشتمل على اغلب جوانب الحياة ولعل اكثرها صرامة وتطبيقا هو النظام العسكري لانه الاساس الاول لحفظ كيان الدولة الواحدة وضمان بقاءها وثبات سيادتها ..

فان كان اصل النظام منطبق على المجموعات الصغيرة فالكبيرة بما فيها الشركات والمؤسسات فالاكبر ويُعنى به نظام الدولة الواحدة فلا بُد اذن ان ينطبق هذا الامر على النفس البشرية، كي تحفظ قيمتها وكبر شانها، فالحرية المطلقة للنفس وعدم تقييدها بضوابط واسس كريمة تصون كرامتها وتضمن ديمومتها وسلامتها قد تؤدي بها الى مهالك وامراض معنوية تهدم كيانها وتجعلها فاقدة لذاتها .لذا فقد جاء الاسلام بمجموعة من الضوابط وقوانين سماوية مذهلة الدقة لو امعنا النظر فيها وفهمناها بعقل منبسط وفكر منفتح لتقبلناها كرواسخ اساسية فطرية ترفع شان النفس وتعزز مكانها في هذا العالم .فقد جعل الاسلام ضوابطا وقواعد تساعد النفس على التعامل مع الكون المطلق وفقا لقوانين رائعة تحفظ النفس وتضبطها وتحفظ قيمتها وتضمن لها بقاءا تفاعليا مع العناصر الفاضلة كي تبقى على جادة الفطرة السليمة والعقل الواعي .ففرضت قوانين صارمة ومهمة لضمان حفظها من آفات الاهواء والرذائل المكروهة خلقيا ومجتمعيا، كما اعتمد الاسلام في عملية فرض الضوابط والقوانين على اساس البنية الفسيولوجية للفرد فنظرا للاختلاف الكبير بين الرجل والمراة تقنّن الحفظ النفسي على اساس الاختلاف الفسيولوجي، من هذا الاساس جاء التفريق في بعض الحقوق والواجبات بين الرجل والمراة وهذا الامر لايعني تفضيل احدهما على الاخر بل بما يتناسب والبنية التكوينية لكل منهما،

الانسان بحاجة الى تصالح مُجدي مع نفسه ومفاهيمه وان يطلق فضاءات الفكر بكلّها الى أثير المنطق كي يفهم معنى القوانين المفروضة من السماء في دين الاسلام، ومدى اهميتها وضرورتها لحماية النفس البشرية وحفظ مكانتها في هذا الكون المطلق.

 

سجى الجزائري

 

في المثقف اليوم