أقلام ثقافية

وهذا شاعر مهاجر آخر...

سوف عبيدإذا كان مَطلع القرن العشرين قد شهد الأدب العربي المعاصر خلاله ظهور الأدب المهجري في أمريكا فإن مَطلع القرن الحادي والعشرين

 نلاحظ فيه اِنتشار المدونة الأدبية العربية على مدى بلدان أوروبا وأستراليا وهذا راجع إلى هجرة عديد الأدباء العرب إليها ممّا جعلهم يمثلون  تجربة إنسانية وأدبية جديرة بالمتابعة والدرس

من أولئك الأدباء الجديرين يالدراسة والمتابعة الشاعر بن يونس ماجن أصيل المغرب الأقصى والمقيم في لندن منذ السبعينيات من القرن العشرين حيث أكمل دراسته الجامعية وتخصص في الترجمة وهو يكتب بالعربية والفرنسية والإنقليزية وبدأ النشر منذ أواخر سنوات الستينيات فهو من مواليد سنة 1946 وقد صدر له عديد الدواوين نذكر العربية منها خاصة

ـ أناشيد الضباب

ـ مسامات

ـ لماذا لا يموت البحر

ـ هم الآن يكنسون الرذاد

ـ حتى يهدأ الغبار

ـ منارات في كواليس الصمت

ـ أسد بابل

ـ فرامل لعجلات طائشة في الهواء

ـ عندما يكف المطر عن الهطول

ديوان الحريك

ـ مثل نرد يندب حظه

ـ ليس معا ولكن على حدة

ـ إدريسيو مرثيات

ـ شذرات ثلاثية الأبعاد

وقد أصدر أخيرا ـ مجاذيف بلا أجنحة ـ وهي مجموعة شعرية تضم أربعة وعشرين نصا شعريا أغلبها ضمن الشعر الهيكي وحتى القصائد الأخرى تتكوّن من مقاطع قائمة على الإيجاز واللّمح وعلى الإشارة والتضمين الذي يشير إلى الموقف السياسي الواضح والقائم على النقد الجارح كقوله في قصيدة ـ توبة التمساح الضاحك ـ حيث يعرّض في بعض مقاطعها بظاهرة زواج المتعة وجهاد النّكاح وبقضية الصحراء بين المغرب والجزائر وبسنوات القمع والدكتاتورية وبنقد الربيع العربي

*

لقد كتبوا الكثير عن زواج المتعة

ولم بقولوا شيئا عن حريم السلطان

المعفى من ضريبة النكاح

*

بان كي مون

رصاصة طائشة

لفظتها كثبان الصحراء المغربية

*

سنوات الرصاص والجمر

ومعاقل للأكفان المتعفنة

وبلهيب الرماد كتب الشعب ملحمته الخالدة

*

رياح الخريف العربي الطائشة

تعوم في نزيف بحر هائج

وتتلاطم مع كموجات محطمة

*

بن يونس ماجنإن الشاعر بن يونس ماجن في هذه المجموعة الجديدة من قصائده قد أثرى مدوّنة ـ الهَيْكات ـ وهي الصيغة الجديدة التي أضحت تمثّل إضافة نوعية إلى ديوان الشعر العربي ولعل مثل هيكاته هذه يمكن اِعتيارها من الروائع

*

فراشة

تتخلى عن ألوانها

حزن الوردة

*

ما ألذّ الألم

حلاوة الصبر

عصير الدّفلى

*

ظلّي التائه

أبحث عنه دوما

فيختبئ ورائئي

*

الذئب يتثاءب

يتحسس أنيابه

رائخة الخرفان

*

عندما يهدأ الغبار

تنام الكتب

على الرفوف

*

بلا إطناب وبلاتعابير فضفاضة للحشو وبلا طنين بلاغة وإنما بإيجاز ولمح يفتح قارئ هذه ـ الومضات ـ الهيكات ـ مجالات واسعة ويعلو نحو فضاءات عالية ويرنو إلى مدى تلو مدى

إن هذا الشعر يكتبه القارئ أيضا...

 

سُوف عبيد

......................

للاطلاع على آرشيف الشاعر بن يونس ماجن في المثقف

http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_users&view=articles&id=252

 

في المثقف اليوم